منتديات الحوار الجامعية السياسية

فليقل كل كلمته
By خالد حمزي 6
#32129

معنى لا إله إلا الله

االحلقة الأولى :

في فضل هاتين الشهادتين :

يجد القارئ في كتب الحديث والسنة كثيراً وكثيراً من أقوال النبي صلى الله عليه وسلم تتضمن فضل هاتين الشاهدتين والبشارة لمن أتى بهما بالجنة والرضوان ، والسعادة والنجاة من عذاب الله وسخطه . إن كلمة التوحيد "لا إله إلا الله" هي العروة الوثقى وهي التي فطر الله عليها جميع خلقه ولها فضائل عظيمة لا يمكن استقصاؤها .
منها أنها التوحيد الذي بعث الله به رسله جميعًا ، وهي شعار الإسلام ، وهي مفتاح دار السلام ، والفارقة بين الكفر والإيمان
وهي أفضل الأعمال وأساس الملة والدين قال الله جل وعلا أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء (24)‏ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ.(سورة إبراهيم آية 25)
قال ابن عباس وغيره : الكلمة الطيبة هي لا إله إلا الله .
فهذه الكلمة "لا إله إلا الله" هي أرفع كلمة ، وأنفع كلمة ، وأطيب كلمة ، وأعظم كلمة وأصدق كلمة وأبرك كلمة وأجمل كلمة وأجل كلمة .
ومطيبة للقلب الذي اعتقدها ، ومطهرة له من أنجاس الشرك والكفر والنفاق والشك .
فلا أطيب منها ، ولا أطهر منها ، ولا أزكى منها ، ولا أنجى منها ، ولا أكمل منها ، ولا أفضل منها ، ولا أقدس ولا أنفس منها .
وهي الكلمة الطيبة ، وهي كلمة التقوى قال الله جل وعلا وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى . ( سورة الفتح آية 26 )
عن أبي بن كعب عن النبي  في قوله تعالى وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى قال "لا إله إلا الله" .
وعن علي  في قوله تعالى وألزمهم كلمة التقوى  قال لا إله إلا الله والله أكبر .
عباد الله ما قامت السموات والأرض ولا صحت السنة والفرض ولا نجا أحد يوم العرض إلا بلا إله إلا الله ولا جردت سيوف الجهاد ، ولا أرسلت الرسل إلى العباد ، إلا ليعلموهم العمل بلا إله إلا الله .
تالله إنها كلمة الحق ، ودعوة الحق وأنها براءة من الشرك ونجاة هذا الأمر ولأجلها خلق الله الخلق ، كما قال تعالى  وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ 0الأنبياء آية 25)، وقال تعالى يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ.(0النحل آية 2)
قال ابن عيينة رحمه الله : ما أنعم الله على عبد من العباد نعمة أفضل من أن عرفه لا إله إلا الله ، وإن لا إلا الله لأهل الجنة كالماء البارد لأهل الدنيا ولأجلها أعدت دار الثواب ، ودار العقاب ولأجلها أمرت الرسل بالجهاد .
فمن قالها عصم ماله ودمه ، ومن أباها فماله ودمه حلال ، وبها كلم الله موسى كفاحًا وهي أحسن الحسنات كما في المسند عن شداد بن أوس ، وعبادة بن الصامت ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي  قال لأصحابه " ارفعوا أيديكم وقولوا لا إله إلا الله " فرفعنا أيدينا ساعة فوضع رسول الله  يده وقال " الحمد لله اللهم بعثتني بهذه الكلمة وأمرتني بها ووعدتني الجنة وإنك لا تخلف الميعاد " ، ثم قال " أبشروا ، فإن الله قد غفر لكم وهي أحسن الحسنات ، وهي تمحو الذنوب والخطايا " . - كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هل فيكم غريب يعني أهل الكتاب قلنا لا يا رسول الله فأمر بغلق الباب وقال ارفعوا أيديكم وقولوا لا إله إلا الله فرفعنا أيدينا ساعة ثم قال الحمد لله إنك بعثتني بهذه الكلمة وأمرتني بها ووعدتني عليها الجنة وأنت لا تخلف الميعاد ثم قال أبشروا فإن الله قد غفر لكم
الراوي: شداد بن أوس و عبادة بن الصامت - خلاصة الدرجة: إسناده حسن - المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 2/341
وفي المسند أن النبي  قال لأصحابه " جددوا إيمانكم " قالوا : كيف نجدد إيماننا قال " قولوا لا إله إلا الله " ، وهي التي لا يعدلها شيء في الوزن ، فلو وزنت بالسموات والأرض لرجحت بهن . وروى الإمام أحمد عن عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إن نوحاً عليه السلام قال لابنه عند موته: آمرك بلا إله إلا الله فإن السموات السبع والأرضين السبع لو وضعت في كفة ولا إله إلا الله في كفة رجحت بهن لا إله إلا الله، ولو أن السموات السبع والأرضين السبع كن حلقة مبهمة لفصمتهن لا إله إلا الله " .