- الأربعاء مارس 23, 2011 12:36 pm
#33628
وفاء اسماعيل
فى كل أزمة تتعرض لها الامة لا نجد حلولا عربية لتلك الازمات ، الحل دائما يأتينا من الغرب على طريقته ووفق اجندته ومصالحه ولكن بضوء أخضر عربى، وعبر مناشدات عربية بتحرك دولى لحل أزماتنا، لم نر يوما أزمة عربية تم حلها فى إطار عربى دون تدخل دولى، وحجة البعض أننا كمنطقة عربية جزء من المنظومة الدولية تتفاعل مع قضايانا ونتفاعل مع قضاياها، فأزمة غزو العراق للكويت عام 1990م عجزت جامعة الدول العربية عن حل تلك الأزمة بحجة عجزالجيوش العربية مجتمعة عن التصدى لجيش العراق أو إقناع صدام بالتراجع عن غزوه لدولة جارة له، وكانت النتيجة قيام الجامعة العربية بتشريع التدخل الدولى العسكرى بقرار من مجلس الأمن الدولى مصحوبا ببند الفصل السابع الذى يتح لهذا المجتمع باستخدام القوة لردع صدام، والحصيلة كانت تدمير قوة الجيش العراقى وإبادته وإرغامه على الإنسحاب من الكويت، ليس هذا فحسب بل فرض الحصار على العراق وشعبه، انتهى هذا الحصار بقتل مليون طفل عراقى ثم غزو قوات التحالف للعراق وتدميره وإحتلاله عام 2003م وتقسيمه ناهيك عن إثارة النعرات الطائفية وتحويل العراق الى ساحة مفتوحة للتدخل الايرانى وبسط هيمنته ونفوذه، ودفع الشعب العراقى الثمن فقتل منه أكثر من مليونى عراقى وتم تشريد الملايين بالاضافة الى ملايين أخرى من الأرامل والأطفال اليتامى، و الأخطر من كل هذا محاولات انفصال شمال العراق (كردستان العراق) عن جنوبه فى تجاهل تام من قبل العرب للتغلغل الصهيونى فى تلك المنطقة.
فى أزمة إنفصال جنوب السودان وقف العرب موقف المتفرج وتركوا الأمر لأميركا وإسرائيل يقرران مصير وحدة السودان وكأن السودان دولة خارج المنظومة العربية، فكانت النتيجة انفصال جنوب السودان عن شماله رغم ان فى هذا الإنفصال تهديد لمصر، ولكن لأن الجنوب مدعوما من اميركا وإسرائيل نجد العرب يقرون الإنفصال بل ويعترفون به وتتراجع خطواتهم للخلف در أمام تقدم نفوذ اميركا واسرائيل وضاع جنوب السودان ليضع الصهاينة أيديهم عليه كليا تهديدا لمصر فى حال تنصلت من إتفاقية كامب دافيد أو عارضت ممارسات الصهاينة تجاه الشعب الفلسطينى.. ليس هذا وحسب بل انفصال السودان يعتبر حصار صهيونى خانق لمصر والسودان من الجنوب، وبداية صهيونية لتنفيذ مشاريع إقتصادية تهدد أمن المنطقة العربية وشعوبها، وبداية لتنفيذ مخطط تفتيت السودان على الأقل الى خمس مناطق، ولا ننسى أزمة دار فور كيف تم تدويلها فى غياب دورعربى فاعل .
فى ازمة ليبيا تكرر نفس الشىء ، وأكتفى العرب أمام حرب الإبادة التى شنها القذافى على شعبه وتدميره المدن الليبية (الزاوية ورأس لانوف) وقتل الشعب الليبى بدم بارد بالإستعانة بالمرتزقة واستخدام الأسلحة الثقيلة، بينما وقف العرب يتفرجون على مدى 3 أسابيع على شعب يذبح من الوريد الى الوريد، وفى النهاية خرج وزراء الخارجية العرب من اجتماعهم أمس 12 مارس بمطالبتهم إصدار قرار من مجلس الامن لفرض حظر جوى على ليبيا، قرار قد يبدو فى ظاهره دعم العرب للثوار الليبيين وإنقاذ للشعب الليبى من هجمات القذافى له بالصواريخ وتأكيد على عدم شرعية القذافى، ولكن نتساءل من هى الجهة المخولة بتنفيذ هذا الحظر فى حال صدور قرار مجلس الأمن العرب أنفسهم أم قوات الناتو ؟
