- السبت مايو 28, 2011 12:45 pm
#36760
عيدي أمين دادا (عاش بين 1925 -تقريبا[1]- و16 أغسطس 2003) يعرف باسم عيدي أمين، هو الدكتاتور العسكري ورئيس أوغندا في الفترة ما بين 1971 و1979، انضم إلى قوات Regiment الاستعمار البريطاني العسكرية، في كتائب البنادق الإفريقية الملكية (KAR)ء King's African Rifles، في النهاية احتل رتبة اللواء وقائد الجيش الأوغندي في عام 1946. استخدم القوة في الانقلاب العسكري[2] في يناير 1971، وعزل الرئيس ملتون أوبوتي. تميز حكمه بانتهاك لحقوق الإنسان، القمع السياسي، الاضطهاد العرقي، والقتل غير القانوني وإجلاء الآسيويين من أوغندا[3]. عدد القتلى نتيجة حكمه غير معروف؛ لكن تقديرات المراقبين الدوليين ومنظمات حقوق الإنسان هي ما بين 100.000[4] إلى 500.000 قتيل.
منذ 1977 حتى 1979، لقب أمين نفسه "بصاحب السعادة His Excellency، الرئيس لأجل الحياة[5] President for Life، المارشال[6] Field Marshal، الحاج الدكتور[7] عيدي أمين دادا، صليب النصر[8] VC، قاهر الإمبراطورية البريطانية".[9] عام 1975-1976 أصبح أمين رئيس منظمة الوحدة الإفريقية، وهي مجموعة لعموم الأفريقيين تهدف إلى تعزيز التضامن بين الدول الأفريقية. في الفترة ما بين 1977-1979 عينت أوغندا إلى لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.
ملقب بـ"آخر ملوك اسكتلندا" وذلك لإعجابه الشديد باسكتلاندا ومحاولته الاقتداء ببروتوكولات العائلات المالكة، شابت فترة حكمه الصراعات الأهلية الشديدة بين الأعراق المختلفة بأوغندا وشهد عصره عنفاً مستمراً واغتيالاتٍ للمنافسين السياسيين، اتهم من القوى الغربية بالديكتاتورية، يقدر عدد القتلى في فترة حكمه ما بين 80 ألفاً و 500 ألف على حسب تقديرات المنظمات الغربية وتشكك منظمات أخرى بذلك في إطار التسييس "البروباجندا" ضده.
قام عيدي أمين في فترة ما من فترات حكمه بماكان يعتقد أنها سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية وكان منها أن قرر إبعاد الهنود الذين كانوا قد جاؤا إلى البلاد مع البريطانيين وبدؤا يؤسسون مجموعة من الأنشطة التجارية والأعمال والمشروعات المختلفة، وأصبح لديهم باع في الاقتصاد الأوغندي, أبعدهم الجنرال أمين وأختار معظمهم بريطانيا كوجهة بديلة عن أوغندا والتي رحبت بهم ومنحتم التسهيلات في قضية أصبحت تعرف فيما بعد في بريطانيا بقضية الهنود الأوغنديين.
تم ابعاده إلى السعودية بعد سقوط سلطته وعاش في مدينة جدة حيث توفي هناك عام 2003[10].
--------------------------------------------------------------------------------
عيدي أمين، الرئيس اليوغندي المفترى عليه
إن الغرب يملك من وسائل الدعاية المختلفة ما يقلب به الأكاذيب الى حقائق و ما يجعل الإنسان يتخيل الباطل حقا والحق باطلا .
كما أنهم يعتمدون فى سياساتهم مع الشعوب الأخرى وحتى مع شعوبهم أحيانا إلى المكافيليه أي يحترفون النفاق العملي أسلوبا لتعاملهم مع الآخرين وخاصة الشعوب المسلمة.
ونحن نملك مع الأسف قلوبا وعقولا مهيأة لقبول ما يصدر من هذه الأجهزة الدعائية التي تحترف الكذب الصراح ولا تقيم للصدق أي وزن ولا تعبر للحق ـ و إن كان بواحا ـ أي اهتمام .
