منتديات الحوار الجامعية السياسية

خاص بالمعاهدات والمواثيق الدولية
#30222
وثيقةإعلان قيام دولة إسرائيل

فيما يلي نص إعلان الكيان نفسه ، و نحن ننشره هنا لأغراض المعرفة بالعقل الصهيوني و مبادئه في تأسيس دولته..بصرف النظر عما يعتريه من تشويه متعسف للتاريخ و الجغرافيا.

(( أرض إسرائيل هي مهد الشعب اليهودي ، هنا تكونت شخصيته الروحية والدينية و السياسية ، و هنا أقام دولة للمرة الأولى ، و خلق قيماً حضارية ذات مغزى قومي و إنساني جامع ، و فيها أعطى للعالم كتاب الكتب الخالد .
بعد أن نفي عنوة من بلاده حافظ الشعب على إيمانه بها طيلة مدة شتاته ، و لم يكف عن الصلاة أو يفقد الأمل بعودته إليها و استعادة حريته السياسية فيها .
سعى اليهود جيلاً تلو جيل مدفوعين بهذه العلاقة التاريخية و التقليدية إلى إعادة ترسيخ أقدامهم في وطنهم القديم ، و عادت جماهير منهم خلال عقود السنوات الأخيرة .. جاءوا إليها رواداً و مدافعين ، فجعلوا الصحارى تتفتح و أحيوا اللغة العبرية و بنوا المدن و القرى ، و أوجدوا مجتمعًا نامياً يسيطر على اقتصاده الخاص و ثقافته .. مجتمعاً يحب السلام لكنه يعرف كيف يدافع عن نفسه ، و قد جلب نعمة التقدم إلى جميع سكان البلاد و هو يطمح إلى تأسيس أمة مستقلة .
انعقد المؤتمر الصهيوني الأول في سنة 5657 عبرية ( 1897 ميلادية ) بدعوة من ثيودور هرتزل الأب الروحي للدولة اليهودية ، وأعلن المؤتمر حق الشعب اليهودي في تحقيق بعثه القومي في بلاده الخاصة به .
و اعترف وعد بلفور الصادر في 2 نوفمبر ( تشرين الثاني ) 1917 بهذا الحق ، و أكده من جديد صك الانتداب المقرر في عصبة الأمم ، و هي التي منحت بصورة خاصة موافقتها العالمية على الصلة التاريخية بين الشعب اليهودي و أرض إسرائيل و اعترافها بحق الشعب اليهودي في إعادة بناء وطنه القومي .
و كانت النكبة التي حلت مؤخراً بالشعب اليهودي و أدت إلى إبادة ملايين اليهود في أوروبا دلالة واضحة أخرى على الضرورة الملحة لحل مشكلة تشرده عن طريق إقامة الدولة اليهودية في أرض إسرائيل من جديد .. تلك الدولة التي سوف تفتح أبواب الوطن على مصراعيه أمام كل يهودي ، و تمنح الشعب اليهودي مكانته المرموقة في مجتمع أسرة الأمم حيث يكون مؤهلاً للتمتع بكافة امتيازات تلك العضوية في الأسرة الدولية .
لقد تابع الذين نجوا من الإبادة النازية في أوروبا و كذلك سائر اليهود في بقية أنحاء العالم عملية الهجرة إلى أرض إسرائيل غير عابئين بالصعوبات و القيود و الأخطار ، و لم يكفوا أبداً عن توكيد حقهم في الحياة الحرة الكريمة و حياة الكدح الشريف في وطنهم القومي .
و ساهمت الجالية اليهودية في هذه البلاد خلال الحرب العالمية الثانية بقسطها الكامل في الكفاح من أجل حرية و سلام الأمم المحبة للحرية والسلام و ضد قوى الشر و الباطل النازية . و نالت بدماء جنودها و مجهودها في الحرب حقها في الاعتبار ضمن مصاف الشعوب التي أسست الأمم المتحدة .
أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في التاسع و العشرين من نوفمبر ( تشرين الثاني ) سنة 1947 مشروعاً يدعو إلى إقامة دولة يهودية في أرض إسرائيل . و طالبت الجمعية العامة سكان أرض إسرائيل باتخاذ الخطوات اللازمة من جانبهم لتنفيذ ذلك القرار . إن اعتراف الأمم المتحدة هذا بحق الشعب اليهودي في إقامة دولة هو اعتراف يتعذر الرجوع عنه أو إلغاؤه .
إن هذا هو الحق الطبيعي للشعب اليهودي في أن يكون سيد نفسه و مصيره مثل باقي الأمم في دولته ذات السيادة .
و بناء عليه نجتمع هنا نحن أعضاء مجلس الشعب ممثلي الجالية اليهودية في أرض إسرائيل و الحركة الصهيونية في يوم انتهاء الانتداب البريطاني على أرض إسرائيل . و بفضل حقنا الطبيعي و التاريخي و بقوة القرار الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة ، نجتمع لنعلن بذلك قيام الدولة اليهودية في أرض إسرائيل و التي سوف تدعى " دولة إسرائيل " .
و نعلن أنه منذ لحظة انتهاء الانتداب هذه الليلة عشية السبت في السادس من مايو (أيار) سنة 5708 عبرية ( الموافق الخامس عشر من مايو سنة 1948 ميلادية ) و حتى قيام سلطات رسمية و منتخبة للدولة طبقا للدستور الذي تقره الجمعية التأسيسية المنتخبة في مدة لا تتجاوز أول أكتوبر ( تشرين الأول ) سنة 1948.. منذ هذه اللحظة سوف يمارس مجلس الشعب صلاحيات مجلس دولة مؤقت وسوف يكون جهازه التنفيذي الذي يدعى " إسرائيل " .

و سوف تفتح دولة إسرائيل أبوابها أمام الهجرة اليهودية لتجميع شمل المنفيين ، و سوف ترعى تطور البلاد لمنفعة جميع سكانها دون تفرقة في الدين أو العنصر أو الجنس .
و سوف تضمن حرية الدين و العقيدة و اللغة و التعليم و الثقافة ، و سوف تحمى الأماكن المقدسة لجميع الديانات و سوف تكون وفية لمبادئ الأمم المتحدة .
إن دولة إسرائيل مستعدة للتعاون مع وكالات الأمم المتحدة و ممثليها على تنفيذ قرار الجمعية العامة في 29 نوفمبر ( تشرين الثاني ) 1947، و سوف تتخذ الخطوات الكفيلة بتحقيق الوحدة الاقتصادية لأرض إسرائيل بكاملها .
و إننا نناشد الأمم المتحدة أن تساعد الشعب اليهودي في بناء دولته ، و نحن نستقبل دولة إسرائيل في مجتمع أسرة الأمم .
و نناشد السكان العرب في دولة إسرائيل وسط الهجوم الذي يشن علينا و منذ شهور أن يحافظوا على السلام ، و أن يشاركوا في بناء الدولة على أساس المواطنة التامة القائمة على المساواة و التمثيل المناسب في جميع مؤسسات الدولة المؤقتة و الدائمة .
إننا نمد أيدينا إلى جميع الدول المجاورة و شعوبها عارضين السلام و حسن الجوار ، و نناشدهم إقامة روابط التعاون و المساعدة المتبادلة مع الشعب اليهودي صاحب السيادة و المتوطن في أرضه . إن دولة إسرائيل على استعداد للإسهام بنصيبها في الجهد المشترك لأجل تقدم الشرق الأوسط بأجمعه .
و إننا نناشد الشعب اليهودي في جميع أنحاء المنفى الالتفاف حول يهود أرض إسرائيل و مؤازرتهم في مهام الهجرة و البناء و الوقوف إلى جانبهم في الكفاح العظيم لتحقيق الحلم القديم .. ألا و هو خلاص إسرائيل .
إننا نضع ثقتنا في الله القدير و نحن نضيف توقيعنا على هذا الإعلان خلال هذه الجلسة لمجلس الدولة المؤقت على أرض الوطن في مدينة تل أبيب عشية هذا السبت اليوم الخامس من مايو ( أيار ) سنة 5708 عبرية ( الموافق الرابع عشر من مايو 1948 ) . "

توقيع

ديفيد بن جوريون - دانيال أومستر - مردخاي بنتوف - إسحق بن زفي - إلياهو برلن - برتز برنشتين - حاخام ذيف غولد - مائير غرايوفسكي غوينباوم - إبراهام غرانوفسكي - إليوهو دوبكن - مائير فلز - زوراه واراهافيغ - هرزل شاري- راشيل كوهين - كالمان كاهان - س كوثاش- إسحق مائير ليفن - م. د. ليفنشتاين - زفي لوريا - غولدا مايرسن - ناحوم نير- راف لكس- زفي سيغال- يهودا ليب - كوهين فشمان - ديفد نلسون - زفي بنحاس - أهرون زيلخ - موشي كولورني - أ. كابلان - أ. كاتز - فيلكس روزنبلت - د. ديمبر - ب. ريبتور - موردخاي شامير بن زيون سنتيرنبرغ - بيخور شطربت - موشي شابيرا - موشي شرتوك
#30223
وثيقة إيلون- نسيبة (6أغسطس 2002)

نص الوثيقة:

يعترف الشعب الفلسطيني والشعب اليهودي كل واحد للآخر بالحقوق التاريخية في ذات الأرض. فعلى مدى الأجيال سعى الشعب اليهودي إقامة الدولة اليهودية في كل أرجاء أرض "إسرائيل"، فيما سعى الشعب الفلسطيني هو الآخر على إقامة دولة فه في كل أرجاء فلسطين..بهذا، يتفق الطرفان على حل وسط تاريخي يقوم على مبدأ دولتين ذات سيادتين قابلتين للعيش تعيشان جنباً إلى جنب، وإعلان النوايا التالي هو تعبير عن إرادة أغلبية الشعبين. فالطرفان يؤمنان بأن هذه المبادرة ستتيح لهما التأثير على قياداتهم، وبالتالي فتح فصل جديد في تاريخ المنطقة. كما يتحقق هذا الفصل بدعوة الأسرة الدولية إلى ضمان أمن المنطقة والمساعدة في ترميم وتطوير اقتصادها.

إعلان النوايا:

دولتان للشعبين: يعلن الطرفان أن فلسطين هي الدولة الوحيدة للشعب الفلسطيني و"إسرائيل" هي الدولة الوحيدة للشعب اليهودي.

الحدود:

تتفق الدولتان على إقامة حدود دائمة بينهما على أساس خطوط الرابع من يونيو1967، وقرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية (المسماة بالمبادرة السعودية).
التعديلات الحدودية ستقوم على أساس تبادل الأراضي بشكل متساوٍ ( بنسبة 1:1) وفقاً للأغراض الحيوية للطرفين، بما في ذلك الأمن التواصل الإقليمي والاعتبارات الديمغرافية.
المنطقتان الجغرافيتان اللتان ستشكلان الدولة الفلسطينية-الضفة الغربية وقطاع غزة- تكونان متصلتين.
بعد إقامة الحدود المتفق عليها لا يبقى مستوطنين في الدولة الفلسطينية.
القدس: القدس ستكون مدينة مفتوحة، عاصمة للدولتين..الحرية الدينية وحرية الوصول الكاملة إلى الأماكن المقدسة تكون مضمونة للجميع. لا يكون لأي طرف سيادة على الأماكن المقدسة. دولة فلسطينية توصف كوصية(guardian) على الحرم الشريف لصالح المسلمين. وإسرائيل توصف كوصية على الجدار الغربي لصالح الشعب اليهودي. يجري الحفاظ على الوضع الراهن في موضوع الأماكن المسيحية المقدسة. لا تجرى أي حفريات داخل الأماكن المقدسة أو في نطاقها.
حق العودة: انطلاقاً من الاعتراف بمعاناة وأزمة اللاجئين الفلسطينيين، فإن الأسرة الدولية و"إسرائيل" والدولة الفلسطينية تبادر وتتبرع بالأموال لصندوق دولي لتعويض اللاجئين.
لا يعود اللاجئين الفلسطينيون إلا إلى دولة فلسطين، ولا يعود اليهود إلا لدولة "إسرائيل".
الأسرة الدولية تقترح منح التعويض لتحسين وضع اللاجئين الساعين إلى البقاء في الدولة التي يعيشون فيها حالياً أو الساعين إلى الهجرة إلى دولة ثالثة.
الدولة الفلسطينية تكون مجردة من السلاح والأسرة الدولية تضمن أمنها واستقلالها.
نهاية النزاع: مع التطبيق الكامل لهذه المبادئ يوضع حد لكل المطالب من الطرفين ويصل النزاع "الإسرائيلي"-الفلسطيني إلى منتهاه.

الحدود التي رسمتها الوثيقة تضمن هزيمة "إسرائيل"

بقلم:آري شابيط- هآرتس 5/9/2002.

