منتديات الحوار الجامعية السياسية

قسم مختص باستقبال أسئلة الطلاب
#50792
تعاون أمريكي- ألماني أقوى، هذا ما دعا إليه كل من المستشار الألماني شرودر ووزيرة الخارجية الأمريكية رايس خلال لقائهما في برلين أمس.


كوندوليزا رايس والمستشار الألماني غيرهارد شرودر.
أكد المستشار الألماني غيرهارد شرودر ووزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس خلال لقائهما أمس في العاصمة برلين على القواسم المشتركة التي تجمع بلديهما على صعيد حل المشاكل في العراق والأراضي الفلسطينية ومع إيران. وقال شرودر خلال اللقاء أن السياسة الحالية للإدارة الأمريكية لا تضر بالجهود الدبلوماسية التي يبذلها الاتحاد الأوروبي لحل النزاع النووي مع إيران. كما عرض المستشار دعماً ألمانيا أقوى في مجال إعادة بناء العراق وخاصة على صعيد تدريب قوات الأمن العراقية. أما وزيرة الخارجية الأمريكية فتحدثت عن إمكانية بداية "مرحلة جديدة" في العلاقات بين البلدين.

الأولوية للدبلوماسية مع طهران




رايس مع بلير في لندن أمس
احتل الملف الإيراني حيزاً هاماً في محادثات شرودر ورايس. وتشير تصريحات الطرفين إلى الاتفاق على إعطاء الأولوية لحل النزاع بخصوص الملف النووي الإيراني بالطرق الدبلوماسية. في هذا السياق رأى شرودر أن السياسة الأمريكية لا تضعف الموقف التفاوضي الأوروبي تجاه طهران. وفسر ما جاء في خطاب بوش عن حال الاتحاد بأنه يسير إلى دعم الديمقراطيين في العالم. بدورها أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية أن سلوك القيادة الإيرانية يثير المخاوف في العالم. وأضافت أن إمكانية استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية لا ينبغي استغلاله لإنتاج أسلحة نووية من قبل إيران. وسبق للوزيرة أن أكدت قبل أمس في لندن أن الولايات المتحدة تريد استنفاذ جميع الفرص لحل النزاع مع طهران بالطرق الدبلوماسية.

دعم ألماني إضافي للعراق

وعلى الصعيد العراقي قال شرودر أن بلاده تريد تقديم المزيد من الدعم في مجال إعادة بناء العراق. وعليه فإنها مستعدة لتدريب قوات أمن عراقية إضافية في الإمارات العربية المتحدة. كما أنها على استعداد للمساعدة في تأهيل المؤسسات الحكومية ووضع خيرتها تحت تصرف العراقيين في هذا المجال. وأضاف شرودر هذا الدعم سيقدم بغض النظر عن اختلاف المواقف بشأن الحرب على العراق.


اهتمام بتقريب المسافات

تمهد زيارة الوزيرة الأمريكية للزيارة التي سيقوم بها الرئيس جورج بوش إلى ألمانيا في 23 فبراير/ شباط الحالي. وفي هذا السياق قالت رايس أن زيارة بوش تفتح الباب أمام مرحلة جديدة في العلاقات الأمريكية- الألمانية. ويقول المراقبون أنها تعكس جدية الإدارة الأمريكية في الاهتمام بتقريب المسافات مع الحلفاء الأوروبيين. كما أنها أولى زيارات بوش إلى الخارج منذ توليه الحكم للمرة الثانية. وتعليقاً على ذلك يقول كرستوف بيرترام من مؤسسة الدراسات العلمية والسياسية أنه من المهم الآن انتهاز الفرصة السانحة لتحسين العلاقات، وأضاف في المقابلة التي أجرتها معه قناة التلفزيون الألمانية الثانية أن البوادر الأمريكية لرأب الصدع مع أوروبا دليل على استفادة الإدارة الأمريكية من خبرة الأعوام الماضية، بعدما فشل مبدأ "سنفعل كل شيء وحدنا"، وظهر ميل إلى إعطاء الدبلوماسية فرصتها. غير أنه من المستبعد حدوث تحول أمريكي كامل عن اللجوء للخيارات العسكرية على حساب الحلول الدبلوماسية للقضايا المُختلف عليها.

بوادر تحسن




وزير الداخلية الألماني اوتو شيلي
تتزايد المؤشرات على سريان الدفء في العلاقات الألمانية الأمريكية في الوقت الراهن، فقد سبق زيارة رايس الحالية إلى برلين لقاء مع وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر في واشنطن وهنأها فيه على تولي منصب وزيرة الخارجية معرباً عن سعادته وتفاؤله بالعمل معها. وبعد أقل من ثلاثة أسابيع ستبدأ زيارة الرئيس الأمريكي بوش إلى ألمانيا. وأحدث الإشارات الإيجابية من قبل الرئيس الأمريكي على صعيد الرغبة بتحسين العلاقات مع برلين جاءت قبل أمس أثناء زيارة أوتو شيلي وزير الداخلية الألماني للولايات المتحدة، فلم تمض بضع دقائق على لقاءه بالمسؤول الأمني ستيفان هادلي في البيت الأبيض حتى فُتح الباب ودخل الرئيس الأمريكي مرحباً بالضيف دون سابق موعد. وذكر شيلي أنها كانت لفتة كريمة من الرئيس، وبعدها حضر بوش الاجتماع وأثنى على الدور الألماني في الحرب على الإرهاب، معتبراً أن ألمانيا حليف يمكن الاعتماد عليه.