منتديات الحوار الجامعية السياسية

محاضرات مكتوبة خاصة بالمقررات الدراسية
#69221
تواجه العلاقات العربية الأوربية في الفترة الحالية تحديات كبيرة، وتبعات خطيرة،بسبب تنامي النفوذ الاستعماري الأمريكي في العالم العربي خاصة،وفي منطقة الشرق الأوسط الإسلامي عامة،بعد احتلال الولايات المتحدة وبدعم من حلف الأطلسي وأوربا لكل من أفغانستان بدعوى مكافحة الإرهاب،والعراق بحجة وجود أسلحة الدمار الشامل فيها،ومازالت هاتان الدولتان تشهدان إلى اليوم حرب تحرير شعبية ضد الوجود الأجنبي فيهما،وقد تستمر هذه الحرب عدة سنوات،وقد ألقت هاتان الحربان بظلالهما القاتمة على العلاقات العربية الأوربية،خاصة بعد تفجيرات مدريد ولندن،وما ترتب عليها من تداعيات زادت من حدة السخط الشعبي في كل من العالمين العربي والغربي،وتنامي موجة العداء والكراهية من كل طرف تجاه الطرف الآخر،هذه الفجوة التي ما كان لها أن تزداد على هذا النحو الخطير لولا السياسات الحكومية الغربية تجاه المشروع الاستعماري الأمريكي في المنطقة،والتي لا يمكن التخفيف من آثارها دون معالجة موضوعية لجذور المشكلة،التي يمكن تحديد أسبابها بالتالي:

أولا: حالة الارتهان الأوربي للنفوذ الأمريكي:

فما تزال دول أوربا الغربية منذ الحرب العالمية الثانية في حالة ارتهان للنفوذ والقرار السياسي الأمريكي،الذي كان له اليد الطولى في تحرير أوربا من الاحتلال النازي،كما لا تزال أوربا في حاجة إلى الجيش الأمريكي لحمايتها من الأخطار الخارجية من جهة،ولتأمين مصالحها في المناطق الحيوية كالمنطقة العربية التي تمثل الشريان العالمي للنفط،ولكثير من المواد الخام الضرورية للاقتصاد الأوربي من جهة أخرى،وهو ما يجعل أوربا اليوم أسيرة للنفوذ الأمريكي ومواقفه،مهما كانت تلك المواقف متعارضة مع سياسات دول أوربا وتوجهات الرأي العام فيها،ومصالح دولها وشعوبها!

وقد عبر الرئيس الألماني عن ذلك باعترافه بأن الرئيس الأمريكي الحالي في حربه على العراق إنما يقود العالم لحروب دينية مجنونة،وأنه أسير لرؤاه الدينية!

ولم يعد يخفى على أحد مدى تنامي نفوذ التيار المسيحي الصهيوني المتطرف في الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة،والذي بات يقود أمريكا وأوربا من ورائه لخوض حرب صليبية جديدة،تشترك في دعمها القوى الرئيسة المؤثرة في السياسة الخارجية للولايات المتحدة،تلك القوى المتمثلة بـ:

1- اللوبي الصهيوني الذي يشكل قوة ضغط سياسية واقتصادية وإعلامية وانتخابية مؤثرة في توجهات وسياسات البيت الأبيض.

2- واللوبي الرأسمالي للشركات العالمية،كشركة هالي بيرتون التي ثبت أن نائب الرئيس الأمريكي ديك شيني عضو في مجلس إدارتها،والتي تحصد المليارات من حربي أفغانستان والعراق،وغيرها من شركات صناعة وتجارة الأسلحة،التي لا تعيش ولا تنتعش إلا في أجواء الحروب والدمار!

3- واللوبي الكنائسي البروتستانتي الأمريكي الذي يبلغ أتباعه نحو ستين مليون عضو في الولايات المتحدة،ويشكل قوة مؤثرة في الرأي العام الأمريكي.

وقد اجتمعت مصالح هذه القوى الثلاث في هذه الحرب الاستعمارية،فالدعم الرأسمالي من أجل السيطرة على منابع النفط والتحكم في الأسواق العربية والعالمية.

