منتديات الحوار الجامعية السياسية

شخصيات صنعت التاريخ

المشرف: بدريه القحطاني

#13706
صدرت في أكثر من لغة وبالفرنسية عن دار "بلون" رواية "قصر في الغابة" للكاتب نورمان مايلر وهي عبارة عن سيرة خاصة بأدولف هتلر.

ولد هتلر لوالديه آليوس وكلارا، الذين فقدا أكثر من ولد إثر مرض وراثي عائلي. وهل تشرح قسوة الطفولة ما آلت إليه الظروف والأحداث في حياة الفوهرر هتلر النازي فيما بعد؟ مجلة لوبوان تحدثت الى مايلر، أوردت منها جريدة "المستقبل" اللبنانية هذا الحديث:

*سؤال بسيط، في الظاهر: لماذا هتلر؟

ـ لأني أردت أن أظهر الدور الرئيسي للشيطان في بناء شخصية ما يرى فيها عدد كبير من الناس موطن الشر. وكان عليّ أن أعود الى شجرة عائلة هتلر، والبحث والتنقيب للتوصل الى شرح وتطبيق النظرية الشيطانية. أجل، فأنا أؤمن بذلك. في البداية، أردت أن أكتب ثلاثية مدعّمة بالوثائق. وأنا أحلم بتحويل عدد كبير من المشاهد المستحيلة والصعبة والمتخيّلة كمثل مشاهد لقاء هتلر بستالين الى مادة روائية.

*وهل لديك الإحساس بأنك فهمت سرّ هتلر بشكل أفضل؟

ـ بالتأكيد. بل أكثر من ذلك فأنا أظن بأنني من أفضل من توصل الى فهمه. أما النظرية الشيطانية في فهم شخصيته، فهي مقنعة. وإذا كنتُ سأصدم البعض.

*هتلر ابن الشيطان: ألا تخاف أن تصدم القرّاء؟

ـ وإن يكن، وهل على الروائي أن يساير القارئ، والروائي الذي لا يصدم هو من دون منفعة. أعتقد بأن النظرية الأولى للكتاب والتي تتمثل هنا بهذه الفكرة تجعل القارئ يستمر في المطالعة. وإذا كنتِ تخافين الصدمة، فإقرأي كتب الآخرين، ولا تقرأي مايلر!

(كان آليوس جونيور، شقيق هتلر البكر ولداً صعباً ويعصي الأوامر، وذات يوم تلقى تأديباً من والده، أمام هتلر الصغير. وكانت مناسبة للشيطان الذي يحرس الصغير أن يطبع هذه الذكرى البشعة في رأسه...).

(...) كنّا نشعر بأننا نكسب بقوة من ناحية آدي. وهذا الأخير شاهد والده يضرب آليوس جونيور (شقيق أدلوف) ويقع على الأرض. وسمعه يصدر صوتاً رهيباً ومن أعماقه بسبب الحزن الذي كان يعتريه.. هنا، لم أكن لأتخلى عن المناسبة لأغذي أكثر مواهبي. وأردت أن جعل هذه الذكرى محفورة في ذاكرة آدي. وبما أنه كان متأكداً بأن والده سيعود لمعاقبته، رحت أطبع في رأسه صوراً معينة وأعيدها وأكررها حتى ارتسمت في خياله صورته مطروحاً على الأرض، نصف ميت بسبب ضربة تلقاها من الوالد.

بعد سنوات طويلة، وحين صار هتلر في السلطة، كان مقتنعاً دوماً بأنه قد تعرض للضرب ذات يوم، وحتى الموت.

وحين كان يسرد قصص طفولته، كان يجعل عيني المستمعين تدمع وقلوبهم تنفطر. لكن كل هذا لم يكن وليد يوم واحد. استلزمه الوقت طويلاً حتى تمكن من جعل الذكريات تلتصق قوياً بالأكاذيب والأوهام. وقد استخدمت كل مقدراتي الفنية لأتمكن من استبدال ذكرى حقيقية بأخرى كاذبة مع دقة الاهتمام في جعل التفاصيل تتطابق، تماماً كما نعمل على ازالة وشم قديم لوضع آخر جديد مكانه. هذا الأسلوب سيجعلني أتمكن من السيطرة على هتلر لكي يعجز شيئاً فشيئاً عن قول الحقيقة. وفي بداية حياته السياسية، كان يمتلك في جعبته كمية كبيرة من الأكاذيب تخدمه في كل المناسبات. كان بوسعه أن يغير حقيقة "شعرة" وان يعيد تركيبتها من العمق.

*** نبذة

أدولف هتلر (20 ابريل 1889 إلى 30 ابريل 1945) - قائد حزب العمال الوطني الاشتراكي وزعيم ألمانيا النازية من الفترة 1933 إلى 1945. في الفترة المذكورة، كان يشغل منصب "مستشار ألمانيا"، ورئيس الحكومة و الدولة. كان هتلر خطيبا مفوّها و ذا جاذبية وحضور شخصي قويين. ويوصف الرجل كأحد الشخصيات الأكثر تأثيراً في القرن العشرين ويعزى له الفضل في انتشال ألمانيا من ديون الحرب العالمية الأولى وتشييد الآلة العسكرية الألمانية التي قهرت أوروبا. فقادت سياسة هتلر التوسعية العالم إلى الحرب العالمية الثانية ودمار أوروبا بعد ان أشعل فتيلها بغزوه لبولندا. وبسقوط العاصمة برلين في نهاية الحرب العالمية الثانية، أقدم هتلر على الانتحار و عشيقته ايفا براون في ملجأهم المحصن بـ برلين بينما كانت برلين غارقة في بحر من الخراب والدمار