- الجمعة فبراير 25, 2011 9:21 pm
#32928
سوسن البرغوتي
مرة أخرى.. وبعد توالي فضائح سلطة انتهجت سياسة التفريط على مراحل، يبدو أنها وصلت إلى محطتها الأخيرة، كما يبدو أن وثائق الجزيرة، بمثابة إعلان موت السلطة ومؤسساتها، وليس المفاوضات وحسب، ولم يتبق إلا مراسم الدفن.
لا شيء مفاجئ على الإطلاق، فكأن المفضوح والمكشوف أساساً، سيجد حرجاً من أي إضافات وتفاصيل أخرى لإجرامه بحق الشعب الفلسطيني وأرضه، باستمرار نهج تنازل عن 80 % من الأرض الفلسطينية، واعترف بالعدو، و"شرعيته" الباطلة على أرض عربية، لا تمت للغزاة بصلة...
فإسقاط حق العودة تم في توقيع وثيقة جنيف التي وقعها ياسر عبد ربه ويوسي بيلين عام 2003م، وفي حياة عرفات، ولم تُتخذ آنذاك أي إجراءات من قبل ما يُسمى اللجنة التنفيذية أو منظمة (الاتفاقيات)، البتة، كما أن الناعقين والدجالين، ما زالوا يفصلون فتح عن المنظمة، وأن فتح لم تعترف بالعدو، فيكفي أن يكون الحوار واللقاءات السرية منذ مطلع الثمانينات، على قاعدة التطبيع مع العدو، ناهيك عن التحكم بالقرار الفلسطيني، كان بيد عرفات رئيس حركة فتح والمنظمة والسلطة، والإعلان عن دولة ورقية، والاعتراف بالعدو بما يُسمى وثيقة "الاستقلال"، عصفت بها رياح إستراتيجية ثابتة للكيان الصهيوني، وها هو سلفه يتبع نفس المدرسة، والسطو على المؤسسات الفلسطينية.
أما موضوعة القضاء على المقاومة، فنذكر المهرجين، أمثال جمال نزال الكذاب الأشر، أن أول من نسق أمنياً مع العدو، هو عرفات بدخوله مع (المناضلين العائدين) إلى الوطن المحتل، وبموافقة الاحتلال وإشرافه، ومن خلال رسالته إلى رابين قبيل اتفاقية أوسلو بتاريخ 9/ 9/ 1993، متعهداً بملاحقة "المتمردين" الفلسطينيين. وأن اختطاف أحمد سعدات وصحبه، تم بتنسيق التعاون بين السلطة والكيان الصهيوني، وبانسحاب القوات البريطانية والأمريكية قبل دك معتقل أريحا، وخروج فئران "القوات المشلحة" على مرأى من العالم بشكل مخزٍ. وكذلك اعتقال مروان البرغوثي - رغم أنه منهم وفيهم- كان بتنسيق الاحتلال مع "رفقاء النضال"، والقائمة تطول..
كذلك الأمر الذي لا يستطيعون إنكاره، ما صرح به "القائد الأعلى" عباس بالصوت والصورة ( اللي بشوف واحد حامل صاروخ يطخو)، وما تلاه من اغتيال المجاهدين بأوكار أجهزة الخيانة، واعتقالهم، ومن ثم إطلاق سراحهم، لتعيد القوات الصهيونية، اعتقالهم، فماذا يعني لهؤلاء التنسيق الأمني، غير ما يحدث من تبادل أدوار، بغية قتل المقاومة في الضفة، بعدما فشلوا وانهزموا بالقطاع؟!.
ملف القدس دائماً وأبداً، كان يؤجل إلى ما يدعونه بـ"الاتفاق النهائي"، والحقيقة، أن الجدار العازل وتهويد الأرض وطرد سكانها الأصليين، أُنجز بزمن (سلام الشجعان)، فالتنازل عن القدس، لحدود حائط البراق، وحي الشرف والأرمن، كلها مناطق من أرض فلسطين المحتلة عام 67، وهي جزء من القدس الواحدة فلا شرقية ولا غربية، كحيفا ويافا وصفد، ولا فرق بين غزة والنقب، ولا بين مدينة وقرية فلسطينية، على الرغم من أهمية مدينة القدس عربياً وإسلامياً، فمن العار والمعيب أن تصل القضية الفلسطينية إلى الحديث عن أمتار ومناطق تبادلية!.
