- الثلاثاء مايو 31, 2011 12:35 am
#37843
.مطلق سعود المطيري
قال الفيلسوف : " أنا أشك إذن فأنا موجود "، ونحن فهمناها وطبقناها بما لم يكن يعنيه.. قلنا ما أغرب هذا الرجل، هل يحتاج هذا الوجود الانساني العارم، والمدرك بكل الحواس الظاهرة وغير الظاهرة، والشاهد بعظمة الخالق عز وجل وجلاله، هل يحتاج الى جرعة من الشك لاثبات وجوده وبغيرها ينتفي هذا الوجود ؟ والحقيقة أن الرجل كان يستخدم العبارة لشيء آخر ليثبت أن كلّ شيء موجود وجوداً خاملًا، لا يكتسب فاعلية وجوده الا بإقامة حوار ديالكتيكي معه يبدأ بفرضية عدم وجوده المثبتة في النهاية لفعالية وجوده، بشكل آخر هو تعبير يحمل الدعوة الى التأمل وإعمال الفكر فوق مساحة هائلة تبدأ من سلب النفي الى ايجاب الاثبات، وفي تحريك الفكر تولد أروع المعطيات لهبة الخالق العظيمة للانسان وهو " العقل ".
قياساً على حالة ديكارت وفهمنا الساذج لمقولته ما دفعنا الى السخرية منه " أنا أشك إذن فأنا دبوس " ألتقط من زماننا هذا موقفا معادلا ، ليس لتعبير ديكارت وإنما لفهمنا الخاطئ له، موقفاً يمكن صياغته هكذا : " أنا أعارض إذن فأنا موجود " أي المعارضة من أجل المعارضة فحسب، تلك المعارضة التي تعطل أي تقدم وتصادر أي حق أو عدل، ولا تعود بأي فائدة الا " إثبات الوجود " حتى وإن كان على حساب الحق والعدل، وكمثال عابر وبسيط تلك الأخبار التي حملتها الينا الصحف هذه الأيام : فتاة تخرج على الأعراف والتقاليد والمواضعات الاجتماعية وقوانين الدولة لتقود السيارة ويتم ضبطها متلبسة..، لقد عارضت المجتمع والدولة وسجلت لنفسها اعترافاً بالوجود بعد أن كان وجودها خاملًا لا يعرفها أحد، ثم ألف فتاة يعلنّ معارضتهن لقيادة الفتاة السيارة، ثم أنا هنا لأعلن معارضتي لهؤلاء الألف ، ثم أنت أيها القارئ الكريم لتعلن معارضتك لي، وسأجد من يعارضك ومن يعارض معارضيك، وفي كل مرحلة من الدوران خلف بعضنا البعض بالمعارضة سيسجل كلّ منا اسمه " موجودا " على خشبة الكوميديا..
دعونا نخرجْ من هذا السياق كله الى تحديدٍ للموقف. الفتاة التي قادت السيارة في تقديري أنها بالغة الشجاعة حد التهور، وشديدة الحماقة حد الغباء في ذات الوقت، هي تريد أن تعلن موقفها من منع قيادة المرأة للسيارة، وكان بوسعها أن تصرخ باحتجاجها، فحرية التعبير مكفولة للجميع في بلدنا الكريم، هنا شجاعتها في المجاهرة بموقفها، أما حماقتها ففي وسيلة التعبير، إذ لا يحتاج إبداء الرأي الى البلطجة والخروج على الأعراف والقوانين.. والألف امرأة اللائي أدنّ قيادة المرأة للسيارة لم يدنّ تصرف الحماقة في تعبير البنت عن رأيها، وإنما تركنَ فعلتها ووجّهن رفضهن للفكرة في قيادة المرأة، وأنا أعارضهن لشيء في نفسي يقول إن كل واحدة منهن تتشاجر كل ليلة مع زوجها طلباً للخروج الى البر لرغبتها في القيادة.. هؤلاء ينقصهن الصدق مع النفس ومع الآخرين وانما لا يهم، المهم هو " إثبات الوجود" ولا بأس أن يكون ذلك الاثبات خاملا لايؤدي الى شيء..
هنا يأتي دور القارئ في معارضتي، في أي شيء لا أدري، وإنما فكرة الدائرة المفتوحة في الفكر والكلام والموقف والتي لا يلتقي فيها طرفان فكرة أصيلة في تراثنا العربي، ومن يرغب في التأكد عليه أن يعود الى ديوان الشعر العربي، وقد أختار له هذا البيت :
علّقت ليلى، وليلى علقت رجلاً
غيري وعلّق أخرى غيرها الرجلُ
ليس لأن أحدهم لا يحب من أحبه وإنما لكي تبقى الدائرة مفتوحة يدور في فلكها الحلزوني كل راغب في إثبات الوجود، ولو برأي ضد قناعته . تلك ثقافتنا.. ثقافة المعارضة.
