- الخميس يناير 29, 2009 3:55 pm
#11965
بدأت الحرب العالمية الثانية في الاول من سبتمبر 1939 حين سيرطرت الجيوش الالمانية على الاراضي البولندية مدعية حقها في السيطرة على الممر البولندي وميناء دانزايج,وكام هدف هتلر من غزوه لبولندا ان يربط بروسيا الشرقية بألمانيا
بدأ هتلر في تحويل الهجوم صوب اوروبا الغربية وفي عدة شهور استطاعت الجيوش الالمانية ان تحتل كل من الدانمرك,والنرويج,والسويد,ولوكسمبورج,وبلجيكا ثم اتجهت حول الحدود الفرنسية وبدأت الجيوش الالمانية بدخول فرنسا عبر حدودها مع بلجيكا,وقد ادت الاوضاع المتردية في الداخل الى انهيار المقاومة الفرنسية,وعلى الرغم من المحاولات اليائسة التي قامت بها الحكومة الفرنسية انذآك لطلب العون والمساندة من الولايات المتحدة وبريطانيا,الا انها لم تسفر اي استجابة يعتد بها من جانب هاتين الدولتين,حيث رأت الولايات المتحدة التريث لمتابعة التطورات الدولية وسير العمليات الحربية,بينما رأت بريطانيا ان مصالحه تستلزم الاحتفاظ بقواتها العسكرية للدفاع عن اراضيها,وقد اسفر الامر في النهاية عن سقوط باريس في 15 يونيو 1940,وعقدت الحكومة الفرنسية اتفاقية هدنة مع المانيا في 22 يونيو 1940
وبعد ذلك حاول هتلر استمالة بريطانيا لتأييد توسعاته ( عن طرق وعوده بالتخلي عن مطالبه في ممتلكات الامبراطورية البريطانية فيما وراء البحار ) الا ان بريطانيا اعلنت مساندتها لبولندا وهددت بإعلان الحرب على المانيا في حالة عدم انسحابها من الاراضي البولندية ورغم تردد فرنسا في التدخل الا انها قدمت انذارا مشابها للإنذار البريطاني لألمانيا، وبذلك تم اعتبار بريطانيا وفرنسا في حالة حرب مع المانيا بحلول الثالث من سبتمبر 1939 وعلى الجانب المقابل نجد ان الاتحاد السوفيتي ( الذي سبق له توقيع ميثاق لعدم الاعتداء مع المانيا في اغسطس 1939، تضمن اتفاقا سريا لتقسيم المناطق البولندية وبلاد البلطيق بينه وبين المانيا ) أعلن ان بولندا قد زالت من على الخريطة السياسية وقد اعقب ذلك قيام الجيوش السوفيتية باحتلال الاقاليم البولندية .
فرض هتلر سيطرته على بولندا والبلطيق وبدأ في توجيه هجومه صوب اوروبا الغربية حتى احتل الدنمارك والنرويج والسويد ولوكسمبورج وبلجيكا ثم والت زحفها باتجاه الحدود الفرنسية.
في فرنسا كانت الاوضاع متوترة بسبب اختلاف حول الاستراتيجية الواجب اتباعها في مواجهة المانيا، وعلى الرغم من أن خط "ماجينو" الدفاعي الفرنسي كان قمة التطور العلمي إلا أنه لم يمتد ليشمل الحدود الفرنسية البلجيكية مما اتاح المجال امام الجيوش الالمانية للانقضاض على فرنسا عبر حدودها مع بلجيكا مما جعل الحكومة الفرنسة ان تنقل مقرها من باريس الى فيشي.
على الرغم من المحاولات التي قامت بها الحكومة الفرنسية لطلب المساعدة من الولايات المتحدة وبريطانيا الا انه لم تحدث أي اجابة من هاتين الدولتين، اذ آثرت الولايات المتحدة التريث لمتابعة التطورات الدولية وسير العلميات الحربية بينما رأت بريطانيا أن مصالحها تستلزم الاحتفاظ بقواتها العسكرية للدفاع عن أراضي بريطانيا.
