- الاثنين يونيو 06, 2011 12:10 am
#38595
في هذه الأيام التي تمر بنا.. ومن حولنا... أحداث تجزع لها النفس، وتتزعزع بها الحياة أجدني مشدوداً - كما أنا دائماً - إلى حاجتنا إلى العمل بقيمنا الإسلامية، فلو أن القيم الإسلامية أخذت موقعها في حياتنا، بل في حياة الأمم قاطبة لعاش العالم كله في سلام ورخاء.
فكلما تأملت فيما يجري حولنا من أحداث على الصعيد العربي والإسلامي والعالمي، بل على المستوى الجزئي والكلي وجدت أن ما يصيب المجتمع من أحداث مذهلة، أو كوارث مفجعة هو من جراء تغاضي بعض الناس عن أهمية الأخذ بالقيم التي هي سور حماية لكل الأمور، ونهج إصلاح لكل المصالح العامة، وطريق سلام للمجتمعات.
** ** **
من ذلك..
أنه لو ساد العدل والإنصاف، وشعر الناس بالتكافؤ فيما يقدم لهم، والمساواة في معاملاتهم لما هب الثائرون، ولا تزعزعت حياة الآمنين.
لكن حين يفيض الكيل تنطلق الحناجر، وتعلو الأيادي مطالبة من هم وراء ذلك من المسؤولين أن يحققوا العدل للجميع على السواء، وأن يراعوا الله والوطن في توزيع الحقوق وعدالة المعاملة. وإعطاء ما يجب لمن يستحق كما يجب، دون تحيز لمصالح شخصية، ولا إيثار لمطامع ذاتية، وكما قال أحد قدماء الحكماء (بالراعي تصلح الرعية، وبالعدل تُملك البرية، وأفضل الحكام من أحسن في فصله ونيته، وعدل في جنده ورعيته).
آه.. لو أقيم العدل.. وتحققت الأمانة، وساد الإخلاص..
** ** **
رضي الله عنك يا ابن الخطاب حين وجدك مندوب كسرى نائماً تحت شجرة تتوسد ذراعك ببردة كاد طول العهد يبليها، وأنت خليفة المسلمين وأميرهم فقال: (حكمت فعدلت فأمنت فنمت مستريحاً يا عمر) وعبر عن ذلك حافظ في عمريته:
وراع صاحب كسرى أن رأى عمراً
بين الرعية عطلاً وهو راعيها
وعهده بملوك الفرس أن لها
سوراً من الجند والأحراس يحميها
فوق الثرى تحت ظل الدوح مشتملاً
ببردة كاد طول العهد يبليها
فقال قولة حق أصبحت مثلاً
وأصبح الجيل بعد الجيل يرويها
أمنت لما أقمت العدل بينهم
فنمت نوم قرير العين هانيها
العدل والإنصاف يبعدان من يقوم بتحقيقهما، عن كل مطامع ذاتية، أو أنانية شخصية، كما يبعدان صاحبهما عن الظلم والتجني؛ فالعادل لا يخاف أحداً، ولا يخشى سلوكاً، ونقل عن أحد الحكماء حين سئل أيهما أفضل: العدل أم الشجاعة؟ قال: إذا استعمل العدل استغني عن الشجاعة.
لقد كادت الأمانة أن تلفظ آخر أنفاسها في حاضرنا عند بعض الناس، وليت المسؤولين على اختلاف مواقعهم يتذكرون دائماً (أنها أمانة، وأنها خزي وندامة إلا من اتقى الله ورعى أمانته وأداها على خير وجه)
** ** **
أما الأمانة فهي الأمان، والسلام، والحق، والوفاء، وحين تضيع الأمانة ينتشر الظلم والفساد.
الأمانة رأس القيم وأم الفضائل، وهي طاردة الأهواء والنزعات والشهوات.
حمَّل الله الإنسان الأمانة من بين سائر مخلوقاته، وكلهم خافوا من عظم مسؤولياتها (فأبين أن يحملنها وأشفقن منها) ولو أن الأمانة سادت في كل معاملاتنا.. عند المتحدث في كلامه، وعند الناصح في نصحه، وعند التاجر في ميزانه، وعند المسؤول فيما أوكل إليه لما كانت هناك مظالم ولا شكايات، ولعم الرخاء والسلام بين الجميع، ولنفذت المصالح العامة على خير وجه، وأكمله بما يضمن لها استمرارية الأداء وجودته.
