- الأربعاء أغسطس 05, 2009 10:21 pm
#21014
أزمة المشاركة :
المشاركة السياسية تمثل أحد مقومات الحداثة السياسية ،ويشير البعض إلى ذلك بقوله:إن المجتمع التقليدى يفتقرإلى المشاركة بينما المجتمع الحديث يتمتع بها ،وعلى الرغم من الاهتمام بقضية المشاركة السياسية من جانب علماء الاجتماع والسياسة فإنه ليس ثمة اتفاق بصددمدلول عبارة المشاركة السياسية .
ومن اظهر التعريفات التي قدمت للمشاركة السياسية هو مجموعة التصرفات الإرادية التى تستهدف التأثير في عملية صنع السياسة العامة ،وإدارة شئون المجتمع ، وكذا تلك التي يتم من خلالها اختيار القيادات السياسية على كافة المستويات الحكومية من قومية ومحلية، وذلك بغض النظرعما إذا كانت هذة التصرفات منظمة أو غير منظمة ،مؤقتة أو مستمرة،مشروعة أو غير مشروعة ،وسواء نجحت في بلوغ غاياتها أو لم تنجح ،فهذا التعريف أوسع نطاقا إذا يشمل كافة التصرفات السياسية للفرد سواء أكانت مشروعة أو غير مشروعة ، منتظمة أوغير منظمة ،مؤقتة أو مستمرة ،فعالة أوغير مؤثرة .
وتشمل المشاركة كل مايلي :
1- مجموعة التصرفات التى من خلالها تنقل الجماهيرمطالبها إلى الصفوة الحاكمة .
2- جملة الجهود التى تبذلها الجماهير بهدف التأثيرفي سلوك الحكام .
3- عمليات التمثيل البرلمانى وهى تمثيل إحدى صور المشاركة الهامة في المجتمعات المعاصرة التى تتسم بضخامة عدد سكانها .
4- تقلد المناصب السياسية الرسمية ،والمشاركة في الاجتماعات العامة ، والارتباط بالأحزاب السياسية أو جماعات الضغط ، وإنفاق جانب من الوقت فى الاهتمام بالمسائل العامة .
5- محاولات تغيير الواقع السياسى.
6- تأليف الكتب ونشر المقاولات التى تنصب على معالجة وتقويم أمور المجتمع قاطبة .
7- قراءة الكتب والصحف والمجلات ، والاستماع إلى ماتقدمه الإذاعات ووكالات الأنباء من تحليل تتصل بالشئون العامة للمجتمع .
8- يرى البعض إن الغزلة – حينما تكون تعبيرا عن رفض الواقع السياسى القائم – تمثيل إحدى صور المشاركة السياسية .
وأن التحديث السياسى يجب وأن يتمخض عن ظهورالرغبة فى المشاركة السياسية لدى قطاعات أوسع من المواطنين داخل المجتمع الوالج لتوه إلى عالم الحداثة ،أن أى شكل من أشكال التحديث المتقدمة لابد من أن يتمخض عن علامة جديدة بين الفرد والسلطة ، كما لابد وأن تكون من شأنه ظهورأنماط جديدة للمشاركة السياسية ، وتبرزأزمة المشاركة برأسها عندما تقوم الصفوة الحاكمة بوضع العراقيل أمام الراغبين في المشاركه السياسية ، وتضييق الخناق عليهم ، على نحو يؤدي إلى تضاؤل أعداد المشاركين في الحياة السياسية .
وتشير الملاحظة إلى أن أزمة المشاركة تمثيل إحدى السمات البارزة التى تتسم بها الحياة السياسية داخل بلدان العالم الثالث ، ويرتد ذلك إلى ميل القيادات السياسية في هذه البلدان إلى تركيز السلطة في قبضتها ، وأن أغلب الصفوات التي اعتلت سدة الحكم في بلدان العالم الثالث غداة استقلالها قد راحت تجرم قيام الأحزاب السياسية وغيرها من المنظماتعلامية اللارسمية ، ثم مالبثت تلك الصفوات ان تخلت عن موقفها الرافض لوجود الأحزاب واوجدت نظاما للحزب الواحد.
على سبيل المثال:
1- عام 1965 على إثر انقلاب عسكري .