وفي 15 يونيو 1940 سقطت باريس وحدث انقسام بين بول رينو رئيس الوزراء ( الذي كان يرى ضرورة مواصلة القتال ) وبين نائبه الجنرال بيتان ( الذي كان يرى ضرورة الاستسلام ) واعقب ذلك استقالة حكومة رينو وقيام الجنرال بيتان بتشكيل حكومة موالية للألمان حيث طلب عقد الهدنة مع الالمان وقد تضمنت اتفاقية الهدنة الموقعة بين المانيا وفرنسا في 22 يونيو 1940 شروط مجحفة بفرنسا كان أهمها:
1- السماح للجيوش الالمانية باحتلال بعض الاراضي الفرنسية والسيطرة على الموانئ الفرنسية الواقعة على المحيط الاطلنطي وبحر المانش
2- أن تقوم فرنسيا بتسريح قواتها المسلحة ماعدا الجنود المتكفلين بحفظ الأمن والنظام الداخلي
3- تتحمل فرنسا نفقات جيش الاحتلال الالماني
4- اطلاق سراح اسرى الالمان لدى فرنسا مع احتفاظ المانيا باسرى الحرب من الجنود الفرنسيين
فشلت الجهود الالمانية باقناع بريطانيا بالاستسلام وعدم التورط في الحرب، وبذلك قامت غارات جوية المانية على اراضي ومدن بريطانية بما فيها العاصمة، بهدف تحطيم الروح المعنوية لبريطانيا، الا ان الثقة الكبيرة التي تتمتع بها الحكومة البريطانية انذاك بزعامة ونستون تشرشل ونجاح البريطانيين في تطوير صناعاتهم الحربية واختراعهم لأجهزة الرادار قد ساعد على افشال الغزو الالماني.
وفي هذه الاثناء اعلنت ايطاليا الحرب على فرنسا وبريطانيا على امل مقاسمة المانية غنائم الحرب وفي هذا الاطار سعى موسوليني الى التوسع في منطقة البلقان فبادر باحتلال ألبانيا ثم اليونان إلا ان المقاومة اليونانية نجحت في التصدي للجيوش الايطالية واجبرتها على الانسحاب من ألبانيا، وبتلك التطورات قدر هتلر ان هزيمة حليفه قد تؤثر سلبيا على معنويات جيوش دول المحور فهب الى مساندته بهدف السيطرة على شبه جزيرة البلقان واستطاعت الجيوش الالمانية عام 1914 ان تحتل المجر وبلغاريا ورومانيا ويوغوسلافيا ثم اليونان وكريت ( حتى لا تستغل كقاعدة بريطانية في البحر المتوسط )
ابتداء من عام 1940 قام الايطاليين بالهجوم انطلاقا من الاراضي الليبية صوب الحدود المصرية للتحرش بقوات الحلفاء الموجودة في مصر ولكن استطاعت التصدي لها واجبرتها على التراجع الى داخل الاراضي الليبية، فعاد هتلر مرة اخرى لتغطية هزائم ايطاليا وارسل دعم عسكري الماني الى شمال افريقيا بقيادة روميل وقد شهدت شمال افريقيا معارك بين قوات الحلفاء والمحور خلال عامي 1941 و 1942 حتى استطاعت قوات الحلفاء بقيادة مونتجمري ان تنتصر على قوات المحور بقيادة روميل وان تجبرها على التراجع حتى داخل الاراضي التونسية بينما اطبقت عليها القوات البريطانية الامريكية المشتركة القادمة من المغرب والجزائر بقيادة ايزنهاور مما ادى الى انسحاب الألمان من شمال افريقيا.
