منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

#28122
:silent: :silent: ارض الأحزان .. لعبد الوهاب مطاوع .. الدار المصرية اللبنانية .. أسماء القحطاني 1حب التمتع
دفعتني إلى الكتابة إليك قراءتي لرسالة سر التحول وشعرت برغبة قوية في إن أقول لصاحبتها إن الله سبحانه وتعالى :سوف يجزيها خير الجزاء لرفضها من زوج صديقتها .. ولمساهمتها في تنبيه هذه الصديقة للاهتمام بزوجها ,واستعادة الخيوط المقطوعة معه على الرغم من وحدة كاتبة الرسالة وحاجتها للزوج بعد ترملها وهي مازالت شابة .
فانا سيدة في الثانية والأربعين من عمري .. وقد تزوجت منذ عشرين سنة , من زميلي في العمل بعد قصة حب عميقة , وأنجبنا البنين والبنات وسافرنا إلى الخارج واغتربنا لحوالي خمسة عشر عاما , ثم رجعنا إلى بلادنا نستمتع بثمار الغربة والشقاء في مجتمعنا , وأقمنا مشروعا صغيرا , نجح المشروع واكتملت كل جوانب حياتنا , فنحن نعيش والحمد لله في مسكن جميل .. وأبنائنا مهذبون ومتفوقون في دراستهم .. وانأ أحب زوجي واخلص له .. واهتم بنفسي وبمظهري من اجله ,واهتم بزوجي وألبي كل احتياجاته المادية والنفسية والعاطفية , ولا اقصر في حق من حقوقه , حتى راح يشيد في كل المجالس ويذكر لأهل إنني خير زوجة له .
وفي غمار سعادتي واطمئناني ليومي وغدي , لاحظت فجأة منذ بضعة شهور اهتمام زوجي الزائد بنفسه , وتاخرة غير الطبيعي عن العودة للبيت في الليل , وتحدثت معه في ذلك طويلا وتحت ضغط الإلحاح من جانبي على ان يفسر لي هذه التغيرات الجديدة في حياته , فوجئت به يبوح لي بأنه قد تزوج منذ عدة شهور بأرملة ذات أبناء ؟
ومادت الأرض بي , وسألته باكية عما دعاه لان يفعل ذلك ؟ وهل قصرت معه في أي شي ؟ فأجابني في هدوء بالنفي , وزاد على ذلك إن قال لي إن الأخرى قد سألته نفس السؤال عند التقدم إليها , فإجابتها بأنه لا ينكر على أي شي , ولا يشكو نقص شي لدى .. لكنها رغبة في نفسه إن يتمتع بأكثر من امرأة ؟ واختتم حديثه معي بسوالي لي : أليس لي حق في الزواج بأكثر من واحدة ؟ولم ادر بماذا أجيبه عن السؤال المرير , ولم افهم كيف يكون حب التمتع بأكثر من امرأة , دافعا كافيا لكي يتزوج زوجي بامرأة أخرى , وهو يعترف بعدم تقصيري معه في شيء , وأحسست بأنة قد ألقى بي في حفرة من النار ويطلب مني إلا اتالم لاحتراقي بها .
لقد انهار اماني واطمناني واستقرار حياتي .. وتحولت السعادة التي كنت احسد نفسي عليها الى جحيم مقيم , وطلبت من زوجي الطلاق اكثر من مرة , وهو يرفض ذلك باصرار ويطالبني بالتعقل .. وانا لاادري كيف يجئيى العقل , وقد جزيت من زوجي على حبي واخلاصي بالجحود ,ووصلت بي الالام الى حد تمني الموت كل لحظة وكل ذلك بسبب هذة السيدة الاخرى التي لم تفكر سوى في نفسها وسعادتها , عللى حساب سعادتي وراحة بالي , ومع كل نفس من انفاسي اصبحتاقول :حسبي الله ونعم الوكيل . وادعو ربي ان يبتلي هذةالسيدة بمثل ما اسهمت هي في ىابتلائي به , اما زوجي الحبيب فانه لم يرحم دموعي وتضرعي اليه ان ينهي
ويرجع الى سابق عهده معنا .
