منتديات الحوار الجامعية السياسية

خاص بالمشكلات السياسية الدولية
#25770
الشعب الذي يدعو لرئيسه بالشفاء من المرارة وقد أنهكت بعض أفراده أمراض الكبد يستحق الاحترام, والصحافة التي تعف عن المبالغة في وصف الحالة المرضية للرئيس تستحق التقدير, والأقلام الغاضبة التي تتوقف عن التجريح تستحق التحية, والمعارضة التي تمتنع ولو مؤقتا عن الخوض في الحديث عن التوريث تستحق الإشادة.
والحق أن تعامل الشعب المصري بجميع مكوناته مع مرض الرئيس مبارك يستحق وقفة ووقفات.. فقد جاء المرض هذه المرة في وقت تصاعد فيه الحديث عن التغيير .. تغيير الدستور بما يسمح بترشيح مرشحين مستقلين آخرين. كما جاء في وقت كثر فيه الحديث عن تراجع الأداء الحكومي لدرجة إجماع غالبية شرائح الشعب على ضرورة تغيير جميع أفراد الطاقم.
ومع ذلك, وباستثناءات طفيفة تعاطف الناس مع رئيسهم, وباتوا ينتظرون ظهوره سليما معافى على شاشات التلفزيون.. إنها نفس الشاشات والقنوات التي تؤكد ليل نهار أن الحكومة سيئة، وأن الوزراء فاشلون، وأن التغيير لابد منه. قبيل ظهور الرئيس على شاشة التلفزيون الرسمي سأل المذيع ضيفته وهي إمرأة كادحة: تحبين من من الوزراء؟ قالت ببساطة: ولا واحد. قال: وتكرهين من؟ قالت: كلهم!
المرأة حاملة الدبلوم تبيع في عهد الرئيس على الرصيف, وتعاني كما بدا واضحا على الشاشة من أمراض متعددة, لكنها بتلقائية غير مصطنعة تتمنى من كل قلبها أن يعود الرئيس.
المرأة التي تحدثت أقرب في سماتها لمصر الحالية .. تعاني الأمرين مع الأسعار تارة, ومع الأمراض تارة أخرى, ومع الضرائب المتوقعة تارة ثالثة, لكنها في كل الأحوال تحترم رئيسها وتنتظر وصوله حتى تشكو له.. ويقينا وفي هذه المرة بالذات سيستمع الرئيس.. ولن يكتفي بالسماع.. حتى من أولئك الذين سيطلبون منه .. تغيير الرئيس!