- الثلاثاء مايو 10, 2011 10:48 am
#35031
يظل المطالبون بالإصلاح من أصحاب الرأي في بعض البلدان العربية يطالبون بالحد الأدنى منه فلا يكون مصيرهم إلا السجن والقمع والتشريد إن لم يفقد بعضهم حياته تحت وطأة التعذيب لمجرد أنه قدم رأيا مكتوبا أو نادى بإصلاحات من على منبر إعلامي أو في مطبوعة، وتظل الأمور على ما هي عليه فلا إصلاحات ولا تطور ولا بناء، بل تراجع سقيم إلى الوراء حتى تصل الأحوال إلى لحظة الانفجار الشعبي العارم وتقوم المظاهرات في المدن والقرى والمحافظات، وعندها تتحرك الأنظمة بغطرسة واستكبار واصفة المتظاهرين بأنهم مجرد حفنة من الخونة والعملاء فإن زاد الضغط الشعبي عليها لا سيما بعد سفك الدماء وإزهاق الأرواح عادت لتصف ما يجري بأنه مؤامرة خارجية كبرى، وسفكت المزيد من الدماء فإذا وجدت أن مزاعمها وأراجيفها وأكاذيبها لم يصدقها الداخل أو الخارج أخذت تعلن عن إصلاحات سبق لأهل الرأي أن طالبوا بها قبل عشرات السنوات فلم تأبه الأنظمة بمطالباتهم المشروعة وإنما كان جزاؤهم الردع بجميع أشكاله الثابتة والمنقولة، معتقدة أن الإعلان عن الإصلاحات التي تقدمها «بالقطارة» كاف لإنهاء كافة أنواع الاحتجاج والتظاهر، وأن في ذلك ما يؤمن لتلك الأنظمة البقاء لسنوات طويلة أخرى، ولكن جميع مزاعم الإصلاحات التي تعلن تحت سنابك المظاهرات قلما يكون لها ما يرجى من تأثيرات، لأن مطالب المحتجين الذين سالت دماؤهم وأسر الذين فقدوا أرواحهم وهم يطالبون بالكرامة والحرية والإصلاح العام تكون قد تجاوزت تلك المزاعم الإصلاحية إلى ما هو أعلى وأغلى، وهكذا تكون نتائج تأخر الإصلاحات وخيمة العاقبة وغالية الثمن، خاصة إذا ما تم مقاومتها بالقمع الشديد ولو عقل القائمون على تلك الأنظمة وفهموا أن للتاريخ حركة لا يمكن أن تصد أو ترد لتحركوا قبلها فنجوا وأنجوا أوطانهم من أخطار التمزق والفتن والاضطراب والفوضى ولكن البصائر العمياء تظل عمياء والقلوب الغلف تظل صماء والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون!!