لقد كادت الأمانة أن تلفظ آخر أنفاسها في حاضرنا عند بعض الناس، وليت المسؤولين على اختلاف مواقعهم يتذكرون دائماً (أنها أمانة، وأنها خزي وندامة إلا من اتقى الله ورعى أمانته وأداها على خير وجه).
** ** **
ويأتي الإخلاص مكملاً لعقد جواهر الفضائل، مذكراً بكلمة حكيمة للإمام ابن تيمية، قال رحمه الله (إن الإسلام يدور كله حول أمرين: الإخلاص للحق، ورحمة الخلق).
تأملت في هذه الحكمة فإذا بها حقيقة لا طريق للشك فيها: إذ إن قوام الأمر هو الإخلاص للحق، وليس للباطل، والرحمة المطلقة لعموم الخلق، فلو أن كل مسؤول رعى ذلك في مسؤولياته لما تكشفت النقائص، ولا سادت الانحرافات.
ويأتي الإخلاص للوطن الذي ينتمي إليه الإنسان أهم صور الإخلاص بعد الإخلاص لله في عباداته ولذوي القربى في معاملتهم، الوطن هو الذات والكرامة يدافع عنه المخلص، ويرعى حقوقه، وحين يكون مسؤولاً فإنه ينفذ كل ما يوكل إليه على الوجه الأكمل يخلص للعمل ذاته، ولمن يعملون معه، ولا يحمل إلى القيادات فوقه أموراً وتقارير غير واقعية ولا صادقة، ولا يهمل ما يوجه إليه رؤساؤه.
والمال العام الذي تحت يد المسؤول أهم من ماله الخاص.. إن تضييع المال العام في غير مكانه جُرم وخسارة أبشع من تضييع المال الخاص؛ لأن المال العام هو مال لكل فرد في الوطن، فلينظر المفرط فيه كم مليون صاحب حق سيقاضونه أمام الله يوم القيامة.
** ** **
وهنا، ومن الإخلاص للحق، والالتزام بالأمانة، وتحقيق العدل أن يُحاسب كل مقصر وظالم، وخائن، وأن يُردع جزاء خيانته وظلمه وتقصيره.
** ** **
وفقنا الله جميعاً إلى الخير والصواب والأخذ بأسباب القوة مهما غلا ثمنها، اللهم اجعل صدورنا سليمة معافاة، وأمدّنا يا ربنا بتأييد من عندك وتسديد.
فكلما تأملت فيما يجري حولنا من أحداث على الصعيد العربي والإسلامي والعالمي، بل على المستوى الجزئي والكلي وجدت أن ما يصيب المجتمع من أحداث مذهلة، أو كوارث مفجعة هو من جراء تغاضي بعض الناس عن أهمية الأخذ بالقيم التي هي سور حماية لكل الأمور، ونهج إصلاح لكل المصالح العامة، وطريق سلام للمجتمعات.
** ** **
من ذلك..
أنه لو ساد العدل والإنصاف، وشعر الناس بالتكافؤ فيما يقدم لهم، والمساواة في معاملاتهم لما هب الثائرون، ولا تزعزعت حياة الآمنين.
لكن حين يفيض الكيل تنطلق الحناجر، وتعلو الأيادي مطالبة من هم وراء ذلك من المسؤولين أن يحققوا العدل للجميع على السواء، وأن يراعوا الله والوطن في توزيع الحقوق وعدالة المعاملة. وإعطاء ما يجب لمن يستحق كما يجب، دون تحيز لمصالح شخصية، ولا إيثار لمطامع ذاتية، وكما قال أحد قدماء الحكماء (بالراعي تصلح الرعية، وبالعدل تُملك البرية، وأفضل الحكام من أحسن في فصله ونيته، وعدل في جنده ورعيته).
آه.. لو أقيم العدل.. وتحققت الأمانة، وساد الإخلاص..