قال الفيلسوف : " أنا أشك إذن فأنا موجود "، ونحن فهمناها وطبقناها بما لم يكن يعنيه.. قلنا ما أغرب هذا الرجل، هل يحتاج هذا الوجود الانساني العارم، والمدرك بكل الحواس الظاهرة وغير الظاهرة، والشاهد بعظمة الخالق عز وجل وجلاله، هل يحتاج الى جرعة من الشك لاثبات وجوده وبغيرها ينتفي هذا الوجود ؟ والحقيقة أن الرجل كان يستخدم العبارة لشيء آخر ليثبت أن كلّ شيء موجود وجوداً خاملًا، لا يكتسب فاعلية وجوده الا بإقامة حوار ديالكتيكي معه يبدأ بفرضية عدم وجوده المثبتة في النهاية لفعالية وجوده، بشكل آخر هو تعبير يحمل الدعوة الى التأمل وإعمال الفكر فوق مساحة هائلة تبدأ من سلب النفي الى ايجاب الاثبات، وفي تحريك الفكر تولد أروع المعطيات لهبة الخالق العظيمة للانسان وهو " العقل ".
قياساً على حالة ديكارت وفهمنا الساذج لمقولته ما دفعنا الى السخرية منه " أنا أشك إذن فأنا دبوس " ألتقط من زماننا هذا موقفا معادلا ، ليس لتعبير ديكارت وإنما لفهمنا الخاطئ له، موقفاً يمكن صياغته هكذا : " أنا أعارض إذن فأنا موجود " أي المعارضة من أجل المعارضة فحسب، تلك المعارضة التي تعطل أي تقدم وتصادر أي حق أو عدل، ولا تعود بأي فائدة الا " إثبات الوجود " حتى وإن كان على حساب الحق والعدل، وكمثال عابر وبسيط تلك الأخبار التي حملتها الينا الصحف هذه الأيام : فتاة تخرج على الأعراف والتقاليد والمواضعات الاجتماعية وقوانين الدولة لتقود السيارة ويتم ضبطها متلبسة..، لقد عارضت المجتمع والدولة وسجلت لنفسها اعترافاً بالوجود بعد أن كان وجودها خاملًا لا يعرفها أحد، ثم ألف فتاة يعلنّ معارضتهن لقيادة الفتاة السيارة، ثم أنا هنا لأعلن معارضتي لهؤلاء الألف ، ثم أنت أيها القارئ الكريم لتعلن معارضتك لي، وسأجد من يعارضك ومن يعارض معارضيك، وفي كل مرحلة من الدوران خلف بعضنا البعض بالمعارضة سيسجل كلّ منا اسمه " موجودا " على خشبة الكوميديا..
دعونا نخرجْ من هذا السياق كله الى تحديدٍ للموقف. الفتاة التي قادت السيارة في تقديري أنها بالغة الشجاعة حد التهور، وشديدة الحماقة حد الغباء في ذات الوقت، هي تريد أن تعلن موقفها من منع قيادة المرأة للسيارة، وكان بوسعها أن تصرخ باحتجاجها، فحرية التعبير مكفولة للجميع في بلدنا الكريم، هنا شجاعتها في المجاهرة بموقفها، أما حماقتها ففي وسيلة التعبير، إذ لا يحتاج إبداء الرأي الى البلطجة والخروج على الأعراف والقوانين.. والألف امرأة اللائي أدنّ قيادة المرأة للسيارة لم يدنّ تصرف الحماقة في تعبير البنت عن رأيها، وإنما تركنَ فعلتها ووجّهن رفضهن للفكرة في قيادة المرأة، وأنا أعارضهن لشيء في نفسي يقول إن كل واحدة منهن تتشاجر كل ليلة مع زوجها طلباً للخروج الى البر لرغبتها في القيادة.. هؤلاء ينقصهن الصدق مع النفس ومع الآخرين وانما لا يهم، المهم هو " إثبات الوجود" ولا بأس أن يكون ذلك الاثبات خاملا لايؤدي الى شيء..
هنا يأتي دور القارئ في معارضتي، في أي شيء لا أدري، وإنما فكرة الدائرة المفتوحة في الفكر والكلام والموقف والتي لا يلتقي فيها طرفان فكرة أصيلة في تراثنا العربي، ومن يرغب في التأكد عليه أن يعود الى ديوان الشعر العربي، وقد أختار له هذا البيت :
علّقت ليلى، وليلى علقت رجلاً
غيري وعلّق أخرى غيرها الرجلُ
ليس لأن أحدهم لا يحب من أحبه وإنما لكي تبقى الدائرة مفتوحة يدور في فلكها الحلزوني كل راغب في إثبات الوجود، ولو برأي ضد قناعته . تلك ثقافتنا.. ثقافة المعارضة.