- السبت مايو 28, 2011 4:16 am
#36527
بريطانيا والإمبريالية الجديدة
عرفت السياسة والأيديولوجية للتوسعات الاستعمارية الأوروبية بين سنة 1870 وعام اشتعال الحرب العالمية الأولى في 1914 "بالإمبريالية الجديدة ". ميز هذه الفترة السعي الغير مسبوق إلى ما عرف "بالإمبراطورية من أجل الإمبراطورية " والمنافسة العدائية لاكتساب أراضي ما وراء البحار وما ظهر في البلاد المستعمرة من مبدأ الفوقية العرقية التي رفضت إخضاع الشعوب للحكم الذاتي. أثناء هذه الفترة أضافت القوى الأوروبية ما يقارب من 8،880،000 ميل مربع (23،000،000 كيلو متر مربع) لممتلكاتها المستعمرة في ما وراء البحار. ولخلو أفريقيا من السيطرة الغربية في أواخر 1880، أصبحت الهدف الرئيسي للتوسع الإمبريالي "الجديد"، على رغم من أن الغزو تم في مناطق أخرى كذلك – وما هو جدير بالذكر منها جنوب شرق آسيا والشاطئ الآسيوي الشرقي، حيث انضمت اليابان للقوى الأوروبية المتحدة للأرض. كان دخول بريطانيا في العصر الإمبريالي الجديد مؤرخ إلى سنة 1875، عندما اشترت الحكومة المحافظة لبينجامين ديزرائيلي مساهمة الحاكم المصري المدين إسماعيل في قناة السويس لضمان السيطرة على قناة إستراتيجية مثل هذه، فهي قناة للشحن بين بريطانيا والهند منذ افتتاحها قبل ست سنوات تحت حكم نابليون الثالث. انتهت السيطرة التجارية الانجلو فرنسية المشتركة على مصر في الاحتلال البريطاني في سنة 1882.
شكل الخوف من قرون التوسع جنوبا لروسيا عاملا أخرا في السياسة البريطانية : في سنة 1878 سيطرت بريطانيا على قبرص كقاعدة للعمليات ضد الهجوم الروسي على الإمبراطورية العثمانية، بعد مشاركتها في حرب الكريمين في 1854- 56 وغزو أفغانستان لإحباط التأثير الروسي المتزايد هناك. شنت بريطانيا ثلاثة حروب دموية وفاشلة في أفغانستان، منها الثورات الشعبية الضارية، ولكن التحريض على الجهاد والأراضي الغامضة في أفغانستان أحبطت الأهداف البريطانية. أدت الحرب الأنجلو أفغانية الأولى إلى هزيمة مروعة للقوى العسكرية الفكتورية عندما زود الروسيون قبيلة البشتون الأفغانية خلال الانسحاب في 1842 من كابول مما أدى إلى محي الجيش البريطاني بأكمله. أدت الحرب الانجلو أفغانية الثانية إلى British débâcle أي الانحلال البريطاني في ميواند في سنة 1880، بحصار كابول والانسحاب البريطاني إلى الهند. أما الحرب الأنجلو أفغانية الثالثة في سنة 1919 فقد أشعلت ثورة قبلية ضد القوة العسكرية البريطانية المنهكة في أعقاب الحرب العالمية الأولى وطردت البريطانيين نهائيا من الدولة الأفغانية الجديدة. انتهت "اللعبة الكبيرة" في داخل آسيا بحملة بريطانية دموية ضد التبت في 1903- 04. في الوقت نفسه، كان جوزيف تشامبيرلين كمثال لبعض اللوبيات الصناعية القوية وقواد الحكومة في بريطانيا، فقد جاء لعرض إمبراطورية رسمية كضرورة لإيقاف الانحدار النسبي لبريطانيا في أسواق العالم. أثناء سنة 1890 تبنت بريطانيا السياسة الجديدة بإخلاص، وبسرعة ظهرت كجبهة عداء في المنافسة من أجل الأراضي الأفريقية الاستوائية. ربما ينظر إلى تبني بريطانيا للإمبريالية الجديدة كبحث لأسر الأسواق أو الحقول من أجل استثمار الفائض من رأس المال، أو كإستراتيجية مبدئية أو كمحاولة لحماية الروابط التجارية الموجودة ومنع امتصاص أسواق ما وراء البحار إلى التكتلات التجارية الإمبريالية المغلقة المتزايدة في القوة التنافسية. أدى الفشل في سنة 1900 لحملة إصلاح التعريفة لتشامبيرلين للحماية الإمبريالية إلى إظهار قوة الشعور بالتجارة الحرة حتى في وجه خسارة المشاركة في السوق الدولي. يقول المؤرخون أن تبني بريطانيا "للإمبريالية الجديدة " كان كنتيجة لسقوطها النسبي في العالم وليس كنتيجة لقوتها.
