منتديات الحوار الجامعية السياسية

فليقل كل كلمته
#33539
معن بشور
عدة رسائل يحملها التزايد الملحوظ في حجم المشاركين في المسيرات الشعبية المناهضة للنظام الطائفي في بيروت، وفي خيم الاعتصام الموزعة في العاصمة والمناطق.



الرسالة الأولى: للمشاركين أنفسهم تؤكد أن القاعدة الشعبية الراغبة في إخراج البلاد من الطائفية، نظاماً ورموزاً ومحاصصة وعقلية، تتسع يوماً بعد يوم، بعد أن بات واضحاً أن الطائفية هي العباءة التي يختبئ تحتها كل أهل الفساد والاحتكار والتخلف والفتنة وصولاً إلى الاستبداد الذي يأخذ في لبنان شكلاً مختلفاً عن غيره من الاقطار العربية، فالاستبداد في لبنان ناعم له رؤوس عدة تتناوب على تقييد البلاد ومنع تقدمها.



الرسالة الثانية: إلى رموز الفساد والتسلط في البلاد تقول لهم بأن الشعب اللبناني يمهل ولا يهمل، وتقول لهم كفى تلاعباً بمصير اللبنانيين، وكفى متاجرة بمشاعرهم وأحاسيسهم، وكفى اثارة لغرائز وعصبيات لحماية مصالح وزعامات.



الرسالة الثالثة: إلى اهل الحكم في البلاد تقول لهم بأن ذرائعهم في اهمال حاجات اللبنانيين الاساسية، من طبابة وتعليم وخدمات وفرص عمل لم تعد مقنعة لأي لبناني الذي بات يحفظ عن ظهر قلب الاعيب السياسيين في الالتفاف على مطالب الشعب، فكلما ضاقت بهم السبل افتعلوا الخلافات الطائفية والمذهبية على قاعدة ان زعماء الطوائف اذا تفاهموا نهبوا البلد، وإذا اختلفوا دمروه.



الرسالة الرابعة: الى النخب الحزبية والثقافية والنقابية والجمعوية تقول لهم ان هذه الحركة الشبابية المتنامية هي فرصة لتجديد هياكلكم وتطويرها، لامتحان سلامة افكاركم والحكم عليها، لتطوير آليات عملكم واغنائها، ولتوحيد جهودكم، وللتواضع في خطابكم وادائكم، بل انها مناسبة للانضواء تحت لواء شبابها دون وصاية أو استعلاء أو استغلال.



الرسالة الخامسة: تؤكد ان شباب لبنان هم جزء من الشباب العربي، ومثلما كان شباب لبنان قدوة للتغيير عند شباب العرب، فهم اليوم في لبنان يقتدون باشقائهم العرب بما يؤكد وحدة المعاناة والتطلعات، وحدة الكفاح والرؤى.



ان لبنان جديداً يولد هذه الأيام من قلب ساحاته وشوارعه، ويرفض الصيغ البالية المتخلفة، فلتتضافر كل الجهود من اجل استكمال شروط ولادته على انقاض كل الغرائز والعصبيات.