((فن السياسة بين الماوردي والفكر المكيافيلي ))
إن الفكر الأكثر شيوعاً بصدد عالم السياسة هي أنه عالم لايعرف الأخلاقيات ولايعترف إلا بالمصالح
وإن الحاكم الذي يريد السلطانه البقاء ان لايشغل نفسه كثيراً بالمثل والقيم وان يستعين بوسائل حتى ان كانت
منافية للأخلاق مقرونة بالرذائل في سبيل تدعيم حكمه. وصاحب هذه الفكره تعود إلى المفكر الايطالي
نيقولامكيافيلي
فهو رائد فن السياسة ومرسي قواعدة.
والتساؤل المطروح هو :
( هل فكرة الفصل بين السياسة والأخلاق فكرة مقبولة في التصور الاسلامي لعالم السياسة )
• لقد ولد ميكافيلي بمدينة فلورانسا الايطالية 1469م وكان ذلك العصر مقسم الى العديد من الامارات ويخيم الصراع والخلاف فيما بينها
• لقد كانت خبرتة الواسعة في شؤن السياسة في زمانة وفهمة للبيئة المحيطة وقراءتة المتعمقة للتاريخ صاغها على شكل نصائح اختص بها الامير الفلورانسي لتوطيد كلمه في كتابة "" الامير ""
قل ان الامير لاينبغي ان يكون طيباً على الدوام ولكن علية الاجادة كيف يكون وكيف لايكون طيب ،
قال ايضاً أن يكون حر النزعة.
قال ايضاً ان البشر الاصل فيهم الشر والعداء والحقد .
" يسامحونك على قتل أبيهم ولك لايسامحوك بخسارة لاموالهم "
اما على صعيد العلاقات الخارجية :
فنصح ميكافيلي الأمير أن ينهج نهج القدماء يجمع تفرقاته بين الانسان والحيوان بين اسلوب " الاسد والثعلب "
يكون قويا وباخش كاالاسد . ويكون مخادع وماكر كاالثعلب .
جملة الكلام قال أن الحاكم بعلاقاته الخارجية عليه الجمع بين اسلوب الاسد والثعلب في آن واحد.
س/ أثمة شك أو مجال لتلك الفكرة في المنظور الاسلامي لفن السياسة ؟
ذلكم التسأول هو مانحاول الاجابة عليه في :
ثانياً : ( فن السياسة في فكر الماوردي ) :
نصح الشيخ البصري حديثه للحاكم أو ان شئنا الي السياسي بصفة عامه ناصحاً اياه ضرورة الاخذ بناحية الاخلاق ، التمسك بأهداب الفضائل .
ثم نصحه وحذر الحاكم من الغرور واكد أن الحاكم يقاس بما ينجزه من اعمال. وان يحذر الحاكم من المدح من المنافقين .
اما القاعدة التالية التي قدمها من الحكم هي ضبط اللسان ويفكر قبل أن يطلق لسانه ويلزم الصمت أن امكنه . فاالحاكم كثير الكلام يكون مرهوق الالفاظ وتشيع زلاته وتنتشر فهواتة.
ويرتبط بالقاعدة قاعدة آخرى ينصح بها الماوردي الحاكم وهي كتمان السر ويعتبر الشيخ انها أمضى السبل في تحقيق الاهداف . وذكر ايضاً ان يضبط الحاكم أمارات العصبه .
عليك ايها الحاكم أن يجتمع في سياستك بين اسلوبي الترغيب والترهيب. فأن طلب الامر ترغيب فليكن كلامك عذباً وان كان ترهيب فعليك بغلظة الكلام .
غير انه يتعين في الحالتين أن تحقق فأن نفوره يسلبان صواب ذوي الالباب.
أن على الحاكم فوق كل ماتقدم أن يعرف كيف يكون رحيماً كما انه يعرف كيف يكون غليظاً وبالتالي عليه التميز بين المواقف مع الأخذ بالضرورة بالالتزام بالاعتدال.
أذن الرحمة مطلوبه شريطة أن لاتكون بالقدر المشيع للفساد وغيبة العدل اذن القسوة مرفوضة عند الماوردي اذا كانت ستنحل ميزان العدالة وشيوع الظلم .
كما ان العطاء يكون في الشروع المعتدل.
القاعدة الذهبية التي لايمل الماوردي من تكرارها ناصحاً الحاكم بها فهي (( الشورى )) فيؤكد الشيخ على خطورة الاستبداد السياسي لاسيما في الامور المصيرية.
" من استغنى برأية ضل ، ومن اكتفى بعقله زل "
وأكد ايضاً على إستشارة العلماء بعبارة بليغة بما معناها :
(( لو كانت الملوك تعرف مقدار حاجتهم لرأيت مواكب الملوك على ابواب العلماء ))
كما رأى أن الوفاء بالعهود يمثل القواعد الرئيسية التي يرتكز عليها الحكم.