منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

#30757

يعيش النظام والكيان السياسي في الدول العربية الاسلامية حالة مخاض وازمة
مابين كتل غير عقلانية لبرالية وعلمانية وحداثية ومعاصرين ووو لااحد يُنكر تاثير تلك الاحزاب على الحراك السياسي والاجتماعي والثقافي فنرى الكثير من كُتٌاب المقالات يعتنقون فكرة ويُطالبون المجتمع بتقبلها وممارستها ,
بينما هم في واقعهم بعيدين كل البعد عن التطبيق ..
لن اُطيل في معمة الحكم السياسي المُعاصر ومن انصاره واصحابه واحزابه لاني على ثقة ويقين ان اي فكرة نشات على اساس الحرية والعدالة والمساواة هي فرع من اصل للنظام الاسلامي ..


* لنسترجع قليلا من تاريخنا وماضينا ( عودة اصيلة كخيل اصيل مُقبل من معركة هو المُنتصر )
هل كان ابو بكر الصدٌيق والفاروق عُمر بن الخطاب حكٌام ديمقراطين ؟
هل كان عمر حاكم مستبدٌ وعادل في انٍ واحد ؟!نعلم ان الديمقراطية في وقتنا الراهن ماهي الا مُسمٌيات ( مؤسٌسات ديمقراطية - البرلمان - الدستور - معارضة محلية - صحافة حرٌة ) لكنها للاسف لاتُمثٌل الا العصر والبيئة الزمانية فقط ..
فـ ابي بكر وعمر لم يكُن لهم سفارة في لندن ؟
ولاصحافة حرة التي يعتبرها الكثير من اهم مقوٌمات الديمقراطية ..
في عهدهم لم نرَ تلك الاشكال المُنظمة للديمقراطية لكننا استشعرنا الجوهر الحقيقي
للحرية عن طريق التنظيمات الاسلامية المربوطة بدافع وهدف والاهم وازع ديني ايماني بحت ..

التطور السياسي في بعض الحكومات يُهيء قيام برلمان من اهدافه ( مراقبة الحكومة ووضع القوانين المناسبة للبشر واحتياجات الفرد ) تماما هذا ماكان قائم عليه الحُكم الاسلامي قديماً , حينما كانت الشورى تُمثل هذا البرلمان ولاننسى انها بالمقام الاول شعيرة من شعائر الله ,
فكانت حقا للفرد والجماعة ليست صورية كما استنكر الكثير هذا الوصف ؟!!

بالنسبة للصحافة الحُرة في زمن الخلفاء الاتعتقدون انها تمثٌلت على لسان كل فرد مخلص لربه شُجاع لايبيع عقيدته من اجل مطامع ومصالح شخصية تمثلت في الحاكم قبل المحكوم ؟!

الم يعمل ابو بكر وعُمر داخل الدستور القائم في مجتمعهم كأي حاكم ديمقراطي يعمل
ايضا داخل وضمن دستور دولته ؟
فقد كان القران الكريم دستورهم بل ولائهم له اعظم وارقى وابلغ من اي ولاء امه لدستورها .,

سار باقي الخلفاء نفس ذلك الطريق الذي وصفه لهم محمد الامين فـ كان العمل الدبلوماسي
منهجهم وعملهم , فمضى ابو بكر قدما بحكمته وحلمه وحنكته في قادة الامة الاسلامية
كان رجل الاسلام الكبير , رجل سياسة بحق تجلى ذلك في قوله : ( اطيعوني مااطعت الله فيكم فان عصيته فلا طاعة لي عليكم ) من تلك الحادثة
اصبح ابو بكر اول رئيس ديمقراطي انتخبه الناس ..

مقدمة بسيطة لمن يعتقد ان فصل الدين عن الدولة سيُنجب غدا افضل فهم ينعقون ليل نها بسبب نكوص الامة هو الدين ؟! فـ لجأ المستبلدين وبعض المُفكرين المُموهين للتهليل في مقالاتهم وكتاباتهم للعلمانية واللبرالية وغيرها من المصطلحات الوضعية الغير صالحة , لايعلمون انها مجرد كلمات مُستوردة واوصاف اوجدها الغرب كي يُغرقوا المسلمين في مستنقعات من الفراغ الديني والاجتماعي ..