فدأبوا منذ نهضتهم الحديثة فى أواسط القرن التاسع عشر بغزو عقولنا وتسميم أفكارنا قبل الغزو العسكري على ديارنا، بداً ببعث جيوش من المستشرقين إلى أنحاء الوطن الإسلامي منتحلين كذبا وزورا بصفات علماء مسلمين بل وبمصلحين من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ليلتف حولهم المسلمون الذين يوالون لهذا البيت الشريف، ليتمكنوا بعد ذلك من تنفيذ دسائسهم ومخططات بلادهم الاستعمارية . وتلك حقبة من الزمن لها فصولها وتأثيراتها العميقة على الأمة الإسلامية جمعاء.
فمن هؤلاء من فشل في مهمته ومنهم من حقق أهدافه .
و مرورا بالغزو العسكري الذي احتل معظم بلاد المسلمين فى المغرب والمشرق ، ووصولا إلى استخدام ما أنتجته مصانعهم من وسائل الإعلام الجبارة والمتنوعة لقلب الحقائق وتزيف الأحداث بل وصنع أحداث لم تقع أصلا وليس لها وجود أساسا لتحقيق مأربهم ووصول غاياتهم كما هو الشأن في صناعة الأزمة في دارفور في السودان و ما عرف بقضية الحادي عشر من سبتمبر وهلم جر.
ومن هذا الباب ما حدث للرئيس الأوغندي المسلم الراحل الحاج عيدي أمين رحمه الله ،
فعيدى أمين ولد من أسرة أوغندية مسلمة وكان نشطا حيويا اجتماعيا مفرطا في الذكاء طموحا عزيز النفس شجاعا إلى حد التهور كريما منصفا متمسكا بدينه وداعيا إليه ومتعصبا له .
و هو أصبح جنديا في الجيش البريطاني في عهد الاستعمار ثم في الجيش الأغندي بعد الاستقلال وترقي حتى وصل إلى أعلا رتبة في هذا الجيش لجدارته وحيويته واستقامته ومهنيته العالية .
وكان الرئيس الأغندي الأسبق يتوجس خيفة من اللواء عيدي أمين من أجل سمعته الطيبة في الجيش الأغندي وعلاقته القوية بالأقلية المسلمة في أغندا وكان قد سبق لهذا الرئيس أن أقال الجنرال شعبان الذي كان قائدا للجيش واعتقله خوفا من أن ينقلب عليه فتوترت العلاقات بينه وبين الجنرال عيدي أمين باعتبار أنه اعتقل جنرالا مسلما مثله بغير سبب وجيه .
وفي يوم من الأيام أراد الرئيس مبوتو أن يكيد لعيدي أمين مدبرا لاعتقاله فاستدعاه إلى قصر الرئاسة ولكن اللواء أمين علم المؤامرة من مصادره الخاصة وعند ذلك اتخذ عيدي أمين قرارا بالانقلاب على هذا الرئيس المتآمر والعميل للبريطانيين من الناحية الأخرى فاستولى على الحكم وكان ذلك في عام 1970 من القرن الماضي وهو عصر الانقلابات العسكرية في إفريقيا والعالم العربي بصفة خاصة أو ما يسمى بالعالم الثالث بصفة عامة.
إلا أن انقلاب عيدي أمين ووجه من قبل الغربى المسيحي الاستعماري وعلى رأسهم بريطانيا وأمريكا بحالة من الهلع والهستيريا غير العادية و استنفروا كل طاقاتهم وما يملكونه من قوة ونفوذ لإسقاط عيدي أمين وبثوا في أجهزتهم الإعلامية الهائلة أكاذيب ما أنزل الله بها من سلطان ولا أساس لها من الصحة حول هذا الرجل وراجعوا قاموس الرذيلة وما بذي من الألفاظ فلم يتركوا منها شيئا إلا ونسبوه إليه حتى اتهموه بأنه من أكلة لحوم البشر وإتباع أساليب بهيمية في نزعاته الجنسية وغير ذلك من كل ما هو قبيح وفاحش هو برئ منه براء الذئب من دم ابن يعقوب.