من ناحية اخرى لم يفلح ميثاق عدم الاعتداء الموقع بين المانيا والاتحاد السوفيتي في اغسطس 1939 في القضاء على التناقضات الكبيرة بين النازية والشيوعية وبالتالي في يونيو 1941 هاجم الاتحاد السوفيتي بعد ان احس بتفوق جيوشه في منطقة البلقان ويمكن تحديد الاسباب التي جعلته يهجم على الاتحاد السوفيتي ما يلي:
1- الخلافات الايدولوجية العميقة بين الشيوعية والنازية
2- عدم ثقة هتلر في الزعيم السوفيتي ستالين
3- نزعة هتلر وايمانه بنظرية الجنس الاري وضرورة سيطرته على كل شعوب العالم الاخرى
4- تخوف هتلر من سعي الاتحاد السوفيتي على منافسة المانيا على النفوذ في مناطق البلطيق والبلقان
5- السيطرة على الموارد المعدنية في الاتحاد السوفيتي فضلا عن القمح في اوكرانيا
وتصور هتلر ان هجومه على الاتحاد السوفيتي سوف يحظي بتأييد الدول المناهضة للشيوعية وبالفعل فقد تقدمت الجيوش الالمانية وسيطرت على مساحات شاسعة بالذات اوكرانيا وشبه جزيرة القرم وسباستبول والقوقاز ولكن عند وصول الجيش الالماني الى مدينة ستالينجراد بدأ يعاني من نقص الامدادات وفوق ذلك عدم قدرتهم على مغالبة الطبيعة وشدة البرد القارس والذي دفع قادة الحملة الالمانية الى الاستسلام مخالفين بذلك تعليمات هتلر الذي ظل يطالبهم بمواصلة القتال
وبذلك استطاع السوفييت التصدي للهجمات الالمانية واسترداد المناطق التي احتلها الالمان وتوالت الانتصارات السوفيتية على الجيوش الالمانية خلال عامي 1943 و 1944 حتى تحررت الاراضي السوفيتية وتعقبوا القوات الالمانية الى داخل الاراضي الفنلندية وكذلك في بولندا ورومانيا وبلغاريا والمجر وذلك بمساعدة الامدادات التي قدمتها دول الحلفاء للاتحاد السوفيتي.
اما بالنسبة لموقف الولايات المتحدة الامريكية من الحرب فهو متأرجح بين سياسة العزلة وسياسة التدخل وعلى الرغم من عدم المشاركة في الحرب بشكل رسمي حتى عام 1941 فقد ساهمت في دعم قدرات دول الحلفاء وتمثل ذلك في عدة امور:
1- موافقتها عام 1939 على بيع السلاح الامريكي لدول الحلفاء ونقله على سفن غير امريكية
2- قدمت مساعدات عسكرية ضخمة لبريطانيا
3- اصدار قانون الاعارة والتأجير في مارس 1941 وينص على تقديم الدعم لأية دولة يرى ان الدفاع عنها يمثل امرا حيويا للولايات المتحدة، وقد قدمت في ظل هذا القانون مساعدات الى كل من بريطانيا والصين
4- صادرت الولايات المتحدة السفن والاموال والممتلكات الخاصة بدول المحور لديها
في عام 1941 كانت الاوضاع الدولية تطورت بحيث ادت الى تحول جذري في الموقف الامريكي من الحرب وتمثلت ابرز التحولات فيما يلي:
1- توتر العلاقات الامريكية اليابانية نتيجة المساندة الامريكية لحكومة الصين بزعامة تشانج كاى تشيك في حربها ضد اليابان وايضا تجميد الاموال اليابانية في الولايات المتحدة ووقف التبادل التجاري معها
2- احتلال اليابان للهند الصينية واقامة قواعد عسكرية يابانية فيها
اما السبب المباشر لدخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية تمثل في تعرض ميناء بيرل هاربر لهجوم جوي شامل من اليابان وادى الى مقتل ما يقارب 3000 امريكي وتحطيم عدد كبير من الطائرات الحربية الامريكية، وبعد هذا الهجوم اعلنت امريكا الحرب على دول المحور مجتمعة فردت المانيا وايطاليا باعلان الحرب على الولايات المتحدة في 11 ديسمبر 1941.
