منتديات الحوار الجامعية السياسية

الوقائع و الأحداث التاريخية
By خلود محمد الحربي
#30141

الثورة في العراق



كثيرة هي الثورات كما أطلق عليها أصحابها،ولا نعرف هل كانت ثورات أم انقلابات عسكرية؟..وعلامة الاستفهام تأتي من أن تلك التي أطلق عليها قادتها تسمية الثورة قام بها العسكر،فبعد قيام الدولة العراقية تحت قيادة الملك فيصل الأول في عام 1921،حيث جيء به ملكا علينا من خارج حدود هذا الوطن،وكان قرارا بريطانيا بحتا،وبغض النظر عن ما يقال لنا من الأجداد أو المؤرخين،فكانت الدولة العراقية بشكلها السياسي الواضح المعالم قد بدأت من ذلك التاريخ..وشهد العراق الكثير من الإحداث والصراعات السياسية داخل السلطة الملكية حتى أطيح بها بما أطلق عليه قاسم وجماعته في تموز عام 1958 (الثورة)،ونفذها العسكر وقد تغير النظام السياسي من ملكي إلى جمهوري،وهذه صفة من صفات الثورة التي تميزها عن الانقلاب ولكن هل المواصفات الأخرى للثورة قد تحققت كلها مثلا تغيير الدستور أو بناء مؤسسات دولة جديدة وتحقيق الديمقراطية الشعبية؟،هل ما حدث في بغداد بعد تلك الثورة وكذلك ما حدث في الموصل وكركوك من قتل جماعي للشعب،من مقومات الثورة؟ومن أساسيات قيامها العلمية الأكاديمية لذلك المفهوم الواسع؟ثم عام1963،قام العسكر بالثورة الجديدة واعدم قاسم وجاء سلام وقال أنها ثورة،ولكن العسكر هم كذلك الذين قاموا بها ثم جاء عام 1968 وجاءت ثورة تموز حيث اسمها قداتها وهل كانت ثورة بمفهوم الثورات أم أنها تقع تحت تسمية الانقلاب العسكري لأن العسكر كذلك نفذوها،التاريخ والمؤرخون والباحثون في يوم قادم سيكتبون في ذلك من خلال البحث والدراسة ولست قادرا إن أطلق عليها وما سبقها بأنها ثورات أم هي انقلابات ، ولكن تعلمت من خلال القراءة في أدبيات السياسية المتواضعة وقراءتي الأكثر تواضعا عن مفاهيم الثورة بأن الذي حدث لا يتعدى أكثر من انقلابات عسكرية،لأنها لم تأتي بجديد، وها إنا اطرح ما قرأتُ للقاري وهو يحكم أن كان ما حدث في التواريخ التي مررنا عليها هي ثورات أم انقلابات عسكرية؟ ، تعلمت إن الثورة تولد من رحم الإحزان والمعانات , والثورة تنطلق وتطلق كذلك في ذات الوقت جميع القوى المكبوتة وتصعد بها من أعماق الحفر إلى سطح الواقع وتترجمها إلى فعل خلاق , وتعلمت وقرأت كذلك بان العمل الثوري هو عملي بناء قائم في أساسه على أنقاض وخراب وتخريب الماضي وبذلك تكون الثورة عملية بناء المستقبل في الخير والعدل والبناء , وعندما استعرض تاريخ العراق منذ 1958 ولحد اليوم الذي نعيش فيه وندفع ثمن سلوك سياسي غير متوازن لقادة تلك الثورات ، فهل إن ما حدث هو ثورات من خلال ما أوردناه عن مفاهيم الثورة وأسسها وإبعادها وأهدافها ، اعتقد إن الذي حدث لا يتجاوز مفهوم السلطة والسلطان وكثير من الوعّاظ الذين يتملقونها ، وظهر غياب سلطة الشرعية وبذلك ظهرت شريعة الذئاب , ووجدنا أناس كثيرون قد أكلوا من خبز السلاطين وظربونا بسيوف أولئك السلاطين , ولم نجد مكان للنخبة في المجتمع العراقي , فهي مغيبه اليوم كالأمس , وظهر واضحا من ذلك إن غياب النخبة عن القرار هو دليل واضح على النظام الفاسد ونجد إن السلاطين لم يكونوا حازمين بل جبارين متفردين في القرار , وهناك فرق شاسع بين الحزم والاستبداد , أردنا من أولئك السلاطين إن يعطونا الحد الأدنى من الحقوق وهو إن يعملوا في البناء بحدود الممكن الذي كان يمكن إن ينعكس علينا خيرا ولو قليلا , كانوا يتعاملون معنا على أساس إن الأمة ملك لهم , وللأسف كانوا ولا زالوا لا يدركون بان السياسة هي علم الإنتاج والإبداع والإدارة والعبقرية وهنا يبرز السؤال المخيف , متى ستحدث الثورة الحقيقة في العراق من قبل الشعب ؟ اعتقد بتواضع ستحدث الثورة الحقيقية عندما لا يأمن الفقير من نزاهته والغني إلى ثروته و البريء على حياته , ولا اعرف هل هذا موجود الآن؟ إذا كان موجودا فانتظروا ثورة الشعب ،لأنه يعيش فترة الأحزان،ولأن الثورة تعيش في دم الشباب الذي يأبى إلا التجدد،وليعلم الساسة اليوم والذين كانوا بالأمس،بأن الشعب تعلم من أخطائهم اكثر مما تعلموا هم من مطالبه وحاجاته الحقيقية،وان مقتل الساسة في كل العصور هو اعتقادهم بأنهم منزهون من الخطأ