منتديات الحوار الجامعية السياسية

فليقل كل كلمته
By خوله الراشد
#29936
إن الإنسان ليطغى !!


البداية نقطة هامشية مهملة في المهد .. عند أدنى درجة عفوية .. وقد تكون تلك الخيوط التاليه التي تحيط به من كل الجوانب أشد منه قوة ومتانة .. وجل مقدرته في إصدار تلك الأصوات الهزيلة .. والتي لم تكن أصوات ضحك أو مرح .. بل بكاء لأشد حالات الحاجة .. فهو في مرحلة لا يملك فيها إلا ذلك الصوت .. وكل حركاته وسكناته بأيد الآخرين .. حتى أنه يعجز أن يزيل القذر عن نفسه .. ثم رويدا رويداً تنمو الحركة لديه بمساندة الآخرين الذين لا غنى عنهم .. فيشتد ساعده وتقوى عضده .. ثم في مراحل لاحقة يكابد ويصارع من أجل أن يكون .. وقد يكون في يوم من الأيام .. ولكن ما أكفر ذلك الإنسان ! .. وهو يبدأ في النسيان .. وإساءة الإحسان بالنكران .. فيظن أنه قد تمكن من الدنيا .. وأن الدنيا قد أصبحت في كفة يده .. فيتطاول ويدعي ويتكابر .. وقد يشطب كل معالم المعروف من الغير عليه .. حتى ولو كان ذلك الغير والديه .. وتضحك له الدنيا قليلاً .. وهي ضحكات اصطناعية لا تدوم طويلاً .. وقد ضحكت لغيره من قبل .. ويظن الإنسان أنه قد ملك الكون بقدرته البدنية والمالية والاجتماعية .. فيصول ويجول .. وقد يصل الحال ببعضهم أن يتعمق في النكران وإساءة المعروف ليس فقط مع الخلق ولكن مع الخالق .. فينسى فضل رب أوجده من عدم .. ورزقه من نعم .. وفضله بالذرية والجاه والمال .. وأسبغ عليه نعمة الصحة والعافية .. وبذلك قد يبلغ الإنسان مراحل الطغيان والكفران .. ولكن تلك الأيام مداولة .. ودوام الحال من المحال .. فتلك العظام القوية تبدأ في مراحل الانكماش والهزال .. وتبدأ القامة في الانحدار .. وأعمدة العضلات تبدأ في التآكل .. وتبدأ الأعين تشتكي من عدم القدرة في مزاولة المهام .. ثم تلك الآذان تبدأ في عدم سماع الأصوات .. والأرجل تشتكي من عدم المقدرة فتطالب بقدم ثالث يتكئ عليها .. والعمود الفقري نال حظه من الاستقامة ثم يبدأ يميل إلى الأمام .. وقد قصرت الخطوات بعد ما كانت شاطحة ناطحة .. ثم في مرحلة لاحقة يبدأ الإنسان في طلب العون والمدد .. فهو كما بدأ بأيد الآخرين ينتهي بأيد الآخرين .. ويا ليته قد عرف المعروف للآخرين .. ولكن ما أكفر الإنسان .. وأن الإنسان ليطغى !!