دائما حجة العرب سواء فى ازمة العراق - الكويت عام 1990م، وفى ازمة دارفور، وازمة انفصال السودان وأخيرا أزمة ليبيا نسمع من الأصوات ما تبرر العجز العربى بأن الدول العربية لا تستطيع التدخل فى الشئؤون الداخلية لبلد عضو فى جامعة الدول العربية وتعتبر اى تدخل انتهاك لسيادة الدولة المعنية بالأزمة، بينما نراهم يرحبون بأى تدخل دولى أوربى كان أو اميركى حتى لو أدى هذا التدخل الى حصار شعب وتجويعه أو غزوه واحتلاله (كما حدث للعراق) ويرحبون بقرارات الشرعية الدولية حتى لو أدت تلك القرارات الى تقسيم البلدان العربية التى هى جزء من الجامعة العربية (كما حدث فى السودان وما سيحدث فى دارفور) ويقفون عاجزين أمام الصلف الاميركى والصهيونى وتعنتهما فى عدم تنفيذ قرارات الامم المتحدة كقرار 194 الخاص بضرورة عودة اللاجئين الفلسطينيين الى بلادهم ، أليس هذا تناقضا واضحا فى موقف جامعة الدول العربية ؟
اليوم تحركت قوات درع الجزيرة التابعة لمجلس التعاون الخليجى لنجدة البحرين وفرض الامن فيها ، وهى خطوة جيدة خاصة ان البحرين لها وضع خاص ومعروف أطماع ايران فى تلك الدولة الصغيرة، ومعروف أيضا ان ايران تستغل طائفة الشيعة البحرانيين لفرض هيمنتها على الدولة مستفيدة من تدهورالاوضاع فى المنطقة نتيجة الثورات التى اندلعت فى كل من تونس ومصر واليمن وليبيا، ولا أحد يتخوف من تدخل قوات درع الجزيرة لحماية البحرين من تلك الاطماع الايرانية ، كما ان لا أحد يستطيع وصف تدخل درع الجزيرة بانه تدخل فى الشؤون الداخلية او انتهاك لسيادة البحرين لان دول التعاون الخليجى بينها اتفاقيات أمنية وعسكرية ، كما أيضا بين الدول العربية اتفاقيات أمنية وعسكرية (اتفاقية الدفاع العربى المشترك التى لم يتم تفعيلها منذ عقود).. والسؤال لماذا لم يتم التدخل العربى فى ليبيا لحماية الشعب الليبى من جنون القذافى الذى أباد شعبه بكل ما اؤتى من قوة على غرار التدخل الخليجى فى البحرين ؟
كنا نتمنى على العرب جميعهم ان يتخذوا نفس الموقف الذى اتخذوه لحماية البحرين، بالوقوف الى جانب الثوار الليبيين انقاذا لليبيا وشعبها من طاغية ترسخ فى ذهنه انه ورث الارض ومن عليها بدلا من ترك الامور بيد الناتو الذى عرف عنه انه لا يتدخل فى أمرا الا وأفسده وكان نكبة على البلاد والشعوب.. وتجربته فى افغانستان خير شاهد على ذلك.
فى كل أزمة تتعرض لها الامة لا نجد حلولا عربية لتلك الازمات ، الحل دائما يأتينا من الغرب على طريقته ووفق اجندته ومصالحه ولكن بضوء أخضر عربى، وعبر مناشدات عربية بتحرك دولى لحل أزماتنا، لم نر يوما أزمة عربية تم حلها فى إطار عربى دون تدخل دولى، وحجة البعض أننا كمنطقة عربية جزء من المنظومة الدولية تتفاعل مع قضايانا ونتفاعل مع قضاياها، فأزمة غزو العراق للكويت عام 1990م عجزت جامعة الدول العربية عن حل تلك الأزمة بحجة عجزالجيوش العربية مجتمعة عن التصدى لجيش العراق أو إقناع صدام بالتراجع عن غزوه لدولة جارة له، وكانت النتيجة قيام الجامعة العربية بتشريع التدخل الدولى العسكرى بقرار من مجلس الأمن الدولى مصحوبا ببند الفصل السابع الذى يتح لهذا المجتمع باستخدام القوة لردع صدام، والحصيلة كانت تدمير قوة الجيش العراقى وإبادته وإرغامه على الإنسحاب من الكويت، ليس هذا فحسب بل فرض الحصار على العراق وشعبه، انتهى هذا الحصار بقتل مليون طفل عراقى ثم غزو قوات التحالف للعراق وتدميره وإحتلاله عام 2003م وتقسيمه ناهيك عن إثارة النعرات الطائفية وتحويل العراق الى ساحة مفتوحة للتدخل الايرانى وبسط هيمنته ونفوذه، ودفع الشعب العراقى الثمن فقتل منه أكثر من مليونى عراقى وتم تشريد الملايين بالاضافة الى ملايين أخرى من الأرامل والأطفال اليتامى، و الأخطر من كل هذا محاولات انفصال شمال العراق (كردستان العراق) عن جنوبه فى تجاهل تام من قبل العرب للتغلغل الصهيونى فى تلك المنطقة.