واصبحت الان عاجزة عن التصرف . حائرة لاني عن اخذت اولادي معي وهجرت هذه الحياة جاعو .. وان تركتهم ونجوت بنفسي دونهم من هذا الجحيم ضاعوا ؟ ولقد تاثروا بالفعل بغياب ابيهم عنهم افترات طويلة .. ولم يعرف زواجه منهم سوى ابنتي الكبرى التي استمتعت عفوا الى حوار بيني وبينه حول هذا الامر , فساءت حالتها النفسية واصبحت تشكو من الصداع الدائم انني ارجو منك ان توجه كلمة الى كل رجل يتزوج من اخرى لغير سبب يدعوه الى ذلك , وان تقول للرجال جميعا : ارحمو من في الارض يرحمكم من في السماء . اما انا فان في داخلي صراعا رهيبا بين نداءين .. احدهما يطالبني بالصبر و الصمود والاحتمال , من اجل الابناء ومن اجل ماض جميل ومستقبل لم افقد الامل فيه بعد , والاخر يطالبني بالثار لكرامتي الشخصية ورفض هذا الوضع .. وهذة الالام . فبماذا تشير على ان افعل يا سيدي ؟
ولكتابة هذة الرسالة اقول :
امل كل زوج ان يقدم على مثل ما اقدم عليه زوجك , كما قلت مرارا من قبل هو ان ينجح في امتصاص ثورة زوجته الاولى على زواجه من غيرها .. وان يتواصل معها بعد فورة الغضب والرفض والمطالبة بالانفصال , الى ما يعتبره الصيغه المثلى التي تجمع له بين الحسنين وهما . استمرار حياته العائلية الاولى بغير خسائر على جبهة استقرار حياة الابناء .. والتمتع بهوى النفس و اشباع رغباتتها في الحياة الاخرى ,وهكذا يكون قد استجاب لرغباته بغير ان يؤرقه مصير الابناء .. وتمزقهم بينه وبين زوجته الاولى , مراهنافي ذلك على تاثير الزمن على امتثالها لالمر الواقع بعد حين , وترجيحها قلب الام لاستقرار الابناء على اعتباراتها الشخصية .. حتى ولو نزفت هي دما سخينا من مشاغرها واحزانها واحساسها بالغدر والفجيعة في شريك الحياة ولا شك في انها صيغة انانيت تراعى اعتبارات الزوج وحده على حساب اعتبارات الزوجه الاولى ومشاعرها , وفطرتها التي تنكر عليها القبول بوجود امراة اخرى في حيلة زوجها , لغير سبب ملح او عجز من جانبها عن الانجاب , او اقتناع داخلي لديها بعجزها عن تلبية احتياجات زوجها العاطفية والحسية , او خلاف تستحيل معه الحياة بين الزوجين وان رغب كل منهما عن الطلاق الى غير ذلك من الاعتبارات المبيحة للوزاج الثاني , كما لا شك ايضا في ان اقدام زوجك على الزواج من اخلرى و بغير ان يصارحك في البداية بنيه في ذلك ويخيرك بين القبول به والاستمرار معه , او الرفض و الانفصال عنه , يعد خيانه لعهدالوفاء الذي جمع بينكما والتزمت انت به دونه .. فاذا كنت تقولين في رسالتك انة لم يكن لينكر عليك شيئا ققبل اقدامه على الزواج من أخرى , فان حب التمتع هذا باكثر منامراة لايعدوا ان يكون طلبا لالستزادة من المتعة , اغراه به استقراراحواله المادية , بعد سنوات الشقاء والكفاح في الغرب .. بدلا من ان يكافئ شريكه الكفاح على صبرها على صعوبات البداية .. وتحملها لمسؤليات الاسرة والابناء و الزوج لعشرين عاما او تزيد .. فلقد اثر ان يكافئ نفسه دونها على الكفاح , والتمتع وحده بمباهج الحياة .. ويورثها هي الغصة المريرة في نفسها , وهي التي تتطلع لجني ثمار الكفاح ومواصلة الرحلة مع زوجها واسرتها في امان .
وقبل ان يزايد على احد في الحديث عن مشروعه الزواج الثاني من الناحية الدينية , فاني انقل هنا كتاب بيان الناس الجزء الثاني الصادر عن الازهر الشريف , في عهد امامه الراحل الشيخ جاد الحق على جاد الحق ص230 الاتي عن تعدد الزوجات : فهو ليس امرا واجبا بل مباح يتوقف على حاجه الرجل اليه , وقدرته عليه و يجوز للمراه ان تشترط على زوجها الا يتزوج عليها , والشرط وان كان غير ملزم عند بعض الفقهاء , فان له اثره في نفس الزوج الىحد ما , ومن الضمانات انه أي الاسلام جعل المراة حرة في ابرام الزواج علىالضرة , فان تزوجت عليها واستراحت الاسرة فبها , والا كانت هي المتحملة نتيجة عملها , فيمكن للمراة ان تقاوم التعدد بمنع الجديدة ان تتزوج على الضرة .
فاذا كنت تسالينني بعد ذلك عما تفعلين ازاء ما تواجهينه الان فاني اقول لك :
انك تملكين الرفض والمطالبة بالانفصال اذا رايت في ذلك دفعا لضرر لا تستطيعين حجبه عنك ..وتملكين كذلكان ترجحي مصلحة ابنائك الشخصية وتقرري الاستمرار , دفاعاعن مملكتك واسرتك وابنائك في وجه هذه الغازية الجديد ة , لانه ليس من العدل حقا ان تنسحبي إمامها و تتركي لهل الساحة دون مقاومة . فان شئت النصيحة فانني لا ارى لك الاستسلام الانسحاب . وإهداء الأخرى كل ما كافحت عشرين عاما من اجل بنائه , أنصحك بالثبات على موقف الرفض النفسي للقبول بالأمر الواقع , أو الاعتراف به .. مع استمرار الحياة مع زوجك أي الزوجتين أحق به .. وأيهما اولى بحبه وعطاءه وإخلاصه لكل ما تمثله في حياته من حب وكفاح , وذكريات مشتركة و أبناء يجمعون بين الأبوين برباط لا انفصام له .