2- في الجزائر ارتكز النظام الجزائري منذ الاستقلال عام 1962 على دعامتين هما :
أ- بن بلا اول رئيس للجزائر – يجمع في قبضته مناصب رئيس الدولة ورئيس الحكومة والامين العام للحزب الحاكم، بالإظافة إلى وزارات الداخلية والمالية والإعلامية .
ب- الحزب الواحد ممثلا في جبهة التحرير الوطني .
وهكذا ظلت نظم الحزب الواحد سائدة داخل افريقيا لحقب طويلة ، وظل أولئك الذين ينشدون تأسيس أحزاب المعارضة لعقود عديدة تلت الأستقلال يهتمون بتخريب " نضال شعوبهم من اجل الأستقلال " ، فكانت كلمة المعارضة مرادفة للفتنة واللاوطنية , وبالتالي فلا مكان للمعارضين في الحياة السياسية , وهكذا فإن البيئة السياسية في البلدان الأفريقية ظلت لسنين طوال –حسب قول البعض – بيئة الحزب الواحد , حيث يقبض ذلك الحزب على السلطة , ويظل قابضا عليها بغض النظر عن شرعية ذلك .
وتجدر الإشارة إلى ان نظم الحزب الواحد لم يقتصر وجودها على الدولة الأفريقية المشار اليها سلفا , كما أن تلك النظم كانت – خلال حقبة مابعد الاستقلال – هى الأكثر شيوعا داخل ربوع العالم الثالث , إذا فضلا عن الأمثلة المتقدمة لنظم الحزب الواحد فقدعرفت نظيرات لها فى كل من مصرعبد الناصر ،وسودان النميري ,وزامبيا كاوندا ,وكينيا أرب موى ,وفلبين ماركوس وإندويسيا سوكارنو وسوهارتو, وسوريا حافظ الاسد , وعراق حسن البكر وصدام حسين , وارجنتين بيرون , ونيكارجوا ال سوموزا – إلى غير ذلك من عديد من الامثلة أخرى , وكانت الاقلية المسيطرة على الجزب تلجأ إلى أساليب الطرد والتطهير لكى تتخلص من المعارضة داخل صفوف الحزب , بينما تبالغ في إجراءات القمع لمواجهة حالة التذمر خارج ذلك الحزب , فتتوسع في تدعيم قوى الجهاز البوليسى , مع إحكام إجراءات الرقابة والتجسس للتحقق من ولاء الأفراد , وافرز المشتبه فيهم لشل نشاطهم بأساليب متنوعة , وفي ظل تلك الأجواء الظلامية كان من الطبيعي أن تنفر الجماهير من المشاركة السياسية .
ويضاف إلى ذلك أنه على الرغم من اتجاه العديد من البلدان العالم الثالث خلال العقدين الأخيرين إلى الأخذ بنظم التعددية الحزبية إلا أن الصفوات الحاكمة داخل الكثير من هذه البلدان لاتسمح للقوى والجماعات السياسية ذات الثقل الجماهيرى بانشإء أحزاب تعبر عنها خوفا من يؤدي ذلك إلى زعزعة حكم الصفوة ,وايضا أنه دائما ماتعمل يد التزوير في الانتخابات البرلمانية التى تجرى داخل تلك البلدان .
على صعيد اخر وبصدد أزمة المشاركة في بلدان العالم الثالث فإن ثمة أسبابا أخرى قد أسهمت بنصيب وافر فى تكريسها . ولعل من أظهر هذة :
1- ارتفاع نسبة الأمية داخل أغلب بلدان العالم الثالث .
2- استشراء الفقر وشيوع الفاقة داخل قطاعات واسعة من السكان بلدان العالم الثالث , وهكذا فبفعل ندرة الموارد من جهة وسوء توزيعها من الجهة الأخرى ترزح غالبية سكان العالم الثالث تحت وطأة الفقر , وبالتالي فإنه لايكون أمام مثل هؤلاء المعوذين من بد سوى أن يقضى كل منهم جل وقته يلهث وراء لقمة العيش , أما المشاركة السياسية فتبدو له رفاهية ليس لامثاله من المطحونين أن يتطلعوا إلى ولوج عالمها .
