- السبت ديسمبر 11, 2010 12:26 pm
#30246
بسم الله الرحمن الرحيم
تتعامل معنا أوروبا وأمريكا كدول قاصرة في القوة والنفوذ رغم أن النسبة العليا من وارداتنا تأتي من تلك القارتين، وكذلك التسليح والسيارات والطائرات وقطع الغيار والأغذية والعطور والملابس وغيرها، وهذه قائمة صغيرة مقابل الأرقام الفلكية التي تذهب باسم الاستثمار والسياحة والبعثات، وكل نشاط صناعي وتجاري، ولا يوجد مقابل على ذلك؛ أي أن استعمال هذه المبادلات كضغط على توقيع اتفاقيات اقتصادية لا تشتمل الشروط التعجيزية، أو ممارسة المطالبة بالحق في القضايا العربية السياسية، مثل فلسطين والعراق والصحراء الكبرى وغيرها، لم نواجه به تلك الدول مثلما يعمل غيرنا..
فالحلفاء على ضفتي الأطلسي قاطعوا الكثير من البضائع التي حاولت أمريكا تصديرها، ولا تتوافق مع مواصلات الدول الأوروبية، مقابل وقف واردات منها، ونفس الأمر جرى في حالات إغراق بضائع من اليابان والصين، ومورس على البلدين الآسيويين جميع ما ينتهك قانون التجارة العالمي، ومع ذلك لا تزال المعارك قائمة، وآخرها مسألة الكوريتين الشمالية والجنوبية، ومناوشاتهما السياسية والعسكرية، دخلت فيها الحرب التجارية، فالمبادلات الاقتصادية أسلحة تمارس بها مواجهات لا علاقة لها بها..
لا نقول إن الحق على من يعاملوننا باستخفاف إلى حد إملاءات القرارات وفرض الصفقات، لأننا الجانب المستسلم في كل الأحوال، وللذكرى فقط ولو كررناها في عدة مناسبات، بما أنها تستحق ذلك. ففي حرب ١٩٧٣م مع إسرائيل استخدم العرب النفط كسلاح رغم أن بعض الدول العربية المصدرة لهذه السلعة استغلت الموقف لتضاعف صادراتها وجني أرباحها على حساب الموقف، إلا أن التأثير كان يسمى في الإعلام الغربي «الحرب العالمية الثالثة»، وقبل ذلك في حرب السويس وفي التعامل مع البواخر والطائرات الغربية، حيث أوقف كل نشاط تجاري أو صناعي مع الدول المعتدية؛ فكانت النتيجة أن موقفاً عربياً ولد في تلك المرحلة جعل موازين القوة ترجح -لو نسبياً- لنا، وكل تلك المواقف غير قابلة للتكرار والإعادة، لأن معظم هذه الدول التي، إن لم تعش تحت المظلة الأمريكية والمساعدات الأوروبية، فهي تخشاهما وتقف منهما موقف المرتعب الخائف..
روسيا التي تعد بعد تفتت الاتحاد السوفيتي ضعيفة، أجبرت الأطلسي على التفكير جدياً لسحب صواريخ قريبة من حدودها، وعادت اتفاقات (ستارت) تعود بتخفيض الترسانات النووية وأسلحتها، لأن من يملك القوة أياً كانت، يستطيع أن يساوم ويأخذ ويعطي ضمن التساوي بالحقوق، بينما الأمة العربية من المحيط إلى الخليج، عجزت أن تحصل على القسمة الضئيلة من حقوقها، والسبب العجز أو الشلل التام الذي جعل أي موقف جماعي ضرباً من المستحيلات، وهذا أهم أسباب الهزيمة المتكررة..
المقال للكاتب / يوسف الكويليت بجريدة الرياض
تتعامل معنا أوروبا وأمريكا كدول قاصرة في القوة والنفوذ رغم أن النسبة العليا من وارداتنا تأتي من تلك القارتين، وكذلك التسليح والسيارات والطائرات وقطع الغيار والأغذية والعطور والملابس وغيرها، وهذه قائمة صغيرة مقابل الأرقام الفلكية التي تذهب باسم الاستثمار والسياحة والبعثات، وكل نشاط صناعي وتجاري، ولا يوجد مقابل على ذلك؛ أي أن استعمال هذه المبادلات كضغط على توقيع اتفاقيات اقتصادية لا تشتمل الشروط التعجيزية، أو ممارسة المطالبة بالحق في القضايا العربية السياسية، مثل فلسطين والعراق والصحراء الكبرى وغيرها، لم نواجه به تلك الدول مثلما يعمل غيرنا..
فالحلفاء على ضفتي الأطلسي قاطعوا الكثير من البضائع التي حاولت أمريكا تصديرها، ولا تتوافق مع مواصلات الدول الأوروبية، مقابل وقف واردات منها، ونفس الأمر جرى في حالات إغراق بضائع من اليابان والصين، ومورس على البلدين الآسيويين جميع ما ينتهك قانون التجارة العالمي، ومع ذلك لا تزال المعارك قائمة، وآخرها مسألة الكوريتين الشمالية والجنوبية، ومناوشاتهما السياسية والعسكرية، دخلت فيها الحرب التجارية، فالمبادلات الاقتصادية أسلحة تمارس بها مواجهات لا علاقة لها بها..
لا نقول إن الحق على من يعاملوننا باستخفاف إلى حد إملاءات القرارات وفرض الصفقات، لأننا الجانب المستسلم في كل الأحوال، وللذكرى فقط ولو كررناها في عدة مناسبات، بما أنها تستحق ذلك. ففي حرب ١٩٧٣م مع إسرائيل استخدم العرب النفط كسلاح رغم أن بعض الدول العربية المصدرة لهذه السلعة استغلت الموقف لتضاعف صادراتها وجني أرباحها على حساب الموقف، إلا أن التأثير كان يسمى في الإعلام الغربي «الحرب العالمية الثالثة»، وقبل ذلك في حرب السويس وفي التعامل مع البواخر والطائرات الغربية، حيث أوقف كل نشاط تجاري أو صناعي مع الدول المعتدية؛ فكانت النتيجة أن موقفاً عربياً ولد في تلك المرحلة جعل موازين القوة ترجح -لو نسبياً- لنا، وكل تلك المواقف غير قابلة للتكرار والإعادة، لأن معظم هذه الدول التي، إن لم تعش تحت المظلة الأمريكية والمساعدات الأوروبية، فهي تخشاهما وتقف منهما موقف المرتعب الخائف..
روسيا التي تعد بعد تفتت الاتحاد السوفيتي ضعيفة، أجبرت الأطلسي على التفكير جدياً لسحب صواريخ قريبة من حدودها، وعادت اتفاقات (ستارت) تعود بتخفيض الترسانات النووية وأسلحتها، لأن من يملك القوة أياً كانت، يستطيع أن يساوم ويأخذ ويعطي ضمن التساوي بالحقوق، بينما الأمة العربية من المحيط إلى الخليج، عجزت أن تحصل على القسمة الضئيلة من حقوقها، والسبب العجز أو الشلل التام الذي جعل أي موقف جماعي ضرباً من المستحيلات، وهذا أهم أسباب الهزيمة المتكررة..
المقال للكاتب / يوسف الكويليت بجريدة الرياض