وثيقة مبادئ السلام التي بلورها عامي إيلون وساري نسيبة هي وثيقة مثيرة للاهتمام. فخلافاً لمعظم الوثائق "الإسرائيلية". الفلسطينية التي وضعت في السنوات الأخيرة، فإنها تتضمن إنجازين "إسرائيليين" ملموسين: الأول، هو اعتراف بالشعب اليهودي، بحقوقه في أرض "إسرائيل" وبأن إسرائيل هي دولته الشرعية. والثاني هو ما بدا كتنازل فلسطيني حقيقي عن مطلب تحقيق حق العودة في نطاق الخط الأخضر. وإذا كان يائير هيرشفيلد ورون بوندك قد طرحا هذين المبدأين الأساسيين كشرط "إسرائيلي" أساسي لدى وصولهما العاصمة النرويجية في بداية العام 1993، فلعله من المحتمل جداً أن يكون الواقع اليوم مغير.فمن الناحية العملية، يعد اتفاق إيلون نسيبة اتفاق غير قابل للتنفيذ، كونه يتطرق إلى خطوط الرابع من يونيو 1967 كأساس للحدود المستقبلية ويقرر أي ألا يبقى أي مستوطن خلف تلك الحدود لأنه بذلك يخلق آلية من شأنها أن تؤدي إلى اقتلاع نحو 400 ألف "إسرائيلي" من منازلهم ( نحو 210 ألفاً في الضفة وغزة، وأكثر من 170 ألف يهودي، "إسرائيل" في شرقي القدس).
ومعنى الأمر هو كارثة إنسانية، ليس لها أي مبرر أخلاقي أو غطاء واقعي. ولما كان الاتفاق يتعهد بأن تكون المنطقتان الجغرافيتان للدولة الفلسطينية متصلتين فيما بينهما دون التحفظ على ذلك بعدم المساس بالسيادة "الإسرائيلية"، فإن الاتفاق يخلق آلية من شأنها أن تؤدي إلى تقسيم "إسرائيل" إلى قسمين: بنتوستان يهودي شمالي محور غزة-الخليل، وبنتوستان يهودي جنوبي.
ولما كان الاتفاق يتضمن ذكراً للمبادرة السعودية، التي تتحدث عن حق العودة وعن قرار194، ولقرارات الأمم المتحدة بشكل عام، بما فيها، كما هو معروف، قرارا التقسيم181، فإنه يفتح ثغرة لتآكل ذات المبادئ الأساسية التي هي إنجازه الأساسي. ولما كان الحل الذي يقترحه الاتفاق لمسالة القدس هو حل طوباوي تماماً، فإن الآلية التي من شأنه أن يخلقها في أكثر الأماكن حساسية في العالم هي آلية الفوضى.
بيد انه فضلاً عن المشاكل المحددة التي تنطوي عليها، ثمة في وثيقة إيلون-نسيبة إشكالية مبدئية: ففي سبتمبر 2000، شرعت الدولة الفلسطينية في هجوم على دولة "إسرائيل". وحتى قبل أو يولد، اختار الكيان السياسي للشعب الفلسطيني العمل على هزها وجرحها وسد سبيل التنفس أمامها. وكان هدف هذا العمل العنيف استراتيجياً: انتزاع التنازلات الإقليمية وغير الإقليمية من "إسرائيل" بالقوة، تلك التنازلات التي إن آجلاً أم عاجلاً ستؤدي إلى تدمير أسس وجودها، ولما كان هذا هو الحال، فإن كل سير "إسرائيلي" راهن إلى ما هو أكثر من الخط الذي كانت تسير عليه المسيرة السياسية عشية رأس السنة قبل عامين لهو بمثابة الاستسلام للإرهاب... معناه انتصار فلسطيني في المعركة الراهنة.
في مقابلة تلفزيونية لا تنسى أجرتها "إيلانا دايان" مع عامي إيلون، قبل نحو نصف عام، طرح حجة مفادها: لا يجوز لـ"إسرائيل" أن تنتصر، هكذا دعى في حينه رئيس المخابرات السابق، واتفاق التفاهم الذي بلوره إيلون مع نسيبة يضمن أن يتحقق المطلب المبسط عملياً. فالاتفاق يضمن أن تهزم إسرائيل في المعركة. فإذا ما نجح الفلسطينيون في أعقاب العمليات الانتحارية لعامي 2001و2002 في تحقيق الانسحاب الكامل إلى حدود الرابع من يونيو1967 والتنازل عن السيادة في حائط المبكى، فليس من الصعب التخمين ماذا سينجحون في تحقيقه في أعقاب جولة عمليات أخرى، فإذا حدث أنه في أعقاب القتل والأزمة وتثبيط المعنويات التي ألحقها بنا جيراننا في العامين الأخيرين نجحوا في تحقيق استعداد "إسرائيل" لتقسيم "إسرائيل" إلى قسمين واقتلاع مئات آلاف الأشخاص من منازلهم، فلا حدود لما يمكن أن يحققوا حين يهاجموننا مرة أخرى بعد التوقيع على الاتفاق وتطبيقه. فحسب إيلون-نسيبة فإن مردود الإرهاب هائل وإمكانية إنزال "إسرائيل" على ركبتيها هو أمر في متناول اليد.
عامي إيلون اليوم هو أغلب الظن شخص هامشي. ففي تصريحاته الغريبة وأفعاله غير المتزنة حول نفسه من قائد متفوق لسلاح البحرية إلى شخصية سياسية غريبة الأطوار. غير أن خطوات إيلون يجب أن تحمل للمجتمع "الإسرائيلي" هدفاً يجب أن يكون واضحاً: العمل على أن يحصل الفلسطينيون بعد هدوء العنف على قدر أقل مما كانوا سيتلقونه عشية اندلاع العنف. يمكن العودة إلى خطة كامب ديفيد، كما يقترح إيهود باراك، ويمكن الحديث عن مسار كلينتون ناقص، كما يقترح آخرون.
بيد أن على إسرائيل بهذه الطريقة أو تلك أن تضمن أن يكون درس الفلسطينيين من عدوانهم هو أن العدوان غير مجد. أما إذا كان الدرس مغايراً فإن كل اتفاق سلام يوقع معهم لن يصمد. كل اتفاق سلام لن يكون سوى مقدمة لجولة أخرى من القتل والإرهاب وسفك الدماء.

مبادرة إيلون-نسيبة خطوة تكشف

الديناميكية الحقيقية في الشعبين

في ذات يوم عاصف وبعد أن وصل نزيف الدماء إلى الحد الذي لا يمكن احتماله، قرر عدد من "الإسرائيليين" والفلسطينيين القفز فوق المتاهة التي علق بها الشعبان وكسر اتجاه المجريات. بعد عدد غير قليل من اللقاءات والصياغات، كتبت ورقة أطلق عليها أسم "وثيقة إيلون-نسيبة" تعد بمثابة انطلاقة لدولة "إسرائيل". الورقة تتحدث عن اعتراف فلسطين بدولة "إسرائيل" بما في ذلك الاتفاق حول نهاية الصراع والتنازل الفلسطيني عن تطبيق حق العودة، وعلى أساس العودة لحدود الرابع من يونيو 1967وإخلاء المستوطنات.
آلية تطبيق الورقة لا يفترض أن تتم من خلال المفاوضات السياسية أو الأمنية وإنما من خلال الحصول على الموافقة الشعبية الواسعة: جمع توقيعات آلاف "الإسرائيليين" والفلسطينيين على صيغة مشتركة يفترض ان تجبر قيادة الطرفين على الجلوس معاً وإنهاء المسألة.
في هذه الأيام، يعتبر ذلك، بمثابة شعا نور في الظلام دون أن يتعدى ذلك الوصف. هذا الشعاع نابع من مصدر الطاقة الوحيد في المنطقة والذي بذل جهوده حتى يكون نقياً من الترسبات والالتزامات: مواطنون خرجوا من الدوامة إلى الثقب الأسود الذي يجتذب المجتمع "الإسرائيلي" إليه... هؤلاء مواطنون خرجوا على التقاليد العسكرية لهيئة الأركان المهزومة، مؤمنون بأن الحلول العسكرية هي طريق مسدود بعد عامين من القتال وتزايد الدوافع للقتل في الجانب الثاني)، والذين خرجوا أيضاً على العقائد الأيديولوجية المتحجرة وخرجوا أيضاً عن الأطر السياسية الفاسدة (الأحزاب على اختلافها)، وخرجوا خصوصاً على المزاج الوطني العام. هؤلاء قاموا بإخراج أنفسهم من الدوامة الرأي العام الذي يتراوح بين مشاعر الغضب والخوف والانتقام، وقاموا بهذه الوثبة الضخمة للأمام.
العقل يقول أن إنجازاً من هذا القبيل سيحظى بدفعة متواضعة من الدعم، ولكن ما ظهر هو أنه أثار موجة عارمة من المعارضة إذا لم نقل الاستخفاف. الجناح اليميني-التقليدي- الديني يعتبر مبادرة إيلون ضربة قاسية لحرية حياة الشعب "الإسرائيلي" على أرض "إسرائيل".
جهاز الدفاع يمنع الفلسطينيين في هذه الأيام تحديداً من الوصول إلى اللقاءات من أجل جمع التوقيعات، والحكومة أيضاً تقوم بذلك إذ أن كل شرارة تعاون ستفسد عليها مسارها العملياتي القائم على الضغط على كل الملعب إلى أن يستسلم الفلسطينيون.
شابيط كتب عن إيلون إنه تحول اليوم إلى شخص تآمري وهامشي في السياسة "الإسرائيلية".وإيلون لا يحتاج لدفاعي... ومع كل الاحترام لخبرة شابيط ورفاقه في الصراع فإيلون يملك رصيد من يعرف جذور الصراع بشكلها الأعمق، ومعرفته هذه تعني أنه يستطيع اكتشاف اشرخ الذي يمكن من خلاله خلق فرص التسوية.
ما يوجد في وثيقة إيلون هذه هو حكمة الحياة الآن، لا توجد هناك وعود من الرب لإبراهيم ولا أوامر عسكرية دائمة للجندي على الحاجز، ولا تفسير لسياسة باراك أو للمبادرة السعودية حسب رأي الشيخ أحمد ياسين. حكمة الحياة هذه هي القدرة على اكتشاف الديناميكية الحقيقية في الشعبين باعتبارها قوة تملي التوجه نحو السلام وليس الخضوع للضغوط السياسة والأمينة . ومن الأفضل لكل الذين يتغذون من المشاجرات لأغراض المساومة أن يتركوا هذه المبادرة تنهض، أو يأتوا للجمهور بفكرة أكثر قبولاً.
#30224
الوثيقة الصهيونية لتفتيت الأمة العربية

التقديم:

1 ـ في عام 1982 نشرت مجلة "كيفونيم" التي تصدرها المنظمة الصهيونية العالمية، وثيقة بعنوان "استراتيجية إسرائيلية للثمانينات". وقد نُشرت هذه الوثيقة باللغة العبرية، وتم ترجمتها إلى اللغة العربية، وقدمها الدكتور / عصمت سيف الدولة كأحد مستندات دفاعه عن المتهمين في قضية تنظيم ثورة مصر عام 1988.

2 ـ ولقد رأيت أهمية إعادة نشر هذه الوثيقة الآن للأسباب الآتية:
إن تقسيم العراق كأحد أهداف الحرب الحالية على العراق ( آذار/مارس 2003 ) هو أحد الأفكار الرئيسية الواردة في الوثيقة المذكورة.
إن الخطط الحالية الساعية لفصل جنوب السودان وتقسيمه، هي أيضاً ضمن الأفكار الواردة في الوثيقة.
إن الاعتراف الرسمي (بالأمازيغية) كلغة ثانية، بجوار اللغة العربية في الجزائر هي خطوة لا تبتعد عن التصور الصهيوني عن المغرب العربي.
إن مخطط تقسيم لبنان إلى عدد من الدويلات الطائفية، الذي حاول الكيان الصهيوني تنفيذه في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، وفشل في تحقيقه، لهو تطبيق عملي لما جاء بهذه الوثيقة بخصوص لبنان.
إن الحديث الدائر الآن في الأوساط الصهيونية حول تهجير الفلسطينيين إلى الأردن، والتخوفات العربية من استغلال أجواء العدوان على العراق لتنفيذ ذلك، هو من أساسيات الأفكار المطروحة في الوثيقة.
وأخيراً وليس آخراً، إن الأخطار التي تتعرض لها مصر، واردة بالتفصيل في الوثيقة الصهيونية.