والدعم الصهيوني لتأمين الوضع العسكري لصالح إسرائيل، والضغط باتجاه إخضاع دول المنطقة كلها للنفوذ الإسرائيلي.

والتأييد الكنائسي لدعم أنشطة التبشير في المنطقة كما يجري حاليا في أفغانستان والعراق حيث تشهدان نشاطا تبشيرا محموما،يكشف عن بعض أبعاد الحرب الجديدة القديمة على العالم الإسلامي والعربي ويفضح أهدافها.

ومع ذلك لم تجد أوربا بدا من الدخول في هذه الحرب الصليبية كما أعلنها بوش بمشاركة جيوش حلف الأطلسي في أفغانستان، ثم في العراق،تحت اسم قوات متعددة الجنسيات،ليعود الاحتلال الأوربي للعالم العربي والإسلامي من جديد بمساعدة الجيش الأمريكي،وكما احتلت بريطانيا وفرنسا العراق وسوريا،في الحرب العالمية الأولى،عادت اليوم لتحتل العراق،وتهدد سوريا،وبنفس الذرائع،كما وردت في البيان البريطاني الفرنسي المشترك المنشور في 9/11/1918 والذي جاء فيه ـ كما في الوثائق البريطانية الخاصة بالجزيرة العربية 5/499 ـ بأن الهدف من دخول القوات المشتركة في العراق وسوريا هو إقامة أنظمة ديمقراطية،وتحرير شعبيهما،وتنمية اقتصاديهما،وتشكيل حكومات وطنية تدير شئونهما! وهو الشعار نفسه الذي رددته حكومتا بوش وتوني بلير في حربهما على العراق!

ثانيا:غياب الإرادة الشعبية العربية الحرة الموحدة:

فالمنطقة العربية ما تزال تعيش إشكالية الخريطة الاستعمارية البريطانية الفرنسية منذ الحرب العالمية الأولى،ومنذ اتفاقية سايكس بيكو،وما زالت شعوبها تدفع ضريبة تلك الفترة الاستعمارية،وتعيش آثارها إلى اليوم،بفقدانها وحدتها القومية الطبيعية،وحيلولة أوربا الاستعمارية آنذاك،ووريثتها في المنطقة أمريكا الآن،دون قيام أي وحدة عربية،ووأد أي أنظمة ترفض الهيمنة الغربية على المنطقة،ودعم الأنظمة الدكتاتورية الاستبدادية على حساب حرية شعوب المنطقة العربية وسيادتها واستقلالها،كدعم فرنسا للنظام العسكري في الجزائر،ودعم الولايات المتحدة للأنظمة الملكية والعسكرية الاستبدادية في كل من مصر وتونس والمشيخات في الخليج وغيرها من الحكومات التي لا تمثل شعوبها،بقدر ما تمثل مظهرا من مظاهر الاستعمار الأجنبي الذي أقامها،ورسم حدودها منذ الحرب العالمية الأولى، والذي مازال يرعاها،وما زال المؤثر الرئيس في أوضاع المنطقة العربية كلها،وقد صرح الرئيس الأمريكي بوش بأن الولايات المتحدة هي التي كانت تدعم الأنظمة الدكتاتورية في العالم العربي منذ ستين سنة!بل وما زالت تدعمها بكل قوة إلى اليوم،وهي الحقيقة التي يعرفها ويعيشها ثلاثمائة مليون عربي منذ ستين سنة!

وهذا ما جعل الفجوة بين شعوب العالمين العربي والأوربي الغربي تزداد اتساعا وعمقا،مهما حاولت دول أوربا رفع شعارات دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان،التي لم تعد في نظر المواطن العربي سوى شعارات زائفة تهدف إلى عودة الاستعمار العسكري من جديد بنفس الحجج والذرائع القديمة!

