منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

By نهال الخزيم
#27155

هذا مقال للكاتب المبدع خالد محمود اعجبني كثير...
اثنان وستون عاماً مرت على نكبة الشعب الفلسطيني بقيام إسرائيل عام 1948 على أراضيه، راسمةً صورة معاناة الفلسطينيين التي تشكل حالة الشتات في المخيمات داخل وخارج فلسطين أهم ملامحها..
إذتهل الذكرى لتشكل مناسبة للتذكر وإحصاء وإضافة النكبات الجديدة إلى السجل الفلسطيني الزاخر والحافل بهذه النكبات .. كنا نتمنى أن تحل هذه الذكرى وقد زالت آثار النكبة وانعكاساتها عن الشعب الفلسطيني وقد تحققت أحلامه بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس..لكننا ومع الأسف نعيش نكبة جديدة بكل ترتيباتها وكواليسها ...

نكبة الالتفاف على ‏الحق الفلسطيني والتنكر له ...نكبة الاستمرار في احتلال الأرض ومصادرتها ..نكبة حصار أطفال غزة ‏وحرمانهم من أدنى سبل العيش الكريم ...نكبة الانقسام الفلسطيني الداخلي واقتتال أخوة التراب الذين أضافوا نكبة ومأساة ‏جديدة إلى التاريخ الفلسطيني.‏
لقد شهدت سنوات ما بعد النكبة ذكريات مريرة وأياماً مؤلمة و تواريخ مكتوبة بالدم القاني حول عشرات المجازر التي أزهقت فيها أرواح عشرات الآلاف من الفلسطينيين من كفر قاسم ودير ياسين وقبيا وحتى مجزرة جنين والشجاعية التي من الممكن أن لا تكون الأخيرة.
اليوم وأجراس ذكرى نكبة فلسطين تدق أبواب ذاكرتنا، لازال الشعب الفلسطيني يعيش واقعا مختلفاً وحقائق تملأ هذه الذاكرة، فمنذ تاريخ النكبة وهذا الشعب يمضي نحو فجر الحرية والاستقلال ولكن هذا الفجر لم يطلع بعد، بل إن إقامة الدولة المستقلة تبدو اليوم أبعد من أي وقت مضى وتبتعد أكثر مع كل إشراقة شمس جديدة.

وثمة حقيقة أن غالبية أبناء الجيل الأول من تعرضوا للتهجير أصبح معظمهم موتى والأحياء من هؤلاء المهجرين ما زالوا عالقين على حدود الوطن وهم يحتفظون بمفتاح بيت وأرض وقصص وحكايات، يحيون ذكرى النكبة بالدموع والحنين ‏إلى العودة، يتأملون التاريخ المليء بالمآسي، فيهم جزء من حنين اللاجئ ‏وبكاء الطفل ونواح الثكالى، وهذه حقيقة لا يمكن لأي كان تجاهلها.

ولأجل هذه الحقائق فإنه في ذكرى النكبة لا بد من تسليط الضوء على حقيقة إسرائيل وعنصريتها، وأن يتم التعريف بمعاناة الفلسطينيين بالداخل، والحصار الظالم المفروض عليه، لتشكل هذه الذكرى مناسبة للتذكير –إن نفعت الذكرى- بالكشف عن المخاطر التي يتعرَّض لها المسجد الأقصى.. قبلة المسلمين الأولى، ومسرى نبيهم عليه الصلاة والسلام.

تمر ذكرى النكبة اليوم وهي ما زالت حية راسخة في عقول وقلوب أصحابها، لم يطوها النسيان ولم تنهها المؤامرات والمشاريع التصفوية.
عزاؤنا الوحيد أن نكبة فلسطين اليوم تعيش في قلوب ما يقارب من ثمانية ملايين فلسطيني في الوطن والشتات، وما يدعو للأسف أن ذكرى النكبة تمر اليوم والشعب الفلسطيني مقسم بحكم الواقع إلى ثلاثة أجزاء، فمنه من يعيش على أرضه منذ عام 1948، ومنهم من يعيش في الضفة الغربية وقطاع غزة، ومنهم من شرد إلى الشتات، ولكل جزء من هذا الشعب مشاكله ومعاناته في ظل احتلال مستمر وتوسع استيطاني في الضفة الغربية وحصار مفروض على قطاع غزة، اعتقالات يومية وتضييق على هذا الشعب في جميع جوانب الحياة مما يجعل حياته شبه مستحيلة أمام كل هذه التحديات.
لذا على الفلسطينيين أن يجعلوا من ذكرى النكبة نقطة التحول نحو صياغة أسس الوحدة الوطنية بين جميع الفرقاء..وأن يتذكروا فيها فيه مأساة شعب لا زال يعاني، ويعيش مخاطر نكبة لا بل نكبات جديدة دون ان تنتهي فصول الحكاية ما دام هناك من يحكي ويقول "سنرجع يوماً"!