منتديات الحوار الجامعية السياسية

فليقل كل كلمته
#20989

واقع التنمية السياسية في العالم العربي بين القبول والرفض




عبدالعزيز بن ناصر الصويغ

كلنا نعلم أن النمو يتطلب أمور أساسية قد لا يكون متقبله من الجسم الذي ينمو ، فالمشاهد للتاريخ العربي الحديث يرى أن الأمور قبيل انهيار الدولة العثمانية كانت في تدهور وفي ضياع مكن المستعمر أن يلج بسهوله هذه الدولة ويفككها وبعد ذلك كان الحال أن نرى في واقعنا العربي الذي هو جزء مما يسمى بدول العالم الثالث أو بالدول النامية أنها كانت تعيش في صراع من اجل التحضر والأخذ بالعلم الحديث الذي يأتي من الغرب ، وهذا الصراع كان بين تيار منفتح انفتاح أعمى وبين تيار منغلق انغلاق أصم أدى إلى وجود نمو سياسي مشهوه , والمشكلة التي كانت حاضرة الأمس واليوم تكمن في كيفية الانفتاح على الآخر ، فتجاه يرى أن الماضي فيه الكفاية ويمكن منه أن نستمد منه علم اليوم والمستقبل ويرون الجمود وعدم التغيير وخاصة في نمط الحكم وكذلك في نمط العيش ويجعلون أمور النمو والتقدم في المجتمع أمور لابد من دراستها ومعرفتها و يدخلون في دوامة بيروقراطية فكرية قد نتج عنها موافقة متأخرة لا تفيد في النمو وهذا ما نراه في مسألة الديمقراطية فنجد أن بداية الديمقراطية في الدول العربية جوبهت برفض وذلك لأن المصطلح لم يفهم ولم يعرف وتم تقديمه بصوره واحد مشوهه ، و هذا الاتجاه المحافظ قد نجده في فتره من الفترات يمهد للاستبداد فهو جزء من المشكلة التي يعيشها العالم العربي في نموه السياسي والاجتماعي وغيره وفي المقابل نرى أناس يأتون بكل ما هو غربي مع التقديس له وأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وأنه لابد أن نأخذ منهم كل شيء كما هو فهم يشوهون كل أمر يمكن الاستفادة منه فكما مثلنا بالديمقراطية فهم يريدونها كما هي في الغرب ويجسدون الصورة السيئة للديمقراطية على أنها مثال للإباحية وأنها حكم الشعب فإذا حكم الشعب بإباحة محرم فهو مباح وهم في ذلك كله يريدون أن يكونوا عبيد مستقبلين لا منتجين وهم يردون التجديد والانفتاح بشكل سريع دون الخضوع للرقابة وهو أيضاً جزء من المشكلة التنمية السياسية في عالم العربي ، وفي كل الحالتين المخرجات التي يأتون بها تطبق تطبيقاً مشوههاً فنحن نرى الآن ديمقراطية دكتاتورية محافظة منفتحة و نرى شكل الدولة ملكجمهوري وأنظمة الحكم فيها برلمان رئاسي ومتعددة الأحزاب ولا يوجد فيها إلى حزب واحد ,فالنمو السياسي في المجتمع العربي نمو مشوهه متخلف يستفيد منه من يستفيد ويشقى فيه من يشقى ، فمما ذكرنا نجد أن العالم العربي عاش في أزمة حداثة أو أزمة تقبل العلم الصحيح وفهم الفهم الصحيح فكيف بنا لو أننا في بدايات نهضتنا العربية قد أدركنا النظم السياسية الحديثة وكيفنها مع واقعنا لكنا الآن نعيش في مستقبل أفضل ولكن ليس أمامنا إلا كما قال المثل القناعة كنزُ لا يفنا .



أهدي هذا المقال إلى مادة التنمية السياسية
#23244
>>وفي المقابل نرى أناس يأتون بكل ما هو غربي مع التقديس له وأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه <<

لم نصل الى هذا الحد من التخلف
لوانه وصل به القليل منا فقط

فلأمه مازالت بخير ولله الحمد

شاكره لك اخي على هذا الطرح