- الاثنين مارس 24, 2008 3:21 pm
#1474
دعوا السياسة لأهل السياسة .. مقولة قد تبدو للوهلة الأولى أنها متمنطقة بحزام الصدقية وتحمل معها بذور نجاحها، ولكن إذا جردنا العبارة عن موضوعاتها وخلينا وإياها كما هي عارية، فانه يحسن وضع الأطفال ضمن مصاديق العبارة، وحشر الصبيان معهم، لان هذه المستويات العمرية داخلة في واحدة أو أكثر من تعريفات السياسة، لان كل مستوى عمري له تفكيره وتدبيره وسياسته في إدارة الأمور والاختلافات، هذا إذا تم تعريف السياسة بأنها "فن الاقتدار" أو "فن الممكن" أو "قدرة إدارة الاختلافات"، بل وضمن سياقات التعريف فان المدير الناجح في شركة أو معمل أو مصنع أو مدرسة أو ورشة عمل فانه في مصاف السياسيين الناجحين.
وتأسيسا على هذا الفهم الأولي لمنطوق السياسة، فان العبارة الأولى ينقصها كثير من مقومات البناء، وهي في الحقيقة لا تصدر إلا عن سياسي نال حظا من الحياة لا يريد إشراك الآخرين فيما هو فيه إثرة أو حرصا أو طمعا، أو من رجل فاشل يدير خيبته برمي الكرة في شباك الآخرين. وإلا فان الحياة كلها سياسة، بل ان كل تفكير أو إقدام في طريق الخير كان أو في طريق الشر هو سياسة من صغير كان أو كبير من ذكر كان أو أنثى، وحتى التخلي عن ممارسة العمل السياسي ضمن سياقات نظام السلطة وتفريعاته هي سياسة أيضا، فالعمل سياسة وتركه سياسة، فالسياسة ظل الإنسان في ليله ونهاره، في تفكيره وعمله، في لا وعيه وخموله، في صغره وكبره، وهي منه كالروح من الجسد.
فالسياسة لا تقتصر من حيث التعريف ومناطيقها على نظام الحكم، وإن كان تطور البشرية من العائلة الى العشيرة الى القبيلة الى القبائل والمجتمعات فرض سياقات سياسية لإدارة التجمعات البشرية ضمن حدود جغرافية، لكن نظام الحكم ربما كان من أجلى مصاديق السياسة بوصفه محل إدارة البلاد وتصريف شؤون العباد وتنظيم العلاقات مع المجتمعات الأخرى، وحيث كان النبي محمد (ص) إمام ديانة ورئاسة، أقام حكومة على رقعة جغرافية تعادل عشر دول من دول اليوم، فان الدولة الإسلامية وعاصمتها المدينة المنورة في عهدها الأول البض تشكل نموذجا راقيا للنظام السياسي الناجح الذي قام على أنقاض الجاهلية وبمواد أولية حكيمة وقويمة من لدن صانع حكيم على يد مدبر أحكم سياسة العباد وقيادة البلاد..
(*) من بحث بعنوان (مفاهيم في النظام والسلطة السياسية)
تقبلوا تحياتي@@@
وتأسيسا على هذا الفهم الأولي لمنطوق السياسة، فان العبارة الأولى ينقصها كثير من مقومات البناء، وهي في الحقيقة لا تصدر إلا عن سياسي نال حظا من الحياة لا يريد إشراك الآخرين فيما هو فيه إثرة أو حرصا أو طمعا، أو من رجل فاشل يدير خيبته برمي الكرة في شباك الآخرين. وإلا فان الحياة كلها سياسة، بل ان كل تفكير أو إقدام في طريق الخير كان أو في طريق الشر هو سياسة من صغير كان أو كبير من ذكر كان أو أنثى، وحتى التخلي عن ممارسة العمل السياسي ضمن سياقات نظام السلطة وتفريعاته هي سياسة أيضا، فالعمل سياسة وتركه سياسة، فالسياسة ظل الإنسان في ليله ونهاره، في تفكيره وعمله، في لا وعيه وخموله، في صغره وكبره، وهي منه كالروح من الجسد.
فالسياسة لا تقتصر من حيث التعريف ومناطيقها على نظام الحكم، وإن كان تطور البشرية من العائلة الى العشيرة الى القبيلة الى القبائل والمجتمعات فرض سياقات سياسية لإدارة التجمعات البشرية ضمن حدود جغرافية، لكن نظام الحكم ربما كان من أجلى مصاديق السياسة بوصفه محل إدارة البلاد وتصريف شؤون العباد وتنظيم العلاقات مع المجتمعات الأخرى، وحيث كان النبي محمد (ص) إمام ديانة ورئاسة، أقام حكومة على رقعة جغرافية تعادل عشر دول من دول اليوم، فان الدولة الإسلامية وعاصمتها المدينة المنورة في عهدها الأول البض تشكل نموذجا راقيا للنظام السياسي الناجح الذي قام على أنقاض الجاهلية وبمواد أولية حكيمة وقويمة من لدن صانع حكيم على يد مدبر أحكم سياسة العباد وقيادة البلاد..
(*) من بحث بعنوان (مفاهيم في النظام والسلطة السياسية)
تقبلوا تحياتي@@@