منتديات الحوار الجامعية السياسية

خاص بالمشكلات السياسية الدولية
#25533
الحرب العالمية الأولى (1914-1918م)

الحرب العالمية الأولى هي الصراع الذي عصف بالعالم بدءاً من العام 1914م وانتهاءً بالعام 1918م، والذي نتج عن المنافسة بين الدول الاستعمارية الكبرى، ولقد أدّت الحرب إلى تغييرات جذرية في العالم، وإلى توازن غير مستقرّ اختلّ من جديد على نطاق واسع بعد 21 عاماً حين نشبت الحرب العالمية الثانية.

الأسباب الكامنة وراء اندلاع الحرب العالمية الأولى كثيرة ومتشعّبة، ويمكن إيجاز أبرزها على النحو التالي:

1 - المنافسة الاستعمارية بين الدول الأوروبية، لا سيما في مجال طموحها لكسب المزيد من المستعمرات.

2 - توازن القوى غير المستقر في أوروبا، وسيطرة ألمانيا على الألزاس واللورين إثر الحرب الفرنسية ـ البروسية (1870م)، وانقسام أوروبا إلى معسكرين رئيسيين: التحالف الثلاثي المكوّن من ألمانيا، والنمسا ـ هنغاريا، وإيطاليا، والحلف الثلاثي المكوّن من فرنسا وروسيا وبريطانيا.

3 - سباق التسلح بين القوى الأوروبية، الذي تنامى بفعل الحروب الصغرى التي نشبت في القارة الأوروبية قبيل الحرب العالمية الأولى كحرب البلقان، والاحتكاكات في المستعمرات.

4 - نمو الروح القومية، وخاصة في إمبراطورية النمسا ـ هنغاريا المكوّنة من عدة قوميات، وعلى أطرافها، لا سيما في البلقان.

ولقد جاء حادث اغتيال ولي عهد النمسا فرانز فرديناند في 28/6/مم1914م، على يد طالب صربي في سراييفو ليقوّض التوازن الأوروبي الدقيق. ولقد وجدت إمبراطورية النمسا ـ هنغاريا في ذلك الحادث ذريعة معتمدة في ذلك على الدعم الألماني، فوجّهت إنذاراً إلى الصرب مطالبة بشروط مذلة وشبه مستحيلة. وعلى الرغم من أن الصرب قبلت معظم الشروط النمساوية ـ الهنغارية، فلقد أعلنت الإمبراطورية الحرب عليها في 28/7/1914م.

وعندما بدأت روسيا بالتعبئة ضد النمسا ـ هنغاريا، أعلنت ألمانيا الحرب ضد روسيا في 1/8. غير أنها أعلنت الحرب كذلك على فرنسا في 3/8، وبدأت بغزوها عبر لوكسمبورغ وبلجيكا، وسرعان ما أعلنت بريطانيا الحرب على ألمانيا في 4/8، كما أعلنت النمسا ـ هنغاريا الحرب على روسيا. وبقيت إيطاليا لفترة على الحياد، في رغبةٍ منها لعدم الانجرار للوقوف مع أحد الأطراف قبل أن تتّضح حقيقة الموقف. كما كانت الولايات المتحدة في عزلة وراء البحار، أما تركيا العثمانية، المعادية تاريخياً لروسيا، والتي تنامت ارتباطاتها بألمانيا، فلم تدخل الحرب حتى 29/10، حين قام أسطولها بقصف الموانىء الروسية على البحر الأسود.

تواصلت الحرب لمدة أربع سنوات متواصلة، دون أن تسفر عن نتائج حاسمة، حتى سنتها الأخيرة عندما بدأ الميزان يميل لصالح دول الحلفاء ضد دول المحور.

وخلال تلك السنوات عرضت عدة محاولات هدنة أو سلام، حتى كان مطلع العام 1918 عندما حدّد الرئيس الأميركي ويلسون برنامجاً من 14 نقطة للسلام، ضمّنه مبادىء عامة من ضمنها حرية الملاحة في البحار، ونزع القيود على التجارة، وتخفيض التسلح، وإعادة الألزاس ـ اللورين إلى فرنسا وغيرها من التعديلات الإقليمية في أوروبا والعالم، وفي تلك الأثناء كان الألمان يحاولون حسم الحرب قبل أن تتمكن الولايات المتحدة من التأثير على مجراها.

غير أن الحلفاء تمكنوا في ذلك العام من تحقيق سلسلة نجاحات على الجبهة الغربية، حيث منيت القوات الألمانية بهزائم أدت إلى بداية تفككها. وفي 6/10 1918 واجه المستشار الألماني بادن الرئيس الأمريكي ويلسون بعقد هدنة على أساس برنامجه. غير أن ويلسون رفض الطلب. وفي 29/10، بدأت انتفاضة في ألمانيا قادها الشيوعيون واليساريون. وتمّ تشكيل حكومة اشتراكية أعلنت تحويل البلاد إلى جمهورية في 9/11.