ثالثا: تجاهل أوربا للأسباب الموضوعية للأزمة:

فمع أن الروابط التي تربط العالم العربي بالعالم الأوربي الغربي التي يمكن أن تساهم في تعزيز العلاقات بينهما أكثر من الروابط التي تربط بين العالم العربي وشعوب الشرق الأقصى ـ كالصين واليابان مثلا،التي لا يكاد يوجد أي إرث عدائي بينها وبين شعوب العالم العربي،بخلاف الحال مع أوربا ـ حيث التجاور الجغرافي بين الدول العربية والأوربية،ووجود القيم الدينية المشتركة بين الإسلام والمسيحية،وحيث المنطقة العربية هي مهد الديانات السماوية كلها،وموطن مقدساتها،ومنبع حضاراتها،كما تمثل المصالح الاقتصادية والتجارية حجر الزاوية في العلاقات بينهما،إلا أن كل تلك العوامل والروابط المشتركة غير قادرة على معالجة الأزمة الحالية والتخفيف من تداعياتها،بسبب غض الجانب الأوربي الطرف عن أسباب العداء الرئيسية التي ازدادت حدة منذ إعلان الحرب على أفغانستان والعراق!

ولن تستطيع أوربا أن تحقق أمنها واستقرارها ونموها على حساب جيرانها العرب،ولن تضمن الولايات المتحدة بقوتها العسكرية تحقيق الأمن لها في الوقت الذي يعيش العالم العربي الحرب والتدمير والقتل والتشريد في فلسطين والعراق،على يد الجيش الأمريكي والإسرائيلي بدعم عسكري ولوجستي ومادي من أوربا!

كما تعيش أكثر شعوب العالم العربي تحت قهر أنظمة دكتاتورية، تصادر أهم الحقوق والحريات الإنسانية والدستورية لشعوبها ومواطنيها،بدعم وتحالف بينها وبين الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وغيرها من الدول الأوربية!

ولا يمكن معالجة هذه الإشكالية ما لم تكن أوربا قادرة على المصارحة والمكاشفة ونقد الذات والاعتراف بجذور الأزمة التي كانت وراءها منذ الحرب العالمية الأولى إلى اليوم،ابتداء من تقسيم العالم العربي،والحيلولة دون وحدته،ودعم الأنظمة الدكتاتورية الحليفة لها،والتدخل في شئون شعوبها للحيلولة دون تغيير واقعها نحو مستقبل أفضل.

رابعا:خطر تنامي النفوذ الأمريكي الاستعماري:

ففي ظل العجز العربي الحكومي عن الوقوف أمام المشروع الاستعماري الأمريكي،وارتهان الموقف الأوربي للقرار الأمريكي،واندفاعه خلفه تحت ذريعة مكافحة الإرهاب ـ قبل تحديد معنى الإرهاب الذي تُشن الحرب الصليبية للقضاء عليه ـ أصبح ازدياد النفوذ الأمريكي في المنطقة سبب أزمة،ومصدر خطر مؤكد على الطرفين العربي والأوربي،حيث يدفعان ثمنه باهظا باتساع الفجوة بينهما،وازدياد الشعور في أوساط شعوبهما بالعداء والحقد،بسبب الحروب الاستعمارية الصليبية الجديدة التي تشنها الولايات المتحدة وأوربا خلفها على العالم العربي والإسلامي،للسيطرة عليه،بدعوى الحرب على الإرهاب،وردة الفعل العنيفة التي نتجت عن هذه الحرب،حتى صارت أوربا نفسها مسرحا لعمليات الانتقام،وأصبحت تعيش فزعا أمنيا لم تكن تعيشه من قبل تورطها في هذه الحرب الاستعمارية.

وتكمن خطورة المشروع الأمريكي في المنطقة في أنه لا يدع لشعوب العالم العربي والإسلامي أي خيار أمامها للتفاهم أو التفاوض معه،لمعرفة ما هي المشكلة التي يمكن تقريب وجهات النظر حولها،فالمشروع الأمريكي ـ كما عبر عن ملامحه كل من الرئيس الأمريكي السابق نيكسون في كتابيه (ما بعد السلام)،و(الفرصة السانحة)،ومستشار الأمن القومي الأمريكي السابق بيرجنسكي في كتابه(رقعة الشطرنج)،بل وما دعا إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق شمعون بيريز في كتابه(الشرق الأوسط الجديد) الذي تتطابق وجهات نظره معهما،وهو ما يتم تنفيذه اليوم على أرض الواقع ـ يقوم على:

1- ضرورة إقامة قواعد عسكرية دائمة للولايات المتحدة في المنطقة العربية،أي احتلالها بشكل عسكري مباشر،وهو ما دعا إليه نيكسون صراحة،وهذا ما تقوم الإدارة الحالية بتنفيذه بحذافيره،بدعوى تأمين مصالح الولايات المتحدة في المنطقة،حيث أصبحت قواعدها العسكرية تنتشر على نحو خطير من أدنى العالم العربي إلى أقصاه،كمظهر من مظاهر فقدان دول المنطقة لسيادتها واستقلالها.