والله الموفق ,,,,
المشاركة السياسية تمثل أحد مقومات الحداثة السياسية ،ويشير البعض إلى ذلك بقوله:إن المجتمع التقليدى يفتقرإلى المشاركة بينما المجتمع الحديث يتمتع بها ،وعلى الرغم من الاهتمام بقضية المشاركة السياسية من جانب علماء الاجتماع والسياسة فإنه ليس ثمة اتفاق بصددمدلول عبارة المشاركة السياسية .
ومن اظهر التعريفات التي قدمت للمشاركة السياسية هو مجموعة التصرفات الإرادية التى تستهدف التأثير في عملية صنع السياسة العامة ،وإدارة شئون المجتمع ، وكذا تلك التي يتم من خلالها اختيار القيادات السياسية على كافة المستويات الحكومية من قومية ومحلية، وذلك بغض النظرعما إذا كانت هذة التصرفات منظمة أو غير منظمة ،مؤقتة أو مستمرة،مشروعة أو غير مشروعة ،وسواء نجحت في بلوغ غاياتها أو لم تنجح ،فهذا التعريف أوسع نطاقا إذا يشمل كافة التصرفات السياسية للفرد سواء أكانت مشروعة أو غير مشروعة ، منتظمة أوغير منظمة ،مؤقتة أو مستمرة ،فعالة أوغير مؤثرة .
وتشمل المشاركة كل مايلي :
1- مجموعة التصرفات التى من خلالها تنقل الجماهيرمطالبها إلى الصفوة الحاكمة .
2- جملة الجهود التى تبذلها الجماهير بهدف التأثيرفي سلوك الحكام .
3- عمليات التمثيل البرلمانى وهى تمثيل إحدى صور المشاركة الهامة في المجتمعات المعاصرة التى تتسم بضخامة عدد سكانها .
4- تقلد المناصب السياسية الرسمية ،والمشاركة في الاجتماعات العامة ، والارتباط بالأحزاب السياسية أو جماعات الضغط ، وإنفاق جانب من الوقت فى الاهتمام بالمسائل العامة .
5- محاولات تغيير الواقع السياسى.
6- تأليف الكتب ونشر المقاولات التى تنصب على معالجة وتقويم أمور المجتمع قاطبة .
7- قراءة الكتب والصحف والمجلات ، والاستماع إلى ماتقدمه الإذاعات ووكالات الأنباء من تحليل تتصل بالشئون العامة للمجتمع .
8- يرى البعض إن الغزلة – حينما تكون تعبيرا عن رفض الواقع السياسى القائم – تمثيل إحدى صور المشاركة السياسية .
وأن التحديث السياسى يجب وأن يتمخض عن ظهورالرغبة فى المشاركة السياسية لدى قطاعات أوسع من المواطنين داخل المجتمع الوالج لتوه إلى عالم الحداثة ،أن أى شكل من أشكال التحديث المتقدمة لابد من أن يتمخض عن علامة جديدة بين الفرد والسلطة ، كما لابد وأن تكون من شأنه ظهورأنماط جديدة للمشاركة السياسية ، وتبرزأزمة المشاركة برأسها عندما تقوم الصفوة الحاكمة بوضع العراقيل أمام الراغبين في المشاركه السياسية ، وتضييق الخناق عليهم ، على نحو يؤدي إلى تضاؤل أعداد المشاركين في الحياة السياسية .
وتشير الملاحظة إلى أن أزمة المشاركة تمثيل إحدى السمات البارزة التى تتسم بها الحياة السياسية داخل بلدان العالم الثالث ، ويرتد ذلك إلى ميل القيادات السياسية في هذه البلدان إلى تركيز السلطة في قبضتها ، وأن أغلب الصفوات التي اعتلت سدة الحكم في بلدان العالم الثالث غداة استقلالها قد راحت تجرم قيام الأحزاب السياسية وغيرها من المنظماتعلامية اللارسمية ، ثم مالبثت تلك الصفوات ان تخلت عن موقفها الرافض لوجود الأحزاب واوجدت نظاما للحزب الواحد.
على سبيل المثال:
1- عام 1965 على إثر انقلاب عسكري .