اغلب الدول الاوروبية باستثناء فرنسا تستقطع حصٌة
من الضرائب حتى تُموٌل كنائسهم اما من اجل التشيد والبناء او الاصلاح الهيكلي حتى يبقى
الدين في مقام عالي , ان اجمل ماتفتخر به روسيا حاليا هو العمران ذو الطراز الاسلامي
التي اوجدتها الحضارة الاسلامية , كذلك تركيا اجمل المباني والمساجد مُستمده من روح الاسلام .,

ومازالوا المُهرطقين يُرددون ( اسلاميون اسلاميون ) وان النظام الاسلامي مجرد مشاهدات ووقائع محفوظ على ورق في بطون الكُتب .!
هل حقيقة اصبحنا نعيش تحت وطأة العلمانين والليبرالين والتنويرين والمستحدثين والمعاصرين ؟!
لم ياتي الاسلام ليُعزز فقط القيم الانسانية بل جاء بارقى وانبل القيم حرٌم الزنا ورفض الربا
عكس تلك الانظمة السطحية الذين باتوا يُطالبون بان يجعلوا الاسلام فقط عبادات ..
بمعنى هم يريدون المعاملات ( القضاء - التعليم - الجهاد - النكاح ) الخ من ممارسات البشر
فـ يجعلون منها امور دُنيوية بحته معزولة عن الدين ..

سوف نبقى مسلمون اسلاميون اياً كانت المصطلحات نُذكر بعضنا البعض بوجوب تطبيق
العقيدة الاسلامية كما جاءنا بها رسولنا الكريم , ونستذكر بان تلك الفئة المُستثقفة
التي صعدت على ظهور الفارغين بانهم فشلوا في تزوير مطالبهم التي كانت باسم الحرية والمساواة
لانهم ببساطة جعلوها على حساب الاسلام حتى بات بنظرهم وحماقاتهم ورعبهم المتنامي ندًا لحريٌاتهم وكراماتهم ؟!


الم تكن تلك اللبرالية المزعومة هي نفسها التي اساءت لرسول الامٌة من خلال الكاريكتارات ؟
الم تكن تلك اللبرالية التي يهتف مرددوها بالحرية والعدالة هي نفسها من اعتقلت مؤسس ويكيليكس ؟
الم تنتهك تلك اللبرالية الفاسدة حرمات المسلمين في العراق والسودان وافغانستان ,
قتلت رجالنا ورمٌلت نسائنا ويتٌمت اطفالنا .,

صوٌروا اللبرالية لنا كـ حمامة سلام تغزو افكارنا ومعتقداتنا حتى تنتشلنا من التشدد والتطرٌف كما يظنون , وكما نعلم ان اي حركة لها ممارسات وتلك الممارسات تصبح حُكما على مسمٌى تلك الحركة , فـ لااجد مايدفعنا للتصديق بمسمى اللبرالية لان ممارستها همجية ..
لم تنجح في الدول العظمى ففي بريطانيا كان النزاع بين البرلمان والقصر تحت مسمى لبرالية
ففشلت وذلك في كتاب لـ ( الن " ظهور وسقوط اللبرالية البريطانية "من عام 1776 الى 1988,
ثم تحالفت مع الديمقراطين الشيوعين ففشلت ثم مع اليمين ..
وفي فرنسا كان النزاع بين الشعب والقصر فكانت الثورة الفرنسية الكبرى , نستنتج ان اللبرالية اول تصادم لها سيكون مع الحاكم مع السياسة بالدرجة الاولى ..

حتى عندما ارادوا تبني تلك الفكرة غالطوا انفسهم بما ان افلاطون صاحب تلك النشاة فهو الداعم الاساسي , فكانت فكرته عن ليبرالية المجتمع ككل , بينما هم ينادون
بـ لبرالية الفرد وهذا اكبر اسقاط مُعيب في حقهم ..
وعرف بونتسكيو اللبرالية ( ان تفعل ماتريد مالايضير غيرك ) مانراه من ممارسات وترديدات مخالفة تماما للمعنى لانهم اكبر مسيئوا العصر هم اللبراليون , سواء لانفسهم او لمجتمعاتهم ففي بريطانيا سقط الحزب اللبرالي امام وجود الحزب المُحافظ ذلك دليل ضعفهم ..

نهاية ( اشعر بالاسى لمن لايفهمون تلك الافكار الدخيلة , واصبحت تلك الاحزاب مصطلح ومعنى لمن لايجد لنفسه انتماء تحت اي نسق اجتماعي فقط للمُخالفة ) ..