- الاثنين ديسمبر 27, 2010 7:20 pm
#30949
84. انظر بعينين ..
نحن نبدع في أحيان كثيرة في رؤية أخطاء الناس وملاحظتها .. وربما في تنبيههم عليها ..
ولكننا قلما نبدع في رؤية الخير الذي عندهم .. والانتباه إلى الصواب الذي يمارسونه .. لنمدحهم به ..
قل ذلك في المدرس مع طلابه .. فكل المدرسين يذمون الطالب البليد المهمل في واجباته .. الكسول المتأخر في الحضور دائماً .. لكن قليلاً منهم من يمدح الطالب المجد .. الذي يحضر مبكراً وخطه حسن وكلامه جيد ..
كثيراً ما ننبه أولادنا إلى أخطائهم .. لكنهم يحسنون ولا ننتبه إلا قليلاً ..
مما يجعلنا أحياناً نفوت فرصاً كثيرة كنا من خلالها نستطيع أن ننفذ إلى قلوب الناس ..
فمن أبدع مهارات الكلام .. أن تمتدح الخير الذي عند الناس ..
كان قوم أبي موسى الأشعري t لهم اهتمام بتلاوة القرآن وحفظه .. وربما فاقوا كثيراً من الصحابة في كثرة تلاوته وتحسين الصوت به ..
فرافقوا النبي يوماً في سفر ..
فلما أصبح الناس .. واجتمعوا قال عليه الصلاة والسلام :
إني لأعرف أصوات رفقة الأشعريين بالقرآن حين يدخلون بالليل .. وأعرف منازلهم .. من أصواتهم بالقرآن بالليل .. وإن كنت لم أر منازلهم حين نزلوا بالنهار ..( ) ..
فكأنك بألشعريين وهم يستمعون هذا لاثناء أمام الناس يتوقدون حرصاً بعدها على الخير ..
وفي ذات صباح .. لقي النبي أبا موسى .. فقال له :
لو رأيتني البارحة وأنا أستمع لقراءتك .. لقد أوتيت من مزامير آل داود ..
فقال أبو موسى : لو علمت أنك تستمع لقراءتي .. لحبرتها لك تحبيراً ( ) ..
وكان عمرو بن تغلب t رجلاً من عامة الصحابة .. لم يتميز بعلم كما تميز أبو بكر .. ولا بشجاعة كما تميز عمر .. ولا بقوة حفظ كأبي هريرة .. لكن قلبه كان مملوءاً إيماناً .. وكان e يلحظ ذلك فيه ..
فبينما النبي جالساً يوماً ..
إذ جيء إليه بمال فجعل يقسمه بين بعض أصحابه ..
فأعطى رجالاً .. وترك رجالاً ..
فكأن الذين تركهم وجدوا في أنفسهم .. وعتبوا .. لماذا لم يعطنا ..
فلما علم بذلك .. قام أمام الناس .. فحمد الله تعالى ثم أثنى عليه .. ثم قال :
أما بعد .. فوالله إني لأعطي الرجل .. وأدع الرجل .. والذي أدع أحبُّ إليَّ من الذي أُعطي ..
ولكني أعطي أقواماً لما أرى في قلوبهم من الجزع والهلع ..
وأَكِلُ أقواماً إلى ما جعل الله في قلوبهم من الخير .. منهم : عمرو بن تغلب ..
فلما سمع عمرو بن تغلب هذا الثناء على الملأ .. طار فرحاً ..
وكان يحدث بهذا الحديث بعدها .. ويقول : فوالله ما أحب أن لي بكلمة رسول الله حمر النعم ( ) ..
وفي يوم آخر ..
أقبل أبو هريرة .. فسأل النبي .. قائلاً : من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة ..
فقال - مشجعاً – : لقد كنت أظن أن لا أحد يسأل عن هذا قبلك .. لما رأيت من حرصك على العلم ..
أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة .. من قال : لا إله إلا الله خالصاً من قلبه ..
وسلمان الفارسي .. كان من خيار الصحابة ..
لم يكن من العرب .. بل كان ابناً لأحد كبار فارس .. وكان أبوه يحبه ويقربه .. لدرجة أنه كان يحبسه في البيت خوفاً عليه ..
أدخل الله الإيمان في قلب سلمان ..
خرج من بيت أبيه ..
سافر إلى الشام باحثاً عن الحق .. احتال بعض الناس عليه وباعوه إلى يهودي على أنه عبد مملوك ..
وحصلت له قصة طوييييلة .. حتى وصل إلى رسول الله ..
فكان النبي يقدر له ذلك ..
فبينما كان جالساً بين أصحابه يوماً .. إذا أنزلت عليه سورة الجمعة ..
فجعل يقرؤها على أصحابه .. وهم يستمعون ..
وهو يقرأ : " هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ "
فلما قرأ : "وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " ..
قال رجل من الصحابة : من هؤلاء يا رسول الله ؟
فسكت النبي ..
فأعاد الرجل السؤال .. من هؤلاء يا رسول الله ؟
فلم يرد عليه ..
فأعاد .. من هؤلاء يا رسول الله ؟
فلتفت النبي إلى سلمان ..
ثم وضع يده عليه وقال : لو كان الإيمان عند الثريا .. لناله رجال من هؤلاء ( ) ..