تغير مجرى الحرب بعد دخول امريكا
ايطاليا: في يوليو 1943 قام الحلفاء بغزو صقلية وايطاليا وتحت ضغط الهجوم الامريكي البريطاني قرر المجلس الفاشي عزل موسوليني من منصبه حيث تم اعتقاله وتكليف المارشال بادوليو بتشكيل الحكومة الجديدة وسارعت الحكومة الايطالية بالتفاوض مع الحلفاء في سبتمبر 1943 ولكن قامت المانيا باحتلال روما وبقية المناطق الشمالية من ايطالا بهدف التصدي لزحف قوات الحلفاء القادم من الجنوب واستطاع الالمان اختطاف موسوليني من سجنه وفك اسره لكي يعيدوه الى السلطة مرة اخرى ليتخذوا منه سندا لشرعية سيطرتهم على ايطاليا ولكن لم تدم الا عدة شهور حتى استطاعت قوات الحلفاء ان تسيطر على روما ثم بقية المدن وكذلك تم القبض على موسوليني حيث تم اعدامه في 1945 اثناء محاولته الفرار مع مجموعة من الجنود الالمان.
المانيا: شهدت اعوام 1942 – 1945 تصعيد للغارات الجوية من قوات الحلفاء ضد الاراضي الالمانية والاقاليم التي تحتلها المانيا، ثم قام الحلفاء في 6 يونيو 1944 بإنزال جيوشهم على السواحل الشمالية الغربية لفرنسا واستطاعت ان تواصل تقدمها حتى باريس حيث تم تحريرها في 25 اغسطس 1944 وبعد ذلك اتجهو الى بلجيكا وهولندا ونجحو في تحريرها وواصلوا التقدم حتى سيطرو على خط سيجفريد الدفاعي الالماني وتوغلوا داخل الاراضي الالمانية بحلول عام 1945 وبدأت المدن الالمانية بالسقوط الواحدة تلو الاخرى حتى سقطت برلين في ابريل 1945 مما دفع هتلر الى الانتحار بعد أن رأى طموحاته تتهاوى وبذلك هوت اسطورة الجيش الالماني الذي لايقهر.
اليابان: رفضت اليابان الاستسلام والاعتراف بالهزيمة العسكرية امام الحلفاء فعلى الرغم من الانتصارات التي حققتها اليابان خلال عامي 1941 و 1942 الا انها في عام 1942 شهدت بداية الانكسار حيث حققت قوات الحلفاء عدة انتصارات بحرية ( معركة ميدواى يونيو 1942 ) وما تلاها من انتصارات اخرى بزعامة الجنرال ماك آرثر ادت الى تحرير الفلبين وبورما عام 1945 وعلى الرغم من ذلك رفض اليابانيون الاستسلام وبسبب تلك المقاومة رأى الحلفاء بوضع حد للحرب بطرق غير تلقيدية حيث ادت البحوث للتوصل الى سلاح جديد له قدرة تدميرية لم تعهدها الحروب من قبل وهو القنبلة الذرية وتم الاتفاق بين الرئيس الامريكي ترومان وبين رئيس الوزراء البريطاني تشرشل على استخدام هذه القنابل ضد اليابان، ورفضت اليابان الاستسلام للانذار الامريكي البريطاني الصيني وتم القاء القنبلة الذرية الاولى على هيروشيما اليابانية في 6 اغسطس 1945 والقنبلة الثانية على ناجازاكي في 9 اغسطس ونتج عن هاتين القنبلتين احتراق اكثر من 130 الف ياباني وذلك غير ماتركته من مئات الالاف من المشوهين والاف الاميال من الاراضي المحترقة ومن بعد هذا الدمار لم يبقى لليابان سوى الاستسلام، واعلن الامبراطور الياباني "هيروهيتو" استسلام اليابان في 14 اغسطس وتم التوقيع على وثيقة الاستسلام على متن المدمرة الامريكية ميسوري في 2 سبتمبر 1945.
