- الأربعاء إبريل 20, 2011 12:36 am
#34209
يتنفس الأسرى وطن
الثلاثاء, 19 أبريل 2011 00:46 د. فايز أبو شمالة مــدارات هم لا ينشغلون بأجسادهم التي يهرسها القيد، وإنما يرفرفون بأرواحهم كسرب حمام فوق مدن وقرى فلسطين، وهم لا يذرفون دمعاً على أيام عمرهم التي تنقضي بالأسر، وإنما يبتسمون للغد الذي يحشوه مقاوم في فوهة قذيفة، تنطلق إلى قلب العدو، وهي تؤكد على تواصل نهج المقاومة الذي من أجله احتملوا عذاب السجن.
الأسرى الفلسطينيون خلف الأسوار لا ينتبهون كثيراً لمن يحتفل بيومهم، ويرى في يوم الأسير مناسبة للرقص والغناء فوق المسارح، وإلقاء الخطب النارية، الأسرى لا يستمعون إلى نبرات الصوت التي تزلزل المكان، ولا تهزهم الجمل الشعرية التي تقال فيهم، الأسرى الفلسطينيون يراقبون الأفعال، ويهتمون لما يجري على الأرض، ويتلهفون إلى سماع أخبار المقاومة، وهم يدركون أن بحور الكلام عن حريتهم لن يثمر حرية بمقدار عملية أسر جندي إسرائيلي واحد، ولهم في اتفاقية أوسلو قبل عشرين عاماً خير شاهد على الغدر بتضحياتهم، وخيانة عذاباتهم، والتخلي عن الهدف الذي من أجله صاروا أسرى، يخطفهم القيد!
الأسرى الفلسطينيون ينتظرون الحرية في يوم الأسير الفلسطيني، ولا يقايضون أيام عمرهم بالمال، إنهم ينتظرون من كل مسئول سياسي أن يحاسب نفسه عن أخطائه، وتقصيره في حق الأسرى، ويفتخرون بمن يحتفي بصمودهم، وهو يعاهدهم على مواصلة مشوار المقاومة حتى تحرير فلسطين.
الأسرى الفلسطينيون يتابعون ما يجري في ساحات الوطن في يوم الأسير، ويفرحون كالأطفال، وهم يرون صورهم معلقة في الميادين والساحات، وحناجر الأجيال تهتف لفلسطين، للشعار ذاته الذي عشقوه، ومن أجله احتملوا المحن.
الأسرى الفلسطينيون لا يشوهون الذاكرة، إنهم كالجمل في الصحراء، يحتملون الجوع والعطش، ويصبرون، ويكظمون، ولكنهم يخزنون العذاب، ويحفظون محاسن ومساوئ القيادات السياسية، ولا يشتكون إلا إلى تجاربهم الوطنية التي تفرز الغث من السمين، وهم يعرفون أن يوماً من الانقسام الفلسطيني لهو أصعب عليهم من البقاء سنوات في الزنازين، وهم يثقون أن وطنهم الذي عشقهم لا يحرره إلا التوافق الفلسطيني على برنامج سياسي يلفظ الاحتلال، ويرفض الاعتراف بما اغتصبه الصهاينة من أرض فلسطين، ويترك خيارات الشعب مفتوحة على كل احتمال.
الأسرى الفلسطينيون في هذا العام هزموا قيودهم، وانتصروا على سجانهم، وغادروا الزنازين إلى ميدان التحرير في القاهرة، وهتفوا لمصر العروبة التي أعادت لهم حريتهم، وغنوا مع الشعب في تونس، وزحفوا مع ثوار ليبيا، وانتفضوا مع الشعوب العربية، وهم يرددون خلف الشاعر اليمني عبد العزيز المقالح:
الصمت عار، الخوف عار، من نحن؟ عشاق النهار! نبكي، نحب، نخاصم الأشباح نحيا في انتظار، لا يأس تدركه معاولنا، ولا ملل انكسار، إن أجذبت سحب الخريف، وفات في الصيف القطار، سحب الربيع ربيعنا، حبلى بأمطار كثار، ولنا مع الفجر العقيم، ومحاولات واختبار، وغداً يكون الانتصار، غداً يكون الانتصار.