ولكن الرئيس عيدى أمين كان سابقا عصره وفريدا في نوعه و مختلفا عن نظرائه من الانقلابيين الذين عاصروه فقرر أن تستقل بلاده عن الاستعمار الغربي والبريطاني خاصة استقلالا حقيقيا، لا صوريا في الاقتصاد والسياسة وفي شؤونها كافة.
فوجد أن اقتصاد البلد في أيدي حفنة من بقايا الاستعمار من الهنود البريطانيين الإقطاعيين وبعض شركائهم الأوربيين فطلب من هؤلاء الهنود أن يأخذوا الجنسية الأغندية بدل البريطانية وأن يؤدوا الضريبة العادية إلى البلاد التي يأكلون خيراتها ويعيشون فيها فقابلوا هذا الأمر بالرفض الساخر متعززين بجنسيتهم البريطانية .
فالمملكة البريطانية هي صاحبة القرار في أغندا كما يتخيلون غير مدركين أن عيدي أمين غير مبوتو وغير جومو كنياتا وغير معظم الرؤساء الأفارقة والعرب المعاصرين. فأعطاهم مهلة لتعديل أوضاعهم وترتيب أمورهم مؤكدا لهم أن هذا القرار سيادي لا رجعة فيه. ولكنهم لم يأخذوا هذا الأمر بالجدية الكافية ، لأن شياطينهم في بريطانيا يوحون إليهم هكذا .
فأمر بطردهم من البلاد ومصادرة أموالهم التي لا يمكن نقلها كالعقارات والمزارع ونحوها التي تم توزيعها على المواطنين الأغنديين دون أن يفرق فى ذلك بين مسلم ومسيحي ووثني.
فحاربوه بكل الوسائل وحاصروه اقتصاديا عن طريق الدول المجاورة واتبعوا في ذلك أساليب غاية في الخسة والدناءة من بينها ـ بعد منع الضائع المستوردة والعزوف عن استيراد البضائع الأغندية ـ أنهم أقاموا مراكز في كل الحدود الأغندية وخاصة مع كينيا وتنزانيا وزائير لجمع العملة الأغندية المعدنية حتى يضطر الناس بشراء ما قيمته نصف شلنغ بخمسة شلنغات ورقية لانعدام العملة المعدنية ثم بدؤ بعد ذلك بتهريب وجمع العملة الورقية لنفس الغرض وكان من الأمور المعتادة للقادم من و إلى أوغندي من حدود هذه الدول أن يرى هؤلاء المهربين وهم يجمعون هذه العملة ويشترونها بإضعاف قيمتها من العملات الأخرى حتى تنعدم في السوق الأغندية وحتى لو أعيد طبعها فسيهربونها مرة أخرى وثالثة ورابعة إلى خارج السوق الأغندي.
وسخروا لتنفيذ ذلك ميزانيات ضخمة وفرغوا لهذه المهمة القذرة جيشا من الهنود الذين تم طردهم وبعض العملاء الأفارقة وذلك بهدف خلق أزمة مالية يثور بعدها الشعب على حكم الرئيس الذي أحبه المسيحيون قبل المسلمين لعدالته في توزيع الثروة بين الجميع دون تميز وتحرير الجميع من ربقة الاستعمار البغيض .
ومن اللافت في هذا المجال أي مجال التحرير الإنسان الأغندي من التبعية أن الرئيس عيدي أمين تجول على الكنائس المقامة في البلاد فوجد أن رؤسائها من البيض ولا يوجد إفريقي واحد يتولى رئاسة كنيسة واحدة فسأل رئيس القساوسة في أغندا عن هذا الأمر : قائلا أن عنصريتكم لم تسلم منها حتى الكنائس ألا يسمح نظامكم الكنسي أن يتولى الأفارقة رئاسة الكنيسة؟ فقال نعم فقال له لم لا يتولى نائبك الإفريقي الرئاسة؟
فذكر له أن الأمر يحتاج إلى إجراء معين فقال له الرئيس عيدي أمين أنا رئيس البلاد وأصدر أمرا يتولى الأفريقي بدلا من رئاستك، فانبسط لذلك المسيحيون في إنحاء البلاد وحتى في البلاد المجاورة التي كانت تعانى في ذلك الوقت من نظام الفصل العنصري.
