- الجمعة مايو 28, 2010 2:42 am
#27264
دعت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل إلى اعادة بناء العالم على أساس نظرية التصور وجوهر الفاعلية الخلاقة للتركيب الكوني، وفق المفهومات الأساسية السياسية والمالية الجديدة، من خلال التوصل إلى اتفاق بين زعماء العالم بشأن الإصلاحات الحسية المدركة التي تعكس تعطش البشرية لتغيير الأوضاع الأيديولوجية والبراجماتية الراهنة وتأثيراتها من خلال رؤى وسياسات متوازنة قادرة على مواجهة التحديات المعاصرة . فالمحللون السياسيون يرون أن كلاً من الرئيس الفرنسي ساركوزي والرئيس الروسي ميدفيدف والرئيس الصيني هو جينتاو وغيرهم من القادة لديهم إدراكاً عاماً عن إخفاقات سياسة القطب الواحد في ريادة البشرية نحو المستقبل في هذه الحقبة الحاسمة من هذا القرن .
إذ يشكل البشر نتاج المجتمع ومن الممكن فهمهم طبقاً للظروف المحيطة بهم، فهم من صنع التاريخ ولا يصنعونه، وإن استطاعوا السيطرة على مساره فإن السياسة ستغدو ذات معنى وستسمح لقوى التاريخ بتسجيلها من دون توجيهها . إذ إن الأهداف والأعمال البشرية يشكلها الواقع التاريخي الذي يهددها بالمصير البائس بدلاً من أن يكون خيراً عليها، فسلسلة الأحداث العميقة وغير المتوقعة في القرن الماضي كالحربين العالميتين والثورات والانقلابات وكذلك في مطلع القرن الحادي والعشرين كأحداث 11 سبتمبر، وحرب أفغانستان، وحروب العراق ولبنان وفلسطين تثير الشك في أن التاريخ تحت إدارة بشرية القطب الواحد أو أي قوة أخرى بمقدورها أن تنظم المجتمع العالمي وتسمو به لأن التاريخ متورط في الصيرورة والتطور، مرة صعوداً ومرة سقوطاً، ولما كان قد أحدث عصراً فإنه لا يزال حتى اليوم لم يحدد مستقبلاً، ويعني شمول الوجود الذي يتغير في الزمان فهو يتحرك بدوره وينظم أحوال الناس ومصائر الجماعات الإنسانية وحضارتها، والتاريخية تعني توالي العمليات، أي ميلاد الأحداث، وزوالها فالظروف والأحداث والمصائر تصير ممكنة وهي تؤرَّخ في الزمان المتعمق للفرد الجزئي الذي يشيد به الماضي، فالطابع التاريخي لا وجود له في الواقع، وفي ظل هذه الظروف تفقد البشرية ثقتها في المستقبل وتعاني من تضليل فكري ومن اللامتيقنات بين المدارج الحسية والدينية .
فالليبراليون يعتقدون بإمكان تصحيح مسار الإنسانية من خلال الإقناع والوسائل السلمية والقضاء على أخطر حالات الظلم من دون استخدام القوة ويعتبرونها شكلاً شريراً من أدوات السلطة والنفوذ التي تعزز الانقسام بين فئات المجتمع البشري، وتهدم العلاقات القائمة على الاحترام المتبادل . لكن الراديكاليين يشكون في فعالية الإقناع وبالأخص عندما تصبح المصالح في خطر واستخدام القوة أمر لا يمكن تفاديه في أغلب الدول . فالمظالم الخطيرة لا يمكن تصحيحها عادة من دون اللجوء للقوة، ولولاها ما كانت أية ثورة فرنسية، وربما لم تكن الاشتراكية لتظهر، ولا وقعت الثورة في روسيا والصين، ولما انطلق المعدمون في العالم لتحسين أوضاعهم والظروف المحيطة بهم . لكن القوة تدمر صوت العقلانية وتنشئ تقسيمات لا يستطيع العقل أن يتغلب عليها، عندما يزعمون بأن المصالح متباينة ولا يمكن للعقل أن يتعامل معها . في حين يرفض الليبراليون هذه التقسيمات، حيث إن البشر لم يكونوا متباعدين لأنهم يشتركون في كون واحد من العقل وفقا للطبيعة الإنسانية والعقلية . فالتعقل يشمل الاهتمام بصالح الآخرين واحترام اهتماماتهم لأن العقل ملكة عقلية أخلاقية، لكنه حين يتحول إلى وسيلة فقط فإنه قد يحض على استخدام القوة ويثير العنف الأيديولوجي اللامتناهي .
