(1)
من حولي ضجيج رائع .. ولكنه يبقى ” ضجيجا ً ” !
يبدأ الضجيج حول ” قضية رأي عام ” ما …
تعلو كافة الأصوات من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، دون أن تمر على الوسط !
بعد فترة تخفت الأصوات .. أو يسرقها ” ضجيج ” آخر ، يتجه صوب “قضية رأي عام” جديدة !
(2)
” الضجيج ” يسيطر على كافة المنابر ، و” الهدوء ” العاقل لا منبر له !
(3)
لـ ” الضجيج ” نجومه وأبطاله
تلفتوا حولكم.. ستعرفونهم واحداً .. واحدة …
جميعهم يقفون بجانب الضجة (أياً كان مصدرها) ليلتقطوا الصور التذكارية معها !
(4)
الهدوء .. يحتاج إلى الكثير ..
” الضجيج ” يكفي لإتقانه أن تمتلك موهبة الصراخ !
(5)
حرية الضجيج ، تقول لك :
اصرخ كما تشاء .. والوضع سيظل كما هو !
لن يُسجن السارق ، ولن يُقدم الفاسد للقضاء ، ولن يتغيّر المسؤول .
(6)
الضجيج : مُخدر !
يُشعرك أن الأشياء تتحرك ، وهي ثابتة .
يُشعرك أن الأشياء تتغيّر ، وهي جامدة .
يُشعرك أن (البلد ماشي.. والشغل ماشي.. ولا يهمك…) !!
(7)
تعالوا لنستعيد كل ” ضجة ” حدثت خلال هذا العام ، أياً كان شكلها
ومضمونها واتجاهها … ما هي النتيجة ؟… لا شيء !!
هذه بالضبط هي ” حرية الضجيج ” ..
قل كل شيء ، ولن تحصل على أي شيء !
(8)
في ” حرية الضجيج ” نتباهى بارتفاع السقف قليلا !..
وننسى أن نسأل :
أين هي هذه ” الأعمدة ” التي ترفع هذا ” السقف ” وتحميه ؟!
هذا السقف المُرشح - في أي لحظة - للسقوط على رؤوسنا جميعا .
(9)
و..
كل “ضجة” وحناجركم بخير!
محمد الرطيان