وبذلك تنتهي الحرب العالمية الثانية التي استمرت لست سنوات ( 1939 – 1945 ) تاركة خلفها ما يقارب 40 مليون قتيل غير الخسائر المادية المقدرة بمليارات الدولارات ومئات الملايين من المشردين والجوعى والمشوهين.
بدأ هتلر في تحويل الهجوم صوب اوروبا الغربية وفي عدة شهور استطاعت الجيوش الالمانية ان تحتل كل من الدانمرك,والنرويج,والسويد,ولوكسمبورج,وبلجيكا ثم اتجهت حول الحدود الفرنسية وبدأت الجيوش الالمانية بدخول فرنسا عبر حدودها مع بلجيكا,وقد ادت الاوضاع المتردية في الداخل الى انهيار المقاومة الفرنسية,وعلى الرغم من المحاولات اليائسة التي قامت بها الحكومة الفرنسية انذآك لطلب العون والمساندة من الولايات المتحدة وبريطانيا,الا انها لم تسفر اي استجابة يعتد بها من جانب هاتين الدولتين,حيث رأت الولايات المتحدة التريث لمتابعة التطورات الدولية وسير العمليات الحربية,بينما رأت بريطانيا ان مصالحه تستلزم الاحتفاظ بقواتها العسكرية للدفاع عن اراضيها,وقد اسفر الامر في النهاية عن سقوط باريس في 15 يونيو 1940,وعقدت الحكومة الفرنسية اتفاقية هدنة مع المانيا في 22 يونيو 1940
وبعد ذلك حاول هتلر استمالة بريطانيا لتأييد توسعاته ( عن طرق وعوده بالتخلي عن مطالبه في ممتلكات الامبراطورية البريطانية فيما وراء البحار ) الا ان بريطانيا اعلنت مساندتها لبولندا وهددت بإعلان الحرب على المانيا في حالة عدم انسحابها من الاراضي البولندية ورغم تردد فرنسا في التدخل الا انها قدمت انذارا مشابها للإنذار البريطاني لألمانيا، وبذلك تم اعتبار بريطانيا وفرنسا في حالة حرب مع المانيا بحلول الثالث من سبتمبر 1939 وعلى الجانب المقابل نجد ان الاتحاد السوفيتي ( الذي سبق له توقيع ميثاق لعدم الاعتداء مع المانيا في اغسطس 1939، تضمن اتفاقا سريا لتقسيم المناطق البولندية وبلاد البلطيق بينه وبين المانيا ) أعلن ان بولندا قد زالت من على الخريطة السياسية وقد اعقب ذلك قيام الجيوش السوفيتية باحتلال الاقاليم البولندية .
فرض هتلر سيطرته على بولندا والبلطيق وبدأ في توجيه هجومه صوب اوروبا الغربية حتى احتل الدنمارك والنرويج والسويد ولوكسمبورج وبلجيكا ثم والت زحفها باتجاه الحدود الفرنسية.
في فرنسا كانت الاوضاع متوترة بسبب اختلاف حول الاستراتيجية الواجب اتباعها في مواجهة المانيا، وعلى الرغم من أن خط "ماجينو" الدفاعي الفرنسي كان قمة التطور العلمي إلا أنه لم يمتد ليشمل الحدود الفرنسية البلجيكية مما اتاح المجال امام الجيوش الالمانية للانقضاض على فرنسا عبر حدودها مع بلجيكا مما جعل الحكومة الفرنسة ان تنقل مقرها من باريس الى فيشي.
على الرغم من المحاولات التي قامت بها الحكومة الفرنسية لطلب المساعدة من الولايات المتحدة وبريطانيا الا انه لم تحدث أي اجابة من هاتين الدولتين، اذ آثرت الولايات المتحدة التريث لمتابعة التطورات الدولية وسير العلميات الحربية بينما رأت بريطانيا أن مصالحها تستلزم الاحتفاظ بقواتها العسكرية للدفاع عن أراضي بريطانيا.