فالقوة وسيلة فاشلة للإفساد والكراهية، وتنشأ في حالة عداء مع العقل، لأن العلاقات البشرية تخضع لقانون يمكن أن يدركه العقل ولا يتأثر بتغيير الظواهر وقد تتغير الأزمان ولكن المبادئ التي تحكم هذه العلاقات تبقى كما هي، والنظم الاجتماعية الأكثر حضارة كالحريات الشخصية والحكومات الديمقراطية والقانون والمنظمات الدولية يمكن تتبع أثرها إلى هذه الفكرة . لأن الإيمان بالمقدرة البشرية على توجيه التاريخ تمت موازنتها بواسطة الاعتقاد الأقدم بأن التاريخ يتحدد بواسطة سلطة فوق صورة الروح المطلقة، فتاريخ الأفكار الذي يركز على العقليات والأفكار السائدة، ويعكس قدراً كبيراً من التشاؤم بشأن مسيرة الأحداث والتواتر وقانون العقل الذي تم دحضه بتصورهم على اعتبار أن العدم الذي يقودنا نحو خاتمة مأساوية من الآلام والرعب والزلازل والمجاعات والاضطرابات متجها نحو وقائع غير محكومة بقانون التواتر . بينما تؤمن الرؤى المعاصرة حول التقدم الحق للحق بأن البشرية لم تفقد براءتها وتتجه نحو تحسن وانسجام متزايدين على هذه الأرض، فالتاريخ له اتجاه وهدف، ويتحرك بشكل تتعذر مقاومته لأنه لا يعتمد على تخطيط بشري مقصود، بل ينشأ من تغييرات تطرأ على النظام العام العالمي كما تصوره هنتجتون بأنه عالم متعدد الأقطاب والحضارات متضمنة الصينية، اليابانية، الهندية، الإسلامية، الغربية، الإفريقية، والأمريكية اللاتينية، وأن ما يحكم العلاقة بين تلك الحضارات هو الصدام، الذي أساسه الثقافة التي تحكم كل حضارة منها من خلال فهم الوجود التاريخي على أنه الماضي والماضي، هنا مفهوم بمعنى ما ليس موجوداً أو حاضراً بعد . غير أنها تتناسى فكرة تلاقي وتعايش الحضارات واعتماد الإنسانية في مكوناتها على ما توصلت إليه الأمم والشعوب في مختلف مجالات الحياة .
وإن مسيرة التاريخ توجد في تفعيل الفكر الذي يتطلب مواصلة التفكير والبحث والتحليل العقلاني، فالعلم الذي يبلغ أقصى درجات الكمال يتوقف عن أن يصبح الوسيلة الوحيدة للوصول إلى الحقيقة، فهناك مجال للحدس والحكمة والإيمان، لكن البشرية تعيش الآن في عصر من عدم اليقين، وتشك في إمكانية أن يتحول المجتمع البشري إلى مجتمع بعقيدة عالمية واحدة وتعيش تحت سقف واحد من الولاء الإنساني ومجموعة متكاملة من النظم والعادات في مدينة كونية يسودها سلام أبدي ليس في استطاعة أي دولة مهما كانت عالمية أن تضمنه، فالجماعة لا يمكنها أن تتعايش مع المجموعة الواسعة المتنوعة من الجنس البشري لأنها عندئذ ستصبح بلا هوية كجماعة معينة، حيث إن الطبيعة البشرية تجعل الإنسان يشعر بأعلى مستويات الرضا في الاختلاف والانقسام والصراع والحرب واستخدام الأسلحة الأكثر فتكاً وتدميراً والتي من دونها لا تكون هناك سياسة، فالعداء والكراهية تعبير عن الجوهر البشري الذي لا يمكن فهمه بشكل موضوعي ونهائي والتوصل بالتالي إلى تأكيد مطلق يتعلق بما هو صحيح وصائب حتى يصبح وجه الأرض المتحضرة مختلفاً بالاستناد على السياسة التوافقية والعقلانية والحرية والولاء للوجود والحكمة، والتوازن للقضاء على مخاوف البشرية في عصرنا من حروب وفقر واستبداد وعدد لا يحصى من الشرور .
