- الأحد مايو 29, 2011 9:14 pm
#37450
خيارات الحكومة السورية تضيق طالما هناك انشقاقات في الجيش والحزب، وقد يتبع ذلك اعتصامات وإضرابات تشل الحياة، والمخرج الذي ربما ينهي الاشكالات المتصاعدة، الحوار والانفتاح وتلبية المطالب الوطنية، وإلا فشلال الدم لن يقف، ومهما كانت قسوة السلطة فالشعب لديه القدرة على الصمود ولو كانت وحشية السلطة قاسية..
فاليمن، رغم مؤيدي الرئيس علي عبدالله صالح، يتجه إلى تسوية موضوعية، وهو خيار منطقي، والقذافي يواجه الشعب والمجتمع الدولي الذي سيّر قوته تجاهه، وسوريا قد لا تصل أوضاعها للتدخل العسكري المباشر، لكنها مطوقة بدول لا تشاطرها أفكارها، وقد تتحول إلى مصادر تهريب أسلحة للمعارضة وتبني مواجهات خفية ترسم خطوطها قوى دولية، وفي كل الظروف، فإن حصار المدن وقطع المياه والكهرباء والهجوم على المشيعين للجنائز، وملء السجون، قد لا تكون وسائل تحمي السلطة وتحكم النظام في مسيرة شعب غاضب..
فالإرادة الوطنية التي طالما اتخذت شعارات للانقلابيين، موجودة وحاضرة في جيل مختلف لا تخدعه الصور والمبررات، واعتبار البلد معسكراً واحداً يسيّر مداخيله للمواجهة مع إسرائيل، ليبقى حجة لإعلان حالات الطوارئ وسن قوانين تشبه قوانين (ستالين، وشاوشسكو) اعتبار لم يعد له مبرر، يمكن القول بتعبير أكثر وضوحاً: إن سياسة وضع الشعب على حافة الجوع باسم المواجهة، ليس خطأً سياسياً، بل إستراتيجي، لأن الحلول مع إسرائيل لا تمنع أن يحصل الإنسان على حريته ومقومات وجوده، وأن التنمية الشاملة والانفتاح على الاستثمارات الخارجية وتحرير الرأسمال من وهم التأميم واقتصاد الدولة، هي جزء من مقاومة أهم، وإسرائيل لم تمنع ازدهار لبنان رغم تعرضه للعديد من الحروب وحالات الاستهداف المستمرة..
اتجاه سوريا لكي تأخذ مساراً تنقسم وتتعارض حوله أهداف السلطة مع الشعب، سوف يحدث أكثر من زلزال، وولاء الجيش وأجهزة الأمن المختلفة أذرعة قصيرة إذا ما شعرت أن الشعب يتعرض للإبادة، فسوف تنحاز للأكثرية، لأن الغاية السلام الوطني والذي لا يمكن أن يتحقق بسياسة بعد الدولة وحدها..
الرئيس بشار الأسد شاب درس في الغرب، ويعرف قيم الحرية والديموقراطية، ويدرك أن مسار العصر مختلف، ولديه الرؤية التي يقيس بها وقائع الحاضر والمستقبل من خلال تجربته وثقافته، وقضية إنقاذ بلده من أن ينجرف إلى قتال يخرج أقبية التطرف الديني والعشائري والمذهبي التي ستحاول أن تستغل حالة الفوضى، لتشكل جبهات حرب مدن وشوارع قضية لها الأولوية، والضمانة الوحيدة أمام المطالب العادلة أن تكون سوريا نموذجاً للواقعية السياسية والتي بدورها ترى الأمور بآفاقها المفتوحة لا المنغلقة، خاصة وأن الاحتمالات لا تطرح ضمانات لأي دولة لا تتقيد بنظام يحفظ للشعب كرامته..
الوضع يتصاعد للفوضى، وهذه المرة لن تكون حجج التدخل الأجنبي أو الأصابع المدسوسة واهية أمام ما يفرزه واقع الشارع من حقائق..
منقول من جريدة الرياض عدد 15649
فاليمن، رغم مؤيدي الرئيس علي عبدالله صالح، يتجه إلى تسوية موضوعية، وهو خيار منطقي، والقذافي يواجه الشعب والمجتمع الدولي الذي سيّر قوته تجاهه، وسوريا قد لا تصل أوضاعها للتدخل العسكري المباشر، لكنها مطوقة بدول لا تشاطرها أفكارها، وقد تتحول إلى مصادر تهريب أسلحة للمعارضة وتبني مواجهات خفية ترسم خطوطها قوى دولية، وفي كل الظروف، فإن حصار المدن وقطع المياه والكهرباء والهجوم على المشيعين للجنائز، وملء السجون، قد لا تكون وسائل تحمي السلطة وتحكم النظام في مسيرة شعب غاضب..
فالإرادة الوطنية التي طالما اتخذت شعارات للانقلابيين، موجودة وحاضرة في جيل مختلف لا تخدعه الصور والمبررات، واعتبار البلد معسكراً واحداً يسيّر مداخيله للمواجهة مع إسرائيل، ليبقى حجة لإعلان حالات الطوارئ وسن قوانين تشبه قوانين (ستالين، وشاوشسكو) اعتبار لم يعد له مبرر، يمكن القول بتعبير أكثر وضوحاً: إن سياسة وضع الشعب على حافة الجوع باسم المواجهة، ليس خطأً سياسياً، بل إستراتيجي، لأن الحلول مع إسرائيل لا تمنع أن يحصل الإنسان على حريته ومقومات وجوده، وأن التنمية الشاملة والانفتاح على الاستثمارات الخارجية وتحرير الرأسمال من وهم التأميم واقتصاد الدولة، هي جزء من مقاومة أهم، وإسرائيل لم تمنع ازدهار لبنان رغم تعرضه للعديد من الحروب وحالات الاستهداف المستمرة..
اتجاه سوريا لكي تأخذ مساراً تنقسم وتتعارض حوله أهداف السلطة مع الشعب، سوف يحدث أكثر من زلزال، وولاء الجيش وأجهزة الأمن المختلفة أذرعة قصيرة إذا ما شعرت أن الشعب يتعرض للإبادة، فسوف تنحاز للأكثرية، لأن الغاية السلام الوطني والذي لا يمكن أن يتحقق بسياسة بعد الدولة وحدها..
الرئيس بشار الأسد شاب درس في الغرب، ويعرف قيم الحرية والديموقراطية، ويدرك أن مسار العصر مختلف، ولديه الرؤية التي يقيس بها وقائع الحاضر والمستقبل من خلال تجربته وثقافته، وقضية إنقاذ بلده من أن ينجرف إلى قتال يخرج أقبية التطرف الديني والعشائري والمذهبي التي ستحاول أن تستغل حالة الفوضى، لتشكل جبهات حرب مدن وشوارع قضية لها الأولوية، والضمانة الوحيدة أمام المطالب العادلة أن تكون سوريا نموذجاً للواقعية السياسية والتي بدورها ترى الأمور بآفاقها المفتوحة لا المنغلقة، خاصة وأن الاحتمالات لا تطرح ضمانات لأي دولة لا تتقيد بنظام يحفظ للشعب كرامته..
الوضع يتصاعد للفوضى، وهذه المرة لن تكون حجج التدخل الأجنبي أو الأصابع المدسوسة واهية أمام ما يفرزه واقع الشارع من حقائق..
منقول من جريدة الرياض عدد 15649