- الجمعة مارس 04, 2011 12:36 pm
#33123
د. عدنان بكرية
في غمرة الأحداث المتسارعة والدراماتيكية بدأت بعض الأصوات المثقفة والوطنية تشكك بثورة الشعب الليبي والى أين ستقود ليبيا مبدية خشيتها من انها ستجلب الاحتلال الأميركي لليبيا وثروتها ..
من حق هؤلاء الأخوة ان يخافوا على مصير ليبيا وان يرفضوا ويقاوموا أي تدخل أجنبي .. فنحن ندرك أن الغرب ينتظر الفرصة السانحة للسيطرة على ليبيا ومقدراتها وثرواتها .. من حقهم أن يحذروا من التدخل الأجنبي لأننا فعلا لسنا بحاجة لعراق جديد ولا لاستعمار متجدد .. ولا اعتقد ان أحدا يعارضهم الطرح والرؤية .. لكن من حقنا أيضا أن نطالبهم بعدم خلط الأمور وبعثرة الأوراق واتهام الثورة الليبية
بأنها هي التي ستجلب الاحتلال.
أميركا والغرب لم ينتظروا ثورة عندما دخلوا العراق وعاثوا فسادا هناك.. بل اختلقوا المبررات الوهمية لغزوهم العراق.. وأميركا عندما تريد السيطرة على بلد معين فإنها ليست بحاجة لتحريك الشعب من اجل فتح الطريق أمامها.. فهي تغزو وتحتل وتنتهك حرمات الشعوب دون رادع ..وهي أصلا متواجدة في كل الدول العربية على صورة الأنظمة هناك..وهي ليست بحاجة للثورات كي تمكنها من السيطرة السياسية والاقتصادية.
أما أن يذهب البعض الى حدود اتهام الثورة الليبية بأنها ستجلب الاستعمار.. هذا خلط كبير.. الثورة الليبية وقبلها المصرية والتونسية لم تندلع بسبب القهر والكبت والفقر فقط... بل بسبب عدم احتمال الشعوب للمهانة والمذلة ولسياسة التبعية والاذعان للغرب وعدم قدرتها على صيانة كرامة الشعب والمواطن.. وعندما انطلقت الشعوب كالمارد لتغيير تلك الأنظمة.. كانت تهتف للعروبة وفلسطين والعراق مبديا رفضه التام لسياسات الأنظمة العميلة والذليلة.
محاولات البعض التمييز الايجابي بين القذافي ومبارك هي في مكانها.. فالقذافي لم يغرق تماما في مستنقع العمالة للغرب ليس من وازع قومي أو وطني، بل لان الغرب ظل رافضا للنظام الليبي عقودا من الزمن .. حتى انحنى هذا النظام بعد غزو العراق.. اذا الفرق بين النظامين المصري والليبي لا يتعدى الفواصل الزمنية ومقادير العمالة والرضوخ.. ولا فارق بين النظامين من النواحي الأخرى.. قهر وكبت الشعب وتجويعه وترويعه.. ليس هناك ظالم ونصف ظالم.. وليس هناك عميل ونصف عميل.. وليس هناك متعاون ونصف متعاون.. والمقارنة بهذا الشكل ليست في مكانها.
أسلفت أن من حق أي انسان ان يخاف على مصير ليبيا من الاحتلال.. لكن من هو الذي يستجلب الاحتلال؟ الشعب الثائر الذي يريد إخراج ليبيا من حالتها البائسة ليقيم نظاما ديموقراطيا أم القذافي الذي يتشبث بكرسية حتى لو أدى الأمر الى إحراق ودمار ليبيا بالكامل .. والجواب على هذا السؤال يضع حدا لكل الشكوك التي تساور البعض.. فلو كان القذافي حريصا على مستقبل ليبيا وشعبها لتنحى عن الحكم وترك الشعب الليبي يقرر مصيره وفق قواعد قومية وطنية ديموقراطية.
أحيانا تقود العواطف البعض للتحفظ من الثورة تحت حجة جلب الاستعمار أو وطنية وقومية القذافي ومقاومته للاستعمار وهنا من حقنا أن نسأل هؤلاء .. ما هي المواقف الفعلية التي أبداها القذافي وأخذت مفعولها لدى الغرب.. وأين كانت بطولات القذافي عندما تم غزو العراق ولبنان وغزة؟؟ .. بل أعطوني موقفا فاعلا للقذافي من الأزمات التي مرت بها الأمة العربية باستثناء العنتريات والهذيان ! وهنا علينا ان نعيد قراءتنا لما تمر به الشعوب العربية .. علينا أن نعمق قراءتنا بواقع الأنظمة العربية والتي من يمينها الى يسارها لم تجلب للعرب سوى المذلة والاهانة والاحتقار.
وأخيرا يجب أن ننطلق من بديهية واضحة وهي ان من يقصف ويقتل شعبه لا يمكنه أن يكون وطنيا أو قوميا، وحتى لو عادى وقاوم الامبريالية وهتف لفلسطين.