وفي اليوم التالي فرّ القيصر الألماني إلى هولندا، وكانت مباحثات الهدنة قد بدأت في 7/11، وتمّ التوصل إلى اتفاقية في 11/11، تعهّد الألمان بموجبها بإخلاء كل الأراضي المحتلة والألزاس ـ اللورين والمناطق الألمانية غربي الرين، بالإضافة إلى ثلاث مناطق شرقي الرين يحتلها الحلفاء، وتسليم الحلفاء 5000 مدفع و25,000 رشاش وكل الغواصات والسفن القتالية الألمانية.

وكان النمساويون قد وقّعوا هدنة في 3/11 بعد أن مُنوا بهزائم كبيرة، كما تمكّن البريطانيون من الوصول إلى حلب في 25/10، واضطرت تركيا إلى توقيع هدنة في 30/10 في مودروس.

وفي 28/6/1919، تمّ الانتهاء من معاهدة فرساي التي تضمنت تجريد ألمانيا من مستعمراتها ومن الألزاس ـ اللورين ومن بوزن، ومن أجزاء من شلسفيغ وسيليزيا. كما فرضت عليها تعويضات بلغت 56 مليار دولار، وفرض عليها عدم التسلح.

ولقد أدّت الحرب العالمية الأولى إلى تغييرات جذرية في العالم، إذ اختفت أربع إمبراطوريات كبرى هي الألمانية والنمساوية ـ الهنغارية، والروسية، والعثمانية. وظهرت عدة دول جديدة وكيانات مستحدثة مكانها مثل فنلندا وأستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولونيا. وسلخت عن الإمبراطورية العثمانية مناطق واسعة كأرمينيا والبلاد العربية وتراقيا وأزمير، وفق معاهدة "سيفر"، كما أدّت الحرب إلى انتصار الثورة البلشفية في روسيا وظهور أول دولة اشتراكية في العالم.

ولقد خرجت بريطانيا وفرنسا بمكتسبات كبيرة إثر الحرب، وتعززت سيطرتها الاستعمارية على مناطق واسعة من العالم. وبالمقابل، عانت ألمانيا من أزمات سياسية واقتصادية بالغة الأهمية، ساهمت في التمهيد أمام ظهور النازية، ولم يستمر التوازن الذي نجم عن الحرب العالمية الأولى لفترة طويلة بعد انتهائها. إذ انهار في العام 1939 مع اندلاع الحرب العالمية الثانية.

ولقد تمّ تعبئة حوالي 65 مليون جندي في مختلف الجيوش المشاركة في الحرب، وبلغ عدد القتلى العسكريين الذين سقطوا إبان المعارك أكثر من 8 ملايين جندي، كما قُدّرت الكلفة الاقتصادية للحرب بحوالي 281,887 مليون دولار، حسب عملة تلك الأيام.
#28079

حرب الغواصات والولايات المتحدة:

خلال عام 1916 وقعت حرب بحرية في بحر الشمال بين الاسطول الالماني والانجليزي عرفت باسم "جاتلاند" خرج خلالها الأسطول الألماني من موانيه لمقاتلة الأسطول الإنجليزي على أمل رفع الحصار البحري المفروض على ألمانيا، ولم تكن المعركة حاسمة إذ انسحب الألمان على الرغم من أنهم قد ألحقوا بالأسطول الإنجليزي خسائر كبيرة، ولجأ الألمان في تلك الفترة إلى "حرب الغواصات" بهدف إغراق أية سفينة تجارية دون سابق إنذار، لتجويع بريطانيا وإجبارها على الاستسلام، غير أن هذه الحرب استفزت الولايات المتحدة، ودفعتها لدخول الحرب في أبريل 1917 ، خصوصًا بعد أن علمت أن الألمان قاموا بمحاولة لإغراء المكسيك لكي تهاجم الولايات المتحدة في مقابل ضم ثلاث ولايات أمريكية إليها.
وكانت الولايات المتحدة قبل دخولها الحرب تعتنق مذهب رئيس أمريكي الذي يقوم على عزلة أمريكا في سياستها الخارجية عن أوروبا، وعدم السماح لأية دولة أوروبية بالتدخل في الشؤون الأمريكية، غير أن القادة الأمريكيين رؤوا أن من مصلحة بلادهم الاستفادة من الحرب عن طريق دخولها.
وقد استفاد الحلفاء من الإمكانات والإمدادات الأمريكية الهائلة في تقوية مجهودهم الحربي، واستطاعوا تضييق الحصار على ألمانيا على نحو أدى إلى إضعافها.

By العمدة
#34354
نعم استفدت كثيرا من كلامك لان التاريخ يعيد نفسه ومن المهم ان يتعلم الحروب التي مظت للإستفاده منها في الحاضر من ناحية التخطيط والخداع ومعرفة اسباب الإنتصار
شكرا على موضوعك الرائع