إذ يشكل البشر نتاج المجتمع ومن الممكن فهمهم طبقاً للظروف المحيطة بهم، فهم من صنع التاريخ ولا يصنعونه، وإن استطاعوا السيطرة على مساره فإن السياسة ستغدو ذات معنى وستسمح لقوى التاريخ بتسجيلها من دون توجيهها . إذ إن الأهداف والأعمال البشرية يشكلها الواقع التاريخي الذي يهددها بالمصير البائس بدلاً من أن يكون خيراً عليها، فسلسلة الأحداث العميقة وغير المتوقعة في القرن الماضي كالحربين العالميتين والثورات والانقلابات وكذلك في مطلع القرن الحادي والعشرين كأحداث 11 سبتمبر، وحرب أفغانستان، وحروب العراق ولبنان وفلسطين تثير الشك في أن التاريخ تحت إدارة بشرية القطب الواحد أو أي قوة أخرى بمقدورها أن تنظم المجتمع العالمي وتسمو به لأن التاريخ متورط في الصيرورة والتطور، مرة صعوداً ومرة سقوطاً، ولما كان قد أحدث عصراً فإنه لا يزال حتى اليوم لم يحدد مستقبلاً، ويعني شمول الوجود الذي يتغير في الزمان فهو يتحرك بدوره وينظم أحوال الناس ومصائر الجماعات الإنسانية وحضارتها، والتاريخية تعني توالي العمليات، أي ميلاد الأحداث، وزوالها فالظروف والأحداث والمصائر تصير ممكنة وهي تؤرَّخ في الزمان المتعمق للفرد الجزئي الذي يشيد به الماضي، فالطابع التاريخي لا وجود له في الواقع، وفي ظل هذه الظروف تفقد البشرية ثقتها في المستقبل وتعاني من تضليل فكري ومن اللامتيقنات بين المدارج الحسية والدينية .
فالليبراليون يعتقدون بإمكان تصحيح مسار الإنسانية من خلال الإقناع والوسائل السلمية والقضاء على أخطر حالات الظلم من دون استخدام القوة ويعتبرونها شكلاً شريراً من أدوات السلطة والنفوذ التي تعزز الانقسام بين فئات المجتمع البشري، وتهدم العلاقات القائمة على الاحترام المتبادل . لكن الراديكاليين يشكون في فعالية الإقناع وبالأخص عندما تصبح المصالح في خطر واستخدام القوة أمر لا يمكن تفاديه في أغلب الدول . فالمظالم الخطيرة لا يمكن تصحيحها عادة من دون اللجوء للقوة، ولولاها ما كانت أية ثورة فرنسية، وربما لم تكن الاشتراكية لتظهر، ولا وقعت الثورة في روسيا والصين، ولما انطلق المعدمون في العالم لتحسين أوضاعهم والظروف المحيطة بهم . لكن القوة تدمر صوت العقلانية وتنشئ تقسيمات لا يستطيع العقل أن يتغلب عليها، عندما يزعمون بأن المصالح متباينة ولا يمكن للعقل أن يتعامل معها . في حين يرفض الليبراليون هذه التقسيمات، حيث إن البشر لم يكونوا متباعدين لأنهم يشتركون في كون واحد من العقل وفقا للطبيعة الإنسانية والعقلية . فالتعقل يشمل الاهتمام بصالح الآخرين واحترام اهتماماتهم لأن العقل ملكة عقلية أخلاقية، لكنه حين يتحول إلى وسيلة فقط فإنه قد يحض على استخدام القوة ويثير العنف الأيديولوجي اللامتناهي .