الفضيحة الفاقعة، تكمن في قبول الشعب للسلطة، حتى تنهيها (إسرائيل) متى تشاء، ولأهداف المماطلة وكسب الوقت، حتى يستكمل الكيان التحكم بالشعب بعد تهويد الأرض، والتحضير لمسرحية مسخرة جديدة، تأتي بسياق ابتداع (حل) آخر للسلام المستحيل مع مشروع استعماري. أما مقولة أن عباس يعلم بالاعتداء على القطاع عام 2008- 2009، وأنه يساهم بالحصار، فلا جديد فيها على الإطلاق، لأنه يخدم أمن (إسرائيل)، وأمنها يقتضي محاصرة المقاومة والتضييق عليها، وإيجاد عملاء يتقاضون رواتبهم من رام الله، لإركاع الشعب ونبذ كل ما يمت بصلة للمقاومة، وهم قد راهنوا على ذلك، وخسروا الرهان...
إن هذه الجزم الذي اعتمد عليها عرفات نفسه، وهو القائل ( الله!.. فلسطين وسخة، عايزين استخدم جزم نظيفة؟)، تطورت إلى أداة قذرة حادة لضرب وقمع الشعب واضطهاده، وبدأت تزاحم بعضها البعض، لأجل امتيازات مالية وشكلية، ليس إلا.
كل ذلك وأكثر مما يُخفى حتى هذه اللحظة، يعرفه القاصي والداني، وسلطة أوسلو لم تخفِ حفلاتها السرية والعلنية، والإملاءات الأمرو- صهيونية، ولكنها فُجعت بأن الممنوح لها فقط، حدود مقاطعة رام الله لا أكثر ولا أقل، وبإطار متطور عن روابط القرى، وأن (إسرائيل) ليس لها شريك، بل عميل، عندما ينكشف، يستغنون عنه، ويستبدلونه بآخر، لا ولن يخرج عن طوع الاحتلال.
القضية أنها تمهيد لتغيير طاقم عباس والوجوه التي اُستهلكت بالكامل، وقد حصد الكيان الصهيوني مكاسب جمّة ما كان ليحصل عليها لولا عصابة رام الله، فقد أدرك عدم قدرته القضاء على المقاومة بالقطاع، رغم تفوقه عسكرياً، وآن أوان التخلص من عبء دمية قديمة أطلقوا عليها سلطة محلية، وفعلياً هي سلطة الاحتلال ولكن بوجوه "فلسطينيين جدد"، بغية انتهاء مهزلة "الدولة الفلسطينية"، وإلى الأبد.
فضلاً عن أن الوثائق، تبرز مستوى منحطاً ودنيئاً للتطبيع مع العدو، وليس رفض التطبيع والجلوس مع العدو والحوار معه، كمبدأ يلزم كل وطني مخلص، ومتمسك بالحق الفلسطيني كاملاً. فهل بيع معظم أرض فلسطين، يقل إجراماً عن بيع ما بقي منها، وهل شهيد عن آخر يختلف، وكلهم أبناء هذا الشعب الذي اُبتلي بعصابة قزمت قضيتنا إلى (قضية مفاوضات)؟!
وهنا يجب الانتباه إلى أن ما تقدمه الوثائق يتم بناء على أن المفاوضات والتنازلات التي قُدمت هي أمر طبيعي، ولكن الفضائح جاءت لأنها تجاوزت سقف التفريط، فلم تعد اللقاءات مع الصهاينة والتنازلات هي المعضلة، إنما الغدر والخيانة في التفريط عما حُدد سقفه سابقاً!!.
أما الحديث عن ماذا تنازلت وعن التبادل ونسبته والعمالة الأمنية، فهو ديكور منمق لنهاية هذه المهزلة، وعن الخوض فيما ذكره كبير النصابين وكبير المشعوذين، فكل ذلك لا يلغي توصيفات الخيانة للقضية الفلسطينية، ولا يكشف عراة وصلوا إلى حفر قبرهم بأيديهم، باستمراء التنازل لمجرد أن تلك المفاوضات يضمن بقاء هذه السلطة الشكلية.
