- الثلاثاء مايو 17, 2011 11:55 pm
#35736
شبكة البصرة
السيد زهره
تحدثت في المقال السابق بشيء من التفصيل عن الحملة السياسية والاعلامية المشبوهة التي تعرضت لها البحرين في الايام الماضية بعد صدور حكم محكمة السلامة الوطنية في قضية قتل الشرطيين الشهيدين. واوضحت كيف ان هذه الحملة التي تشارك فيها منظمات دولية وصحف وايضا بعض المسئولين، قامت على معلومات مغلوطة وروجت لآراء مضللة، ليس فيما يتعلق بالقضية وحكم المحكمة وحسب، وانما عن الوضع في البحرين بصفة عامة.
والذي يتاح له ان يتابع هذه الحملة، ويقرا نصوص هذه التقارير والمقالات، التي قرات شخصيا كما ذكرت بالأمس اكثر من 20 منها، سوف يلاحظ فورا اربعة امور تبدو غريبة لأول وهلة:
الامر الاول : ان هذه التقارير والمقالات تردد المزاعم نفسها، والمعلومات المغلوطة المضللة نفسها، والآراء المشبوهة نفسها، واحيانا بنفس الكلمات والعبارات.
والأمر الثاني : ان هذه التقارير والمقالات تعتمد فيما تورده من معلومات وما تبديه من آراء، على تصريحات او معلومات من نفس الاشخاص في البحرين، واحيانا بنفس النص، وتقدمها على اعتبار انها حقائق عما يجري في البحرين.
والأمر الثالث : انها كلها تقريبا تتجاهل تجاهلا تاما تقديم أي معلومات، واي وجهات نظر اخرى، مناقضة لما تقدمه من معلومات خاطئة مضللة، وما تبديه من آراء مشبوهة.
والأمر الرابع : ان ما قدمته هذه التقارير والمقالات في الايام الماضية من معلومات مغلوطة وما قدمته من صورة لا علاقة لها بواقع ما يجري في البحرين، وهو ما فصلته في المقال الماضي، جاء في سياق التعليق على قضية لا تحتمل اصلا كل هذا التشويه وكل هذا التحامل. اعني ان القضية، قضية جريمة القتل البشعة للشرطيين الشهيدين والحكم الذي صدر فيها لا يمكن ان تكون موضعا او سببا للهجوم على البحرين من جانب أي احد، كاتبا او مسئولا، مهما كانت وجهات نظره السياسية ازاء ما يجري في البحرين.
حرصت على تسجيل هذه الملاحظات الاربع لاننا اذا تأملناها معا سوف نكتشف على الفور اننا ازاء حملة سياسية واعلامية منظمة ومشبوهة. مشبوهة بمعنى انها لا تنشد الحقيقة، ولا يسعى اصحابها الى التعبير عن آراء يعتقدون انها صحيحة او منصفة، وانما هم يتعمدون التشويه وتحريف الحقائق فيما يتعلق بالوضع في البحرين.
كيف يمكن ان نفسر هذا؟
كيف نفسر اقدام منظمات دولية وصحف غربية معروفة واحيانا مسئولين غربيين، على شن هذه الحملة وتشويه حقيقة الاوضاع في البحرين على هذا النحو؟
الجهل لا يمكن ان يكون تفسيرا. أي لا يمكن ان يكون كل هذا التشويه، ناتجا عن عدم معرفة بحقيقة الاوضاع في البحرين او بغياب المعلومات عن الذين يشنون هذه الحملة.
أي منظمة دولية، واي صحيفة محترمة تنشد الحقيقة فعلا عليها ان تسعى اليها، وتستطيع ذلك لو ارادت. وعلى الاقل، المفروض مهنيا واخلاقيا حين التعرض للوضع في البحرين في تقرير او في مقال، الحرص على تقديم مختلف وجهات النظر، ومختلف الآراء بشكل متوازن.
لكن الجهات التي تشن هذه الحملة لا تفعل ذلك، لأنها ببساطة لا تريد. هي تتعمد التشويه على هذا النحو الذي تعبر عنه في تقاريرها ومقالاتها.
