- الجمعة مارس 13, 2009 9:42 am
#12402
منطقياً وموضوعياً يُفترض في قمة الرياض المصغرة، والهادفة للمصالحة أن تكون النهايات السعيدة لتلغي تاريخ الخلافات، وهذا لا يعني أنه يجب أن لا تكون هناك مواقف وآراء متباينة، لأن مثل هذه الفرضية مستحيلة، طالما التعارض يحدث في البيت الواحد والمجتمع الواحد، وكذلك لا بد أن يضاف إليهما الدول، لكن يجب أن لا تصعّد تلك الحالات لتصل إلى القطيعة إذا كانت المساحة تتسع ولا تنكمش حتى في الظروف المعقدة والصعبة..
الملك عبدالله قطع الطريق المعتاد أنه بنشوء تعارض بين الدول العربية فإنه يجرّ معه تحريك الغرائز ووسائل الإعلام وتصل الأمور إلى حدود المضايقات لمواطني أي من تلك البلدان، وقد تنتهي بإيصال رسائل عبر وسيط خارجي إلا أن خادم الحرمين الشريفين أراد المواجهة بين الفرقاء دون وسطاء، لأن مبدأ الخلاف ونشوءه كانا خطأً ترتب عليه تفاعل ساخن، ومثل هذا الموقف الذي حدث في قمة الكويت الاقتصادية، أثبت أننا أقرب إلى أنفسنا إذا ما استطعنا الوقوف على الخط الواحد، وتحويل هيجان العواطف إلى مصافحات وعناق والانتهاء إلى كشف حساب طويل يطرح الأسباب ليصل إلى البعد الواحد في الآراء والقضايا القومية الحساسة، وخطوة مثل هذه كنا نأمل تعميمها ليس بين دول المنطقة فحسب، وإنما على كل من يتماس مع شؤوننا وأحوالنا في دول الجوار تحديداً..
ما بعد هذه القمة، نعرف أن الملفات المفتوحة على الأوضاع العربية وعلاقاتها بإسرائيل والدول الخارجية، وحتى حالات التصعيد مع إيران، لا بد أن يرافقها فكر خلاق لا يضحي بالثوابت لكن لا ينزع إلى الشحن العاطفي، لأن أبواب الحوار هي الطرق المؤدية للتواصل والحلول، إذا ما أدركنا أن مسألة الحروب فقدت قيمتها، سواء بالوصول إلى نتائج ما حدث في السابق، أو ما بنته الاتفاقات الإسرائيلية مع مصر والأردن، وبعض الدول التي تملك مكاتب تمثيل معها، وحتى إيران التي لم نصل معها إلى الصدام الحاد باستثناء حربها العبثية مع العراق، فالتسويات للأمور القائمة قابلة للحل، على افتراض أن التدخل في شؤون أي بلد أو إثارة الزوابع الصغيرة، لتكبر وتصبح أعاصير، نجد أن القاسم المشترك بالجوار الجغرافي، والجامع الديني يعطينا المنطق بتجاوز تلك الخلافات..
أيضاً هناك التحديات الكبرى، إذ من المؤلم ، بوجود الإمكانات المادية والبشرية العربية، لا تزال بعض الدول تفكر بعصر الحرب الباردة بين الاشتراكية والرأسمالية، في حين أن الأوروبيين الذين طحنتهم الحروب ، وصراع العرقيات والقوميات والدين استطاعوا رغم تلك الحواجز الثقافية واللغوية ، ومواريث التاريخ تجاوزها إلى وحدة القارة، بينما نحن لا نزال نتخاصم على التاريخ ونفترق حتى على ما يجمع مصالحنا القومية وأمننا، ولعل البوادر تشجع لأنْ نجد خطة استراتيجية تفتح الأبواب المغلقة ، وتلغي الحواجز والنظم العتيقة، لأن المصلحة تفرض إيقاعها، ونحن لدينا الإمكانات المتوفرة التي تجعل منا أمة واحدة بلا تعقيدات، ولا حواجز..