ومن مناقب الرئيس عيدي أمين التي لا تنسى أن عدد المسلمين في أغندا تضاعف في عهده من أقلية تشكل 18% من السكان إلى نصف السكان أو أكثر لدعوته الخالصة إلى الإسلام . وكان بعض الناس يعتقد وكاتب المقال منهم أن الكم الهائل ممن اعتنقوا الإسلام من الأغندين اسلموا من أجل عيدي أمين مجاملة او خوفا وأنهم بزواله قد يعودون إلى أديانهم السابقة ولكن تبين أن هؤلاء حسن إسلامهم و لله الحمد .
كما أن من مناقبه أنه أول رئيس من إفريقيا غير العربية طرد السفير الإسرائيلي فتزعم بذلك حملة قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني التي سادت في إفريقيا في السبعينات من القرن الماضي مع أن أوغندا كانت قبل مجيئه من أهم المعاقل اليهودية في أفريقيا ، كما أنه فتح النار على الأنظمة العنصرية في الجنوب القارة مثل موزنبيق وانجولا التي كان يمارسها البرتغاليون ومثل نظام رودسيا ((زمبابوي)) وجمهورية جنوب إفريقيا التي كان يمارسها البريطانيون.
وهذه كلها كانت محظورات لا يسمح المساس لها عند الغرب فصبوا جام غضبهم على هذا الرئيس المتمرد على أوضاعهم والخارج عن أنظمتهم .
وهذه ردة فعل مفهوم من الغرب ولكن ما هو غير معقول ولا مفهوم أن يخضع العرب للدعاية الغربية على شخص الرئيس عيدي أمين وتنطبع في أذهانهم الصورة المزيفة التي تبناها الإعلام الغربي بما فيه أفلامهم الفاسدة،كما زيفوا في أذهاننا كثيرا من قضايانا الأخرى فإلى متى نكون ضحايا لدعايتهم المغرضة؟؟؟ أم يتحقق فينا قوله تعالى {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدي ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولى ولا نصير} الآية 120 البقرة.
و لحديث ( لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذارع حتى لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلتموه).
منذ 1977 حتى 1979، لقب أمين نفسه "بصاحب السعادة His Excellency، الرئيس لأجل الحياة[5] President for Life، المارشال[6] Field Marshal، الحاج الدكتور[7] عيدي أمين دادا، صليب النصر[8] VC، قاهر الإمبراطورية البريطانية".[9] عام 1975-1976 أصبح أمين رئيس منظمة الوحدة الإفريقية، وهي مجموعة لعموم الأفريقيين تهدف إلى تعزيز التضامن بين الدول الأفريقية. في الفترة ما بين 1977-1979 عينت أوغندا إلى لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.
ملقب بـ"آخر ملوك اسكتلندا" وذلك لإعجابه الشديد باسكتلاندا ومحاولته الاقتداء ببروتوكولات العائلات المالكة، شابت فترة حكمه الصراعات الأهلية الشديدة بين الأعراق المختلفة بأوغندا وشهد عصره عنفاً مستمراً واغتيالاتٍ للمنافسين السياسيين، اتهم من القوى الغربية بالديكتاتورية، يقدر عدد القتلى في فترة حكمه ما بين 80 ألفاً و 500 ألف على حسب تقديرات المنظمات الغربية وتشكك منظمات أخرى بذلك في إطار التسييس "البروباجندا" ضده.
