- الثلاثاء مارس 16, 2010 7:39 am
#25570
الانتقادات التي توجه إلى الإسلام شخصية لكن لا يجب التهوين من شأنها فهي تؤسس لوعي جمعي
قبل الشروع في عملية تقسيم الإسلام , ثمة نص قرآني يؤكد أن سلوك الأفراد لا تتحمله الجماعات , ويتلخص هذا النص في سورة الزمر : " ولا تزر وازرة وزر أخرى", لعلنا نستنتج , أن الأفعال السلبية التي تمارسها فئة من الناس لا تنسحب ولا يندرج أثرها على الفئات الأخرى.
إن عملية التقسيم, لا تستهدف التطرق إلى المذاهب, فالتقسيم المراد, ليس تقسيماً مذهبياً, فكيفي ما لدينا حتى الآن من مذاهب بعضها ينحل من البعض الآخر, وبعضها يصارع الآخر, بل ان المراد, هو تقسيم الإسلام تقسيماً نهائياً إلى قسمين اثنين.
التقسيم الأول , وهو الإسلام المعاصر , الذي يأخذ بنص الآية السالفة , ولا ينظر كثيراً إلى الماضي , إنما عينه على الحاضر , والإيمان بالحياة ومنافعها ولذائذها وحتى شهواتها التي لا تتعارض مع الأخلاق العملية والنظرية , كما يؤمن بالآخرة كدار قرار واستقرار أبدي , بحيث لا يتسرع في بلوغها على حساب مقارعة الحياة , ولا يضخم مباهجها وثمراتها , إلا بالقدر الذي يجعل سلوكه قويماً وسليماً, يتجنب إلحاق الأذى بالآخرين أو الإضرار بهم .
التقسيم الثاني , وهو إسلام الماضي , ليس المقصود بهذا المعنى , الإسلام السلفي , فإذا كان التوصيف الفعلي للسلفية , هو العودة إلى الماضي والتشدق بتراثه , فإن إسلام الماضي , لأشد رجعية من السلفية ذاتها , لأن أنصار الماضوية , ورغم محدودية انتشارهم الجغرافي , فإنهم الأكثر غرقاً في محاكاة الماضي والعيش في جنباته , واستنهاض الولادة الأولى للإسلام , وما رافقها من صراع مرير دام في مرحلته الأولى , أكثر من أربعين عاماً هجرية , أي المرحلة التي شهدت عصر الخلافة الراشدية , وما تخللها من اغتيالات سياسية وحروب ردة , إلى جانب المؤامرات السياسية التي أعقبت وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم) , لذلك فإن العودة بالإسلام إلى الماضي الغابر , وكل ما تنطوي عليه تلك العودة من مخاطر سياسية هو الأساس الذي ينطلق منه الماضويون في تفعيل تصوراتهم ومعتقداتهم على الأرض , لذا تراهم يسبقون الحياة الآخرة , على الحياة الدنيا في سبيل بلوغ تلك العودة .
إن الانتقادات الشديدة التي يوجهها أنصار الديانات الأخرى , وخصوصا أنصار الديانة المسيحية إلى الإسلام بعامة , وإلى النبي محمد (ص) خاصة , هي في مجموعها انتقادات شخصية , أو مواقف شخصية , تفتقر إلى الأساس المنطقي لأي انتقاد , نتيجة لظروف سياسية داخلية , كما يفعل بعض مسيحيي الشرق احتجاجاً على أوضاعهم السياسية في معظم البلدان العربية , أو لظروف اجتماعية , كما هو حاصل الآن في الغرب , على خلفية التغلغل الإسلامي بين ظهرانيهم , وانعدام سبل الاندماج والانصهار بقيم مجتمعاتهم .
ورغم كونها انتقادات شخصية , إلا أنه لا يجب التهوين من شأنها , فهي تؤسس لولادة وعي جمعي يمتد تأثيره من جيل لآخر , الأمر الذي يكون رأيا عاما , له مواقفه المسبقة من الإسلام والمسلمين في كل زمان ومكان .
في المحصلة , تبقى مجرد انتقادات , لا نقول إنها تفتقر إلى الدقة أو الموضوعية في تحديد مراميها النهائية , لكنها تفتقر افتقاراً كاملاً إلى الأدوات المعرفية التي من شأنها أن تساعد على فهم الإسلام فهماً عميقاً , وبالتالي تحليله , وربما تقسيمه كما نفعل , إلى إسلامين , إسلام معتدل وآخر متشدد , يختلفان كل الاختلاف في الشكل والجوهر , ولو أن مفهومي التشدد والاعتدال , ينالان نصيبهما في السياسة أكثر منه في الإسلام .
فمن باب الانتقادات تلك , لا بد من الدخول إلى تقسيم الإسلام , ليس تقسيماً سياسياً بين معتدل ومتشدد , ولا تقسيماً مذهبياً أو مثالياً , بل تقسيماً براغماتياً , ينظر إلى الإسلام بعين الواقع والحقائق , لا بعين الخيال والأوهام , تقسيماً يضع الحدود ويرسم الخطوط النهائية بين الماضي والحاضر , وذلك من خلال الدعوة إلى القطع الكامل بين زمانهما .
بغير ذلك التقسيم, ستستمر نظرة الآخر إلى الإسلام بعين من الريبة, كما ستستمر نظرة المسلم إلى إسلامه, بعين ملؤها الشك, والسؤال الذي يطرح نفسه تكراراً, أي إسلام يقنع, وأي إسلام يختار ?
من هنا , فإن الدعوة إلى التقسيم في أساسها , ما هي إلا إجابة عن السؤال , هل الاسلام مسؤول عن سلوك المسلمين اليوم? أم أن كل إنسان مسؤول عن سلوكه لوحده , أياً كان هذا السلوك ?
