منتديات الحوار الجامعية السياسية

فليقل كل كلمته
#34196
أضعف الإيمان - الاستفزاز والتعقل
الثلاثاء, 19 أبريل 2011
داود الشريان
طالب المجلس الوزاري الخليجي، مجلس الأمن باتخاذ ما يلزم من إجراءات لوقف «التدخلات والاستفزازات والتهديدات الإيرانية السافرة التي تسعى الى إشعال الفتن والتخريب داخل دول مجلس التعاون، وزعزعة الأمن والاستقرار فيها»، داعياً إيران الى الكف عن «أسلوب التحريض والاستفزاز وتجنيد العملاء والخلايا النائمة» ضد دول المجلس. وأعرب عن رفض هذه الدول أي تدخل خارجي في شؤونها الداخلية، مؤكداً أنها لن تتردد في اتخاذ أي سياسات أو إجراءات في هذا الصدد.

في مقابل بيان المجلس الوزاري الخليجي، والذي يعبّر عن نفاد الصبر والغضب، دعا مساعد وزير الدفاع والطيران المفتش العام للشؤون العسكرية السعودي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز إلى «وجوب التعقل في مواجهة الوضع الناجم عن تصريحات المسؤولين الإيرانيين في شأن المنطقة». لكن ذلك لا يعني التفريط بـ «امتلاك القوة في شتى صورها، وتطوير قدراتنا القتالية وتحسينها». وهو تمنى وجود «تقارب أمني يحافظ على مصالح البلاد في منطقة الشرق الأوسط».

الأمير خالد بن سلطان تحدّث غير مرة عن أهمية التقارب مع إيران، وفتح قنوات حوار مباشر مع المسؤولين فيها. كلام الأمير يجسّد سياسة سعودية قديمة وثابتة، مفادها ان إيران دولة جارة، وشريكة في أمن المنطقة. وهو يرى ان الطريقة المثلى في التعامل مع الجار الإيراني تكمن في الجلوس مع السياسيين الإيرانيين، والحديث المباشر عن المشاكل والمصالح من دون وسطاء إقليميين او دوليين. والأمير يعتقد بأن اعتماد دول الخليج على وسطاء للوصول الى إيران، ليس الأسلوب الأمثل، وساهم في إضعاف التواصل مع طهران، وربما أعطى الوسطاء دوراً استخدموه لمصالحهم، وساهم في تعقيد العلاقات مع الإيرانيين.

لإيران مصالح اقتصادية هائلة في منطقة الخليج، ولا شك في أن توتر الأمن في هذه المنطقة سيضر بإيران مثل جيرانها، وحديث الأمير خالد بن سلطان عن التعقل في التعامل مع الاستفزاز رؤية تستحق التأمل، وتحويلها الى منهج عمل سياسي.

الأكيد أن دولاً كثيرة في المنطقة وخارجها استفادت، ولا تزال تستفيد من التوتر في علاقات دول الخليج مع إيران، ومن الحكمة تلقف زمام المبادرة، والجلوس مباشرة مع طهران، وقطع الطريق على من يريد التربح سياسياً من استمرار تأزيم العلاقات بين مجلس التعاون وإيران.