2- القضاء على الحركات الأصولية داخل العالم العربي والإسلامي،بدعوى أنها تمثل خطرا دائما على إسرائيل وعملية السلام في المنطقة،وهو ما دعا إليه بيريز الذي دعا قبل عشر سنوات إلى قيام تحالف عالمي لتحقيق هذا الغرض،وهو ما تم فعلا على أرض الواقع،بقيام تحالف دولي لمكافحة الإرهاب قبل تحديد مفهوم قانوني له،أي إشغال العالم العربي في صراع وحرب أهلية داخلية بين الحكومات وشعوبها لتجفيف منابع الأصولية،في الوقت الذي تسيطر الأصولية اليهودية على الحكومة في إسرائيل،والأصولية المسيحية على الولايات المتحدة وكثير من دول أوربا! ولا يُعرف على وجه التحديد ما المقصود بالأصولية؟وكيف يمكن مواجهتها؟وتحت أي غطاء قانوني يمكن مصادرة حقها في ممارسة نشاطها الفكري والسياسي السلمي في دولها؟ حيث تم تحت شعار مكافحة التطرف والأصولية إغلاق المعاهد الدينية ومراكز تحفيظ القرآن في كثير من البلدان الإسلامية كالباكستان،وإغلاق كثير من الجمعيات الخيرية للإغاثة الإنسانية،وهو ما أدى إلى تأكيد أهداف هذه الحرب في نظر شعوب العالم العربي والإسلامي،وأنها تستهدف الإسلام والمسلمين،وليس التطرف والمتطرفين!

3- ضرب أي قوة عسكرية في المنطقة،وتفكيك قدراتها العسكرية،كما حدث للعراق وليبيا،والحيلولة دون حصول المنطقة العربية والإسلامية على التكلونوجيا العسكرية المتطورة بدعوى أنها تشكل خطرا على إسرائيل،وهو ما يجري الآن مع إيران وملفها النووي السلمي،في الوقت الذي تمتلك فيه إسرائيل أسلحة نووية،وأسلحة دمار شاملة!

4- الحيلولة دون توحيد العالم العربي،والعمل على ترسيخ حالة الانقسام والتشرذم التي تعيشها دول المنطقة،في الوقت الذي تدعم فيه أمريكا الاتحادات العالمية الاقتصادية أو السياسية في أوربا وأسيا،وهو ما دعا إليه بيرجنسكي صراحة حيث حذر في كتابه من خطورة قيام وحدة عربية،بل وأكد ضرورة إبقاء العالم العربي على ما هو عليه من تقسيم منذ الحرب العالمية الأولى!

5- التدخل المباشر في كل شئون دول المنطقة ابتداء من الشئون السياسية فالاقتصادية فالقانونية إلى تعديل مناهج التربية والتعليم،والتدخل في الشئون الدينية،دون مراعاة خصوصية دول المنطقة وحساسية شعوبها،لتكتشف شعوب العالم العربي من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي أن حكوماتها قد فقدت استقلالها،ولم تعد تملك قرارها السيادي،وتحولت إلى قواعد عسكرية،ومخافر شرطة أمريكية،لتشتغل بالتضييق على شعوبها تحت ذريعة مكافحة الإرهاب،وليتحول العالم العربي في نظر الشعوب العربية إلى سجن كبير لخدمة المشروع الأمريكي الاستعماري في المنطقة!