وفي 15 يونيو 1940 سقطت باريس وحدث انقسام بين بول رينو رئيس الوزراء ( الذي كان يرى ضرورة مواصلة القتال ) وبين نائبه الجنرال بيتان ( الذي كان يرى ضرورة الاستسلام ) واعقب ذلك استقالة حكومة رينو وقيام الجنرال بيتان بتشكيل حكومة موالية للألمان حيث طلب عقد الهدنة مع الالمان وقد تضمنت اتفاقية الهدنة الموقعة بين المانيا وفرنسا في 22 يونيو 1940 شروط مجحفة بفرنسا كان أهمها:
1- السماح للجيوش الالمانية باحتلال بعض الاراضي الفرنسية والسيطرة على الموانئ الفرنسية الواقعة على المحيط الاطلنطي وبحر المانش
2- أن تقوم فرنسيا بتسريح قواتها المسلحة ماعدا الجنود المتكفلين بحفظ الأمن والنظام الداخلي
3- تتحمل فرنسا نفقات جيش الاحتلال الالماني
4- اطلاق سراح اسرى الالمان لدى فرنسا مع احتفاظ المانيا باسرى الحرب من الجنود الفرنسيين
فشلت الجهود الالمانية باقناع بريطانيا بالاستسلام وعدم التورط في الحرب، وبذلك قامت غارات جوية المانية على اراضي ومدن بريطانية بما فيها العاصمة، بهدف تحطيم الروح المعنوية لبريطانيا، الا ان الثقة الكبيرة التي تتمتع بها الحكومة البريطانية انذاك بزعامة ونستون تشرشل ونجاح البريطانيين في تطوير صناعاتهم الحربية واختراعهم لأجهزة الرادار قد ساعد على افشال الغزو الالماني.
وفي هذه الاثناء اعلنت ايطاليا الحرب على فرنسا وبريطانيا على امل مقاسمة المانية غنائم الحرب وفي هذا الاطار سعى موسوليني الى التوسع في منطقة البلقان فبادر باحتلال ألبانيا ثم اليونان إلا ان المقاومة اليونانية نجحت في التصدي للجيوش الايطالية واجبرتها على الانسحاب من ألبانيا، وبتلك التطورات قدر هتلر ان هزيمة حليفه قد تؤثر سلبيا على معنويات جيوش دول المحور فهب الى مساندته بهدف السيطرة على شبه جزيرة البلقان واستطاعت الجيوش الالمانية عام 1914 ان تحتل المجر وبلغاريا ورومانيا ويوغوسلافيا ثم اليونان وكريت ( حتى لا تستغل كقاعدة بريطانية في البحر المتوسط )
ابتداء من عام 1940 قام الايطاليين بالهجوم انطلاقا من الاراضي الليبية صوب الحدود المصرية للتحرش بقوات الحلفاء الموجودة في مصر ولكن استطاعت التصدي لها واجبرتها على التراجع الى داخل الاراضي الليبية، فعاد هتلر مرة اخرى لتغطية هزائم ايطاليا وارسل دعم عسكري الماني الى شمال افريقيا بقيادة روميل وقد شهدت شمال افريقيا معارك بين قوات الحلفاء والمحور خلال عامي 1941 و 1942 حتى استطاعت قوات الحلفاء بقيادة مونتجمري ان تنتصر على قوات المحور بقيادة روميل وان تجبرها على التراجع حتى داخل الاراضي التونسية بينما اطبقت عليها القوات البريطانية الامريكية المشتركة القادمة من المغرب والجزائر بقيادة ايزنهاور مما ادى الى انسحاب الألمان من شمال افريقيا.