السياسة الاستعمارية البريطانية
كانت السياسة الاستعمارية البريطانية مشدودة بشكل كبير إلى المصالح التجارية البريطانية دائما. بينما طور مستوطن الاقتصاد البنية التحتية لدعم الإنماء المتوازن، وجدت بعض الأراضي الأفريقية الاستوائية نفسها قد تطورت فقط كمزودة للمواد الخام. اعتمدت السياسة البريطانية على ميزة نسبية تترك العديد من الاقتصاد المطور معتمد بشكل خطير على أحد المحاصيل النقدية، التي استوردها الآخرون إلى بريطانيا أو إلى المستوطنات البريطانية الخارجية. الاتكال على التلاعب بالصراع بين الأعراق والأديان والهويات العرقية من أجل حفظ موضوع السكان من الاتحاد ضد القوة المحتلة – الإستراتيجية المعروفة "بفرق تسد " – مما ترك شرعية التقسيم و/أو المشاكل بين الطوائف في مناطق متنوعة مثل أيرلندا والهند وزيمبابوي والسودان وأوغندا.
عبد الله مطر محمد مروان
عرفت السياسة والأيديولوجية للتوسعات الاستعمارية الأوروبية بين سنة 1870 وعام اشتعال الحرب العالمية الأولى في 1914 "بالإمبريالية الجديدة ". ميز هذه الفترة السعي الغير مسبوق إلى ما عرف "بالإمبراطورية من أجل الإمبراطورية " والمنافسة العدائية لاكتساب أراضي ما وراء البحار وما ظهر في البلاد المستعمرة من مبدأ الفوقية العرقية التي رفضت إخضاع الشعوب للحكم الذاتي. أثناء هذه الفترة أضافت القوى الأوروبية ما يقارب من 8،880،000 ميل مربع (23،000،000 كيلو متر مربع) لممتلكاتها المستعمرة في ما وراء البحار. ولخلو أفريقيا من السيطرة الغربية في أواخر 1880، أصبحت الهدف الرئيسي للتوسع الإمبريالي "الجديد"، على رغم من أن الغزو تم في مناطق أخرى كذلك – وما هو جدير بالذكر منها جنوب شرق آسيا والشاطئ الآسيوي الشرقي، حيث انضمت اليابان للقوى الأوروبية المتحدة للأرض. كان دخول بريطانيا في العصر الإمبريالي الجديد مؤرخ إلى سنة 1875، عندما اشترت الحكومة المحافظة لبينجامين ديزرائيلي مساهمة الحاكم المصري المدين إسماعيل في قناة السويس لضمان السيطرة على قناة إستراتيجية مثل هذه، فهي قناة للشحن بين بريطانيا والهند منذ افتتاحها قبل ست سنوات تحت حكم نابليون الثالث. انتهت السيطرة التجارية الانجلو فرنسية المشتركة على مصر في الاحتلال البريطاني في سنة 1882.
