منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

By هاني الشارخ 511
#37207
معظم الشعوب تكذب فيه كذبة، وامتدت هذه العادة إلى الصحف والسياسيين ففي 1967 أعلن راديو إسرائيل أن الرئيس المصري أنور السادات قد نزل في تل أبيب وهو في طريقه من روسيا وأن الرئيس الإسرائيلي كان في استقباله في حدث سيغير تاريخ إسرائيل! وبعد أن هاج الناس وماجوا خلال عشر دقائق عاد الراديو ليعلن أن الخبر السابق لم يكن سوى أكذوبة إبريل (نيسان).

لكن هذه الكذبة كانت تنبؤاً بما كان بعد ذلك بسنوات قليلة عندما زار السادات اسرائيل ليس في كذبة إبريل بل في حقيقة لا زال كثيرون في العالم العربي يستغربونها، مع أن القمة العربية الأخيرة في الخرطوم كانت تنظر باستحياء إلى القمة العربية التي عقدت في العام 1967 وسميت قمة اللاءات الثلاث: لا صلح، لا اعتراف، لا مفاوضة!

وربما جاء الاستحياء إن بقي في السياسات العربية شيء من الحياء، لأن القمة الاخيرة كانت تقوم على اعتبار السلام خياراً استراتيجياً عربياً.

اعجبتني استراتيجياً. أجمل ما يحسنه الساسة العرب، تطويع بعض الألفاظ الفخمة للحديث عن سياسات مترهلة!

ما علينا! كل عام توقعوا كذبة إبريل، وادعوكم لتواجهوها بالتشكيك مذهب الباشمهندس ديكارت الذي كان يقول أنا أشك إذا أنا موجود. وأرجو أن لا يطول المنهج الديكارتي عندكم بعد الأول من ابريل نيسان، فقد طف به أحد أصحابنا المشهورين بأنهم يطيرون في العجة، وأصبح يردد جملة ديكارت، وذات مرة قال لأحد الخبثاء: أنا أشك إذا أنا موجود، فرد صاحبنا: تشك، ولا تطرز!