من ناحية اخرى لم يفلح ميثاق عدم الاعتداء الموقع بين المانيا والاتحاد السوفيتي في اغسطس 1939 في القضاء على التناقضات الكبيرة بين النازية والشيوعية وبالتالي في يونيو 1941 هاجم الاتحاد السوفيتي بعد ان احس بتفوق جيوشه في منطقة البلقان ويمكن تحديد الاسباب التي جعلته يهجم على الاتحاد السوفيتي ما يلي:
1- الخلافات الايدولوجية العميقة بين الشيوعية والنازية
2- عدم ثقة هتلر في الزعيم السوفيتي ستالين
3- نزعة هتلر وايمانه بنظرية الجنس الاري وضرورة سيطرته على كل شعوب العالم الاخرى
4- تخوف هتلر من سعي الاتحاد السوفيتي على منافسة المانيا على النفوذ في مناطق البلطيق والبلقان
5- السيطرة على الموارد المعدنية في الاتحاد السوفيتي فضلا عن القمح في اوكرانيا
وتصور هتلر ان هجومه على الاتحاد السوفيتي سوف يحظي بتأييد الدول المناهضة للشيوعية وبالفعل فقد تقدمت الجيوش الالمانية وسيطرت على مساحات شاسعة بالذات اوكرانيا وشبه جزيرة القرم وسباستبول والقوقاز ولكن عند وصول الجيش الالماني الى مدينة ستالينجراد بدأ يعاني من نقص الامدادات وفوق ذلك عدم قدرتهم على مغالبة الطبيعة وشدة البرد القارس والذي دفع قادة الحملة الالمانية الى الاستسلام مخالفين بذلك تعليمات هتلر الذي ظل يطالبهم بمواصلة القتال
وبذلك استطاع السوفييت التصدي للهجمات الالمانية واسترداد المناطق التي احتلها الالمان وتوالت الانتصارات السوفيتية على الجيوش الالمانية خلال عامي 1943 و 1944 حتى تحررت الاراضي السوفيتية وتعقبوا القوات الالمانية الى داخل الاراضي الفنلندية وكذلك في بولندا ورومانيا وبلغاريا والمجر وذلك بمساعدة الامدادات التي قدمتها دول الحلفاء للاتحاد السوفيتي.
اما بالنسبة لموقف الولايات المتحدة الامريكية من الحرب فهو متأرجح بين سياسة العزلة وسياسة التدخل وعلى الرغم من عدم المشاركة في الحرب بشكل رسمي حتى عام 1941 فقد ساهمت في دعم قدرات دول الحلفاء وتمثل ذلك في عدة امور:
1- موافقتها عام 1939 على بيع السلاح الامريكي لدول الحلفاء ونقله على سفن غير امريكية
2- قدمت مساعدات عسكرية ضخمة لبريطانيا
3- اصدار قانون الاعارة والتأجير في مارس 1941 وينص على تقديم الدعم لأية دولة يرى ان الدفاع عنها يمثل امرا حيويا للولايات المتحدة، وقد قدمت في ظل هذا القانون مساعدات الى كل من بريطانيا والصين
4- صادرت الولايات المتحدة السفن والاموال والممتلكات الخاصة بدول المحور لديها
في عام 1941 كانت الاوضاع الدولية تطورت بحيث ادت الى تحول جذري في الموقف الامريكي من الحرب وتمثلت ابرز التحولات فيما يلي:
1- توتر العلاقات الامريكية اليابانية نتيجة المساندة الامريكية لحكومة الصين بزعامة تشانج كاى تشيك في حربها ضد اليابان وايضا تجميد الاموال اليابانية في الولايات المتحدة ووقف التبادل التجاري معها
2- احتلال اليابان للهند الصينية واقامة قواعد عسكرية يابانية فيها
اما السبب المباشر لدخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية تمثل في تعرض ميناء بيرل هاربر لهجوم جوي شامل من اليابان وادى الى مقتل ما يقارب 3000 امريكي وتحطيم عدد كبير من الطائرات الحربية الامريكية، وبعد هذا الهجوم اعلنت امريكا الحرب على دول المحور مجتمعة فردت المانيا وايطاليا باعلان الحرب على الولايات المتحدة في 11 ديسمبر 1941.