لقد جن جنون الطاقم المنافق في محمية رام الله المحتلة، ليس لأنهم وُجهوا بالحقيقة الموثقة، ولا يخجلون منها، إنما لأنهم أدركوا أن نهاية السلطة قد بدأت تخط ملامحها بقوة، وأن الحليفين بصدد تغيير الوجوه التي تقبل بواقع الاحتلال كما هو، وأنهم ليسوا أكثر من أحذية ينتقلون بواسطتهم من مرحلة لأخرى، فلا دولة ولا حتى جيوب مبعثرة في الضفة، ولا أي نسبة ستُمنح لهم، بعيدة عن الارتباط العضوي مع المركز في "تل أبيب".
لندع ما يُنشر بصحائف الإعلام الصهيوني والقوى الاستعمارية بشكل عام جانباً، فكله موظف لغاياتهم، ودعونا من ردود الإمعات، فقد رُفع عنهم القلم، وإخفاقاتهم بالأمس هي نفسها إخفاقات وفشل اليوم وغداً، والوثائق بمثابة فضائح منهجية مدققة تُضاف إلى سابقاتها، سواء أتت من قناة الجزيرة أو من غيرها، فمن الواضح أن الحليفين يعدان مراسم دفن السلطة ومرحلة ما بعد السلطة وخطط أبعد من فلسطين، فماذا تجهز المقاومة لها بالمقابل؟.
قد تكون هذه الوثائق بمثابة القشة التي ستقصم ظهر البعير، وحقاً آن الوقت لانتفاضة الكرامة والأرض والإنسان، وقت ثورة الجماهير التي ستحطم مسيرة التسوية من ألفها إلى يائها، وتحاسب الخونة والمعترفين بالعدو فرداً فرداً. وهذه الثورة سترفض أي اعتراف بالعدو الاستعماري ولا تتخلى عن ذرة رمل من أرض فلسطين كلها، وهي ستتبنى وتدعم المقاومة المسلحة طريقاً وحيداً للتحرير والعودة.
مرة أخرى.. وبعد توالي فضائح سلطة انتهجت سياسة التفريط على مراحل، يبدو أنها وصلت إلى محطتها الأخيرة، كما يبدو أن وثائق الجزيرة، بمثابة إعلان موت السلطة ومؤسساتها، وليس المفاوضات وحسب، ولم يتبق إلا مراسم الدفن.
لا شيء مفاجئ على الإطلاق، فكأن المفضوح والمكشوف أساساً، سيجد حرجاً من أي إضافات وتفاصيل أخرى لإجرامه بحق الشعب الفلسطيني وأرضه، باستمرار نهج تنازل عن 80 % من الأرض الفلسطينية، واعترف بالعدو، و"شرعيته" الباطلة على أرض عربية، لا تمت للغزاة بصلة...
فإسقاط حق العودة تم في توقيع وثيقة جنيف التي وقعها ياسر عبد ربه ويوسي بيلين عام 2003م، وفي حياة عرفات، ولم تُتخذ آنذاك أي إجراءات من قبل ما يُسمى اللجنة التنفيذية أو منظمة (الاتفاقيات)، البتة، كما أن الناعقين والدجالين، ما زالوا يفصلون فتح عن المنظمة، وأن فتح لم تعترف بالعدو، فيكفي أن يكون الحوار واللقاءات السرية منذ مطلع الثمانينات، على قاعدة التطبيع مع العدو، ناهيك عن التحكم بالقرار الفلسطيني، كان بيد عرفات رئيس حركة فتح والمنظمة والسلطة، والإعلان عن دولة ورقية، والاعتراف بالعدو بما يُسمى وثيقة "الاستقلال"، عصفت بها رياح إستراتيجية ثابتة للكيان الصهيوني، وها هو سلفه يتبع نفس المدرسة، والسطو على المؤسسات الفلسطينية.