فالقوة وسيلة فاشلة للإفساد والكراهية، وتنشأ في حالة عداء مع العقل، لأن العلاقات البشرية تخضع لقانون يمكن أن يدركه العقل ولا يتأثر بتغيير الظواهر وقد تتغير الأزمان ولكن المبادئ التي تحكم هذه العلاقات تبقى كما هي، والنظم الاجتماعية الأكثر حضارة كالحريات الشخصية والحكومات الديمقراطية والقانون والمنظمات الدولية يمكن تتبع أثرها إلى هذه الفكرة . لأن الإيمان بالمقدرة البشرية على توجيه التاريخ تمت موازنتها بواسطة الاعتقاد الأقدم بأن التاريخ يتحدد بواسطة سلطة فوق صورة الروح المطلقة، فتاريخ الأفكار الذي يركز على العقليات والأفكار السائدة، ويعكس قدراً كبيراً من التشاؤم بشأن مسيرة الأحداث والتواتر وقانون العقل الذي تم دحضه بتصورهم على اعتبار أن العدم الذي يقودنا نحو خاتمة مأساوية من الآلام والرعب والزلازل والمجاعات والاضطرابات متجها نحو وقائع غير محكومة بقانون التواتر . بينما تؤمن الرؤى المعاصرة حول التقدم الحق للحق بأن البشرية لم تفقد براءتها وتتجه نحو تحسن وانسجام متزايدين على هذه الأرض، فالتاريخ له اتجاه وهدف، ويتحرك بشكل تتعذر مقاومته لأنه لا يعتمد على تخطيط بشري مقصود، بل ينشأ من تغييرات تطرأ على النظام العام العالمي كما تصوره هنتجتون بأنه عالم متعدد الأقطاب والحضارات متضمنة الصينية، اليابانية، الهندية، الإسلامية، الغربية، الإفريقية، والأمريكية اللاتينية، وأن ما يحكم العلاقة بين تلك الحضارات هو الصدام، الذي أساسه الثقافة التي تحكم كل حضارة منها من خلال فهم الوجود التاريخي على أنه الماضي والماضي، هنا مفهوم بمعنى ما ليس موجوداً أو حاضراً بعد . غير أنها تتناسى فكرة تلاقي وتعايش الحضارات واعتماد الإنسانية في مكوناتها على ما توصلت إليه الأمم والشعوب في مختلف مجالات الحياة .
وإن مسيرة التاريخ توجد في تفعيل الفكر الذي يتطلب مواصلة التفكير والبحث والتحليل العقلاني، فالعلم الذي يبلغ أقصى درجات الكمال يتوقف عن أن يصبح الوسيلة الوحيدة للوصول إلى الحقيقة، فهناك مجال للحدس والحكمة والإيمان، لكن البشرية تعيش الآن في عصر من عدم اليقين، وتشك في إمكانية أن يتحول المجتمع البشري إلى مجتمع بعقيدة عالمية واحدة وتعيش تحت سقف واحد من الولاء الإنساني ومجموعة متكاملة من النظم والعادات في مدينة كونية يسودها سلام أبدي ليس في استطاعة أي دولة مهما كانت عالمية أن تضمنه، فالجماعة لا يمكنها أن تتعايش مع المجموعة الواسعة المتنوعة من الجنس البشري لأنها عندئذ ستصبح بلا هوية كجماعة معينة، حيث إن الطبيعة البشرية تجعل الإنسان يشعر بأعلى مستويات الرضا في الاختلاف والانقسام والصراع والحرب واستخدام الأسلحة الأكثر فتكاً وتدميراً والتي من دونها لا تكون هناك سياسة، فالعداء والكراهية تعبير عن الجوهر البشري الذي لا يمكن فهمه بشكل موضوعي ونهائي والتوصل بالتالي إلى تأكيد مطلق يتعلق بما هو صحيح وصائب حتى يصبح وجه الأرض المتحضرة مختلفاً بالاستناد على السياسة التوافقية والعقلانية والحرية والولاء للوجود والحكمة، والتوازن للقضاء على مخاوف البشرية في عصرنا من حروب وفقر واستبداد وعدد لا يحصى من الشرور .