منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

By عساف جزاء المطيري
#34665
أسال مجرب
الكاتب خلف الحربي

قبل عامين تقريبا انطلقت حملة (جرب الكرسي) لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة, وكانت فلسفة هذه الحملة بسيطة جدا حيث تقوم على مبدأ (التجربة خير برهان), فتجربة الشخص السليم للكرسي المتحرك المخصص لذوي الاحتياجات الخاصة سيجعله أكثر اطلاعا على معاناتهم وأكثر فهما لحاجاتهم.
وليت الحملات الإعلامية المحلية اللاحقة تمسكت بمبدأ: (جرب..) عوضا عن مبدأ (خلوها..) الذي تناسل في حملات إنترنتية ضعيفة التأثير مثل (خلوها تصدي), (خلوها تعدي), (خلوها تعنس) ..إلخ, فالكثير من الناس قد لا يشعرون بمعاناة الآخر ما لم يجربوها شخصيا.
فقد تتغير الكثير من الأمور لو كانت ثمة حملة شعارها: (جرب الفقر) يتم تخصيصها للعاملين في الضمان الاجتماعي والصندوق الوطني الخيري والجمعيات الخيرية بحيث يطلب منهم الإقامة لمدة شهر واحد فقط، الإقامة في الأحياء الفقيرة وتأمل المعاناة الكبيرة التي يعيشها الناس في هذه الأحياء, فقد تساهم هذه التجربة الهامة في تغيير آليات مكافحة الفقر.
ومن المفيد أيضا أن تكون ثمة حملة شعارها: (جرب الظلام) وتخصص للعاملين في شركة الكهرباء, ويكون لهذه الحملة برنامج صيفي يتمثل في قطع الخدمة الكهربائية عن بيوت هؤلاء العاملين ثلاث مرات يوميا (قبل الإفطار, قبل الغداء, قبل العشاء) حيث سوف يساهم هذا البرنامج الصيفي الساخن في تلمس العاملين في شركة الكهرباء لحجم التأثير الذي يمكن أن يحدثه انقطاع الكهرباء على الإنسان المعاصر.
أما الحملة الثالثة فيمكن أن نسميها: (جرب البطالة) وهي موجهة إلى كل الموظفين الصغار والكبار الذين لا يشعرون بمعاناة العاطلين عن العمل من الجنسين ولا يترددون في وضع العراقيل في طريقهم المسدود أصلا, ولكن المشكلة هنا أن برنامج هذه الحملة طويل نسبيا,

حيث يجب على المنضمين لهذا البرنامج أن يجربوا لعبة الدوران بالملف العلاقي الأخضر على كل المؤسسات والشركات لثلاثة أو أربعة أعوام متواصلة .. دون جدوى