- الأربعاء إبريل 20, 2011 12:01 am
#34199
الفلسطينيون والفرصة التاريخية الراهنة
الثلاثاء, 19 أبريل 2011 17:42
د. غالب فريجات
قضايا ومناقشات في خضم الاحداث التي تعيشها المنطقة العربية من ثورات شبابية ابتدأت في تونس ثم مصر وهاهي في اليمن، ومرت على ليبيا والبحرين وعمان، وتلوح في الافق المغربي والجزائري والاردني والسوري،
والعراقي، الا ان الجو الفلسطيني في الضفة والقطاع، وحتى في المحتل من فلسطين، من قبل الكيان الصهيوني، مازال يعيش هدوءً، نتمنى ان يكون بمثابة الهدوء الذي يسبق العاصفة.
ما من شك ان الوضع الفلسطيني الراهن، من انقسام وتشرذم، ونكوص عن اهداف ومبادئ الثورة، بسبب اتفاقيات اوسلو، والخلافات بين فتح وحماس، عوامل قاتلة في مسيرة الشعب النضالية، وما من شك ايضاً ان كل ما يقال عن التقصير العربي في قضية فلسطين، باتت القيادات الفلسطينية اكثر تقصيراً من قيادات النظام العربي الرسمي، التي تخلت عن نصرة القضية الفلسطينية، وان القضية الفلسطينية عندما تحول النظر اليها من المنظور القطري الفلسطيني، قد اصاب القضية خسراناً جسيماً، تعاني منه كل الحركات الوطنية النضالية على المستوى القطري، و المستوى القومي، وان المنظور القومي بات هو المنظور الحقيقي لتحريك عجلة التحرير، وان فلسطين بخير عندما تكون الامة بخير، وليس العكس.
في هذا الحراك الشبابي والثورات الشعبية، التي باتت معلماً من معالم التحرر الوطني والقومي على امتداد الساحة العربية، فان كل العوامل التي دفعت بقيام هذه الثورات، تتوافر عواملها وعناصر انطلاقتها على الساحة الفلسطينية، وانه بات على الفلسطينيين في مختلف تواجدهم على ارض فلسطين التاريخية، مطالبين بالوحدة الوطنية من جهة،وبابتكار اساليب نضال ومقاومة، لم تعد مطروقة من قبل من جهة اخرى.
ان الجهد الفلسطيني مطالب اليوم بالتسريع في قيام الوحدة، ونبذ الفرقة والاختلاف، وان تكون الوحدة على قاعدة المقاومة، والنضال الجماهيري، بشتى الوسائل والطرق، خاصة وان رياح الثورة باتت تطرق كل الابواب الموصدة، ولا يخالن احد ان الكيان الصهيوني بمعزل عن ان يتأثر بكل ما يجري على الساحة العربية من تغييرات وطنية، مما يحمًل الجانب الفلسطيني مسؤولية اضافية في العمل على انطلاقة شرارة الثورة، من خلال انطلاقة الانتفاضة الثالثة، التي لابد وان تأخذ في الاعتبار، ان مثل هذه الانطلاقة لن تكون محدودة بزمن، الا زمن تحقيق الاهداف الوطنية الفلسطينية، من خلال تحرير كامل التراب الوطني الفلسطينيي، وتحقق شعار فلسطين عربية من البحر الى النهر.
التجزأة والفقر والجوع والبطالة والمعاناة، وقسوة الاحتلال وممارساته البشعة، في حق المواطنين، كما ان واجب النضال الوطني ومسؤولياته، في مواجهة الاحتلال وادواته، تسهم في تسريع انطلاقة انتفاضة التحرير، مع هشاشة الكيان الصهيوني، وعناصر التدمير التي تنخر في جسده، عوامل تسهم في تحقيق انجاز مهمة الشعب المناضل على ارض فلسطين، الى جانب الانعكاسات الايجابية للتحولات السياسية والشعبية، التي اجتاحت الوطن العربي بفضل الثورات الشعبية الشبابية.
هناك فرصة تاريخية بين يدي ابناء الشعب الفلسطيني، داخل حدود فلسطين التاريخية للتحرك، فالجو العام وما حققته الثورات الشعبية، ومعاناة الاحتلال، وهشاشة الاحتلال، وضعف قدراته على الصمود، لمدة طويلة داخل ما يسميه حدود امنه الوطني، كلها عوامل تسهم في تحريك حركة الشارع الوطني الفلسطيني، كما ان حركة الشارع الفلسطيني في الداخل، تنهي حالة الفرقة والتشرذم التي اصابت الجسم الفلسطيني في الداخل، وتنهي عملية الجدل البيزنطي، فيما يتعلق بمفهوم المصالحة، لانه ستفرض عملية توحيد النضال على قاعدة المقاومة، ولا شيئ غير المقاومة، وسيتخلص الشعب الفلسطيني من القيادات المتعاونة مع الاحتلال، والمهترئة التي باتت عبئاً على مسيرة النضال الوطني، بحكم ارتباطاتها المشبوهة، وتعلقها بمصالحها الخاصة، على حساب مصالح الجماهير، وطهارة القضية، ومشروعيتها الوطنية والقومية والانسانية.