قام عيدي أمين في فترة ما من فترات حكمه بماكان يعتقد أنها سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية وكان منها أن قرر إبعاد الهنود الذين كانوا قد جاؤا إلى البلاد مع البريطانيين وبدؤا يؤسسون مجموعة من الأنشطة التجارية والأعمال والمشروعات المختلفة، وأصبح لديهم باع في الاقتصاد الأوغندي, أبعدهم الجنرال أمين وأختار معظمهم بريطانيا كوجهة بديلة عن أوغندا والتي رحبت بهم ومنحتم التسهيلات في قضية أصبحت تعرف فيما بعد في بريطانيا بقضية الهنود الأوغنديين.
تم ابعاده إلى السعودية بعد سقوط سلطته وعاش في مدينة جدة حيث توفي هناك عام 2003[10].
--------------------------------------------------------------------------------
عيدي أمين، الرئيس اليوغندي المفترى عليه
إن الغرب يملك من وسائل الدعاية المختلفة ما يقلب به الأكاذيب الى حقائق و ما يجعل الإنسان يتخيل الباطل حقا والحق باطلا .
كما أنهم يعتمدون فى سياساتهم مع الشعوب الأخرى وحتى مع شعوبهم أحيانا إلى المكافيليه أي يحترفون النفاق العملي أسلوبا لتعاملهم مع الآخرين وخاصة الشعوب المسلمة.
ونحن نملك مع الأسف قلوبا وعقولا مهيأة لقبول ما يصدر من هذه الأجهزة الدعائية التي تحترف الكذب الصراح ولا تقيم للصدق أي وزن ولا تعبر للحق ـ و إن كان بواحا ـ أي اهتمام .
فدأبوا منذ نهضتهم الحديثة فى أواسط القرن التاسع عشر بغزو عقولنا وتسميم أفكارنا قبل الغزو العسكري على ديارنا، بداً ببعث جيوش من المستشرقين إلى أنحاء الوطن الإسلامي منتحلين كذبا وزورا بصفات علماء مسلمين بل وبمصلحين من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ليلتف حولهم المسلمون الذين يوالون لهذا البيت الشريف، ليتمكنوا بعد ذلك من تنفيذ دسائسهم ومخططات بلادهم الاستعمارية . وتلك حقبة من الزمن لها فصولها وتأثيراتها العميقة على الأمة الإسلامية جمعاء.
فمن هؤلاء من فشل في مهمته ومنهم من حقق أهدافه .
و مرورا بالغزو العسكري الذي احتل معظم بلاد المسلمين فى المغرب والمشرق ، ووصولا إلى استخدام ما أنتجته مصانعهم من وسائل الإعلام الجبارة والمتنوعة لقلب الحقائق وتزيف الأحداث بل وصنع أحداث لم تقع أصلا وليس لها وجود أساسا لتحقيق مأربهم ووصول غاياتهم كما هو الشأن في صناعة الأزمة في دارفور في السودان و ما عرف بقضية الحادي عشر من سبتمبر وهلم جر.
ومن هذا الباب ما حدث للرئيس الأوغندي المسلم الراحل الحاج عيدي أمين رحمه الله ،
فعيدى أمين ولد من أسرة أوغندية مسلمة وكان نشطا حيويا اجتماعيا مفرطا في الذكاء طموحا عزيز النفس شجاعا إلى حد التهور كريما منصفا متمسكا بدينه وداعيا إليه ومتعصبا له .
و هو أصبح جنديا في الجيش البريطاني في عهد الاستعمار ثم في الجيش الأغندي بعد الاستقلال وترقي حتى وصل إلى أعلا رتبة في هذا الجيش لجدارته وحيويته واستقامته ومهنيته العالية .
وكان الرئيس الأغندي الأسبق يتوجس خيفة من اللواء عيدي أمين من أجل سمعته الطيبة في الجيش الأغندي وعلاقته القوية بالأقلية المسلمة في أغندا وكان قد سبق لهذا الرئيس أن أقال الجنرال شعبان الذي كان قائدا للجيش واعتقله خوفا من أن ينقلب عليه فتوترت العلاقات بينه وبين الجنرال عيدي أمين باعتبار أنه اعتقل جنرالا مسلما مثله بغير سبب وجيه .
