منتديات الحوار الجامعية السياسية

محاضرات مكتوبة خاصة بالمقررات الدراسية
#68962
المختصر / قدرت أوساط روحية مسيحية في جامعة الكسليك اللبنانية شمال بيروت ما نهبه نظاما حافظ الاسد وابنه بشار من “خيرات لبنان واقتصاده” طوال 29 عاما من احتلالهما العسكري للبلاد (1976 – 2005), بأكثر من 40 مليار دولار, ثلثها من عمليات السرقة المنظمة للمدن والقرى التي احتلها الجيش السوري منذ العام 1976 في مختلف المناطق اللبنانية, وخصوصاً في المدن والقرى السياحية التي تحوي ما لا يقل عن خمسة آلاف قصر لمغتربين لبنانيين أثرياء ولرعايا خليجيين وعرب, وثلثها الثاني من الخوات التي فرضها مدير الاستخبارات السورية في لبنان غازي كنعان ومن بعده رسم غزالي ومعاونوهما في المحافظات اللبنانية على الشركات والمؤسسات الاقتصادية والتجارية وعلى مكاتب السفر والحجوزات وعمولات مليارات الدولارات المحولة من المغتربين سنويا الى ذويهم في الداخل, أما الثلث الاخير فهو عبارة عن العمولات القسرية على بيع الاراضي والعقارات والمباني والمساحات الزراعية حتى في أقصى جنوب لبنان.