مرة اخرى، لماذا تفعل هذا؟
قبل كل شيء، كثير من هذه المنظمات الدولية ترتبط بعلاقات مشبوهة مع دول ومع منظمات سياسية. وهذه المنظمات تعبر فيما تتخذه من مواقف وما تصدره من تقارير عن الاجندات السياسية لهذه الدول والمنظمات، وتكيف تقاريرها ومواقفها على هذا الاساس.
من جانب آخر، بعض الدول الكبرى، والتي من المفروض انها دول صديقة للبحرين ولدول مجلس التعاون، لديها بالطبع حساباتها واجنداتها الخاصة.
وهذه الدول تعتبر مثلا انه ليس من مصلحتها ان تتعافى البحرين ودول مجلس التعاون من ازماتها تماما. ترى ان من مصلحتها ان تبقى الاوضاع متوترة والصراعات الداخلية محتدمة.
وفي هذا الاطار، نستطيع ان نفهم لماذا تحرص هذه الدول على ان تبقي علاقاتها جيدة مع الحكومات، لكن في نفس الوقت تبقي قنوات اتصالاتها مفتوحة وعلاقاتها قائمة مع القوى المعارضة للحكومة.
بعبارة اخرى، هذه الدول والمنظمات تشن هذه الحملة وتتخذ مثل هذه المواقف كأداة ابتزاز لحكومة البحرين.
القضية الاساسية هنا التي لا بد من التنبيه اليها، هي ان البحرين لا يمكن ان تبني سياستها او تحدد مواقفها ازاء مختلف الاوضاع المحلية او الخارجية كرد فعل لهذا الابتزاز، او لهذه الحملة المشبوهة.
بعبارة اوضح، بعد محاولة الانقلاب الطائفي الذي شهدته البحرين، فان القيادة لها ان تتخذ ما تراه من اجراءت، وان تتبع ما تراه من سياسات تحفظ الوطن والشعب، بغض النظر عن هذه الحملات الخارجية المشبوهة.
المبدأ هنا واضح.. امن البحرين وشعبها، اولا وثانيا وثالثا.. واخيرا.
لكن هذا لا يعني بالطبع التقاعس عن مواجهة هذه الحملات بشكل فاعل ومدروس.
ولنا في مقال آخر وقفة مع هذه المواجهة.
شبكة البصرة
الاثنين 28 جماد الاول 1432 / 2 آيار 2011
[/size]
شبكة البصرة
السيد زهره
تحدثت في المقال السابق بشيء من التفصيل عن الحملة السياسية والاعلامية المشبوهة التي تعرضت لها البحرين في الايام الماضية بعد صدور حكم محكمة السلامة الوطنية في قضية قتل الشرطيين الشهيدين. واوضحت كيف ان هذه الحملة التي تشارك فيها منظمات دولية وصحف وايضا بعض المسئولين، قامت على معلومات مغلوطة وروجت لآراء مضللة، ليس فيما يتعلق بالقضية وحكم المحكمة وحسب، وانما عن الوضع في البحرين بصفة عامة.
والذي يتاح له ان يتابع هذه الحملة، ويقرا نصوص هذه التقارير والمقالات، التي قرات شخصيا كما ذكرت بالأمس اكثر من 20 منها، سوف يلاحظ فورا اربعة امور تبدو غريبة لأول وهلة:
الامر الاول : ان هذه التقارير والمقالات تردد المزاعم نفسها، والمعلومات المغلوطة المضللة نفسها، والآراء المشبوهة نفسها، واحيانا بنفس الكلمات والعبارات.
والأمر الثاني : ان هذه التقارير والمقالات تعتمد فيما تورده من معلومات وما تبديه من آراء، على تصريحات او معلومات من نفس الاشخاص في البحرين، واحيانا بنفس النص، وتقدمها على اعتبار انها حقائق عما يجري في البحرين.
والأمر الثالث : انها كلها تقريبا تتجاهل تجاهلا تاما تقديم أي معلومات، واي وجهات نظر اخرى، مناقضة لما تقدمه من معلومات خاطئة مضللة، وما تبديه من آراء مشبوهة.
والأمر الرابع : ان ما قدمته هذه التقارير والمقالات في الايام الماضية من معلومات مغلوطة وما قدمته من صورة لا علاقة لها بواقع ما يجري في البحرين، وهو ما فصلته في المقال الماضي، جاء في سياق التعليق على قضية لا تحتمل اصلا كل هذا التشويه وكل هذا التحامل. اعني ان القضية، قضية جريمة القتل البشعة للشرطيين الشهيدين والحكم الذي صدر فيها لا يمكن ان تكون موضعا او سببا للهجوم على البحرين من جانب أي احد، كاتبا او مسئولا، مهما كانت وجهات نظره السياسية ازاء ما يجري في البحرين.