لابديل عن انطلاقة انتفاضة فلسطينية ثالثة في وجه الاحتلال، وكل العملاء والخونة، واعادة القضية لارتباطاتها القومية، لتتعانق مع الثورات الشعبية العربية، من اجل خلق وطن عربي موحد، يستطيع الخلاص من كل نتائج التجزأة والتخلف والتبعية، التي اصابت المجتمع العربي، بحكم تواطؤ النظام العربي الرسمي، وتآمره على قضاياه الوطنية والقومية، مع فشله في تحقيق التنمية والامن الوطني والقومي.
ان الشعب العربي الفلسطيني يكتنز طاقات نضالية كبيرة جداً، وصاحب تاريخ نضالي متميز، ولديه معاناة ليست مقتصرة على هيمنة الاحتلال فحسب، بل ان معاناة التشريد خارج فلسطين، لا تقل عن معاناة الاحتلال داخل فلسطين، مما يؤكد على ان الظروف الذاتية والموضوعية باتت ملك يديه، فلابد من استثمارها، بالتوجه نحو تحقيق هدف التحرير، والخلاص والى الابد من كابوس الاحتلال، ومعاناة التشريد، فكل شعارات المرحلة قد سقطت، فلم تعد المصالحة بين متناقضين صالحة، ولم تعد اتفاقيات ما يسمى بالسلام في ظل الاحتلال مقبولة، لان السلام لا يمكن ان يتم الا باقتلاع جذور الاحتلال، والخلاص منه والى الابد، حتى يعود لفلسطين وجهها العربي المشرق من البحر الى النهر.
انتفاضة فلسطين باتت ضرورية، لالتقاط اللحظة التاريخية، التي وفرتها الثورات الشعبية العربية، حيث باتت فلسطين تجد الجدار العربي، الذي تستند عليه، ولم تعد مكشوفة، العدو من امامها، والنظام العربي الرسمي المتآمر من ورائها، كما ان العمالة والخيانة والفرقة والتشرذم تأكل بثدييها.
من الضروري العمل من الجانب العربي على تصليب قوى المقاومة في فلسطين والعراق، وخاصة من قبل الانظمة العربية الوطنية، التي جاءت من خلال الانتفاضات الشعبية كما في تونس ومصر، لتكون الامة بأسرها تعيش مرحلة الثورة، تسري الثورة فيها من مكان الى مكان، كما تسري النار في الهشيم، فقد ولى عهد الخوف، وحل مكانه عصر الجماهير، التواقة الى الحرية والعزة والكرامة.
فلسطين قلب الوطن العربي، وهي قضية العرب المركزية، فالوحدة في الامة منقوصة، والحرية منقوصة، والعدالة الاجتماعية منقوصة، مالم تعد فلسطين حرة عربية، فكما ان الوحدة طريق فلسطين، فان فلسطين طريق الوحدة، وكما ان لا وحدة ولا تنمية ولاعدالة اجتماعية ولا حرية، والعدو جاثم على صدر الامة، لان احتلال جزء من الامة بمثابة احتلال لكل الامة، من هنا كانت اهمية انطلاقة انتفاضة فلسطينية، تعبير عن انتفاضة قومية، ستكون بداية عصر عربي جديد، يعيد للامة وجهها الحضاري التحرري، ويعيد لانسانها حريته وكرامته، في ظل دولة الوحدة من المحيط الى الخليج.