وأكد أحد رجال الدين, نسبة الى “احصاءات دقيقة ووثقائق دامغة” جمعتها لجان دينية وحزبية بمساعدة مؤسسات مدنية اجتماعية وتقارير أمنية طوال نحو 20 سنة عن تصرفات الجيش السوري الذي بلغ تعداده في مراحل عدة في لبنان اكثر من 35 الف ضابط وجندي ورجل استخبارات, ان “المناطق اللبنانية الأكثر معاناة من عمليات النهب والسرقة السورية كانت مناطق تجمع أثرياء وتجار واقتصاديي الطائفة السنية الميسورة في بيروت وطرابلس وصيدا والبقاع الغربي, إضافة إلى المناطق المسيحية الجبلية الغنية بأموال أبنائها المغتربين” (13 مليون مغترب مسيحي في العالم حسب احصاءات الاتحاد الماروني العالمي في الولايات المتحدة).
وكشف الكاهن ل¯ “السياسة”, أمس, أن اللواء الركن السابق رفعت الاسد شقيق الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد وعم الرئيس الراهن بشار خلال فترة قيادته ألوية “سرايا الدفاع” العسكرية العلوية, وهي عصب نظام آل الاسد, ومن ثم خلال تعيينه نائباً لشقيقه الرئيس لخلافته في حال وفاته, أنشأ مؤسسة عسكرية ضخمة ومترامية الاطراف للقيام بعمليات نهب وتهريب من لبنان الى سورية على هامش “سرايا الدفاع” التي كانت تقود القوات السورية في لبنان, مشيراً إلى أن هذه المؤسسة قامت بنهب آلاف القرى والمدن والسطو بالقوة والعلنية على أثاثات المنازل على مختلف أنواعها, إضافة الى أكثر من 100 ألف سيارة خاصة وآلاف الفانات والشاحنات كانت تنقل الى مدن الداخل السوري لتباع في معارض ضخمة يديرها أنجال رفعت الاسد وابناء عمومتهم واخوالهم وخالاتهم والمقربون منهم من الطائفة العلوية”.
ونقل رجل الدين اللبناني عن تقرير لمنظمة “مكافحة المخدرات والجريمة” الاميركية (DEA) العاملة حول العالم, نشر في الصحف والمواقع الالكترونية الاميركية والاوروبية وبعض وسائل الاعلام اللبنانية العام 1986 وأحدث ضجة كبرى, تأكيده أن “رفعت الأسد بنى أضخم امبراطورية للمخدرات في العالم في سهل البقاع في لبنان لتمويل الدولة السورية من مئات آلاف الموظفين والجيش السوري الذي يبلغ تعداده نصف مليون جندي وضابط واجهزة الامن والمؤسسات الحكومية, حيث كان عملاؤه اللبنانيون تحت حماية قوات سرايا دفاعه يزرعون مساحات شاسعة علناً في سهل البقاع بالحشيش والخشخاش (الهيروين) وغيرهما من المخدرات, كما استقدم مصانع تكرير بلغ عددها أكثر من 100 مصنع وزعها على عملائه اللبنانيين على طول الطريق الممتدة من بلدة رياق في البقاع الاوسط الى منطقة الهرمل في اقصى الشمال البقاعي, ومن بلدتي دير الاحمر وشليفا في البقاع الشمالي الى مرتفعات الارز وإهدن نزولا الى الساحل الشمالي والى بيروت حيث كانت جماعات منظمة تهرب منتوج تلك المصانع الى اوروبا بمختلف الوسائل, وبمشاركة بعض الاحزاب اللبنانية التي كان رفعت الاسد يدفع لها عمولات مقابل ذلك”.
وذكر تقرير منظمة “DEA” الذي نشر على حلقات حول العالم ان “الاستخبارات السورية في لبنان بأمر من رفعت الاسد ومشاركة ضباط كبار في الاستخبارات والامن العام اقدمت على اغتيال رئيس الوزراء رشيد كرامي بعد فتور علاقاته بالنظام السوري, وبعدما أصدر اوامره الى قوى الامن الداخلي والجيش بمنع اي عمليات تهريب مخدرات لرفعت الاسد عبر الخط الجبلي من البقاع الى الساحل, ما يعني محاولة تجميد بيع اطنان من المخدرات يقدر ثمنها بثلاثة مليارات دولار سنوياً, فما كان من قائد سرايا الدفاع إلا أن اغتال كرامي”.
وقال رجل الدين المسيحي ل¯”السياسة” ان رفعت الاسد عندما فر من سورية, اثر محاولة انقلاب قادها ضد شقيقه حافظ, كان يمتلك في بنوك سويسرا وانكلترا وفرنسا والولايات المتحدة ولبنان وبعض الدول العربية ما مجموعه اربعة مليارات دولار, أنشأ منها صحيفة دولية ومحطة تلفزيون مازالت عاملة حتى الان في لندن, كما انشأ عشرات المؤسسات التجارية والسوبرماركات في الولايات المتحدة التي حصل منها على الجنسية الاميركية, كما فعل تماما في دول اوروبية اخرى”.
وأكدت الاحصاءات التي كشفها رجل الدين ان “بشار الاسد وشقيقه وصهره وشقيقته الذين ورثوا عن أخيه باسل المؤسسات والشركات التي انشأها عمهم رفعت تحت مظلة سرايا الدفاع, استمروا في بعض عمليات النهب للاقتصاد اللبناني حتى انسحاب جيشهم المحتل من لبنان في ابريل 2005, وخصوصاً تجارة السيارات المسروقة والمعدات الكهربائية والتدخل في تجارة العقارات والتسجيلات العقارية عبر الحصول على خوات للسماح للمشترين بأن يشتروا وللبائعين بأن يبيعوا, وفرض خوات أخرى على المصارف اللبنانية التي حملوها على انشاء فروع لها في سورية, وقد تبين لرئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رفيق الحريري الألماني ديتليف ميليس ان مدير الاستخبارات السورية في لبنان اللواء رسم غزالي يمتلك في مصرف “المدينة” الذي افلسته الحكومة السورية لتغطيه عمليات نهبها منه, أكثر من ستة ملايين دولار, فيما يمتلك مدير الامن العام السابق جميل السيد ملايين عدة, رغم أن راتبه في الجيش والامن العام طوال خدمته لا يتجاوز الألفي دولار شهرياً”.

المصدر: سوريون نت