المصدر / جريدة الرياض الجمعه 16 ربيع الأول 1430هـ - 13 مارس2009م - العدد 14872
الكاتب / يوسف الكويليت
الرابط / http://www.alriyadh.com/2009/03/13/article415693.html
الملك عبدالله قطع الطريق المعتاد أنه بنشوء تعارض بين الدول العربية فإنه يجرّ معه تحريك الغرائز ووسائل الإعلام وتصل الأمور إلى حدود المضايقات لمواطني أي من تلك البلدان، وقد تنتهي بإيصال رسائل عبر وسيط خارجي إلا أن خادم الحرمين الشريفين أراد المواجهة بين الفرقاء دون وسطاء، لأن مبدأ الخلاف ونشوءه كانا خطأً ترتب عليه تفاعل ساخن، ومثل هذا الموقف الذي حدث في قمة الكويت الاقتصادية، أثبت أننا أقرب إلى أنفسنا إذا ما استطعنا الوقوف على الخط الواحد، وتحويل هيجان العواطف إلى مصافحات وعناق والانتهاء إلى كشف حساب طويل يطرح الأسباب ليصل إلى البعد الواحد في الآراء والقضايا القومية الحساسة، وخطوة مثل هذه كنا نأمل تعميمها ليس بين دول المنطقة فحسب، وإنما على كل من يتماس مع شؤوننا وأحوالنا في دول الجوار تحديداً..
ما بعد هذه القمة، نعرف أن الملفات المفتوحة على الأوضاع العربية وعلاقاتها بإسرائيل والدول الخارجية، وحتى حالات التصعيد مع إيران، لا بد أن يرافقها فكر خلاق لا يضحي بالثوابت لكن لا ينزع إلى الشحن العاطفي، لأن أبواب الحوار هي الطرق المؤدية للتواصل والحلول، إذا ما أدركنا أن مسألة الحروب فقدت قيمتها، سواء بالوصول إلى نتائج ما حدث في السابق، أو ما بنته الاتفاقات الإسرائيلية مع مصر والأردن، وبعض الدول التي تملك مكاتب تمثيل معها، وحتى إيران التي لم نصل معها إلى الصدام الحاد باستثناء حربها العبثية مع العراق، فالتسويات للأمور القائمة قابلة للحل، على افتراض أن التدخل في شؤون أي بلد أو إثارة الزوابع الصغيرة، لتكبر وتصبح أعاصير، نجد أن القاسم المشترك بالجوار الجغرافي، والجامع الديني يعطينا المنطق بتجاوز تلك الخلافات..
أيضاً هناك التحديات الكبرى، إذ من المؤلم ، بوجود الإمكانات المادية والبشرية العربية، لا تزال بعض الدول تفكر بعصر الحرب الباردة بين الاشتراكية والرأسمالية، في حين أن الأوروبيين الذين طحنتهم الحروب ، وصراع العرقيات والقوميات والدين استطاعوا رغم تلك الحواجز الثقافية واللغوية ، ومواريث التاريخ تجاوزها إلى وحدة القارة، بينما نحن لا نزال نتخاصم على التاريخ ونفترق حتى على ما يجمع مصالحنا القومية وأمننا، ولعل البوادر تشجع لأنْ نجد خطة استراتيجية تفتح الأبواب المغلقة ، وتلغي الحواجز والنظم العتيقة، لأن المصلحة تفرض إيقاعها، ونحن لدينا الإمكانات المتوفرة التي تجعل منا أمة واحدة بلا تعقيدات، ولا حواجز..
المصدر / جريدة الرياض الجمعه 16 ربيع الأول 1430هـ - 13 مارس2009م - العدد 14872
الكاتب / يوسف الكويليت
الرابط / http://www.alriyadh.com/2009/03/13/article415693.html