حرصت على تسجيل هذه الملاحظات الاربع لاننا اذا تأملناها معا سوف نكتشف على الفور اننا ازاء حملة سياسية واعلامية منظمة ومشبوهة. مشبوهة بمعنى انها لا تنشد الحقيقة، ولا يسعى اصحابها الى التعبير عن آراء يعتقدون انها صحيحة او منصفة، وانما هم يتعمدون التشويه وتحريف الحقائق فيما يتعلق بالوضع في البحرين.
كيف يمكن ان نفسر هذا؟
كيف نفسر اقدام منظمات دولية وصحف غربية معروفة واحيانا مسئولين غربيين، على شن هذه الحملة وتشويه حقيقة الاوضاع في البحرين على هذا النحو؟
الجهل لا يمكن ان يكون تفسيرا. أي لا يمكن ان يكون كل هذا التشويه، ناتجا عن عدم معرفة بحقيقة الاوضاع في البحرين او بغياب المعلومات عن الذين يشنون هذه الحملة.
أي منظمة دولية، واي صحيفة محترمة تنشد الحقيقة فعلا عليها ان تسعى اليها، وتستطيع ذلك لو ارادت. وعلى الاقل، المفروض مهنيا واخلاقيا حين التعرض للوضع في البحرين في تقرير او في مقال، الحرص على تقديم مختلف وجهات النظر، ومختلف الآراء بشكل متوازن.
لكن الجهات التي تشن هذه الحملة لا تفعل ذلك، لأنها ببساطة لا تريد. هي تتعمد التشويه على هذا النحو الذي تعبر عنه في تقاريرها ومقالاتها.
مرة اخرى، لماذا تفعل هذا؟
قبل كل شيء، كثير من هذه المنظمات الدولية ترتبط بعلاقات مشبوهة مع دول ومع منظمات سياسية. وهذه المنظمات تعبر فيما تتخذه من مواقف وما تصدره من تقارير عن الاجندات السياسية لهذه الدول والمنظمات، وتكيف تقاريرها ومواقفها على هذا الاساس.
من جانب آخر، بعض الدول الكبرى، والتي من المفروض انها دول صديقة للبحرين ولدول مجلس التعاون، لديها بالطبع حساباتها واجنداتها الخاصة.
وهذه الدول تعتبر مثلا انه ليس من مصلحتها ان تتعافى البحرين ودول مجلس التعاون من ازماتها تماما. ترى ان من مصلحتها ان تبقى الاوضاع متوترة والصراعات الداخلية محتدمة.
وفي هذا الاطار، نستطيع ان نفهم لماذا تحرص هذه الدول على ان تبقي علاقاتها جيدة مع الحكومات، لكن في نفس الوقت تبقي قنوات اتصالاتها مفتوحة وعلاقاتها قائمة مع القوى المعارضة للحكومة.
بعبارة اخرى، هذه الدول والمنظمات تشن هذه الحملة وتتخذ مثل هذه المواقف كأداة ابتزاز لحكومة البحرين.
القضية الاساسية هنا التي لا بد من التنبيه اليها، هي ان البحرين لا يمكن ان تبني سياستها او تحدد مواقفها ازاء مختلف الاوضاع المحلية او الخارجية كرد فعل لهذا الابتزاز، او لهذه الحملة المشبوهة.
بعبارة اوضح، بعد محاولة الانقلاب الطائفي الذي شهدته البحرين، فان القيادة لها ان تتخذ ما تراه من اجراءت، وان تتبع ما تراه من سياسات تحفظ الوطن والشعب، بغض النظر عن هذه الحملات الخارجية المشبوهة.
المبدأ هنا واضح.. امن البحرين وشعبها، اولا وثانيا وثالثا.. واخيرا.
لكن هذا لا يعني بالطبع التقاعس عن مواجهة هذه الحملات بشكل فاعل ومدروس.
ولنا في مقال آخر وقفة مع هذه المواجهة.
شبكة البصرة
الاثنين 28 جماد الاول 1432 / 2 آيار 2011
[/size]