منتديات الحوار الجامعية السياسية

محاضرات مكتوبة خاصة بالمقررات الدراسية
#68961
خضعت تونس للحكم العثماني في عام 1574م، وأصبحت تابعة للخلافة العثمانية، ثم
أنشئت الدولة الحسينية في عام 1705م علي يد حسين بن على الذي قام بالاستقلال عن
الدولة العثمانية. حيث أسس أسرة مالكة عرفت بالأسرة الحسينية التي ظلت تتوارث
السلطة حتى استقلال تونس في عام 1957.

ولقد تميزت هذه الفترة بصراعٍ خفي في السلطة بين القوى المحلية والقوى العثمانية
وبمجيء الباي حسين حاول كسب نوع من الاستقلال الذاتي فزاد من عدد الموظفين
ودعم اللغة العربية ورجال الدين، وأهم ما يميز هذه الأسرة الحسينية في القرن التاسع
عشر موجة الإصلاحات الكبيرة التي حدثت في حقول الإدارة والجيش وغيرها...،
وذلك في عهد أحمد باشا باي (1837 ـ 1855) الذي شيد قصر باردو التاريخي
الشهير. وكان من أهم رموز التغيير والإصلاح «خير الدين التونسي» المتحدر من
أصول شركسية الذي كان من ألمع رجالات النهضة.

أحمد باشا باي :



* إصلاحات المشير أحمد باي:


شهدت فترة حكم المشير أحمد باشا باي من 1837 إلى 1855 عدة إصلاحات كان أهمها إلغاء العبودية سنة 1846.



* إعلان عهد الأمان:

صدر هذا الإعلان يوم 10 سبتمبر 1857، في عهد محمّد باي، وهو يعتبر أول إعلان
لحقوق الإنسان في تونس، ومما جاء فيه:

"...وهذا القانون السياسي يستدعي زمنا لتحريره وترتيبه، وتدوينه وتهذيبه، وأرجو
الله الذي ينظر إلى قلوبنا أن تستقيم به أحوال الرئاسة، ولا يخالفه ما ورد عن السلف
الصالح... وتأسيسه على قواعد:

الأولى: تأكيد الأمان لسائر رعيتنا وسكان إيالتنا على اختلاف الأديان والألسنة
والألوان، في أبدانهم المكرمة، وأموالهم المحرمة، وأعراضهم المحترمة، إلا بحق
يوجبه نظر المجلس بالمشورة ويرفعه إلينا ولنا النظر في الإمضاء أو التخفيف
ما أمكن أو الإذن بإعادة النظر.

الثانية: تساوي الناس في أصل قانون الأداء المرتب أو ما يترتب...

الثالثة: التسوية بين المسلم وغيره من سكان الإيالة في استحقاق الإنصاف، لأن
استحقاقه لذلك بوصف الإنسانية لا بغيره من الأوصاف، والعدل في الأرض هو
الميزان المستوي...




* إصدار دستور 1861:








صدر هذا الدستور في 29 جانفي 1861 في عهد الصادق باي، وذلك إثر سلسلة من


الإصلاحات شهدتها سنة 1860، وتمثلت خاصة في إنشاء الوزارة الكبرى وتنظيم


عملها، وإصدار الرائد التونسي. ويعتبر دستور 1861 أول دستور في البلاد العربية


والإسلامية يقرّ الملكية الدستورية





خير الدين باشا:







* إصلاحات خير الدين التونسي: (1873-1879):






كانت مرجعية إصلاحات خير الدين ما ورد في كتابه "أقوم المسالك في معرفة أحوال


الممالك" الصادر سنة 1867، وقد شملت هذه الإصلاحات جملة من التوجهات تمثلت


خاصة في:




* الأخذ عن تجارب الحكم في الممالك الأوروبية.


* مشاركة أهل الحل والعقد للملوك في نظام الحكم.


* إحياء المؤسسات التي تمّ بعثها في عهد الأمان وإقرارها في دستور 1861


* تأسيس تنظيمات سياسية جديدة لأسباب التمدن ونمو العمران.





ومن الإصلاحات الكبرى لخير الدين :





* تنظيم الوزارات وإصلاح الجهاز الإداري.


* الحدّ من تجاوزات السلطة الجهوية.


* إصلاح القضاء والمحاكم الشرعية.


* إنشاء المحاكم في مجالات النظام العام والجنايات والأحكام العرفية والحقوق الذاتية.


* إصلاح نظام السجون.


* إقرار إصلاحات تخص سير المجلس البلدي لتونس العاصمة.


* تأسيس المدرسة الصادقية في 13 جانفي 1875 للنهل من علوم العصر ودعم ازدهار البلاد.






********************






انتصاب الحماية الفرنسية بتونس





اندرج الاستحواذ الاستعماري على إيالة تونس ضمن ظاهرة عامة ميّزت تاريخ العالم




خلال القرن التاسع عشر





وهي التوسع الأوروبي لاقتسام العالم والهيمنة عليه. وقد انجرّ عن الأطماع والضغوطات الخارجية، إثر التسرّب





التجاري والمالي الأوروبي، تدهور أوضاع البلاد إلى درجة الأزمة السياسية وتعرّض


جلّ محاولات التقدّم


والإصلاح إلى الصعوبات والتعطيل. واستعدّت فرنسا لإلحاق الإيالة بتحويل السيطرة


المالية إلى هيمنة كاملة بعد الاحتلال العسكري.






* معاهدة باردو:





سمحت هذه المعاهدة التي تم إمضاؤها في 12 ماي 1881 بخرق السيادة الوطنية


والاحتلال الكامل للبلاد.



و إخضاع الباي للحماية الفرنسية حيث أمضى محمد الصادق باي المعاهدة المفروضة عليه









والتي تعلن "حماية" فرنسا على البلاد التونسية. وقد عرفت بمعاهدة باردو أو "قصر السعيد".