نحن نبدع في أحيان كثيرة في رؤية أخطاء الناس وملاحظتها .. وربما في تنبيههم عليها ..
ولكننا قلما نبدع في رؤية الخير الذي عندهم .. والانتباه إلى الصواب الذي يمارسونه .. لنمدحهم به ..
قل ذلك في المدرس مع طلابه .. فكل المدرسين يذمون الطالب البليد المهمل في واجباته .. الكسول المتأخر في الحضور دائماً .. لكن قليلاً منهم من يمدح الطالب المجد .. الذي يحضر مبكراً وخطه حسن وكلامه جيد ..
كثيراً ما ننبه أولادنا إلى أخطائهم .. لكنهم يحسنون ولا ننتبه إلا قليلاً ..
مما يجعلنا أحياناً نفوت فرصاً كثيرة كنا من خلالها نستطيع أن ننفذ إلى قلوب الناس ..
فمن أبدع مهارات الكلام .. أن تمتدح الخير الذي عند الناس ..
كان قوم أبي موسى الأشعري t لهم اهتمام بتلاوة القرآن وحفظه .. وربما فاقوا كثيراً من الصحابة في كثرة تلاوته وتحسين الصوت به ..
فرافقوا النبي يوماً في سفر ..
فلما أصبح الناس .. واجتمعوا قال عليه الصلاة والسلام :
إني لأعرف أصوات رفقة الأشعريين بالقرآن حين يدخلون بالليل .. وأعرف منازلهم .. من أصواتهم بالقرآن بالليل .. وإن كنت لم أر منازلهم حين نزلوا بالنهار ..( ) ..
فكأنك بألشعريين وهم يستمعون هذا لاثناء أمام الناس يتوقدون حرصاً بعدها على الخير ..
وفي ذات صباح .. لقي النبي أبا موسى .. فقال له :
لو رأيتني البارحة وأنا أستمع لقراءتك .. لقد أوتيت من مزامير آل داود ..
فقال أبو موسى : لو علمت أنك تستمع لقراءتي .. لحبرتها لك تحبيراً ( ) ..
وكان عمرو بن تغلب t رجلاً من عامة الصحابة .. لم يتميز بعلم كما تميز أبو بكر .. ولا بشجاعة كما تميز عمر .. ولا بقوة حفظ كأبي هريرة .. لكن قلبه كان مملوءاً إيماناً .. وكان e يلحظ ذلك فيه ..
فبينما النبي جالساً يوماً ..
إذ جيء إليه بمال فجعل يقسمه بين بعض أصحابه ..
فأعطى رجالاً .. وترك رجالاً ..
فكأن الذين تركهم وجدوا في أنفسهم .. وعتبوا .. لماذا لم يعطنا ..
فلما علم بذلك .. قام أمام الناس .. فحمد الله تعالى ثم أثنى عليه .. ثم قال :
أما بعد .. فوالله إني لأعطي الرجل .. وأدع الرجل .. والذي أدع أحبُّ إليَّ من الذي أُعطي ..
ولكني أعطي أقواماً لما أرى في قلوبهم من الجزع والهلع ..
وأَكِلُ أقواماً إلى ما جعل الله في قلوبهم من الخير .. منهم : عمرو بن تغلب ..
فلما سمع عمرو بن تغلب هذا الثناء على الملأ .. طار فرحاً ..
وكان يحدث بهذا الحديث بعدها .. ويقول : فوالله ما أحب أن لي بكلمة رسول الله حمر النعم ( ) ..
وفي يوم آخر ..
أقبل أبو هريرة .. فسأل النبي .. قائلاً : من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة ..
فقال - مشجعاً – : لقد كنت أظن أن لا أحد يسأل عن هذا قبلك .. لما رأيت من حرصك على العلم ..
أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة .. من قال : لا إله إلا الله خالصاً من قلبه ..
وسلمان الفارسي .. كان من خيار الصحابة ..
لم يكن من العرب .. بل كان ابناً لأحد كبار فارس .. وكان أبوه يحبه ويقربه .. لدرجة أنه كان يحبسه في البيت خوفاً عليه ..
أدخل الله الإيمان في قلب سلمان ..
خرج من بيت أبيه ..
سافر إلى الشام باحثاً عن الحق .. احتال بعض الناس عليه وباعوه إلى يهودي على أنه عبد مملوك ..
وحصلت له قصة طوييييلة .. حتى وصل إلى رسول الله ..
فكان النبي يقدر له ذلك ..
فبينما كان جالساً بين أصحابه يوماً .. إذا أنزلت عليه سورة الجمعة ..
فجعل يقرؤها على أصحابه .. وهم يستمعون ..
وهو يقرأ : " هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ "
فلما قرأ : "وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " ..
قال رجل من الصحابة : من هؤلاء يا رسول الله ؟
فسكت النبي ..
فأعاد الرجل السؤال .. من هؤلاء يا رسول الله ؟
فلم يرد عليه ..
فأعاد .. من هؤلاء يا رسول الله ؟
فلتفت النبي إلى سلمان ..
ثم وضع يده عليه وقال : لو كان الإيمان عند الثريا .. لناله رجال من هؤلاء ( ) ..