2- في الجزائر ارتكز النظام الجزائري منذ الاستقلال عام 1962 على دعامتين هما :
أ- بن بلا اول رئيس للجزائر – يجمع في قبضته مناصب رئيس الدولة ورئيس الحكومة والامين العام للحزب الحاكم، بالإظافة إلى وزارات الداخلية والمالية والإعلامية .
ب- الحزب الواحد ممثلا في جبهة التحرير الوطني .
وهكذا ظلت نظم الحزب الواحد سائدة داخل افريقيا لحقب طويلة ، وظل أولئك الذين ينشدون تأسيس أحزاب المعارضة لعقود عديدة تلت الأستقلال يهتمون بتخريب " نضال شعوبهم من اجل الأستقلال " ، فكانت كلمة المعارضة مرادفة للفتنة واللاوطنية , وبالتالي فلا مكان للمعارضين في الحياة السياسية , وهكذا فإن البيئة السياسية في البلدان الأفريقية ظلت لسنين طوال –حسب قول البعض – بيئة الحزب الواحد , حيث يقبض ذلك الحزب على السلطة , ويظل قابضا عليها بغض النظر عن شرعية ذلك .
وتجدر الإشارة إلى ان نظم الحزب الواحد لم يقتصر وجودها على الدولة الأفريقية المشار اليها سلفا , كما أن تلك النظم كانت – خلال حقبة مابعد الاستقلال – هى الأكثر شيوعا داخل ربوع العالم الثالث , إذا فضلا عن الأمثلة المتقدمة لنظم الحزب الواحد فقدعرفت نظيرات لها فى كل من مصرعبد الناصر ،وسودان النميري ,وزامبيا كاوندا ,وكينيا أرب موى ,وفلبين ماركوس وإندويسيا سوكارنو وسوهارتو, وسوريا حافظ الاسد , وعراق حسن البكر وصدام حسين , وارجنتين بيرون , ونيكارجوا ال سوموزا – إلى غير ذلك من عديد من الامثلة أخرى , وكانت الاقلية المسيطرة على الجزب تلجأ إلى أساليب الطرد والتطهير لكى تتخلص من المعارضة داخل صفوف الحزب , بينما تبالغ في إجراءات القمع لمواجهة حالة التذمر خارج ذلك الحزب , فتتوسع في تدعيم قوى الجهاز البوليسى , مع إحكام إجراءات الرقابة والتجسس للتحقق من ولاء الأفراد , وافرز المشتبه فيهم لشل نشاطهم بأساليب متنوعة , وفي ظل تلك الأجواء الظلامية كان من الطبيعي أن تنفر الجماهير من المشاركة السياسية .
ويضاف إلى ذلك أنه على الرغم من اتجاه العديد من البلدان العالم الثالث خلال العقدين الأخيرين إلى الأخذ بنظم التعددية الحزبية إلا أن الصفوات الحاكمة داخل الكثير من هذه البلدان لاتسمح للقوى والجماعات السياسية ذات الثقل الجماهيرى بانشإء أحزاب تعبر عنها خوفا من يؤدي ذلك إلى زعزعة حكم الصفوة ,وايضا أنه دائما ماتعمل يد التزوير في الانتخابات البرلمانية التى تجرى داخل تلك البلدان .
على صعيد اخر وبصدد أزمة المشاركة في بلدان العالم الثالث فإن ثمة أسبابا أخرى قد أسهمت بنصيب وافر فى تكريسها . ولعل من أظهر هذة :
1- ارتفاع نسبة الأمية داخل أغلب بلدان العالم الثالث .
2- استشراء الفقر وشيوع الفاقة داخل قطاعات واسعة من السكان بلدان العالم الثالث , وهكذا فبفعل ندرة الموارد من جهة وسوء توزيعها من الجهة الأخرى ترزح غالبية سكان العالم الثالث تحت وطأة الفقر , وبالتالي فإنه لايكون أمام مثل هؤلاء المعوذين من بد سوى أن يقضى كل منهم جل وقته يلهث وراء لقمة العيش , أما المشاركة السياسية فتبدو له رفاهية ليس لامثاله من المطحونين أن يتطلعوا إلى ولوج عالمها .
والله الموفق ,,,,