وفي يوم من الأيام أراد الرئيس مبوتو أن يكيد لعيدي أمين مدبرا لاعتقاله فاستدعاه إلى قصر الرئاسة ولكن اللواء أمين علم المؤامرة من مصادره الخاصة وعند ذلك اتخذ عيدي أمين قرارا بالانقلاب على هذا الرئيس المتآمر والعميل للبريطانيين من الناحية الأخرى فاستولى على الحكم وكان ذلك في عام 1970 من القرن الماضي وهو عصر الانقلابات العسكرية في إفريقيا والعالم العربي بصفة خاصة أو ما يسمى بالعالم الثالث بصفة عامة.
إلا أن انقلاب عيدي أمين ووجه من قبل الغربى المسيحي الاستعماري وعلى رأسهم بريطانيا وأمريكا بحالة من الهلع والهستيريا غير العادية و استنفروا كل طاقاتهم وما يملكونه من قوة ونفوذ لإسقاط عيدي أمين وبثوا في أجهزتهم الإعلامية الهائلة أكاذيب ما أنزل الله بها من سلطان ولا أساس لها من الصحة حول هذا الرجل وراجعوا قاموس الرذيلة وما بذي من الألفاظ فلم يتركوا منها شيئا إلا ونسبوه إليه حتى اتهموه بأنه من أكلة لحوم البشر وإتباع أساليب بهيمية في نزعاته الجنسية وغير ذلك من كل ما هو قبيح وفاحش هو برئ منه براء الذئب من دم ابن يعقوب.
ولكن الرئيس عيدى أمين كان سابقا عصره وفريدا في نوعه و مختلفا عن نظرائه من الانقلابيين الذين عاصروه فقرر أن تستقل بلاده عن الاستعمار الغربي والبريطاني خاصة استقلالا حقيقيا، لا صوريا في الاقتصاد والسياسة وفي شؤونها كافة.
فوجد أن اقتصاد البلد في أيدي حفنة من بقايا الاستعمار من الهنود البريطانيين الإقطاعيين وبعض شركائهم الأوربيين فطلب من هؤلاء الهنود أن يأخذوا الجنسية الأغندية بدل البريطانية وأن يؤدوا الضريبة العادية إلى البلاد التي يأكلون خيراتها ويعيشون فيها فقابلوا هذا الأمر بالرفض الساخر متعززين بجنسيتهم البريطانية .
فالمملكة البريطانية هي صاحبة القرار في أغندا كما يتخيلون غير مدركين أن عيدي أمين غير مبوتو وغير جومو كنياتا وغير معظم الرؤساء الأفارقة والعرب المعاصرين. فأعطاهم مهلة لتعديل أوضاعهم وترتيب أمورهم مؤكدا لهم أن هذا القرار سيادي لا رجعة فيه. ولكنهم لم يأخذوا هذا الأمر بالجدية الكافية ، لأن شياطينهم في بريطانيا يوحون إليهم هكذا .
فأمر بطردهم من البلاد ومصادرة أموالهم التي لا يمكن نقلها كالعقارات والمزارع ونحوها التي تم توزيعها على المواطنين الأغنديين دون أن يفرق فى ذلك بين مسلم ومسيحي ووثني.
فحاربوه بكل الوسائل وحاصروه اقتصاديا عن طريق الدول المجاورة واتبعوا في ذلك أساليب غاية في الخسة والدناءة من بينها ـ بعد منع الضائع المستوردة والعزوف عن استيراد البضائع الأغندية ـ أنهم أقاموا مراكز في كل الحدود الأغندية وخاصة مع كينيا وتنزانيا وزائير لجمع العملة الأغندية المعدنية حتى يضطر الناس بشراء ما قيمته نصف شلنغ بخمسة شلنغات ورقية لانعدام العملة المعدنية ثم بدؤ بعد ذلك بتهريب وجمع العملة الورقية لنفس الغرض وكان من الأمور المعتادة للقادم من و إلى أوغندي من حدود هذه الدول أن يرى هؤلاء المهربين وهم يجمعون هذه العملة ويشترونها بإضعاف قيمتها من العملات الأخرى حتى تنعدم في السوق الأغندية وحتى لو أعيد طبعها فسيهربونها مرة أخرى وثالثة ورابعة إلى خارج السوق الأغندي.