شكل الخوف من قرون التوسع جنوبا لروسيا عاملا أخرا في السياسة البريطانية : في سنة 1878 سيطرت بريطانيا على قبرص كقاعدة للعمليات ضد الهجوم الروسي على الإمبراطورية العثمانية، بعد مشاركتها في حرب الكريمين في 1854- 56 وغزو أفغانستان لإحباط التأثير الروسي المتزايد هناك. شنت بريطانيا ثلاثة حروب دموية وفاشلة في أفغانستان، منها الثورات الشعبية الضارية، ولكن التحريض على الجهاد والأراضي الغامضة في أفغانستان أحبطت الأهداف البريطانية. أدت الحرب الأنجلو أفغانية الأولى إلى هزيمة مروعة للقوى العسكرية الفكتورية عندما زود الروسيون قبيلة البشتون الأفغانية خلال الانسحاب في 1842 من كابول مما أدى إلى محي الجيش البريطاني بأكمله. أدت الحرب الانجلو أفغانية الثانية إلى British débâcle أي الانحلال البريطاني في ميواند في سنة 1880، بحصار كابول والانسحاب البريطاني إلى الهند. أما الحرب الأنجلو أفغانية الثالثة في سنة 1919 فقد أشعلت ثورة قبلية ضد القوة العسكرية البريطانية المنهكة في أعقاب الحرب العالمية الأولى وطردت البريطانيين نهائيا من الدولة الأفغانية الجديدة. انتهت "اللعبة الكبيرة" في داخل آسيا بحملة بريطانية دموية ضد التبت في 1903- 04. في الوقت نفسه، كان جوزيف تشامبيرلين كمثال لبعض اللوبيات الصناعية القوية وقواد الحكومة في بريطانيا، فقد جاء لعرض إمبراطورية رسمية كضرورة لإيقاف الانحدار النسبي لبريطانيا في أسواق العالم. أثناء سنة 1890 تبنت بريطانيا السياسة الجديدة بإخلاص، وبسرعة ظهرت كجبهة عداء في المنافسة من أجل الأراضي الأفريقية الاستوائية. ربما ينظر إلى تبني بريطانيا للإمبريالية الجديدة كبحث لأسر الأسواق أو الحقول من أجل استثمار الفائض من رأس المال، أو كإستراتيجية مبدئية أو كمحاولة لحماية الروابط التجارية الموجودة ومنع امتصاص أسواق ما وراء البحار إلى التكتلات التجارية الإمبريالية المغلقة المتزايدة في القوة التنافسية. أدى الفشل في سنة 1900 لحملة إصلاح التعريفة لتشامبيرلين للحماية الإمبريالية إلى إظهار قوة الشعور بالتجارة الحرة حتى في وجه خسارة المشاركة في السوق الدولي. يقول المؤرخون أن تبني بريطانيا "للإمبريالية الجديدة " كان كنتيجة لسقوطها النسبي في العالم وليس كنتيجة لقوتها.
السياسة الاستعمارية البريطانية
كانت السياسة الاستعمارية البريطانية مشدودة بشكل كبير إلى المصالح التجارية البريطانية دائما. بينما طور مستوطن الاقتصاد البنية التحتية لدعم الإنماء المتوازن، وجدت بعض الأراضي الأفريقية الاستوائية نفسها قد تطورت فقط كمزودة للمواد الخام. اعتمدت السياسة البريطانية على ميزة نسبية تترك العديد من الاقتصاد المطور معتمد بشكل خطير على أحد المحاصيل النقدية، التي استوردها الآخرون إلى بريطانيا أو إلى المستوطنات البريطانية الخارجية. الاتكال على التلاعب بالصراع بين الأعراق والأديان والهويات العرقية من أجل حفظ موضوع السكان من الاتحاد ضد القوة المحتلة – الإستراتيجية المعروفة "بفرق تسد " – مما ترك شرعية التقسيم و/أو المشاكل بين الطوائف في مناطق متنوعة مثل أيرلندا والهند وزيمبابوي والسودان وأوغندا.
عبد الله مطر محمد مروان