3 ـ والحديث عن وثيقة من هذا النوع، ليس حديثاً ثانوياً يمكن تجاهله، فهم ينصون فيها صراحة على رغبتهم في مزيد من التفتيت لأمتنا العربية. كما أن تاريخنا الحديث هو نتاج لمشروعات استعمارية مماثلة. بدأت أفكاراً، وتحولت إلى اتفاقات ووثائق، تلزمنا وتحكمنا حتى الآن:
ـ فمعاهدة لندن 1840 سلخت مصر منذئذٍ وحتى تاريخه عن الأمة العربية. فسمحت لمحمد علي وأسرته بحكم مصر فقط، وحرَّمت عليه أي نشاط خارجها. ولذلك نسمي هذه الاتفاقية "اتفاقية (كامب ديفيد) الأولى."
ـ واتفاقية (سايكس بيكو) 1916 قسَّمت الوطن العربي، هذا التقسيم البائس الذي نعيش فيه حتى الآن، والذي جعلنا مجموعة من العاجزين، المحبوسين داخل حدوداً مصطنعة، محرومين من الدفاع عن باقي شعبنا وباقي أرضنا في فلسطين أو في العراق أو في السودان.
ـ ووعد بلفور 1917 كان المقدمة التي أدت إلى اغتصاب فلسطين فيما بعد. تم تلاه وقام على أساسه، صك الانتداب البريطاني على فلسطين، في 29 أيلول/سبتمبر 1922 ، الذي اعترف في مادته الرابعة "بالوكالة اليهودية" من أجل "إنشاء وطن قومي لليهود". فأعطوا بذلك الضوء الأخضر للهجرة اليهودية إلى أرض فلسطين.
فلما قوي شأن العصابات الصهيونية في فلسطين، أصدرت لهم الأمم المتحدة ، قراراً بتقسيم فلسطين في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 1947، وهو القرار الذي أعطى "مشروعية" للاغتصاب الصهيوني. وأُنشأ بموجبه الكيان الصهيوني. وهو القرار الذي رفضته الدول العربية في البداية. وظلت ترفضه عشرون عاماً لتعود وتعترف به بموجب القرار رقم 242 الصادر من الأمم المتحدة في 1967 ، الذي ينص على "حق" الكيان الصهيوني في الوجود، و "حقه" أن يعيش بأمان على أرض فلسطين المغتصبة.

وعلى أساس هذا القرار أُبرمت معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية الموقعة في 26/03/1979 والتي خرجت بموجبها مصر من الصراع العربي ضد المشروع الصهيوني، لينفرد الكيان الصهيوني بالأقطار العربية الأخرى.

كل ذلك وغيره الكثير، بدأ أفكاراً، وأهدافاً استعمارية، وتحول فيما بعد إلى حقائق.
وبالتالي ليس من المستبعد أبداً أن تتحول الأفكار، التي وردت في الوثيقة الصهيونية المذكورة، إلى أمر واقع ولو بعد حين. خاصة الآن بعد العدوان الأمريكي على العراق، ومخاطر التقسيم التي تخدم ذات التصور الصهيوني عن المنطقة.

4 ـ والوثيقة الصهيونية منشورة في الصفحات التالية بنص كلماتها وفقراتها، مع فرق واحد، هو أنني أخذت ما جاء متفرقاً بالوثيقة بخصوص كل قطر، وقمت بتجميعه في فقرة واحدة، وحاولت ترقيمه وتبنيده، لتسهل متابعته.

5 ـ وأخيراً فإن الهدف الذي رجوته من نشر هذه الوثيقة، هو أن ننظر إلى العدوان علينا في مساره التاريخي. وأن نراه على حقيقته كمخطط، موحد، منتظم، متسلسل، ممتد. وأن نحرر أنفسنا من منطق التناول المجزأ لتاريخنا، الذي يُقسمه إلى حوادث منفصلة عن بعضها البعض.
آملاً في النهاية ألا تقتصر حياتنا على مجموعة من الانفعالات وردود الفعل اللحظية المؤقتة، التي تعلو وقت الشدة، وتخبو في الأوقات الأخرى. فتاريخنا كله ومنذ زمن بعيد، ولزمن طويل آتٍ، هو وقت شدة.

نص الوثيقة
أولاً: نظرة عامة على العالم العربي والإسلامي

1 ـ إن العالم العربي والإسلامي هو بمثابة برج من الورق أقامه الأجانب ( فرنسا وبريطانيا في العشرينيات) ، دون أن توضع في الحسبان رغبات وتطلعات سكان هذا العالم.

2 ـ لقد قُسِّم هذا العالم إلى 19 دولة كلها تتكون من خليط من الأقليات والطوائف المختلفة، والتي تُعادي كل منهما الأخرى، وعليه فان كل دولة عربية إسلامية معرضة اليوم لخطر التفتت العرقي والاجتماعي في الداخل إلى حد الحرب الداخلية كما هو الحال في بعض هذه الدول.

3 ـ وإذا ما أضفنا إلى ذلك الوضع الاقتصادي يتبين لنا كيف أن المنطقة كلها، في الواقع، بناء مصطنع كبرج الورق، لا يمكنه التصدي للمشكلات الخطيرة التي تواجهه.

4 ـ في هذا العالم الضخم والمشتت، توجد جماعات قليلة من واسعي الثراء وجماهير غفيرة من الفقراء. إن معظم العرب متوسط دخلهم السنوي حوالي 300 دولار في العام.

5 ـ إن هذه الصورة قائمة وعاصفة جداً للوضع من حول دولة (إسرائيل)، وتشكل بالنسبة لها تحديات ومشكلات وأخطار، ولكنها تشكل أيضاً فرصاً عظيمة.

ثانياً ـ مصر


1 ـ في مصر توجد أغلبية سنية مسلمة مقابل أقلية كبيرة من المسيحيين الذين يشكلون الأغلبية في مصر العليا، حوالي 8 مليون نسمة. وكان الرئيس محمد أنور السادات قد أعرب في خطابه في أيار/مايو من عام 1980 عن خشيته من أن تطالب هذه الأقلية بقيام دولتها الخاصة، أي دولة "لبنانية" مسيحية جديدة في مصر...

2 ـ والملايين من السكان على حافة الجوع نصفهم يعانون من البطالة وقلة السكن في ظروف تعد أعلى نسبة تكدس سكاني في العالم.

3 ـ وبخلاف الجيش فليس هناك أي قطاع يتمتع بقدر من الانضباط والفعالية.

4 ـ والدولة في حالة دائمة من الإفلاس بدون المساعدات الخارجية الأمريكية التي خُصصت لها بعد اتفاقية السلام.

5 ـ إن استعادة شبه جزيرة سيناء بما تحتويه من موارد طبيعية ومن احتياطي يجب إذن أن يكون هدفاً أساسيا من الدرجة الأولى اليوم…. إن المصريين لن يلتزموا باتفاقية السلام بعد إعادة سيناء، وسوف يفعلون كل ما في وسعهم لكي يعودوا إلى أحضان العالم العربي، وسوف نضطر إلى العمل لإعادة الأوضاع في سيناء إلى ما كانت عليه....

6 ـ إن مصر لا تشكل خطراً عسكرياً استراتيجياً على المدى البعيد بسبب تفككها الداخلي، ومن الممكن إعادتها إلى الوضع الذي كانت عليه بعد حرب حزيران/يونيو 1967 بطرق عديدة.

7 ـ إن أسطورة مصر القوية والزعيمة للدول العربية قد تبددت في عام 1956 وتأكد زوالها في عام 1967.

8 ـ إن مصر بطبيعتها وبتركيبتها السياسية الداخلية الحالية هي بمثابة جثة هامدة فعلاً بعد سقوطها، وذلك بسبب التفرقة بين المسلمين والمسيحيين والتي سوف تزداد حدتها في المستقبل. إن تفتيت مصر إلى أقاليم جغرافية منفصلة هو هدف (إسرائيل) السياسي في الثمانينات على جبهتها الغربية.

9 ـ إن مصر المفككة والمقسمة إلى عناصر سيادية متعددة، على عكس ما هي عليه الآن، لن تشكل أي تهديد لدولة (إسرائيل) بل ستكون ضماناً للزمن و"السلام" لفترة طويلة، وهذا الأمر هو اليوم في متناول أيدينا.

10 ـ إن دول مثل ليبيا والسودان والدول الأبعد منها لن يكون لها وجود بصورتها الحالية، بل ستنضم إلى حالة التفكك والسقوط التي ستتعرض لها مصر. فإذا ما تفككت مصر فستتفكك سائر الدول الأخرى، وإن فكرة إنشاء دولة قبطية مسيحية في مصر العليا إلى جانب عدد من الدويلات الضعيفة التي تتمتع بالسيادة الإقليمية في مصر ـ بعكس السلطة والسيادة المركزية الموجودة اليوم ـ هي وسيلتنا لإحداث هذا التطور التاريخي.
كما إن تفتيت لبنان إلى خمس مقاطعات إقليمية يجب أن يكون سابقة لكل العالم العربي بما في ذلك مصر وسوريا والعراق وشبه الجزيرة العربية.

ثالثاً ـ ليبيا

إن الرئيس معمر القذافي يشن حروبه المدمرة ضد العرب أنفسهم انطلاقاً من دولة تكاد تخلو من وجود سكان يمكن أن يشكلوا قومية قوية وذات نفوذ. ومن هنا جاءت محاولاته لعقد اتفاقيات باتحاد مع دولة حقيقية كما حدث في الماضي مع مصر ويحدث اليوم مع سوريا.

رابعاً ـ السودان:

وأما السودان ـ أكثر دول العالم العربي الإسلامي تفككاً ـ فإنها تتكون من أربع مجموعات سكانية كل منها غريبة عن الأخرى، فمن أقلية عربية مسلمة سنية تسيطر على أغلبية غير عربية أفريقية إلى وثنيين إلى مسيحيين.

خامساً ـ سوريا


1 ـ إن سوريا لا تختلف اختلافاً جوهرياً عن لبنان الطائفية باستثناء النظام العسكري القوي الذي يحكمها. ولكن الحرب الداخلية الحقيقية اليوم بين الأغلبية السنية والأقلية الحاكمة من الشيعة العلويين الذين يشكلون 12% فقط من عدد السكان، تدل على مدى خطورة المشكلة الداخلية.

2 ـ إن تفكك سوريا والعراق في وقت لاحق إلى أقاليم ذات طابع قومي وديني مستقل، كما هو الحال في لبنان، هو هدف دولة (إسرائيل) الأسمى في الجبهة الشرقية على المدى القصير، وسوف تتفتت سوريا تبعاً لتركيبها العرقي والطائفي إلى دويلات عدة كما هو الحال الآن في لبنان.

3 ـ وعليه فسوف تظهر على الشاطئ دولة علوية.

4 ـ وفي منطقة حلب دويلة سنية.

5 ـ وفي منطقة دمشق دويلة سنية أخرى معادية لتلك التي في الشمال.

6 ـ وأما الدروز فسوف يشكلون دويلة في الجولان التي نسيطر عليها.

7 ـ وكذلك في حوران وشمال الأردن وسوف يكون ذلك ضماناً للأمن والسلام في المنطقة بكاملها على المدى القريب. وهذا الأمر هو اليوم في متناول أيدينا
#30225
سادساً ـ العراق

1 ـ إن العراق لا تختلف كثيراً عن جارتها ولكن الأغلبية فيها من الشيعة والأقلية من السنة، إن 65% من السكان ليس لهم أي تأثير على الدولة التي تشكل الفئة الحاكمة فيها 20% إلى جانب الأقلية الكردية الكبيرة في الشمال.
2 ـ ولولا القوة العسكرية للنظام الحاكم وأموال البترول، لما كان بالإمكان أن يختلف مستقبل العراق عن ماضي لبنان وحاضر سوريا.

3 ـ إن "بشائر" الفرقة والحرب الأهلية تلوح فيها اليوم، خاصة بعد تولي الإمام الخمينى الحكم، والذي يُعتبر في نظر الشيعة العراقيين زعيمهم الحقيقي وليس الرئيس صدام حسين.

4 ـ إن العراق الغنية بالبترول والتي تكثر فيها الفرقة والعداء الداخلي هي المرشح التالي لتحقيق أهداف (إسرائيل).

5 ـ إن تفتيت العراق هو أهم بكثير من تفتيت سوريا وذلك لأن العراق أقوى من سوريا.

6 ـ إن في قوة العراق خطورة على دولة (إسرائيل) في المدى القريب أكبر من الخطورة النابعة من قوة أية دولة أخرى.

7 ـ وسوف يصبح بالإمكان تقسيم العراق إلى مقاطعات إقليمية طائفية كما حدث في سوريا في العهد العثماني.

8 ـ وبذلك يمكن إقامة ثلاث دويلات (أو أكثر) حول المدن العراقية.

9 ـ دولة في البصرة، ودولة في بغداد، ودولة في الموصل، بينما تنفصل المناطق الشيعية في الجنوب عن الشمال السني الكردي في معظمه.