عاجلوا العدو بانتفضة شعبية وبثورة تواجهه وجها لوجه، قبل ان يفكر باجهاض ثوراتنا الشعبية، ليفسد على الامة انطلاقتها، والعمل على انتزاع حريتها، ويزرع الاحباط في النفوس الوثابة، والتواقة الى الحرية، والمتطلعة الى الوحدة، والمشرئبة نفوسها الى العدالة، فالهجوم افضل وسيلة لانتزاع الحق، والفرصة باتت مواتية لانتزاع حقوقنا المغتصبة في المحتل من ارضنا، كما باتت مواتية لانتزاع حقوقنا في الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان، من انظمة العهر والخيانة التي تهيمن على صناعة القرار في بلادنا
الثلاثاء, 19 أبريل 2011 17:42
د. غالب فريجات
قضايا ومناقشات في خضم الاحداث التي تعيشها المنطقة العربية من ثورات شبابية ابتدأت في تونس ثم مصر وهاهي في اليمن، ومرت على ليبيا والبحرين وعمان، وتلوح في الافق المغربي والجزائري والاردني والسوري،
والعراقي، الا ان الجو الفلسطيني في الضفة والقطاع، وحتى في المحتل من فلسطين، من قبل الكيان الصهيوني، مازال يعيش هدوءً، نتمنى ان يكون بمثابة الهدوء الذي يسبق العاصفة.
ما من شك ان الوضع الفلسطيني الراهن، من انقسام وتشرذم، ونكوص عن اهداف ومبادئ الثورة، بسبب اتفاقيات اوسلو، والخلافات بين فتح وحماس، عوامل قاتلة في مسيرة الشعب النضالية، وما من شك ايضاً ان كل ما يقال عن التقصير العربي في قضية فلسطين، باتت القيادات الفلسطينية اكثر تقصيراً من قيادات النظام العربي الرسمي، التي تخلت عن نصرة القضية الفلسطينية، وان القضية الفلسطينية عندما تحول النظر اليها من المنظور القطري الفلسطيني، قد اصاب القضية خسراناً جسيماً، تعاني منه كل الحركات الوطنية النضالية على المستوى القطري، و المستوى القومي، وان المنظور القومي بات هو المنظور الحقيقي لتحريك عجلة التحرير، وان فلسطين بخير عندما تكون الامة بخير، وليس العكس.
في هذا الحراك الشبابي والثورات الشعبية، التي باتت معلماً من معالم التحرر الوطني والقومي على امتداد الساحة العربية، فان كل العوامل التي دفعت بقيام هذه الثورات، تتوافر عواملها وعناصر انطلاقتها على الساحة الفلسطينية، وانه بات على الفلسطينيين في مختلف تواجدهم على ارض فلسطين التاريخية، مطالبين بالوحدة الوطنية من جهة،وبابتكار اساليب نضال ومقاومة، لم تعد مطروقة من قبل من جهة اخرى.
ان الجهد الفلسطيني مطالب اليوم بالتسريع في قيام الوحدة، ونبذ الفرقة والاختلاف، وان تكون الوحدة على قاعدة المقاومة، والنضال الجماهيري، بشتى الوسائل والطرق، خاصة وان رياح الثورة باتت تطرق كل الابواب الموصدة، ولا يخالن احد ان الكيان الصهيوني بمعزل عن ان يتأثر بكل ما يجري على الساحة العربية من تغييرات وطنية، مما يحمًل الجانب الفلسطيني مسؤولية اضافية في العمل على انطلاقة شرارة الثورة، من خلال انطلاقة الانتفاضة الثالثة، التي لابد وان تأخذ في الاعتبار، ان مثل هذه الانطلاقة لن تكون محدودة بزمن، الا زمن تحقيق الاهداف الوطنية الفلسطينية، من خلال تحرير كامل التراب الوطني الفلسطينيي، وتحقق شعار فلسطين عربية من البحر الى النهر.
التجزأة والفقر والجوع والبطالة والمعاناة، وقسوة الاحتلال وممارساته البشعة، في حق المواطنين، كما ان واجب النضال الوطني ومسؤولياته، في مواجهة الاحتلال وادواته، تسهم في تسريع انطلاقة انتفاضة التحرير، مع هشاشة الكيان الصهيوني، وعناصر التدمير التي تنخر في جسده، عوامل تسهم في تحقيق انجاز مهمة الشعب المناضل على ارض فلسطين، الى جانب الانعكاسات الايجابية للتحولات السياسية والشعبية، التي اجتاحت الوطن العربي بفضل الثورات الشعبية الشبابية.
هناك فرصة تاريخية بين يدي ابناء الشعب الفلسطيني، داخل حدود فلسطين التاريخية للتحرك، فالجو العام وما حققته الثورات الشعبية، ومعاناة الاحتلال، وهشاشة الاحتلال، وضعف قدراته على الصمود، لمدة طويلة داخل ما يسميه حدود امنه الوطني، كلها عوامل تسهم في تحريك حركة الشارع الوطني الفلسطيني، كما ان حركة الشارع الفلسطيني في الداخل، تنهي حالة الفرقة والتشرذم التي اصابت الجسم الفلسطيني في الداخل، وتنهي عملية الجدل البيزنطي، فيما يتعلق بمفهوم المصالحة، لانه ستفرض عملية توحيد النضال على قاعدة المقاومة، ولا شيئ غير المقاومة، وسيتخلص الشعب الفلسطيني من القيادات المتعاونة مع الاحتلال، والمهترئة التي باتت عبئاً على مسيرة النضال الوطني، بحكم ارتباطاتها المشبوهة، وتعلقها بمصالحها الخاصة، على حساب مصالح الجماهير، وطهارة القضية، ومشروعيتها الوطنية والقومية والانسانية.