الثلاثاء, 19 أبريل 2011 00:46 د. فايز أبو شمالة مــدارات هم لا ينشغلون بأجسادهم التي يهرسها القيد، وإنما يرفرفون بأرواحهم كسرب حمام فوق مدن وقرى فلسطين، وهم لا يذرفون دمعاً على أيام عمرهم التي تنقضي بالأسر، وإنما يبتسمون للغد الذي يحشوه مقاوم في فوهة قذيفة، تنطلق إلى قلب العدو، وهي تؤكد على تواصل نهج المقاومة الذي من أجله احتملوا عذاب السجن.
الأسرى الفلسطينيون خلف الأسوار لا ينتبهون كثيراً لمن يحتفل بيومهم، ويرى في يوم الأسير مناسبة للرقص والغناء فوق المسارح، وإلقاء الخطب النارية، الأسرى لا يستمعون إلى نبرات الصوت التي تزلزل المكان، ولا تهزهم الجمل الشعرية التي تقال فيهم، الأسرى الفلسطينيون يراقبون الأفعال، ويهتمون لما يجري على الأرض، ويتلهفون إلى سماع أخبار المقاومة، وهم يدركون أن بحور الكلام عن حريتهم لن يثمر حرية بمقدار عملية أسر جندي إسرائيلي واحد، ولهم في اتفاقية أوسلو قبل عشرين عاماً خير شاهد على الغدر بتضحياتهم، وخيانة عذاباتهم، والتخلي عن الهدف الذي من أجله صاروا أسرى، يخطفهم القيد!
الأسرى الفلسطينيون ينتظرون الحرية في يوم الأسير الفلسطيني، ولا يقايضون أيام عمرهم بالمال، إنهم ينتظرون من كل مسئول سياسي أن يحاسب نفسه عن أخطائه، وتقصيره في حق الأسرى، ويفتخرون بمن يحتفي بصمودهم، وهو يعاهدهم على مواصلة مشوار المقاومة حتى تحرير فلسطين.
الأسرى الفلسطينيون يتابعون ما يجري في ساحات الوطن في يوم الأسير، ويفرحون كالأطفال، وهم يرون صورهم معلقة في الميادين والساحات، وحناجر الأجيال تهتف لفلسطين، للشعار ذاته الذي عشقوه، ومن أجله احتملوا المحن.
الأسرى الفلسطينيون لا يشوهون الذاكرة، إنهم كالجمل في الصحراء، يحتملون الجوع والعطش، ويصبرون، ويكظمون، ولكنهم يخزنون العذاب، ويحفظون محاسن ومساوئ القيادات السياسية، ولا يشتكون إلا إلى تجاربهم الوطنية التي تفرز الغث من السمين، وهم يعرفون أن يوماً من الانقسام الفلسطيني لهو أصعب عليهم من البقاء سنوات في الزنازين، وهم يثقون أن وطنهم الذي عشقهم لا يحرره إلا التوافق الفلسطيني على برنامج سياسي يلفظ الاحتلال، ويرفض الاعتراف بما اغتصبه الصهاينة من أرض فلسطين، ويترك خيارات الشعب مفتوحة على كل احتمال.
الأسرى الفلسطينيون في هذا العام هزموا قيودهم، وانتصروا على سجانهم، وغادروا الزنازين إلى ميدان التحرير في القاهرة، وهتفوا لمصر العروبة التي أعادت لهم حريتهم، وغنوا مع الشعب في تونس، وزحفوا مع ثوار ليبيا، وانتفضوا مع الشعوب العربية، وهم يرددون خلف الشاعر اليمني عبد العزيز المقالح:
الصمت عار، الخوف عار، من نحن؟ عشاق النهار! نبكي، نحب، نخاصم الأشباح نحيا في انتظار، لا يأس تدركه معاولنا، ولا ملل انكسار، إن أجذبت سحب الخريف، وفات في الصيف القطار، سحب الربيع ربيعنا، حبلى بأمطار كثار، ولنا مع الفجر العقيم، ومحاولات واختبار، وغداً يكون الانتصار، غداً يكون الانتصار.