سابعاً ـ لبنان:

أما لبنان فإنها مقسمة ومنهارة اقتصاديا لكونها ليس بها سلطة موحدة، بل خمس سلطات سيادية (مسيحية في الشمال تؤيدها سوريا وتتزعمها أسرة فرنجية، وفي الشرق منطقة احتلال سوري مباشر، وفي الوسط دولة مسيحية تسيطر عليها الكتائب، وإلى الجنوب منها وحتى نهر الليطاني دولة لمنظمة التحرير الفلسطينية هي في معظمها من الفلسطينيين، ثم دولة الرائد سعد حداد من المسيحيين وحوالي نصف مليون من الشيعة.
(ملحوظة من المحرر: كان هذا هو الوضع اللبناني زمن كتابة الوثيقة، ولكن القوى الوطنية اللبنانية نجحت في إعادة الوحدة الوطنية.)

ثامناً ـ السعودية والخليج

1 ـ إن جميع إمارات الخليج وكذلك السعودية قائمة على بناء هش ليس فيه سوى البترول.

2 ـ وفى البحرين يشكل الشيعة أقلية السكان ولكن لا نفوذ لهم.

3 ـ وفي دولة الإمارات العربية المتحدة يُشكل الشيعة أغلبية السكان.

4 ـ وكذلك الحال في عُمان.

5 ـ وفي اليمن الشمالية وكذلك في جنوب اليمن... توجد أقلية شيعية كبيرة.

6 ـ وفي السعودية نصف السكان من الأجانب المصريين واليمنيين وغيرهم، بينما القوى الحاكمة هي أقلية من السعوديين.

7 ـ وأما في الكويت فإن الكويتيين الأصليين يُشكلون ربع السكان فقط.

8 ـ إن دول الخليج والسعودية وليبيا تُعد أكبر مستودع للبترول والمال في العالم، ولكن المستفيد من كل هذه الثروة هي أقليات محدودة لا تستند إلى قاعدة عريضة وأمن داخلي، وحتى الجيش ليس باستطاعته أن يضمن لها البقاء.

9 ـ وإن الجيش السعودي، بكل ما لديه من عتادٍ، لا يستطيع تأمين الحكم ضد الأخطار الفعلية من الداخل والخارج. وما حدث في مكة عام 1980 ليس سوى مثال لما قد يحدث.

10 ـ إن شبه الجزيرة العربية بكاملها يمكن أن تكون خير مثال للانهيار والتفكك كنتيجة لضغوط من الداخل ومن الخارج، وهذا الأمر في مجمله ليس بمستحيل على الأخص بالنسبة للسعودية سواء دام الرخاء الاقتصادي المترتب على البترول أو قل في المدى القريب. إن الفوضى والانهيار الداخلي هي أمور حتمية وطبيعية على ضوء تكوين الدول القائمة على غير أساس.

تاسعاً ـ المغرب العربي:

1 ـ ففي الجزائر هناك حرب أهلية في المناطق الجبلية بين الشعبين الذين يُكونان سكان هذا البلد.

2 ـ كما أن المغرب والجزائر بينهما حرب بسبب المستعمرة الصحراوية الإسبانية بالإضافة إلى الصراعات الداخلية التي تعانى منها كل منهما.

3 ـ كما أن التطرف الإسلامي يهدد وحدة تونس.

عاشراً ـ إيران وتركيا وباكستان وأفغانستان:

1 ـ فإيران تتكون من النصف المتحدث بالفارسية والنصف الآخر تركي من الناحية العرقية واللغوية، وفي طباعه أيضاً.

2 ـ وأما تركيا فمنقسمة إلى النصف من المسلمين السنية أتراك الأصل واللغة، والنصف الثاني أقليات كبيرة من 12 مليون شيعي علوي و 6 مليون كردي سني.

3 ـ وفي أفغانستان خمسة ملايين من الشيعة يُشكلون حوالي ثلث عدد السكان.

4 ـ وفي باكستان السنية حوالي 15 مليون شيعي يُهددون كيان هذه الدولة.

الأردن وفلسطين:

1 ـ والأردن هي في الواقع فلسطينية، حيث الأقلية البدوية من الأردنيين هي المسيطرة، ولكن غالبية الجيش من الفلسطينيين وكذلك الجهاز الإداري. وفي الواقع تُعد عمان فلسطينية مثلها مثل نابلس.

2 ـ وهي هدف استراتيجي وعاجل للمدى القريب وليس للمدى البعيد وذلك لأنها لن تشكل أي تهديد حقيقي على المدى البعيد بعد تفتيتها.

3 ـ ومن غير الممكن أن يبقى الأردن على حالته وتركيبته الحالية لفترة طويلة. إن سياسة دولة (إسرائيل) ـ إما بالحرب أو بالسلم ـ يجب أن تؤدي إلى تصفية الحكم الأردني الحالي ونقل السلطة إلى الأغلبية الفلسطينية.

4 ـ إن تغيير السلطة شرقي نهر الأردن سوف يؤدي أيضاً إلى حل مشكلة المناطق المكتظة بالسكان العرب غربي النهر سواء بالحرب أو في ظروف السلم.

5 ـ إن زيادة معدلات الهجرة من المناطق وتجميد النمو الاقتصادي والسكاني فيها هو الضمان لإحداث التغير المنتظر على ضفتي نهر الأردن.

6 ـ ويجب أيضاً عدم الموافقة على مشروع الحكم الذاتي أو أي تسوية أو تقسيم للمناطق...

7 ـ وأنه لم يعد بالإمكان العيش في هذه البلاد في الظروف الراهنة دون الفصل بين الشعبين بحيث يكون العرب في الأردن واليهود في المناطق الواقعة غربي النهر.

8 ـ إن التعايش والسلام الحقيقي سوف يسودان البلاد فقط إذا فهم العرب بأنه لن يكون لهم وجود ولا أمن دون التسليم بوجود سيطرة يهودية على المناطق الممتدة من النهر إلى البحر، وأن أمنهم وكيانهم سوف يكونان في الأردن فقط.

9 ـ إن التميز في دولة (إسرائيل) بين حدود عام 1967 وحدود عام 1948 لم يكن له أي مغزى.

10 ـ وفي أي وضع سياسي أو عسكري مستقبلي يجب أن يكون واضحاً بأن حل مشكلة عرب فلسطين 48 سوف يأتي فقط عن طريق قبولهم لوجود (إسرائيل) ضمن حدود آمنة حتى نهر الأردن وما بعده.

11 ـ تبعاً لمتطلبات وجودنا في هذا العصر الصعب ( العصر الذري الذي ينتظرنا قريباً).

12 ـ فليس بالإمكان الاستمرار بوجود ثلاثة أرباع السكان اليهود على الشريط الساحلي الضيق والمكتظ بالسكان في هذا العصر الذري.

13 ـ إن إعادة توزيع السكان هو إذن هدف استراتيجي داخلي من الدرجة الأولى، وبدون ذلك لن نستطيع البقاء في المستقبل في إطار أي نوع من الحدود. إن مناطق (يهودا والسامرة) والجليل هي الضمان الوحيد لبقاء الدولة.

14 ـ وإذا لم نشكل أغلبية في المنطقة الجبلية فإننا لن نستطيع السيطرة على البلاد. وسوف نصبح مثل الصليبيين الذين فقدوا هذه البلاد التي لم تكن ملكاً لهم بالأصل وعاشوا غرباء فيها منذ البداية.

15 ـ إن إعادة التوازن السكاني الاستراتيجي والاقتصادي لسكان البلاد هو الهدف الرئيسي والأسمى لدولة (إسرائيل) اليوم.

16 ـ إن السيطرة على المصادر المائية من بئر السبع وحتى الجليل الأعلى، هي بمثابة الهدف القومي المنبثق من الهدف الاستراتيجي الأساسي، والذي يقضى باستيطان المناطق الجبلية التي تخلو من اليهود اليوم
#30226
واليكم بعض الوثائق السياسية الديننية في زمن الرسول الكريم محمد (ص)

صلح المدينة ( 1 هجرية )


كتابه (صلى الله عليه وسلم) بين المهاجرين والأنصار واليهود

بسم الله الرحمن الرحيم
هذا كتاب من محمد النبي (رسول الله) بين المؤمنين والمسلمين من قريش وأهل يثرب ومن اتبعهم فلحق بهم وجاهد معهم.
إنهم أمة واحدة من دون الناس.
المهاجرون من قريش على ربعتهم يتعاقلون بينهم وهم يفدون عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
وبنو عوف على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
وبنو الحارس (من الخزرج) على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
وبنو سعادة على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
وبنو جشم على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
وبنو النجار على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
وبنو عمرو بن عوف على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
وبنو النبيت على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
وبني الأوس على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
وأن المؤمنين لا يتركون مفرحاً بينهم أن يعطوه بالمعروف في فداء أو عقل.
وأن لا يخالف مؤمن مولى مؤمن دونه.
وأن المؤمنين المتقين أيديهم على كل من بغى منهم أو ابتغى دسيعة ظلم أو إثماً أو عدواناً أو فساداً بين المؤمنين، وأن أيديهم عليه جميعاً ولو كان ولد أحدهم.
ولا يقتل مؤمن مؤمناً في كافر ولا ينصر كافراً على مؤمن.
وأن ذمة الله واحدة يجير عليهم أدناهم، وأن المؤمنين بعضهم موالي بعض دون الناس.
وأنه من تبعنا من يهود فإن له النصر والأسوة غير مظلومين ولا متناصر عليهم.
وأن سلم المؤمنين واحدة لا يسالم مؤمن دون مؤمن في قتال في سبيل الله إلا على سواء وعدل بينهم.
وأن كل غازية غزت معنا يعقب بعضهم بعضاً.
وأن المؤمنين يبئ بعضهم عن بعض بما نال دماؤهم في سبيل الله.
وأن المؤمنين المتقين على أحسن هدى وأقومه.
وأنه لا يجير مشرك مالاً لقريش ولا نفساً ولا يحول دونه على مؤمن.
وأنه من اعتبط مؤمناً قتلاًَ عن بينة فإنه قود به إلا أن يرضى ولى المقتول (بالعقل)، وأن المؤمنين عليه كافة لا يحل لهم إلا قيام عليه.
وأنه لا يحل لمؤمن أقر بما في هذه الصحيفة وآمن بالله واليوم الآخر أن ينصر محدثاً أو يؤويه، وأنه من نصره أو أراه فإن عليه لعنة الله وغضبه يوم القيامة ولا يؤخذ منه صرف ولا عدل.
وأنكم مهما اختلفتم فيه من شئ فإن مرده إلى الله وإلى محمد.

* * *
وأن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين.
وأن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين لليهود دينهم وللمسلمين دينهم مواليهم وأنفسهم إلا من ظلم أو أثم فإنه لا يوتغ إلا نفسه وأهل بيته.
وأن ليهود بني النجار مثل ما ليهود بني عوف.
وأن ليهود بن الحارث مثل ما ليهود بني عوف.
وأن ليهود بني ساعدة مثل ما ليهود بني عوف.
وأن ليهود بني جشم مثل ما ليهود بني عوف.
وأن ليهود بني الأوس مثل ليهود بني عوف.
وأن ليهود بني ثعلبة مثل ما ليهود بني عوف إلا من ظلم وأثم فإنه لا يوتغ إلا نفسه وأهل بيته.
وأن جفته بطن من ثعلبة كأنفسهم.
وأن لبنى الشطبية مثل ما ليهود بني عوف وأن البر دون الإثم.
وأن موالى ثعلبة كأنفسهم.
وأن بطانة يهود كأنفسهم.
وأنه لا يخرج منهم أحد إلا بإذن محمد.
وأنه لا ينحجز على ثأر جرح، وأنه من فتك فبنفسه وأهل بيته إلا من ظلم وأن الله على أبر هذا.
وأن على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم، وأن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة، وأن بينهم النصح والنصيحة والبر دون الإثم.
وأنه لا يأثم أمره بحليفه وأن النصر للمظلوم.
وأن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين.
وأن يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة.
وأن الجار كالنفس غير مضار ولا آثم.
وأن لا تجار حرمة إلا بإذن أهلها.
وأنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده فإن مرده إلى الله وإلى محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وأن الله على أتقى ما في هذه الصحيفة وأبره.
وأن لا تجار قريش ولا من نصرها.
وأن بينهم النصر على من دهم يثرب.
وإذا دعوا إلى صلح يصالحونه ويلبسونه فإنهم يصالحونه ويلبسونه، وأنهم إذا دعوا إلى مثل ذلك فإنه لهم على المؤمنين إلا من حارب في الدين.
على كل أناس حصتهم من جانبهم الذي قبلهم.
وأن يهود الأوس مواليهم وأنفسهم لأهل هذه الصحيفة مع البر المحض من أهل هذه الصحيفة، وأن البر دون الإثم لا يكسب كاسب إلا على نفسه وأن الله على أصدق ما في هذه الصحيفة وأبره.
وأنه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم أو آثم، وأنه من خرج آمن ومن قعد آمن بالمدينة إلا من ظلم أو آثم، وأن الله جار لمن بر واتقى، ومحمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم).