أما موضوعة القضاء على المقاومة، فنذكر المهرجين، أمثال جمال نزال الكذاب الأشر، أن أول من نسق أمنياً مع العدو، هو عرفات بدخوله مع (المناضلين العائدين) إلى الوطن المحتل، وبموافقة الاحتلال وإشرافه، ومن خلال رسالته إلى رابين قبيل اتفاقية أوسلو بتاريخ 9/ 9/ 1993، متعهداً بملاحقة "المتمردين" الفلسطينيين. وأن اختطاف أحمد سعدات وصحبه، تم بتنسيق التعاون بين السلطة والكيان الصهيوني، وبانسحاب القوات البريطانية والأمريكية قبل دك معتقل أريحا، وخروج فئران "القوات المشلحة" على مرأى من العالم بشكل مخزٍ. وكذلك اعتقال مروان البرغوثي - رغم أنه منهم وفيهم- كان بتنسيق الاحتلال مع "رفقاء النضال"، والقائمة تطول..
كذلك الأمر الذي لا يستطيعون إنكاره، ما صرح به "القائد الأعلى" عباس بالصوت والصورة ( اللي بشوف واحد حامل صاروخ يطخو)، وما تلاه من اغتيال المجاهدين بأوكار أجهزة الخيانة، واعتقالهم، ومن ثم إطلاق سراحهم، لتعيد القوات الصهيونية، اعتقالهم، فماذا يعني لهؤلاء التنسيق الأمني، غير ما يحدث من تبادل أدوار، بغية قتل المقاومة في الضفة، بعدما فشلوا وانهزموا بالقطاع؟!.
ملف القدس دائماً وأبداً، كان يؤجل إلى ما يدعونه بـ"الاتفاق النهائي"، والحقيقة، أن الجدار العازل وتهويد الأرض وطرد سكانها الأصليين، أُنجز بزمن (سلام الشجعان)، فالتنازل عن القدس، لحدود حائط البراق، وحي الشرف والأرمن، كلها مناطق من أرض فلسطين المحتلة عام 67، وهي جزء من القدس الواحدة فلا شرقية ولا غربية، كحيفا ويافا وصفد، ولا فرق بين غزة والنقب، ولا بين مدينة وقرية فلسطينية، على الرغم من أهمية مدينة القدس عربياً وإسلامياً، فمن العار والمعيب أن تصل القضية الفلسطينية إلى الحديث عن أمتار ومناطق تبادلية!.
الفضيحة الفاقعة، تكمن في قبول الشعب للسلطة، حتى تنهيها (إسرائيل) متى تشاء، ولأهداف المماطلة وكسب الوقت، حتى يستكمل الكيان التحكم بالشعب بعد تهويد الأرض، والتحضير لمسرحية مسخرة جديدة، تأتي بسياق ابتداع (حل) آخر للسلام المستحيل مع مشروع استعماري. أما مقولة أن عباس يعلم بالاعتداء على القطاع عام 2008- 2009، وأنه يساهم بالحصار، فلا جديد فيها على الإطلاق، لأنه يخدم أمن (إسرائيل)، وأمنها يقتضي محاصرة المقاومة والتضييق عليها، وإيجاد عملاء يتقاضون رواتبهم من رام الله، لإركاع الشعب ونبذ كل ما يمت بصلة للمقاومة، وهم قد راهنوا على ذلك، وخسروا الرهان...
إن هذه الجزم الذي اعتمد عليها عرفات نفسه، وهو القائل ( الله!.. فلسطين وسخة، عايزين استخدم جزم نظيفة؟)، تطورت إلى أداة قذرة حادة لضرب وقمع الشعب واضطهاده، وبدأت تزاحم بعضها البعض، لأجل امتيازات مالية وشكلية، ليس إلا.
كل ذلك وأكثر مما يُخفى حتى هذه اللحظة، يعرفه القاصي والداني، وسلطة أوسلو لم تخفِ حفلاتها السرية والعلنية، والإملاءات الأمرو- صهيونية، ولكنها فُجعت بأن الممنوح لها فقط، حدود مقاطعة رام الله لا أكثر ولا أقل، وبإطار متطور عن روابط القرى، وأن (إسرائيل) ليس لها شريك، بل عميل، عندما ينكشف، يستغنون عنه، ويستبدلونه بآخر، لا ولن يخرج عن طوع الاحتلال.