تغير مجرى الحرب بعد دخول امريكا
ايطاليا: في يوليو 1943 قام الحلفاء بغزو صقلية وايطاليا وتحت ضغط الهجوم الامريكي البريطاني قرر المجلس الفاشي عزل موسوليني من منصبه حيث تم اعتقاله وتكليف المارشال بادوليو بتشكيل الحكومة الجديدة وسارعت الحكومة الايطالية بالتفاوض مع الحلفاء في سبتمبر 1943 ولكن قامت المانيا باحتلال روما وبقية المناطق الشمالية من ايطالا بهدف التصدي لزحف قوات الحلفاء القادم من الجنوب واستطاع الالمان اختطاف موسوليني من سجنه وفك اسره لكي يعيدوه الى السلطة مرة اخرى ليتخذوا منه سندا لشرعية سيطرتهم على ايطاليا ولكن لم تدم الا عدة شهور حتى استطاعت قوات الحلفاء ان تسيطر على روما ثم بقية المدن وكذلك تم القبض على موسوليني حيث تم اعدامه في 1945 اثناء محاولته الفرار مع مجموعة من الجنود الالمان.
المانيا: شهدت اعوام 1942 – 1945 تصعيد للغارات الجوية من قوات الحلفاء ضد الاراضي الالمانية والاقاليم التي تحتلها المانيا، ثم قام الحلفاء في 6 يونيو 1944 بإنزال جيوشهم على السواحل الشمالية الغربية لفرنسا واستطاعت ان تواصل تقدمها حتى باريس حيث تم تحريرها في 25 اغسطس 1944 وبعد ذلك اتجهو الى بلجيكا وهولندا ونجحو في تحريرها وواصلوا التقدم حتى سيطرو على خط سيجفريد الدفاعي الالماني وتوغلوا داخل الاراضي الالمانية بحلول عام 1945 وبدأت المدن الالمانية بالسقوط الواحدة تلو الاخرى حتى سقطت برلين في ابريل 1945 مما دفع هتلر الى الانتحار بعد أن رأى طموحاته تتهاوى وبذلك هوت اسطورة الجيش الالماني الذي لايقهر.
اليابان: رفضت اليابان الاستسلام والاعتراف بالهزيمة العسكرية امام الحلفاء فعلى الرغم من الانتصارات التي حققتها اليابان خلال عامي 1941 و 1942 الا انها في عام 1942 شهدت بداية الانكسار حيث حققت قوات الحلفاء عدة انتصارات بحرية ( معركة ميدواى يونيو 1942 ) وما تلاها من انتصارات اخرى بزعامة الجنرال ماك آرثر ادت الى تحرير الفلبين وبورما عام 1945 وعلى الرغم من ذلك رفض اليابانيون الاستسلام وبسبب تلك المقاومة رأى الحلفاء بوضع حد للحرب بطرق غير تلقيدية حيث ادت البحوث للتوصل الى سلاح جديد له قدرة تدميرية لم تعهدها الحروب من قبل وهو القنبلة الذرية وتم الاتفاق بين الرئيس الامريكي ترومان وبين رئيس الوزراء البريطاني تشرشل على استخدام هذه القنابل ضد اليابان، ورفضت اليابان الاستسلام للانذار الامريكي البريطاني الصيني وتم القاء القنبلة الذرية الاولى على هيروشيما اليابانية في 6 اغسطس 1945 والقنبلة الثانية على ناجازاكي في 9 اغسطس ونتج عن هاتين القنبلتين احتراق اكثر من 130 الف ياباني وذلك غير ماتركته من مئات الالاف من المشوهين والاف الاميال من الاراضي المحترقة ومن بعد هذا الدمار لم يبقى لليابان سوى الاستسلام، واعلن الامبراطور الياباني "هيروهيتو" استسلام اليابان في 14 اغسطس وتم التوقيع على وثيقة الاستسلام على متن المدمرة الامريكية ميسوري في 2 سبتمبر 1945.
وبذلك تنتهي الحرب العالمية الثانية التي استمرت لست سنوات ( 1939 – 1945 ) تاركة خلفها ما يقارب 40 مليون قتيل غير الخسائر المادية المقدرة بمليارات الدولارات ومئات الملايين من المشردين والجوعى والمشوهين.