صلح الحديبية (6 هجرية)

باسمك اللهم
هذا ما صلح عليه محمد بن عبد الله سهيل بن عمرو
واصطلحا على وضع الحرب بين الناس عشر سنين يأمن فيهم الناس ويكف بعضهم عن بعض.
( على أنه من قدم مكة من أصحاب محمد حاجاً أو معتمراً، أو يبتغى من فضل الله فهو آمن على دمه وماله، ومن قدم المدينة من قريش مجتازاً إلى مصر أو إلى الشام يبتغي من فضل الله فهو آمن على دمه وماله).
على أنه من آتى محمداً من قريش بغير إذن وليه رده عليهم ومن جاء قريش ممن مع محمد لم يردوه عليه.
وأن بيننا عيبة مكفوفة، وأنه لا إسلال ولا إغلال.
وأنه من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخله، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه.
وأنك ترجع عنا عامك هذا، فلا تدخل علينا مكة، وأنه إذا كان عام قابل خرجنا عنك فدخلتها بأصحابك فأقمت بها ثلاثاً، معك سلاح الراكب السيوف في القرب ولا تدخلها بغيرها.
وعلى أن الهدى حيث ما جئناه ومحله فلا تقدمه علينا.
أشهد على الصلح رجال من المسلمين ورجال من المشركين.



صلح نجران (10 هجرية)

بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما كتب محمد النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل نجران إذ كان عليهم حكمه في كل ثمرة وفى كل صفراء وبيضاء ورقيق فأفضل ذلك عليهم وترك ذلك كله لهم على ألفى حلة من حلل الأواقي: في كل رجب ألف حلة وفى كل صفر ألف حلة، ومع كل حلة أوقية من فضة. فما زادت على الخراج أو نقصت عن الأواقي فبالحساب، وما قضوا من دروع أو خيول أو ركاب أو عروض أخذ منهم بالحساب. وعلى نجران مؤنه رسلي ومتعتهم ما بين عشرين يوماً فما دون ذلك ولا تحبس فوق شهر.
وعليهم عارية ثلاثين درعاً وثلاثين فرساً وثلاثين بعيراً إذا كان كيد باليمين ومعرة. وما هلك مما أعاروا رسلي من دروع أو خيل أو ركاب أو عروض فهو ضمين على رسلي حتى يؤدوه إليهم.
ولنجران وحاشيتها جوار الله وذمة محمد النبي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على أموالهم وأنفسهم وملتهم وغائبهم وشاهدهم وعشيرتهم وبيعهم وكل ما تحت أيديهم من قليل أو كثير لا يغيب أسقف من أسقفيته ولا راهب من رهبانيته ولا كاهن من كهانته. وليس عليهم دنية ولا دم جاهلية. ولا يحشرون ولا يعشرون ولا يطأ أرضهم جيش. ومن سأل منهم حقاً فبينهم النصف غير ظالمين ولا مظلومين.
ومن أكل ربا من ذي قبل فذمتي منه برئته. ولا يؤخذ رجل منهم بظلم آخر.
وعلى ما في هذا الكتاب جوار الله وذمة محمد النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يأتي الله بأمره ما نصحوا وأصلحوا ما عليهم غير مثقلين بظلم.
شهد أبو سفيان بن حرب وغيلان بن عمرو ومالك بن عوف من بني النضر والأقرع بن حابس الحنظلي والمغيرة بن شعبة.
وكتب لهم هذا الكتاب عبد الله بن أبى بكر.
(وقال يحيى بن آدم وقد رأيت كتاباً في أيدي النجرانيين كانت نسخته شبيهة بهذه النسخة وفى أسفله: وكتب على بن أبو (كذا) طالب ولا أدرى ماذا أقول فيه).



خطبة الوداع (10 هجرية)

ألقاها الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يوم عرفة من جبل الرحمة وقد نزل فيه الوحي مبشراً أنه "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً"
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أوصيكم عباد الله بتقوى الله وأحثكم على طاعته وأستفتح بالذي هو خير. أما بعد أيها الناس اسمعوا مني أبين لكم فإني لا أدري لعلى لا ألقاكم بعد عامي هذا في موقفي هذا.
أيها الناس إن دماءكم وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا – ألا هل بلغت اللهم فاشهد، فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها.
وإن ربا الجاهلية موضوع ولكن لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون وقضى الله أنه لا ربا. وإن أول ربا أبدأ به عمي العباس بن عبد المطلب.
وإن دماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم نبدأ به دم عامر بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وإن مآثر الجاهلية موضوعة غير السدانة والسقاية والعمد قود وشبه العمد ما قتل بالعصا والحجر وفيه مائة بعير، فمن زاد فهو من أهل الجاهلية – ألا هل بلغت اللهم فاشهد.
أما بعد أيها الناس إن الشيطان قد يئس أن يعبد في أرضكم هذه، ولكنه قد رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحرقون من أعمالكم فاحذروه على دينكم، أيها الناس إنما النسئ زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاماً ويحرمونه عاماً ليوطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله ويحرموا ما أحل الله. وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق الله السماوات والأرض، منها أربعة حرم ثلاثة متواليات وواحد فرد: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان – ألا هل بلغت اللهم فاشهد.
أما بعد أيها الناس إن لنسائكم عليكم حقاً ولكم عليهن حق. لكم أن لا يواطئن فرشهم غيركم، ولا يدخلن أحداً تكرهونه بيوتكم إلا بإذنكم ولا يأتين بفاحشة، فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تعضلوهن وتهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضرباً غير مبرح، فإن انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف، واستوصوا بالنساء خيراً، فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئاً، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله فاتقوا الله في النساء واستوصوا بهن خيراً – ألا هل بلغت....اللهم فاشهد.
أيها الناس إنما المؤمنون إخوة ولا يحل لامرئ مال لأخيه إلا عن طيب نفس منه – ألا هل بلغت اللهم فاشهد.
فلا ترجعن بعدى كافراً يضرب بعضكم رقاب بعض، فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعده: كتاب الله وسنة نبيه، ألا هل بلغت ... اللهم فاشهد.
أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب أكرمكم عند الله اتقاكم، وليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى – ألا هل بلغت....اللهم فاشهد قالوا نعم – قال فليبلغ الشاهد الغائب.
أيها الناس إن الله قد قسم لكل وارث نصيبه من الميراث ولا يجوز لوارث وصية، ولا يجوز وصية في أكثر من ثلث، والولد للفراش وللعاهر الحجر. من ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل. والسلام عليكم
#30228
محاولات ابعاد كركوك عن احضان العروبة

نشرت في صحيفة



Tom Lasseter

Knight Ridder Newspapers
ترجمة: كهلان القيسي



العراق، كركوك، - ادخل الزعماء الأكراد أكثر مِنْ 10,000 مِنْ أعضاء مليشياتهم إلى وحدات الجيشِ العراقيةِ في شمال العراق لوَضْع الأساسِ لجيش والزحف (لعَجّ) نحو الجنوبِ، ويَستولى على المدينةِ الغنية بالنفطِ لكركوك ومن المحتمل نِصْف الموصل،ثالث اكبر مدينة في العراق ، ويَضْمنُ حدودَ لكردستان مستقلة.

خمسة أيامِ مِنْ المقابلاتِ مَع الزعماءِ والقوَّاتِ الكرديةِ في المنطقةِ يتوقع بأنّ الولايات المتّحدةِ تُخطّطُ لجَلْب الوحدةِ إلى العراق قبل سَحْب القوَّاتِ الأمريكيةِ من خلال تدريب وتَجهيز جيش وطني لا يطمع بالتوسع. بدلاً مِن ذلك، بَعْض القوَّاتِ التي رسمياً تحت القيادة الأمريكية والعراقية يَستعدّانِ لحِماية الأرضِ والمصالحِ العرقيةِ والدينيةِ في حالة تجزؤِ العراق.

قالَ الجنود - بينما لَبسوا أزياء عسكرية عراقيةَ- بأنّهم ما زالوا يعتبرون أنفسهم أعضاء في البيشميركةِ – المليشيات الكردية - وكَانوا يَنتظرونَ الأوامر مِنْ الزعماءِ الأكرادِ لتمزيق الرُتَبِ. الكثير منهم قالوا بأنّهم لا يَتردّدون في قَتْل رفاقِ جيشِهم العراقيينِ، خصوصاً العرب، إذا تفجر قتال من أجل كردستان مستقلة.

ويقول جبريل محمد جندي كردي في الجيش العراقي " لا يَهْمُّ إذا نحن يَجِبُ أَنْ نُحاربَ العرب في نفس كتيبتِنا الخاصةِ، الذي كَانَ يُرافقُ مراسل Ridder خلال كركوك إن. "كركوك سَتَكُونُ لنا."والكلام له

جهز الأكراد لقوَّاتِهم جيدا لَيسَ فقط لأن تواقون لمدة طويلة أَنْ يُؤسّسوا دولة مستقلةَ لكن أيضاً لأن زعمائَهم يتوقّعُون أَنْ العراق سيتقسم، زعماء كبار في البيشميركةِ - بشكل حرفي، "أولئك الذين يُواجهونَ الموتَ" – أخبرَوا Ridder. إنّ الأكراد مسلمون سنّةَ علمانيون في الغالب، ومُتميّزون عرقياً عِنْ العرب.

تَعْكسُ إستراتيجيتُهم ما تفعله مِنْ الأطرافِ الشيعيةِ في جنوب العراق، الذي جهّزَوا الجيشَ العراقيَ ووحداتَ الشرطةِ بأعضاء من مليشياتهم الخاصةِ وأبقوا على مليشيات منفصلة في كافة أنحاء محافظاتِ العراق الوسطى والجنوبية. إنّ المليشيات الآن غير شرعية تحت القانونِ العراقيِ لكنها تعمل بشكل واضح في العديد مِنْ المناطقِ. زعماءِ البيشميركة قالوا َ في المقابلاتِ بأنهم تَوقّعوا بان الشيعة يخلقون حالة مستقلة نصف ذاتياً وبعد ذلك دولة مستقلة في الجنوبِ كما هم يَعملونَ في الشمالِ.

إدارة بوش - وجيران العراق - يُعارضُ تجزؤَ الأمةَ، يَخَافُون بأنّها يُمْكِنُ أَنْ تؤدّي إلى الانهيار الإقليميِ. لإبْقاء العراق متحد، وكانت تُخطّطُ الولايات المتّحدةَ لسَحْب أعدادِ هامّةِ مِنْ القوَّاتِ الأمريكيةِ في 2006 وسَتَعتمدُ الولايات المتّحدةِ على المليشيات التي دربتها كجزء من الجيش الوطني.

المقابلات مع القوَّاتِ الكرديةِ، على أية حال، تبين بأنهّ بينما يُحوّلُ الجيشَ الأمريكيَ قواعدَ أكثرَ ومناطقَ السيطرةِ إلى الوحداتِ العراقيةِ، فهو يُسلّمُ الأمةَ إلى المليشيات التي تَحني أكثر على تقدّم المصالحِ العرقيةِ والدينيةِ على هَزيمة التمرّدِ و الحفاظ على الوحدةً الوطنيةً.

قال ضابط أمريكي في بغداد على معرفةِ بعملياتِ الجيشِ العراقي: بأنّه أُحبطَ لسماع تعليقاتِ الجنود العراقيينِ لكنه قال بأنه لم يرى أي تقاريرِ تبين بأنّهم يتَصَرّفُون بشكل غير صحيح في الميدان.

على أية حال، العقيد طالب ناجي كردي يخدْمَ في الجيشِ العراقيِ على مشارف كركوك، قالَ بأنّه يُقاومُ أيّ محاولات لتَقليص الحضورِ الكرديِ في لوائِه.وأضاف إن

"وزارة الدفاع أرسلتْ له 150 جندي من العرب مؤخراً مِنْ الجنوبِ، "بعد إسبوعين مِنْ الخدمةِ، طردناهم بعيداً. نحن لَمْ نَقْبلْهم. نحن سوف لَنْ نَتْركَهم يُنجزونَ خططِهم لجَلْب الجنود العربِ أكثرِ إلى هنا."

مفتاح واحد إلى خطةِ الأكراد للإستقلالِ هو بَضْمانُ السيطرةَ على كركوك، المحافظة التي تضم اكبر حقولِ نفط العراق. التي تتيح للأكراد المطالبة بالاستقلال، كركوك ونفطها سَتكونُ محرّك إقتصادي رئيسي.