قبل الشروع في عملية تقسيم الإسلام , ثمة نص قرآني يؤكد أن سلوك الأفراد لا تتحمله الجماعات , ويتلخص هذا النص في سورة الزمر : " ولا تزر وازرة وزر أخرى", لعلنا نستنتج , أن الأفعال السلبية التي تمارسها فئة من الناس لا تنسحب ولا يندرج أثرها على الفئات الأخرى.
إن عملية التقسيم, لا تستهدف التطرق إلى المذاهب, فالتقسيم المراد, ليس تقسيماً مذهبياً, فكيفي ما لدينا حتى الآن من مذاهب بعضها ينحل من البعض الآخر, وبعضها يصارع الآخر, بل ان المراد, هو تقسيم الإسلام تقسيماً نهائياً إلى قسمين اثنين.
التقسيم الأول , وهو الإسلام المعاصر , الذي يأخذ بنص الآية السالفة , ولا ينظر كثيراً إلى الماضي , إنما عينه على الحاضر , والإيمان بالحياة ومنافعها ولذائذها وحتى شهواتها التي لا تتعارض مع الأخلاق العملية والنظرية , كما يؤمن بالآخرة كدار قرار واستقرار أبدي , بحيث لا يتسرع في بلوغها على حساب مقارعة الحياة , ولا يضخم مباهجها وثمراتها , إلا بالقدر الذي يجعل سلوكه قويماً وسليماً, يتجنب إلحاق الأذى بالآخرين أو الإضرار بهم .
التقسيم الثاني , وهو إسلام الماضي , ليس المقصود بهذا المعنى , الإسلام السلفي , فإذا كان التوصيف الفعلي للسلفية , هو العودة إلى الماضي والتشدق بتراثه , فإن إسلام الماضي , لأشد رجعية من السلفية ذاتها , لأن أنصار الماضوية , ورغم محدودية انتشارهم الجغرافي , فإنهم الأكثر غرقاً في محاكاة الماضي والعيش في جنباته , واستنهاض الولادة الأولى للإسلام , وما رافقها من صراع مرير دام في مرحلته الأولى , أكثر من أربعين عاماً هجرية , أي المرحلة التي شهدت عصر الخلافة الراشدية , وما تخللها من اغتيالات سياسية وحروب ردة , إلى جانب المؤامرات السياسية التي أعقبت وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم) , لذلك فإن العودة بالإسلام إلى الماضي الغابر , وكل ما تنطوي عليه تلك العودة من مخاطر سياسية هو الأساس الذي ينطلق منه الماضويون في تفعيل تصوراتهم ومعتقداتهم على الأرض , لذا تراهم يسبقون الحياة الآخرة , على الحياة الدنيا في سبيل بلوغ تلك العودة .
إن الانتقادات الشديدة التي يوجهها أنصار الديانات الأخرى , وخصوصا أنصار الديانة المسيحية إلى الإسلام بعامة , وإلى النبي محمد (ص) خاصة , هي في مجموعها انتقادات شخصية , أو مواقف شخصية , تفتقر إلى الأساس المنطقي لأي انتقاد , نتيجة لظروف سياسية داخلية , كما يفعل بعض مسيحيي الشرق احتجاجاً على أوضاعهم السياسية في معظم البلدان العربية , أو لظروف اجتماعية , كما هو حاصل الآن في الغرب , على خلفية التغلغل الإسلامي بين ظهرانيهم , وانعدام سبل الاندماج والانصهار بقيم مجتمعاتهم .
ورغم كونها انتقادات شخصية , إلا أنه لا يجب التهوين من شأنها , فهي تؤسس لولادة وعي جمعي يمتد تأثيره من جيل لآخر , الأمر الذي يكون رأيا عاما , له مواقفه المسبقة من الإسلام والمسلمين في كل زمان ومكان .
في المحصلة , تبقى مجرد انتقادات , لا نقول إنها تفتقر إلى الدقة أو الموضوعية في تحديد مراميها النهائية , لكنها تفتقر افتقاراً كاملاً إلى الأدوات المعرفية التي من شأنها أن تساعد على فهم الإسلام فهماً عميقاً , وبالتالي تحليله , وربما تقسيمه كما نفعل , إلى إسلامين , إسلام معتدل وآخر متشدد , يختلفان كل الاختلاف في الشكل والجوهر , ولو أن مفهومي التشدد والاعتدال , ينالان نصيبهما في السياسة أكثر منه في الإسلام .
فمن باب الانتقادات تلك , لا بد من الدخول إلى تقسيم الإسلام , ليس تقسيماً سياسياً بين معتدل ومتشدد , ولا تقسيماً مذهبياً أو مثالياً , بل تقسيماً براغماتياً , ينظر إلى الإسلام بعين الواقع والحقائق , لا بعين الخيال والأوهام , تقسيماً يضع الحدود ويرسم الخطوط النهائية بين الماضي والحاضر , وذلك من خلال الدعوة إلى القطع الكامل بين زمانهما .
بغير ذلك التقسيم, ستستمر نظرة الآخر إلى الإسلام بعين من الريبة, كما ستستمر نظرة المسلم إلى إسلامه, بعين ملؤها الشك, والسؤال الذي يطرح نفسه تكراراً, أي إسلام يقنع, وأي إسلام يختار ?
من هنا , فإن الدعوة إلى التقسيم في أساسها , ما هي إلا إجابة عن السؤال , هل الاسلام مسؤول عن سلوك المسلمين اليوم? أم أن كل إنسان مسؤول عن سلوكه لوحده , أياً كان هذا السلوك ?