فى أزمة إنفصال جنوب السودان وقف العرب موقف المتفرج وتركوا الأمر لأميركا وإسرائيل يقرران مصير وحدة السودان وكأن السودان دولة خارج المنظومة العربية، فكانت النتيجة انفصال جنوب السودان عن شماله رغم ان فى هذا الإنفصال تهديد لمصر، ولكن لأن الجنوب مدعوما من اميركا وإسرائيل نجد العرب يقرون الإنفصال بل ويعترفون به وتتراجع خطواتهم للخلف در أمام تقدم نفوذ اميركا واسرائيل وضاع جنوب السودان ليضع الصهاينة أيديهم عليه كليا تهديدا لمصر فى حال تنصلت من إتفاقية كامب دافيد أو عارضت ممارسات الصهاينة تجاه الشعب الفلسطينى.. ليس هذا وحسب بل انفصال السودان يعتبر حصار صهيونى خانق لمصر والسودان من الجنوب، وبداية صهيونية لتنفيذ مشاريع إقتصادية تهدد أمن المنطقة العربية وشعوبها، وبداية لتنفيذ مخطط تفتيت السودان على الأقل الى خمس مناطق، ولا ننسى أزمة دار فور كيف تم تدويلها فى غياب دورعربى فاعل .
فى ازمة ليبيا تكرر نفس الشىء ، وأكتفى العرب أمام حرب الإبادة التى شنها القذافى على شعبه وتدميره المدن الليبية (الزاوية ورأس لانوف) وقتل الشعب الليبى بدم بارد بالإستعانة بالمرتزقة واستخدام الأسلحة الثقيلة، بينما وقف العرب يتفرجون على مدى 3 أسابيع على شعب يذبح من الوريد الى الوريد، وفى النهاية خرج وزراء الخارجية العرب من اجتماعهم أمس 12 مارس بمطالبتهم إصدار قرار من مجلس الامن لفرض حظر جوى على ليبيا، قرار قد يبدو فى ظاهره دعم العرب للثوار الليبيين وإنقاذ للشعب الليبى من هجمات القذافى له بالصواريخ وتأكيد على عدم شرعية القذافى، ولكن نتساءل من هى الجهة المخولة بتنفيذ هذا الحظر فى حال صدور قرار مجلس الأمن العرب أنفسهم أم قوات الناتو ؟
دائما حجة العرب سواء فى ازمة العراق - الكويت عام 1990م، وفى ازمة دارفور، وازمة انفصال السودان وأخيرا أزمة ليبيا نسمع من الأصوات ما تبرر العجز العربى بأن الدول العربية لا تستطيع التدخل فى الشئؤون الداخلية لبلد عضو فى جامعة الدول العربية وتعتبر اى تدخل انتهاك لسيادة الدولة المعنية بالأزمة، بينما نراهم يرحبون بأى تدخل دولى أوربى كان أو اميركى حتى لو أدى هذا التدخل الى حصار شعب وتجويعه أو غزوه واحتلاله (كما حدث للعراق) ويرحبون بقرارات الشرعية الدولية حتى لو أدت تلك القرارات الى تقسيم البلدان العربية التى هى جزء من الجامعة العربية (كما حدث فى السودان وما سيحدث فى دارفور) ويقفون عاجزين أمام الصلف الاميركى والصهيونى وتعنتهما فى عدم تنفيذ قرارات الامم المتحدة كقرار 194 الخاص بضرورة عودة اللاجئين الفلسطينيين الى بلادهم ، أليس هذا تناقضا واضحا فى موقف جامعة الدول العربية ؟
اليوم تحركت قوات درع الجزيرة التابعة لمجلس التعاون الخليجى لنجدة البحرين وفرض الامن فيها ، وهى خطوة جيدة خاصة ان البحرين لها وضع خاص ومعروف أطماع ايران فى تلك الدولة الصغيرة، ومعروف أيضا ان ايران تستغل طائفة الشيعة البحرانيين لفرض هيمنتها على الدولة مستفيدة من تدهورالاوضاع فى المنطقة نتيجة الثورات التى اندلعت فى كل من تونس ومصر واليمن وليبيا، ولا أحد يتخوف من تدخل قوات درع الجزيرة لحماية البحرين من تلك الاطماع الايرانية ، كما ان لا أحد يستطيع وصف تدخل درع الجزيرة بانه تدخل فى الشؤون الداخلية او انتهاك لسيادة البحرين لان دول التعاون الخليجى بينها اتفاقيات أمنية وعسكرية ، كما أيضا بين الدول العربية اتفاقيات أمنية وعسكرية (اتفاقية الدفاع العربى المشترك التى لم يتم تفعيلها منذ عقود).. والسؤال لماذا لم يتم التدخل العربى فى ليبيا لحماية الشعب الليبى من جنون القذافى الذى أباد شعبه بكل ما اؤتى من قوة على غرار التدخل الخليجى فى البحرين ؟
كنا نتمنى على العرب جميعهم ان يتخذوا نفس الموقف الذى اتخذوه لحماية البحرين، بالوقوف الى جانب الثوار الليبيين انقاذا لليبيا وشعبها من طاغية ترسخ فى ذهنه انه ورث الارض ومن عليها بدلا من ترك الامور بيد الناتو الذى عرف عنه انه لا يتدخل فى أمرا الا وأفسده وكان نكبة على البلاد والشعوب.. وتجربته فى افغانستان خير شاهد على ذلك.