"كركوك تعني كردستان؛ هي لا تخص العرب، يقول "حامد أفندي وزير البيشميركةِ للحزب الديمقراطي الكردستاني، أحد المجموعاتِ الكرديةِ الرئيسيةِ، قالَ في مقابلةِ في مكتبِه في المدينةِ الكرديةِ أربيل. "إذا نحن يُمْكِنُ أَنْ نَحْلَّ هذا بالتحادث، لكن إنْ لمْ يكن، نحن سَنَحْلُّه بالقتال."

بالإضافة إلى وَضعَ بيشميركةَ سابقينَ في الجيشِ العراقيِ، نَشرَ الأكراد وحداتَ بيشميركةِ صغيرةِ في البناياتِ والمنشات في كافة أنحاء شمال العراق، طبقاً لقادة المليشيات. بينما من الصعب حِساب عددِ هؤلاء البيشميركةِ المقاتلين النشيطينِ، لكن مقابلات مَع أعضاء البيشمركة تَقترحُ بأنّهم أكثر مِنْ 10,000.وأكد الأفندي بأنه أرسل 10 ألاف بيشمركة إلى وحدات الجيش العراقي في الشمال, وقد اكدد العدد من خلال مقابلات منفصلة مع ضباط في الجيش. كلهم رسميا عند الحكومة لكن في داخلهم هم أكراد ، تحت إمرتنا وقيادتنا.

أما جعفر مصطافير مُستشار قَريب إلى رئيسِ العراق الكردي ، جلال الطالباني، ونائب رئيسَ البيشميركةِ للإتحاد الوطني الكردستاني, منافس مُنْذُ مُدة طَويلة مِنْ الحزب الديمقراطي الكردستاني، ردّدَ ذلك.

"نحن نَستخدم أفضل دبلوماسياتنا، وإذا فشلت سَنَستعملُ القوةَ "لضمان الحدودِ لكردستان مستقلة، "الحكومة في بغداد سَتَكُونُ ضعيفة جداً لأنْ تستخدم القوة ِ ضدّ إرادة الشعبِ الكرديِ." وأضاف انه أرسل 4000 من بيشمركته إلى الجيش العراقي في المنطقة.

وَضعَ الأكراد رجالُهم في وحداتِ الجيشِ العراقيةِ على الجناحِ الغربيِ لكركوك، في المنطقةِ التي تَتضمّنُ أربيل والمدينة القلقة الموصل، وعلى الجناحِ الشرقيِ في المنطقةِ التي تَتضمّنُ المدينةَ الكرديةَ السليمانية.

قسم من الجيشِ العراقيِ الثانيِ، الذي يُشرفُ على منطقةِ أربيل والموصل، لَهُ حوالي 12,000 جندي، وعلى الأقل 90 بالمائة منهم أكراد، طبقاً لضابطِ القسمَ التنفيذيَ.

الجنود العراقيينِ الـ3,000 في أربيل، حوالي 2,500 كَانوا سوية في وحدة بيشميركةِ سابقاً مقرّها في المدينةِ. كامل اللواءِ في الموصل، حوالي 3,000 جندي، متكوّن من الكتائبِ الثلاث التي حُوّلتْ تقريباً مِنْ وحداتِ البيشميركةِ السابقةِ، بالعديد مِنْ نفس الجنود والضبّاطِ في نفس المواقعِ. سكان الموصل يُقسّمُون بين الأكراد والعرب، وأيّ تحرّك بوحداتِ البيشميركةِ للاستيلاء عليها بالتأكيد سيُؤدّي إلى إنفجارِ العنفِ العربيِ.

"البرلمان يَجِبُ أَنْ يَحْلَّ قضيةَ كردستان. إنْ لمْ يكن، نَعْرفُ كَيفَ نَتعاملُ مع هذا: نحن سَنُرسلُ قواتَ كرديةَ لفَرْض حدودِ كردستان، والتي يَجِبُ أَنْ تَتضمّنَ المناطقَ المُحرّرةَ حديثاً مثل الأقسامِ الكرديةِ للموصل، كما قال "ملازم أوّل نامق ها "كُلَّ فَردٍ هنا مِنَّا بيشميركةُ. كامل كتيبتِنا بيشميركة."

نامق هذا كَانَ يَرْكبُ في شاحنة صغيرةِ غير مسلّحةِ في حيِّ عربيِ في شرق الموصل حيث يَضْربُ المتمرّدين العربَ السنّةَ رجالَه كثيراً. كما اتكأ خارج النافذة مع كْي -47ه، يَمْسحُ الشوارعَ، قالَ، "نحن نَعمَلُ واجبَنا كبيشميركة."

فراس أحمد، مُساعد رئيسِ مكتبِ الحزب الديمقراطي الكردستاني في الموصل، دعا مراسل ال Ridder لتفحص لواءِ البيشميركةِ المحليِّ، يُشيرُ إلى موقع عبر الشَّارِعِ. انه مقر السرية الربعة للواء الثاني من الجيشِ العراقيِ

"نحن لا نَستطيعُ القَول بشكل علني بأنّهم بيشميركةَ، "أحمد قالَ. "نحن سَنَأْخذُك لرُؤية البيشميركةِ، لَكنَّهم يَلْبسونَ أزياء عسكرية عراقيةَ."

رئيس أحمد، خسروا كوران، ابتسم ابتسامةً عريضة ووافق : "نحن لا نَستطيعُ قَول هنا."` بيشميركة

جنود اللواءِ الرابعِ الذين قابلوا أحمد في البابِ الأماميةِ حَيّوه وقالَوا، بشكل علني، بأنّهم أخبروا الافندي، قائد بيشميركة الحزب الديمقراطي الكردستاني.بما قال.

العقيد صابر سليم , بيشميركة سابق الذي هو ألان رئيس ضباط المخابرات للواءِ الرابعِ، قالَ بأنّه إستجابَ إلى مطلب قيادةِ البيشميركةَ. قالَ أيضاً بأنّه كَانَ عِنْدَهُ عدد صَغيرُ من العرب السنّةِ.

"كُلّ السُنّةِ يُتساهلونَ مع الإرهابيين. عِنْدَهُمْ تأثيرُ صَغيرُ مقَارنَة مَع الأكراد والشيعة، لذا يَسْمحونَ للإرهابيين للعمل لخَلْق الضغطِ والحُصُول على تنازلات سياسية، "سليم قالَ. "لذا هم يَجِبُ أَنْ يُقْتَلوا، أيضاً. . . إنّ القادة السياسيين السنّةَ في بغداد يدْعمُون التمرّدَ، أيضاً، وسيكون هناك يوم سيجربونه."

إلى الشرقِ، في قسمِ الجيشِ العراقيِ الرابعِ، لواء من حوالي 3,000 جندي في السليمانية ذلك أيضاً نسخة طبق الأصل تقريباً للواء بيشميركةِ سابقِ.

بسبب إنتداب الجيش الأمريكي، للكتيبة الرابعةِ لتَخْدمُ في كركوك حوالي 50 بالمائة كردية، 40 بالمائة عربي و10 بالمائة تركمان. أما الكتيبةَ على أطرافِ كركوك حوالي 60 بالمائة كردية.

النّقيب فاخر محمد, بيشميركة سابق وضابط العملياتَ للكتيبةِ على حافةِ كركوك، قالَ بأنّه ما كَانَ قلقا بأن الأكراد عِنْدَهُمْ أغلبية بسيطة في كتيبتي كركوك الإثنتان: " لَيسَ مشكلة، لأنه عِنْدَنا لواءِ كامل في السليمانية ذلك جميعه كردي. هم يَنْزلونَ هنا ويَأْخذونَ الجانبَ الكرديَ."

"هناك آلاف منّا بيشميركة، وهو واجبُنا لحِماية حدودِ كردستان. . . نحن سَنُحاربُ لحَمْل كركوك بأي ثمن كان، "عبد الله قالَ. "نحن سَنُحاربُ تلك الكتيبةِ (في كركوك) إذا يَقِفونَ في طريقِنا."
#30229
هكذا تورط اولمرت

مردخاي غيلات وآخرين - يديعوت - 19/10/2007م - 3:54 م




ما الذي يوجد في ملف بيع بنك ليئومي بحيث دفع مراقب الدولة الى الاشتباه بأن رئيس الوزراء قد ارتكب اعمالا جنائية؟ يتساءل الكثيرون.