في غمرة الأحداث المتسارعة والدراماتيكية بدأت بعض الأصوات المثقفة والوطنية تشكك بثورة الشعب الليبي والى أين ستقود ليبيا مبدية خشيتها من انها ستجلب الاحتلال الأميركي لليبيا وثروتها ..
من حق هؤلاء الأخوة ان يخافوا على مصير ليبيا وان يرفضوا ويقاوموا أي تدخل أجنبي .. فنحن ندرك أن الغرب ينتظر الفرصة السانحة للسيطرة على ليبيا ومقدراتها وثرواتها .. من حقهم أن يحذروا من التدخل الأجنبي لأننا فعلا لسنا بحاجة لعراق جديد ولا لاستعمار متجدد .. ولا اعتقد ان أحدا يعارضهم الطرح والرؤية .. لكن من حقنا أيضا أن نطالبهم بعدم خلط الأمور وبعثرة الأوراق واتهام الثورة الليبية
بأنها هي التي ستجلب الاحتلال.
أميركا والغرب لم ينتظروا ثورة عندما دخلوا العراق وعاثوا فسادا هناك.. بل اختلقوا المبررات الوهمية لغزوهم العراق.. وأميركا عندما تريد السيطرة على بلد معين فإنها ليست بحاجة لتحريك الشعب من اجل فتح الطريق أمامها.. فهي تغزو وتحتل وتنتهك حرمات الشعوب دون رادع ..وهي أصلا متواجدة في كل الدول العربية على صورة الأنظمة هناك..وهي ليست بحاجة للثورات كي تمكنها من السيطرة السياسية والاقتصادية.
أما أن يذهب البعض الى حدود اتهام الثورة الليبية بأنها ستجلب الاستعمار.. هذا خلط كبير.. الثورة الليبية وقبلها المصرية والتونسية لم تندلع بسبب القهر والكبت والفقر فقط... بل بسبب عدم احتمال الشعوب للمهانة والمذلة ولسياسة التبعية والاذعان للغرب وعدم قدرتها على صيانة كرامة الشعب والمواطن.. وعندما انطلقت الشعوب كالمارد لتغيير تلك الأنظمة.. كانت تهتف للعروبة وفلسطين والعراق مبديا رفضه التام لسياسات الأنظمة العميلة والذليلة.
محاولات البعض التمييز الايجابي بين القذافي ومبارك هي في مكانها.. فالقذافي لم يغرق تماما في مستنقع العمالة للغرب ليس من وازع قومي أو وطني، بل لان الغرب ظل رافضا للنظام الليبي عقودا من الزمن .. حتى انحنى هذا النظام بعد غزو العراق.. اذا الفرق بين النظامين المصري والليبي لا يتعدى الفواصل الزمنية ومقادير العمالة والرضوخ.. ولا فارق بين النظامين من النواحي الأخرى.. قهر وكبت الشعب وتجويعه وترويعه.. ليس هناك ظالم ونصف ظالم.. وليس هناك عميل ونصف عميل.. وليس هناك متعاون ونصف متعاون.. والمقارنة بهذا الشكل ليست في مكانها.
أسلفت أن من حق أي انسان ان يخاف على مصير ليبيا من الاحتلال.. لكن من هو الذي يستجلب الاحتلال؟ الشعب الثائر الذي يريد إخراج ليبيا من حالتها البائسة ليقيم نظاما ديموقراطيا أم القذافي الذي يتشبث بكرسية حتى لو أدى الأمر الى إحراق ودمار ليبيا بالكامل .. والجواب على هذا السؤال يضع حدا لكل الشكوك التي تساور البعض.. فلو كان القذافي حريصا على مستقبل ليبيا وشعبها لتنحى عن الحكم وترك الشعب الليبي يقرر مصيره وفق قواعد قومية وطنية ديموقراطية.
أحيانا تقود العواطف البعض للتحفظ من الثورة تحت حجة جلب الاستعمار أو وطنية وقومية القذافي ومقاومته للاستعمار وهنا من حقنا أن نسأل هؤلاء .. ما هي المواقف الفعلية التي أبداها القذافي وأخذت مفعولها لدى الغرب.. وأين كانت بطولات القذافي عندما تم غزو العراق ولبنان وغزة؟؟ .. بل أعطوني موقفا فاعلا للقذافي من الأزمات التي مرت بها الأمة العربية باستثناء العنتريات والهذيان ! وهنا علينا ان نعيد قراءتنا لما تمر به الشعوب العربية .. علينا أن نعمق قراءتنا بواقع الأنظمة العربية والتي من يمينها الى يسارها لم تجلب للعرب سوى المذلة والاهانة والاحتقار.
وأخيرا يجب أن ننطلق من بديهية واضحة وهي ان من يقصف ويقتل شعبه لا يمكنه أن يكون وطنيا أو قوميا، وحتى لو عادى وقاوم الامبريالية وهتف لفلسطين.