القضية أنها تمهيد لتغيير طاقم عباس والوجوه التي اُستهلكت بالكامل، وقد حصد الكيان الصهيوني مكاسب جمّة ما كان ليحصل عليها لولا عصابة رام الله، فقد أدرك عدم قدرته القضاء على المقاومة بالقطاع، رغم تفوقه عسكرياً، وآن أوان التخلص من عبء دمية قديمة أطلقوا عليها سلطة محلية، وفعلياً هي سلطة الاحتلال ولكن بوجوه "فلسطينيين جدد"، بغية انتهاء مهزلة "الدولة الفلسطينية"، وإلى الأبد.
فضلاً عن أن الوثائق، تبرز مستوى منحطاً ودنيئاً للتطبيع مع العدو، وليس رفض التطبيع والجلوس مع العدو والحوار معه، كمبدأ يلزم كل وطني مخلص، ومتمسك بالحق الفلسطيني كاملاً. فهل بيع معظم أرض فلسطين، يقل إجراماً عن بيع ما بقي منها، وهل شهيد عن آخر يختلف، وكلهم أبناء هذا الشعب الذي اُبتلي بعصابة قزمت قضيتنا إلى (قضية مفاوضات)؟!
وهنا يجب الانتباه إلى أن ما تقدمه الوثائق يتم بناء على أن المفاوضات والتنازلات التي قُدمت هي أمر طبيعي، ولكن الفضائح جاءت لأنها تجاوزت سقف التفريط، فلم تعد اللقاءات مع الصهاينة والتنازلات هي المعضلة، إنما الغدر والخيانة في التفريط عما حُدد سقفه سابقاً!!.
أما الحديث عن ماذا تنازلت وعن التبادل ونسبته والعمالة الأمنية، فهو ديكور منمق لنهاية هذه المهزلة، وعن الخوض فيما ذكره كبير النصابين وكبير المشعوذين، فكل ذلك لا يلغي توصيفات الخيانة للقضية الفلسطينية، ولا يكشف عراة وصلوا إلى حفر قبرهم بأيديهم، باستمراء التنازل لمجرد أن تلك المفاوضات يضمن بقاء هذه السلطة الشكلية.
لقد جن جنون الطاقم المنافق في محمية رام الله المحتلة، ليس لأنهم وُجهوا بالحقيقة الموثقة، ولا يخجلون منها، إنما لأنهم أدركوا أن نهاية السلطة قد بدأت تخط ملامحها بقوة، وأن الحليفين بصدد تغيير الوجوه التي تقبل بواقع الاحتلال كما هو، وأنهم ليسوا أكثر من أحذية ينتقلون بواسطتهم من مرحلة لأخرى، فلا دولة ولا حتى جيوب مبعثرة في الضفة، ولا أي نسبة ستُمنح لهم، بعيدة عن الارتباط العضوي مع المركز في "تل أبيب".
لندع ما يُنشر بصحائف الإعلام الصهيوني والقوى الاستعمارية بشكل عام جانباً، فكله موظف لغاياتهم، ودعونا من ردود الإمعات، فقد رُفع عنهم القلم، وإخفاقاتهم بالأمس هي نفسها إخفاقات وفشل اليوم وغداً، والوثائق بمثابة فضائح منهجية مدققة تُضاف إلى سابقاتها، سواء أتت من قناة الجزيرة أو من غيرها، فمن الواضح أن الحليفين يعدان مراسم دفن السلطة ومرحلة ما بعد السلطة وخطط أبعد من فلسطين، فماذا تجهز المقاومة لها بالمقابل؟.
قد تكون هذه الوثائق بمثابة القشة التي ستقصم ظهر البعير، وحقاً آن الوقت لانتفاضة الكرامة والأرض والإنسان، وقت ثورة الجماهير التي ستحطم مسيرة التسوية من ألفها إلى يائها، وتحاسب الخونة والمعترفين بالعدو فرداً فرداً. وهذه الثورة سترفض أي اعتراف بالعدو الاستعماري ولا تتخلى عن ذرة رمل من أرض فلسطين كلها، وهي ستتبنى وتدعم المقاومة المسلحة طريقاً وحيداً للتحرير والعودة.