وماذا يوجد في هذا الملف حتى يدفع بالمدعي العام للدولة لتوجيه الاوامر للتحقيق مع اهود اولمرت بتهمة محاولة تحويل عطاء ضخم الى جهة معينة؟ وماذا يوجد في الشهادات التي جُمعت ضد المشبوه الأبرز في الدولة بحيث دفعت بالشرطة للتحقيق معه تحت الانذار؟.
الاجابات على هذه الاسئلة موجودة في المواد التي جمعتها الشرطة خلال الاشهر الاخيرة في اطار التحقيق في الشكوى التي قدمها المحاسب العام في المالية، ميخا زليخة، ضد رئيس الوزراء. طاقم محققين برئاسة العميد عران كامين من وحدة التحقيقات، هو الذي أدار التحقيق تحت رقابة واشراف قائد الوحدة اللواء شلومي أيلون وبمرافقة مستمرة من نيابة الدولة. خلال التحقيق اضطر أفراد طاقم التحقيق لاجراء عمليات بحث وتحقيق في استراليا والولايات المتحدة وأخذوا شهادات المستثمرين واطلعوا على أمور مثيرة للاهتمام بصدد العلاقات بين أصحاب رؤوس الاموال وبين رئيس حكومة اسرائيل، وعادوا الى الوطن مع أدلة تعزيزية لكومة الأدلة الموجودة بحوزتهم.
هذا التحقيق المركب تضمن عمليات تفتيش في بنك اسرائيل، واستدعاء محافظ البنك لتحقيق غير لطيف، وضبط وثيقة حساسة تبرهن على أن ذاكرة المحافظ قد خانته احيانا خلال الادلاء بشهادته؛ وتحقيق تحت الانذار مع المحامية تامي بن دافيد التي مثلت مجموعة الملياردير فرانك لوي وصديقة اولمرت؛ وتحقيق مع مدير عام وزارة المالية السابق الدكتور يوسي بخّر، وشقيقة المستشار القضائي للحكومة المحامية يميما مزوز (المستشارة القانونية لوزارة المالية)؛ وضبط وثائق في وزارات ومكاتب مختلفة بمساعدة طواقم المحكمة.
هذا التحقيق لا يدعي أنه سيكشف كل الملف الجنائي ضد رئيس الوزراء وعشرات الشهادات الموجودة داخله. ولكن ما يتطلع اليه هذا التحقيق الصحفي هو أن يعرض للمرة الاولى تسلسل القضية منذ بدايتها مع المحطات المركزية خلال محاولة حرف مناقصة كما تشتبه النيابة العامة، وكذلك المقاطع المُدينة كما يتم الادعاء التي قد بُني عليها الملف. هذا التحقيق يفتح نافذة كبيرة على الأجزاء الجوهرية في الشهادات ويوضح سبب وجود رئيس الوزراء حاليا في مأزق حقيقي.
عندما دخل اولمرت الى الصورة
طرف الخيط في حكاية تورط اولمرت في هذا الملف يتجسد في تدخله الشخصي بدءا من آب 2005 في محاولات خصخصة بنك ليئومي. حاولوا خصخصة هذا البنك عبثا طول عشرين عاما. اريئيل شارون قرر قبل اربع سنوات تطبيق هذا القرار، واولمرت كوزير للمالية – بعد استقالة نتنياهو – وجد نفسه على خط الجبهة. هو أدخل نفسه الى حقل ألغام من دون سبب وحاجة حقيقية، وما زال يجد صعوبة في الخروج من هناك حتى الآن.
الامر حدث في اواسط آب عندما كانت صفقة بيع جزء ملموس من أسهم الدولة في بنك ليئومي لمجموعة "سيتي بنك" على وشك الانتهاء، وبعد أن أعلن "سيتي بنك" أنه سيبيع اغلبية أسهمه لمستثمرين فور التوقيع: فرانك لوي من استراليا ونوحي دينكنر من اسرائيل. أما الباقي فستحتفظ به لنفسها.
اولمرت كان فضوليا جدا لمعرفة أسماء المستثمرين، وحصل على أسمائهم من يارون زليخة من دون أن يلمح حتى أنه يعرف أحدا منهم. كما انه لم يقل أي كلمة حول علاقاته الاجتماعية القوية مع مالك المجمعات التجارية لوي. ولم ينبس بأي كلمة حول علاقاته العائلية مع المحامي يوسف غروس (ابن اولمرت متزوج من ابنة غروس)، وعن أن أحد شركاء غروس، المحامي دافيد حودك، يمثل مجموعة فرانك لوي. اولمرت لم يقل أي كلمة حول كون المحامية تمار بن دافيد التي تمثل مجموعة لوي، صديقة قريبة له. اولمرت تصرف وكأنه لم يسمع بتناقض المصالح هذا وتدخل في كل القرارات الهامة.
وزير المالية حينذاك، أبدى اهتماما كبيرا بالبيع، ودُعي للمصادقة على الصفقة، وطلب تمديدا صغيرا للتشاور مع ستانلي فيشر. المحافظ تحمس وقال انه يؤيد الصفقة، ونعتها بأنها "عبقرية". في اليوم التالي التقى اولمرت مع زليخة وقال له: "خطتكم عبقرية. فيشر نعتها بذلك وأنا أصادق لك على استكمالها. بامكانك أن تنهي المسألة نهائيا".
أعوان المحاسب العام سارعوا لاعلام الجانبين بالتطورات وفرحوا عندما سمعوا أن فرانك لوي قد خصص اموالا للصفقة كما فتح من اجل هذا الغرض حسابا في "سيتي بنك" في استراليا. وفقا لتحقيق الشرطة قام بارسال ابنه دافيد الى البلاد لازالة العقبات الاخيرة، حيث التقى الابن في ساعات الليل المتأخرة مع موظفي "سيتي بنك" في اسرائيل وتم تبادل مسودات العقود بين الجانبين وأُعدت الوثائق النهائية للتوقيع الذي حدد لليوم التالي، 15/8/2005، بعد أن تحصل الصفقة على مصادقة لجنة فرعية سرية منبثقة عن لجنة المالية في الكنيست. ولكن في اللحظة الاخيرة ندم اولمرت، وقال لزليخة في محادثة هاتفية انه لا يستطيع أن يصادق على العملية، وأجبر المحافظ ستانلي فيشر على أن يحاول اقناعه في محادثة مؤتمر، بالتراجع عن رفضه الفجائي.
فيشر وزليخة أدركا ان اولمرت يحاول تبديل الطريقة: بدلا من محاولة بيع البنك لمستثمرين ماليين (يشترون أسهم البنك وبعد ذلك يبيعونها لمن يأتي، من اجل كسب الأرباح من الصفقات)، هو يريد بيعه لمستثمر استراتيجي (يسعى للسيطرة على البنك وحيازته). هم أوضحوا له أن هذا خطأ، وأضافوا بأن اقتراحهم الأصلي يضمن حصول الدولة على ثمن الأسهم بسعر السوق الكامل، وحذروه من أن الطريقة التي يقترحها خطيرة. هي قد تبقي الحكومة مع شخص واحد وتتسبب في تخفيض السعر.
ولكن اولمرت أصر وطلب مهلة لعدة ساعات، وفي الساعة السادسة مساءا أجرى محادثة مؤتمر اخرى مع فيشر وزليخة. هذه المحادثة أخضعته، فاستسلم مؤقتا ووافق قائلا "لقد أقنعتماني، ولديكما مصادقة على بيع أسهم البنك".
فجأة، لوي يندم
أعوان المحاسب العام سجلوا أمام انفسهم علامة "صح" واستعدوا للاحتفال بالبيع. هم أصبحوا في حينه على مسافة قريبة من اللحظة الكبيرة، وعندها حدث ما لا يصدق: في اليوم التالي قبل الساعة السابعة صباحا اتصل إيتي مكوف من ادارة "سيتي بنك" في البلاد مع نائب المحاسب العام يوفال برونشتاين وألقى بالقنبلة. هو قال له ان دافيد لوي قد تراجع فجأة عن الصفقة، وأضاف أن كل الاتفاقات التي تم التوصل اليها لاغية.
برونشتاين اشتبه بأن أحدا ما قد "تولى أمر" ابن فرانك لوي خلال الليل أو في ساعات الفجر، وحاول أن يفهم كيف علل الابن بالضبط الغاء الصفقة. مكوف رد عليه: هو قرر فجأة خوض المنافسة لشراء نواة السيطرة في البنك وأوضح لي أن عطاءا كهذا سيكون من دون منافسين، وانه عندما يصبح لوحده سيكون بامكانه أن يحصل على البنك بثمن ملائم.
مكوف حدث زليخة عن أمور مشابهة، وهذا الاخير لم يصدق ما يسمعه، وتساءل كيف كان لوي قد قرر قبل ايام بواسطة محاميه دافيد حودك انه يتوجه نحو الصفقة الاصلية وانه لا ينوي التوجه الى عطاء بيع نواة السيطرة بصورة قاطعة.
زليخة تذكر ذلك جيدا وحاول فهم اللغز واتصل غاضبا بستانلي فيشر. "هل سمعت؟"، سأله، "هل لديك تفسير لهذه الانعطافة؟ متى استطاع تغيير اتجاهه بـ 180 درجة؟ فالامر كله قد حدث حسب التقديرات بين الثانية فجرا والسادسة صباحا".
فيشر كان في صدمة. هو صمت لبرهة وعندما أفاق من صدمته سأل: "هل أنت متأكد أن هذا صحيح؟". زليخة: "اجل، هذا ما قيل لي، فرانك لوي قد ندم وأنا أخشى أن يكون أحد ما قد تولى أمره وأثر عليه".
فيشر: "أنا أفترض أنهم قد قالوا لك أن لوي هو صديق اولمرت".
حكاية عمق الصداقة بين اولمرت ولوي تحولت في هذه الظروف الى جزء هام من التحقيق البوليسي، والأدلة التي جُمعت أشارت الى انهما صديقين مقربين، كما اكتشف المحققون أن الملياردير الاسترالي يلتقي مع اولمرت في كل مرة يأتي فيها الى اسرائيل، وأن اولمرت قد وجد وقتا لاستضافة لوي في منزله حتى خلال حرب لبنان الثانية.
وفقا للمعلومات الموجودة بحوزة الشرطة، اولمرت دُعي في مطلع كانون الثاني 2004 الى مأدبة عشاء في يخت لوي في هرتسليا. وفي نيسان من نفس العام حل الاثنان ضيفين على مأدبة عند صديق مشترك من مستشفى تل هشومير. في السادس من تشرين الثاني استضاف المقاول ألفريد أكيروف الصديقين المقربين في حفل في منزله. بعد ذلك بسبعة اشهر، وعندما جاء لوي مرة اخرى في زيارة للبلاد – في الفترة التي أصبحت فيها المناقصة تسير في غيار مرتفع – استضاف أكيروف الضيفين العزيزين مرة اخرى.
أكيروف دعا اليه الاثنين ايضا في مناسبات اخرى، وبين هذا وذاك، كانوا يلتقون في مطاعم تل ابيب واتفقوا بينهم على لقاء في استراليا خلال زيارة رسمية لاولمرت كوزير للصناعة. هذه الزيارة كانت ستحدث في تشرين الاول 2005، وحسب الجدول الزمني للوزير تحددت له مآدب خاصة برفقة لوي. الزيارة لم تحدث في نهاية المطاف، ولكن من عرف تفاصيلها ومنظومة العلاقات القريبة بين الاثنين خلال وجود المناقصة – وجد صعوبة في ملء فمه بالماء.
من خلف ظهر المحاسب العام
الصفقة الاصلية لبيع البنك تلقت ضربة جسيمة اذا. المسؤولون في المالية والمحاسب العام وبنك اسرائيل أدركوا انهم يدفعونهم بالقوة لبيع نواة السيطرة في البنك، وبحثوا عن سبل لايقاف العملية.
لاول مرة بدأ زليخة حينئذ يشك بأن أحدا ما يحاول حياكة مناقصة لطرف ما وقرر تقليص الاضرار: هو أمر أتباعه بأن يخططوا لمناقصة منافسة حقيقية وحدد مسارا يضمن مشاركة أطراف مالية ونشوء وضع يُضمن فيه للدولة أفضل ريع من الصفقة. في أواخر آب 2005 استكملت الخطة، وطرحت على وزير المالية اولمرت الذي قرر المصادقة عليها. العطاء بلباسه الجديد خرج الى الطريق.
ولكن اولمرت لم يكن مطلعا بشكل جيد على المعلومات، ولم يعرف أن طاقم المحاسب العام قد سد الثغرات. هو اندفع الى الأمام، وفي الثاني عشر من ايلول أجرى لقاءا مع ممثلة فرانك لوي صديقته، المحامية تامي بن دافيد، ومع المحامي أفرايم ابرامسون الذي مثل بيل دافيدسون – منافس آخر في المناقصة. أمر اللقاء أُخفي عن المحاسب العام ولذلك فوجيء زليخة عندما تلقى مكالمة من الوزير إبان تواجده في الخارج في مهمة للدولة. "لدي عدة ملاحظات"، قال اولمرت لزليخة، "وأنا أريد تأجيل نشر العطاء".
زليخة لم يرض عن الطلب، وقال "إسمع، ملاحظاتك ستفحص عندما نتلقى ملاحظات كل المتنافسين، وليس هناك أي سبب لتأجيل نشر العطاء".
العطاء نشر بالفعل في موعده، في 13/9/2005. وتقرر فيه أن ملاحظات المتنافسين ستقدم حتى الثالث من تشرين الاول. ولكن صبر مجموعة لوي قد نفد وقدمت ملاحظاتها قبل الموعد بيوم. اولمرت من ناحيته لم ينتظر الآخرين كلهم، وفي نفس اليوم سارع الى دعوة أعوان المحاسب العام للقاء عاجل، وضم اليه مدير عام المالية بخر ورئيس قسم الميزانيات كوبي هابر. هو جند نفسه من اجل مجموعة لوي، رغم انه يعلم انها الطرف الذي طرح أكثر المطالب لاحداث تغييرات في المناقصة وبالتالي خصميات كبيرة. هذا الامر لم يمنعه من ذلك.
"لدي ثلاثة تغييرات بالمجمل"، قال اولمرت وفقا لتحقيقات الشرطة. زليخة وبرونشتاين لم يفهما لماذا يطرح اولمرت ذلك قبل أن تتمكن لجنة العطاءات من التداول في ملاحظات باقي المنافسين، ومن ثم التوصية بالتغييرات المطلوبة. وهنا حدث جدل ونقاش فاقترح اولمرت في نهاية المطاف تأجيل موعد تقديم الاقتراحات لاسبوعين حتى ثلاثة اسابيع. المحاسب العام ونائبه رفضا، فاحتدم النقاش واقترح يوسي بخر على زليخة أن يلائم موقفه مع موقف الوزير. المحاسب هز رأسه وتم التوصل الى تسوية: تأجيل الموعد لاسبوع.
ولكن بعد هذه التسوية ايضا تواصلت الضغوط. مجموعة لوي أرسلت للمحاسب العام طلبا آخر باحداث التغييرات المطلوبة. واولمرت قدم خدماته لمساعدتها مرة اخرى: في نفس اليوم عقد اجتماعا طارئا لطاقم العطاء لاجراء مداولة خاصة حول المطالب الجديدة، وهذه المرة كان الاجتماع في فندق "متسودات دافيد" في القدس.
في هذا اللقاء كانت للوزير ملاحظتان جديدتان بصدد شروط المناقصة: أولا، تمديد فترة تطبيق الاحتمالية، والثاني، زيادة الخصم في ثمن السهم في اطار هذه الاحتمالية. الملاحظتان تلاءمتا مع مطالب مجموعة لوي.
زليخة طلب عقد نقاش مهني حول الملاحظات، فرُفض طلبه فورا، وسمع اولمرت يقول للحضور بصورة حازمة: "هذا قراري ولن أغيره". بعد ذلك بثوان حل الجلسة وتوجه الى شؤونه.
لقاء عاصف في نيويورك
كومة الأدلة التي تدين وزير المالية بمحاولة حرف العطاء لصالح رفيقه الاسترالي، أصبحت كبيرة حينئذ، عندما التقى في أواخر تشرين الاول 2005 في مناسبة اجتماعية في البلاد مع المحامية بن دافيد. هي قالت له أن مجموعة لوي قد أرسلت اليه وثيقة ملاحظات ومطالب لتعديل المناقصة وانها تنتظر قراراته.
اولمرت وعد بفحص ذلك واتصل في اليوم الاخير من ذلك الشهر ببن دافيد، فضبطها في نيويورك. أين الوثيقة التي تحدثتِ عنها، سألها، فردت عليه بن دافيد بأن مكتبها سيرسل الوثيقة اليه في ذات اليوم. وبالفعل أُرسلت الوثيقة الى ديوان اولمرت مع ورقة فاكس مرافقة كتب عليها: "عطفا على محادثتك مع تامي بن دافيد".
المحامية بن دافيد كانت موجودة كما أسلفنا في نيويورك مع المحامي دافيد حودك، الذي يمثل هو الآخر مجموعة لوي، والتقت في اليوم التالي مع ممثلي المحاسب العام: عدي شاحف المسؤولة عن المخاطر، وشموئيل غورتلر المستشار المالي الخارجي للمحاسب. بن دافيد وحودك تصادما مع الاثنين على خلفية رفض الأخيرين الخضوع لمطالب صديق اولمرت الاسترالي، واتهماهما بتضليل وزارة المالية. جوهر الأمر كان: لقد خدعتم اهود اولمرت، ولكنكم لستم مهمين بالنسبة لنا. لدينا صلة مباشرة من فوق رؤوسكم مع اولمرت.
ممثلو المحاسب العام، كما اتضح في التحقيق مع الشهود المختلفين، أصيبوا بالذهول من الهجوم الذي شن عليهم. هم تحدثوا عن جملة من الاهانات وقالوا أن الامر قد وصل الى ذروته عندما قالت المحامية بن دافيد لهم صراحة: "عندما ستعودون الى اسرائيل سيتم استدعاءكم في الساعة الخامسة لديوان اهود اولمرت وسيُملي عليكم المطالب التي طرحناها" (رواية مقربين من بن دافيد: هي قالت لهم بأن اولمرت هو المرجعية وليس هم. ولم تضف شيئا غير ذلك).
وبالفعل، غداة عودة الاثنين الى البلاد دُعيا للقاء عند اولمرت... في الساعة الخامسة. اللقاء أُجل في نهاية المطاف الى السابعة مساءا، ولكن أعوان المحاسب العام ذهلوا من العلاقة بين بن دافيد وبين وزير المالية، ومن قدرتها على تحريكه. تواجد في تلك الجلسة المحاسب العام ايضا ونائبه والمدير العام بخر والمحافظ ستانلي فيشر والمحامية يميما مزوز، ومنذ بداية الجلسة أشهر اولمرت وثيقة إملاءات مجموعة لوي وبدأ في قراءة التغييرات التي يطالب بادخالها على المناقصة منها. زليخة خرج عن طوره. "ماذا يعني ذلك؟ من أية اوراق تقرأ؟ من الذي ارسلها إلي ولماذا لا توزعها على الجميع؟".
اولمرت الذي كان متوترا وعصبيا أرسل وثيقة مجموعة لوي لستانلي فيشر حتى يطلع عليها. إقرأ بنفسك ماذا كتب هنا، قال لفيشر. فيشر بدأ يقرأ إلا أن زليخة أخذ الوثيقة منه في منتصف عملية القراءة ونظر الى ورقة الفاكس الموجودة معها والتي كتب عليها "عطفا على محادثتك مع تامي بن دافيد"، وأدرك ما الذي يقرأه.
التوتر ازداد بعد أن بدأ غورتلر بوصف الهجمة الرعناء التي شنت عليه وعلى زميله في نيويورك. وبعد أن استغل برونشتاين خروج اولمرت لعدة دقائق بسبب اتصال عاجل من رئيس الوزراء شارون، وانقض على بخر. هو هاجمه بكلمات صعبة واتهمه باغلاق عيونه بصدد محاولات حياكة العطاء لمجموعة لوي وقال بأنه لا يذكر مثل هذه المناقصة الفاسدة، التي جرت خلالها كل الامور المرفوضة.
بخر جلس مذهولا وشاحبا ولم يرد. كما أن المستشارة القانونية يميما مزوز، التي رأت وسمعت كل شيء – بقيت صامتة.
في غضون ذلك عاد اولمرت الى الغرفة وتجاهل الامور التي قيلت قبل خروجه، وقال انه ينوي تنفيذ التغييرات المطلوبة – تلك التغييرات التي تعني تسهيلات بمئات ملايين الدولارات للمنافس "الخاص" به. كل المسؤولين في المالية باستثناء بخر، تحفظوا، إلا أن اولمرت تجاهلهم وتجاهل مطالب منافسين آخرين في المناقصة. هو تصرف وكأن مجموعة لوي وحدها هي الموجودة في الساحة والتي يتوجب منح الهدايا لها وحدها.
المحافظ فيشر يتلوى في مكانه
أحداث هذا اللقاء بما في ذلك الوثيقة التي أمسك بها فيشر بيديه، شغلت الشرطة كثيرا، وقادت المحققين ايضا الى بنك اسرائيل. البنك لم يتحمس في التعاون معهم في ايجاد الوثائق، وكانت هناك صعوبات في الحصول على بعض الاوراق والمستندات، كما أن حضرة المحافظ لم يتصرف وكأنه متحمس لمساعدة ضيوفه. وخلال عملية التحقيق معه أكثر من الالتواء، ولم يتذكر ماذا حدث، وأعطى اجابات تشير الى انه غير متأكد وأنه يشكك فيما حدث وانه نسي الأحداث التي تذكرها الآخرون جيدا، كما فقد ذاكرته في قضية الوثيقة التي دخل اولمرت حاملا إياها للجلسة والتي اختطفها زليخة من يديه.
الشرطة بحثت عن تقاطع بين الشهادات التي توجد في حوزتها، ووصلت في نهاية المطاف الى الوثيقة وتأكدت من الأحداث الدراماتيكية التي جرت في الجلسة. هي تحققت ايضا مما حدث في جلسة اخرى – الجلسة التي نجح زليخة فيها لاول مرة في اخضاع اولمرت – ووصلت بعيدا مرة اخرى.
هذه الجلسة جرت في احدى غرف الكنيست في تاريخ 6/11/2005، حيث حضرها يوسي بخر والناطق بلسان المالية ايلي يوسيف والمستشارة مزوز (التي غادرت الغرفة بعد خمس دقائق رغم مطالبتها بالبقاء) وأعوان المحاسب العام. اولمرت واصل هناك محاولاته لتغيير شروط المناقصة وفقا لاملاءات مجموعة لوي، إلا أن زليخة قرر وضع نهاية لهذه الفضيحة. عندما رأى أن اولمرت يتجاهل موقف المستوى المهني في المالية، ويضع مئات ملايين الدولارات الخاصة بالدولة في دائرة الخطر، وجه له كلمات صعبة. "أنت تصر على ايصالنا الى وضع البيع بمستوى أقل من القيمة"، وقال ايضا "وهذا أمر ليست له سابقة في تاريخ دولة اسرائيل. حتى "تسيم" باعوا خلال مدى تقدير القيمة. أنت وزير المالية ومن حقك أن تقرر ما تريده، ولكن بدلا من أن تقبل حلنا الذي يزيد عدد المتنافسين في المناقصة، ها أنت تختار الحل الافضل لمجموعة واحدة محددة جدا. تجاهلت ولم ترغب في البحث في مشاكل المجموعات الاستراتيجية الاخرى. من واجبي كمحاسب عام أن اقول لك ما هي الآثار الخطيرة المترتبة على القرار الذي اتخذته".
اولمرت أصيب بالشحوب. وأوقف الجلسة مطالبا الحضور بالخروج وابقائه وحده مع بخر. وعندما دعاهم للعودة وأعلمهم بقراره، اتضح انه قد تراجع عن بعض التغيرات الجوهرية التي طالب باحداثها. هو أدرك على ما يبدو انهم قد ضبطوه في موقفه غير السليم.
وبالفعل، بعد اربعة ايام من هذه الدراما، عندما أصبح واضحا أن زليخة قد انتصر على الاقل في النقاط، أعلنت مجموعة لوي فجأة عن خروجها من المناقصة. زليخة وجد وقتا لتقديم شكوى لمراقب الدولة، وشكواه ارتكزت كما تبين على أسس راسخة وحُولت للمدعي العامة للدولة، عران شندر. شندر حول الشكوى من دون تأخير الى الشرطة، فوصلت هذه الاخيرة الى بيت رئيس الوزراء مع ملف أدلة ثقيل وقوي.
سنقول هنا بحذر: خلال ساعات التحقيق السبع مع رئيس الوزراء التي كانت من اجل البروتوكول فقط، وبسبب قوة الأدلة، لم ينجح رئيس الوزراء الحاذق في ارباك ضيوفه. لم يتمكن من اخراج أي أرنب من قبعته، ولم يُشهرأي وثيقة قادرة على اسقاط المحققين عن مقاعدهم، أو أي رواية لم يفكروا بها.
في هذه الملابسات يواصل مقربوه التشبث بثلاث مراسي نجاة ضعيفة. الاولى: المنافسون الآخرون ايضا في العطاء كانوا مقربين لاولمرت، فلماذا يفضل فرانك لوي تحديدا؟ والمرساة الثانية: مجموعة لوي لم تخض المنافسة في نهاية المطاف. والثالثة: ما الذي يريدونه مني، فقد خضعت لزليخة وتراجعت عن جزء من التغييرات.
محقق سمع الرواية الاخيرة قال لنا في هذا الاسبوع: "هذه الرواية تُذكر بالمجرم الذي خطط لاقتحام بيت واشترى المفك والقبعة والقفازات والجرابات وأعد سيارة للفرار، وفي اللحظة الاخيرة ظهر الجار وأشعل الضوء في سلم المبنى فأحبط عملية الاقتحام.
"نويت، قال الجاني، وخططت وعقدت العزم ولكني لم أفعل شيئا في نهاية المطاف. أنا لا أفهم لماذا يحتجزونني. ما الذي فعلته؟
#30230
من مذكرات الصهيوني يوزيف ويتز: حيفا 18ديسمبر 1948
تحدثت مع بن غوريون عن اللاجئين العرب قبل أن أغادر طبريا.
قال لي بن غوريون أننا لن ندفع في أي حالة ثمن الأراضي التي تركها العرب. سألته إن كانت المؤسسة اليهودية الوطنية ستأخذ جزء ا من القرى ويترك الباقي للعرب في حالة ما إذا عادوا فأجاب أنه علينا أن نأخذ كل القرى و أنه يجب منع العرب بكل الأشكال من العودة .
يوم الثلاثاء توجهنا من القدس إلى تل أبيب وفي اليوم الموالي كنا في حيفا.
من هناك زرنا الجليل وطبريا ؛ تجربة رائـعـة!
مناظر شاسعة و أفكار نقية!
قرية الزيب دمرت بأكملها، سويت بالأرض .
كنت أتساءل إن كان مافعلناه جيدا بتدمير كل تلك البيوت العربية الجميـلة .
هل لم يكن إنتصارنا أجمل بترك تلك البيوت ليسكنها اليهود الذين سيرحلون إلى هنا.
حتى قرية البسة كانت خالية تماما من السكان. لقد فجرنا ودمرنا كل شيء.
شعور عميـق تخللني ، أحسست بفوزنـا ، بسيطرتنـا، بالإنتقام .
وبعد جزر ذلك الإحساس مضيت أدخل تلك البيوت الخالية التي كانت تنتظر إخوتنا، المهاجرين ، لإستقبالهم.
تجولنا كل اليوم في الجليل بالسيارة وذهلت بغنى الأراضي الزراعية التي تركوها لنا .
قلبي كان ينبض بقوة في صدري : هل سنجد عددا كافيا من الناس ليعملوا بهذه المزارع؟
هل سنجد عشرات آلاف اليهود ليقيموا هنا و يجعلوا الجليل يزهر؟
#30231
وثيقة سرية بريطانية تفضح زيف ذرائع احتلال العراق