لقد بدأت الولايات المتحدة حربها تحت ذريعة مكافحة الإرهاب،لتكتشف شعوب العالم العربي بعد ثلاث سنوات من قيام هذه الحملة الصليبية الاستعمارية الجديدة أن الهدف كما صرح به الرئيس الأمريكي في رمضان الماضي هو الحيلولة دون قيام إمبراطورية إسلامية تمتد من المغرب إلى أندونيسيا،ولمنع المتطرفين في هذه الدول من الوصول للسلطة!!

أي أن الحرب الصليبية الجديدة التي تشنها الولايات المتحدة على العالم العربي والإسلامي ستظل حربا مفتوحة زمانا ومكانا وأهدافا،دون وجود هدف محدد،ولا مدة محددة،ولا مكان محدد! فأصبح العالم العربي والإسلامي كله مسرحا لعملياتها العسكرية من المغرب إلى أندونيسيا،كما ستظل الحرب قائمة دون تحديد مدة زمنية تقف عندها،ولتشمل أهدافها تفكيك القدرات العسكرية لدولها وتحجيمها،والحيلولة دون وصول الأصولية الإسلامية للسلطة ولو عن طريق صناديق الانتخابات وإرادة ورغبة شعوبها،كما تشمل أهدافها تغيير مناهج التربية والتعليم التي تتعارض مع القيم والمفاهيم والثقافة الغربية،وفتح الأسواق أمام المنتجات الأمريكية،والسيطرة على منابع النفط،وإغلاق الجمعيات الخيرية،ومنع أي نشاط إسلامي خيري أو دعوي في دول كثيرة...الخ

وهذا المخطط والمشروع الاستعماري الجنوني لا يجعل للشعوب العربية والإسلامية أي خيار أمامها سوى خيار الرفض والمواجهة والمجابهة لهذا المشروع،الذي سيتحطم على صخرة الواقع،ولكن بعدما تدفع شعوب العالم ضريبة هذه الحرب المجنونة،التي يؤججها الحقد الديني الذي يدفع الرئيس الأمريكي لشن هذه الحملة الصليبية على العالم العربي والإسلامي!

إن كل ما سبق ذكره باختصار يقتضي ضرورة قراع الأجراس، ودق نواقيس الخطر ليبادر السياسيون والمفكرون في العالمين العربي والغربي إلى دراسة أسباب جذور الأزمة الحالية بكل موضوعية وحيادية،ودراسة آثار هذه الحرب الجديدة على العلاقات الأوربية العربية في ظل غياب إرادة الشعوب في كلا العالمين العربي والغربي،حيث تعيش الحكومات الغربية حالة من الارتهان للقرار الأمريكي مهما تفاوتت حدة هذه الحالة،كما لا تمثل الحكومات العربية الاستبدادية إرادة شعوبها،كما تفتقد إلى أدنى درجات القدرة على الممانعة أمام التدخل الأجنبي في شئون شعوبها الداخلية والخارجية،مما يدفع الشعوب العربية إلى دعم خيار المقاومة، والوقوف مع كل من يحمل هذا الشعار،في فلسطين والعراق وفي كل جبهات المواجهة الظاهرة والخفية العسكرية والسياسية والإعلامية والفكرية مع الحملة الاستعمارية الصليبية الجديدة،مما سيكون له تداعياته الخطيرة في المستقبل على مصالح الدول الأوربية في العالم العربي بعد سقوط المشروع الأمريكي وفشله في تحقيق أهدافه، وستدفع شعوب أوربا ودولها ضريبة حرب لم يكن لها أي مصلحة في خوضها،وكان بإمكانها تأمين مصالحها مع العالم العربي وتعزيزها وتطويرها لصالح شعوبهما،دون التورط في دعم المشروع الاستعماري الأمريكي للمنطقة،ومازال بالإمكان تعزيز فرص التفاهم بينهما بما يمتلكانه من قيم دينية وإنسانية مشتركة،ومصالح اقتصادية وتجارية مشتبكة،والتي يمكن لها أن تسهم بشكل كبير في تخفيف حدة التوتر،وطرح حلول أعقل،لضمان مستقبل أفضل للعالمين العربي والغربي،بعيدا عن الحروب والدمار،والبؤس الذي خلفه الحقد الصليبي الذي يسيطر على تجار الحروب وسماسرة الموت والخراب!