وسخروا لتنفيذ ذلك ميزانيات ضخمة وفرغوا لهذه المهمة القذرة جيشا من الهنود الذين تم طردهم وبعض العملاء الأفارقة وذلك بهدف خلق أزمة مالية يثور بعدها الشعب على حكم الرئيس الذي أحبه المسيحيون قبل المسلمين لعدالته في توزيع الثروة بين الجميع دون تميز وتحرير الجميع من ربقة الاستعمار البغيض .
ومن اللافت في هذا المجال أي مجال التحرير الإنسان الأغندي من التبعية أن الرئيس عيدي أمين تجول على الكنائس المقامة في البلاد فوجد أن رؤسائها من البيض ولا يوجد إفريقي واحد يتولى رئاسة كنيسة واحدة فسأل رئيس القساوسة في أغندا عن هذا الأمر : قائلا أن عنصريتكم لم تسلم منها حتى الكنائس ألا يسمح نظامكم الكنسي أن يتولى الأفارقة رئاسة الكنيسة؟ فقال نعم فقال له لم لا يتولى نائبك الإفريقي الرئاسة؟
فذكر له أن الأمر يحتاج إلى إجراء معين فقال له الرئيس عيدي أمين أنا رئيس البلاد وأصدر أمرا يتولى الأفريقي بدلا من رئاستك، فانبسط لذلك المسيحيون في إنحاء البلاد وحتى في البلاد المجاورة التي كانت تعانى في ذلك الوقت من نظام الفصل العنصري.
ومن مناقب الرئيس عيدي أمين التي لا تنسى أن عدد المسلمين في أغندا تضاعف في عهده من أقلية تشكل 18% من السكان إلى نصف السكان أو أكثر لدعوته الخالصة إلى الإسلام . وكان بعض الناس يعتقد وكاتب المقال منهم أن الكم الهائل ممن اعتنقوا الإسلام من الأغندين اسلموا من أجل عيدي أمين مجاملة او خوفا وأنهم بزواله قد يعودون إلى أديانهم السابقة ولكن تبين أن هؤلاء حسن إسلامهم و لله الحمد .
كما أن من مناقبه أنه أول رئيس من إفريقيا غير العربية طرد السفير الإسرائيلي فتزعم بذلك حملة قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني التي سادت في إفريقيا في السبعينات من القرن الماضي مع أن أوغندا كانت قبل مجيئه من أهم المعاقل اليهودية في أفريقيا ، كما أنه فتح النار على الأنظمة العنصرية في الجنوب القارة مثل موزنبيق وانجولا التي كان يمارسها البرتغاليون ومثل نظام رودسيا ((زمبابوي)) وجمهورية جنوب إفريقيا التي كان يمارسها البريطانيون.
وهذه كلها كانت محظورات لا يسمح المساس لها عند الغرب فصبوا جام غضبهم على هذا الرئيس المتمرد على أوضاعهم والخارج عن أنظمتهم .
وهذه ردة فعل مفهوم من الغرب ولكن ما هو غير معقول ولا مفهوم أن يخضع العرب للدعاية الغربية على شخص الرئيس عيدي أمين وتنطبع في أذهانهم الصورة المزيفة التي تبناها الإعلام الغربي بما فيه أفلامهم الفاسدة،كما زيفوا في أذهاننا كثيرا من قضايانا الأخرى فإلى متى نكون ضحايا لدعايتهم المغرضة؟؟؟ أم يتحقق فينا قوله تعالى {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدي ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولى ولا نصير} الآية 120 البقرة.
و لحديث ( لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذارع حتى لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلتموه).