- السبت مايو 29, 2010 2:10 am
#27501
بعد استلام نابليون الثالث الحكم عام 1848 أضيفت إلى ركائز الدولة البوليسية أساليب جديدة منها "الاستفتاء الشعبي" وتوظيف وكلاء لاستفزاز الناس واستدارجهم. وكان من اهتماماته تقديم نفسه تحت لافتات 99 % لتغطية الرفض الشعبي له، فحين تأكد نابليون الثالث أنه لن ينجح في انتخابات تتم على أساس دستوري، نصحه مستشاروه بعد قيامه بانقلابه العسكري بتجاوز الدستور، وطرح نفسه على استفتاء شعبي مباشر، كانت تلك هي السابقة الأولى للمستبدين ثم أصبحت الاستفتاءات الشعبية من لوازم النظام الشمولي.
ويذكر التاريخ أنه حين تصدت للمستبدين مؤسسات المجتمع المدني كالمنظمات النقابية والمؤسسات المدنية والأحزاب السياسية عملوا على ضربها عن طريق الاستفزاز والاستدراج، وهو الأسلوب الذي قرره من قبل "جوزيف فوشيه" ثم استخدمه نابليون الثالث بنجاح. وأسست فرق خاصة وجواسيس في الشرطة السرية كانت مندسة وسط القوى الشعبية مهمتها استفزاز المواطنين وجرهم إلى مواجهات عنيفة لإيجاد ذرائع لضربهم وتمهيد استئصالهم.
وانتقلت هذه التقاليد إلى النازية والفاشية والبلشفية ومن ثم إلى مدارس الاستبداد الشمولي العربي، وأبرز مثال عليها مايزال واضحاً جلياً في عالمنا العربي هو النموذج الاستبدادي السوري، رغم أن النسخة المستخدمة في سورية من هذا الأنموذج مطورة محدثة، قد لا نجد لها مثيلاً حتى في كوريا الشمالية (والتي باتت على أعتاب القنبلة النووية اليوم رغم فسادها واستبدادها)! حيث أنه مع تطور السلطة، وامتلاك الحاكم وسائل أكثر على السيطرة والضبط نشأ في تاريخ العالم السياسي شكل أخر من أشكال الاستبداد. شكل قد لا يقوم على (نزوة) الحاكم المحضة، وقد لا يرتبط برضاه أو بغضبه مباشرة، وإنما يقوم على منظومة من المترابطات العلمية والسياسية والمدنية والتكنولوجية.
لقد برهن التاريخ وبجدارة أنه أكبر أستاذ للمستقبل، ويثبت لنا كل يوم أن المستبد لابد وأن يرحل، فإذا كانت دول الحق والمساواة مهددة بالزوال إن حادت عن مبادئ الخير والعدالة، فكيف بالنظم التي بنيت أساساً على اضطهاد الشعب بأكمله، وتكريس الظلم والعبودية؟
في كل يوم تشرق فيه أنوار جديدة للشمس، أزداد قناعة بأن للحق في بلدي جولة سيأتي دورها، وحينها لن يأسف الشعب على مستبد شرد العباد ونهب البلاد، وماحملته ذاكرتهم منه هو صورته القبيحة المزمجرة، والتي قد سبقت بلا شك فساد "نابليون" واستبداد "فوشيه".
ويذكر التاريخ أنه حين تصدت للمستبدين مؤسسات المجتمع المدني كالمنظمات النقابية والمؤسسات المدنية والأحزاب السياسية عملوا على ضربها عن طريق الاستفزاز والاستدراج، وهو الأسلوب الذي قرره من قبل "جوزيف فوشيه" ثم استخدمه نابليون الثالث بنجاح. وأسست فرق خاصة وجواسيس في الشرطة السرية كانت مندسة وسط القوى الشعبية مهمتها استفزاز المواطنين وجرهم إلى مواجهات عنيفة لإيجاد ذرائع لضربهم وتمهيد استئصالهم.
وانتقلت هذه التقاليد إلى النازية والفاشية والبلشفية ومن ثم إلى مدارس الاستبداد الشمولي العربي، وأبرز مثال عليها مايزال واضحاً جلياً في عالمنا العربي هو النموذج الاستبدادي السوري، رغم أن النسخة المستخدمة في سورية من هذا الأنموذج مطورة محدثة، قد لا نجد لها مثيلاً حتى في كوريا الشمالية (والتي باتت على أعتاب القنبلة النووية اليوم رغم فسادها واستبدادها)! حيث أنه مع تطور السلطة، وامتلاك الحاكم وسائل أكثر على السيطرة والضبط نشأ في تاريخ العالم السياسي شكل أخر من أشكال الاستبداد. شكل قد لا يقوم على (نزوة) الحاكم المحضة، وقد لا يرتبط برضاه أو بغضبه مباشرة، وإنما يقوم على منظومة من المترابطات العلمية والسياسية والمدنية والتكنولوجية.
لقد برهن التاريخ وبجدارة أنه أكبر أستاذ للمستقبل، ويثبت لنا كل يوم أن المستبد لابد وأن يرحل، فإذا كانت دول الحق والمساواة مهددة بالزوال إن حادت عن مبادئ الخير والعدالة، فكيف بالنظم التي بنيت أساساً على اضطهاد الشعب بأكمله، وتكريس الظلم والعبودية؟
في كل يوم تشرق فيه أنوار جديدة للشمس، أزداد قناعة بأن للحق في بلدي جولة سيأتي دورها، وحينها لن يأسف الشعب على مستبد شرد العباد ونهب البلاد، وماحملته ذاكرتهم منه هو صورته القبيحة المزمجرة، والتي قد سبقت بلا شك فساد "نابليون" واستبداد "فوشيه".