لابديل عن انطلاقة انتفاضة فلسطينية ثالثة في وجه الاحتلال، وكل العملاء والخونة، واعادة القضية لارتباطاتها القومية، لتتعانق مع الثورات الشعبية العربية، من اجل خلق وطن عربي موحد، يستطيع الخلاص من كل نتائج التجزأة والتخلف والتبعية، التي اصابت المجتمع العربي، بحكم تواطؤ النظام العربي الرسمي، وتآمره على قضاياه الوطنية والقومية، مع فشله في تحقيق التنمية والامن الوطني والقومي.
ان الشعب العربي الفلسطيني يكتنز طاقات نضالية كبيرة جداً، وصاحب تاريخ نضالي متميز، ولديه معاناة ليست مقتصرة على هيمنة الاحتلال فحسب، بل ان معاناة التشريد خارج فلسطين، لا تقل عن معاناة الاحتلال داخل فلسطين، مما يؤكد على ان الظروف الذاتية والموضوعية باتت ملك يديه، فلابد من استثمارها، بالتوجه نحو تحقيق هدف التحرير، والخلاص والى الابد من كابوس الاحتلال، ومعاناة التشريد، فكل شعارات المرحلة قد سقطت، فلم تعد المصالحة بين متناقضين صالحة، ولم تعد اتفاقيات ما يسمى بالسلام في ظل الاحتلال مقبولة، لان السلام لا يمكن ان يتم الا باقتلاع جذور الاحتلال، والخلاص منه والى الابد، حتى يعود لفلسطين وجهها العربي المشرق من البحر الى النهر.
انتفاضة فلسطين باتت ضرورية، لالتقاط اللحظة التاريخية، التي وفرتها الثورات الشعبية العربية، حيث باتت فلسطين تجد الجدار العربي، الذي تستند عليه، ولم تعد مكشوفة، العدو من امامها، والنظام العربي الرسمي المتآمر من ورائها، كما ان العمالة والخيانة والفرقة والتشرذم تأكل بثدييها.
من الضروري العمل من الجانب العربي على تصليب قوى المقاومة في فلسطين والعراق، وخاصة من قبل الانظمة العربية الوطنية، التي جاءت من خلال الانتفاضات الشعبية كما في تونس ومصر، لتكون الامة بأسرها تعيش مرحلة الثورة، تسري الثورة فيها من مكان الى مكان، كما تسري النار في الهشيم، فقد ولى عهد الخوف، وحل مكانه عصر الجماهير، التواقة الى الحرية والعزة والكرامة.
فلسطين قلب الوطن العربي، وهي قضية العرب المركزية، فالوحدة في الامة منقوصة، والحرية منقوصة، والعدالة الاجتماعية منقوصة، مالم تعد فلسطين حرة عربية، فكما ان الوحدة طريق فلسطين، فان فلسطين طريق الوحدة، وكما ان لا وحدة ولا تنمية ولاعدالة اجتماعية ولا حرية، والعدو جاثم على صدر الامة، لان احتلال جزء من الامة بمثابة احتلال لكل الامة، من هنا كانت اهمية انطلاقة انتفاضة فلسطينية، تعبير عن انتفاضة قومية، ستكون بداية عصر عربي جديد، يعيد للامة وجهها الحضاري التحرري، ويعيد لانسانها حريته وكرامته، في ظل دولة الوحدة من المحيط الى الخليج.
عاجلوا العدو بانتفضة شعبية وبثورة تواجهه وجها لوجه، قبل ان يفكر باجهاض ثوراتنا الشعبية، ليفسد على الامة انطلاقتها، والعمل على انتزاع حريتها، ويزرع الاحباط في النفوس الوثابة، والتواقة الى الحرية، والمتطلعة الى الوحدة، والمشرئبة نفوسها الى العدالة، فالهجوم افضل وسيلة لانتزاع الحق، والفرصة باتت مواتية لانتزاع حقوقنا المغتصبة في المحتل من ارضنا، كما باتت مواتية لانتزاع حقوقنا في الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان، من انظمة العهر والخيانة التي تهيمن على صناعة القرار في بلادنا