صورة

بوش وبلير روجا الأكاذيب لاحتلال العراق


كشف دبلوماسي بريطاني سابق لدى الأمم المتحدة عن وثيقة كانت سرية ـ حتى الآن ـ تفضح الأكاذيب التي روجتها الولايات المتحدة وبريطانيا لاحتلال العراق, وتؤكد أن الحكومة البريطانية لم تكن تعتبر أبدًا التهديد العراقي جديًا.
وأكد "كارني روس" ـ الذي كان السكرتير الأول للبعثة البريطانية لدى الأمم المتحدة من ديسمبر 1997 حتى يونيو 2002 ـ أنه "كان هناك إقرار لدى المسئولين البريطانيين الذين كانوا يعالجون المسائل العراقية بعدم وجود أي تهديد من قِبل العراق".
وقالت صحيفة "الإندبندنت": إن "روس" كان قد أعد تقريرًا ورد فيه أن الحكومة البريطانية لم تكن تعتقد بامتلاك النظام العراقي أسلحة كيماوية أو بيولوجية, أو بكونه يهدد أمن بريطانيا أو الولايات المتحدة أو بنيته مهاجمة دول الجوار, بحسب هيئة الإذاعة البريطانية "BBC".
وأضافت الإندبندنت أن وثيقة "روس" التي تتضمن أيضًا أن المسئولين البريطانيين قد حذروا دبلوماسيين أمريكيين من أن إسقاط النظام العراقي سيؤدي إلى حدوث فوضى في العراق، قد حجبت ومنع نشرها، إلى أن قامت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم بنشرها يوم الخميس.
وكانت هذه الشهادة السرية بمثابة المعطى الرئيس الذي استخدمه اللورد "روبن باتلر" عام 2004 للتحقيق في فشل أجهزة المخابرات البريطانية في الإعداد لغزو العراق.
وقد استقال روس عام 2004 من وزارة الخارجية؛ احتجاجًا على احتلال العراق, ويخشى عدد من المهتمين أن يتعرض الدبلوماسي السابق للملاحقة أمام القضاء البريطاني لنشره هذه المعلومات.