** ** **
رضي الله عنك يا ابن الخطاب حين وجدك مندوب كسرى نائماً تحت شجرة تتوسد ذراعك ببردة كاد طول العهد يبليها، وأنت خليفة المسلمين وأميرهم فقال: (حكمت فعدلت فأمنت فنمت مستريحاً يا عمر) وعبر عن ذلك حافظ في عمريته:
وراع صاحب كسرى أن رأى عمراً
بين الرعية عطلاً وهو راعيها
وعهده بملوك الفرس أن لها
سوراً من الجند والأحراس يحميها
فوق الثرى تحت ظل الدوح مشتملاً
ببردة كاد طول العهد يبليها
فقال قولة حق أصبحت مثلاً
وأصبح الجيل بعد الجيل يرويها
أمنت لما أقمت العدل بينهم
فنمت نوم قرير العين هانيها
العدل والإنصاف يبعدان من يقوم بتحقيقهما، عن كل مطامع ذاتية، أو أنانية شخصية، كما يبعدان صاحبهما عن الظلم والتجني؛ فالعادل لا يخاف أحداً، ولا يخشى سلوكاً، ونقل عن أحد الحكماء حين سئل أيهما أفضل: العدل أم الشجاعة؟ قال: إذا استعمل العدل استغني عن الشجاعة.
لقد كادت الأمانة أن تلفظ آخر أنفاسها في حاضرنا عند بعض الناس، وليت المسؤولين على اختلاف مواقعهم يتذكرون دائماً (أنها أمانة، وأنها خزي وندامة إلا من اتقى الله ورعى أمانته وأداها على خير وجه)
** ** **
أما الأمانة فهي الأمان، والسلام، والحق، والوفاء، وحين تضيع الأمانة ينتشر الظلم والفساد.
الأمانة رأس القيم وأم الفضائل، وهي طاردة الأهواء والنزعات والشهوات.
حمَّل الله الإنسان الأمانة من بين سائر مخلوقاته، وكلهم خافوا من عظم مسؤولياتها (فأبين أن يحملنها وأشفقن منها) ولو أن الأمانة سادت في كل معاملاتنا.. عند المتحدث في كلامه، وعند الناصح في نصحه، وعند التاجر في ميزانه، وعند المسؤول فيما أوكل إليه لما كانت هناك مظالم ولا شكايات، ولعم الرخاء والسلام بين الجميع، ولنفذت المصالح العامة على خير وجه، وأكمله بما يضمن لها استمرارية الأداء وجودته.
لقد كادت الأمانة أن تلفظ آخر أنفاسها في حاضرنا عند بعض الناس، وليت المسؤولين على اختلاف مواقعهم يتذكرون دائماً (أنها أمانة، وأنها خزي وندامة إلا من اتقى الله ورعى أمانته وأداها على خير وجه).
** ** **
ويأتي الإخلاص مكملاً لعقد جواهر الفضائل، مذكراً بكلمة حكيمة للإمام ابن تيمية، قال رحمه الله (إن الإسلام يدور كله حول أمرين: الإخلاص للحق، ورحمة الخلق).
تأملت في هذه الحكمة فإذا بها حقيقة لا طريق للشك فيها: إذ إن قوام الأمر هو الإخلاص للحق، وليس للباطل، والرحمة المطلقة لعموم الخلق، فلو أن كل مسؤول رعى ذلك في مسؤولياته لما تكشفت النقائص، ولا سادت الانحرافات.
ويأتي الإخلاص للوطن الذي ينتمي إليه الإنسان أهم صور الإخلاص بعد الإخلاص لله في عباداته ولذوي القربى في معاملتهم، الوطن هو الذات والكرامة يدافع عنه المخلص، ويرعى حقوقه، وحين يكون مسؤولاً فإنه ينفذ كل ما يوكل إليه على الوجه الأكمل يخلص للعمل ذاته، ولمن يعملون معه، ولا يحمل إلى القيادات فوقه أموراً وتقارير غير واقعية ولا صادقة، ولا يهمل ما يوجه إليه رؤساؤه.
والمال العام الذي تحت يد المسؤول أهم من ماله الخاص.. إن تضييع المال العام في غير مكانه جُرم وخسارة أبشع من تضييع المال الخاص؛ لأن المال العام هو مال لكل فرد في الوطن، فلينظر المفرط فيه كم مليون صاحب حق سيقاضونه أمام الله يوم القيامة.
** ** **
وهنا، ومن الإخلاص للحق، والالتزام بالأمانة، وتحقيق العدل أن يُحاسب كل مقصر وظالم، وخائن، وأن يُردع جزاء خيانته وظلمه وتقصيره.
** ** **
وفقنا الله جميعاً إلى الخير والصواب والأخذ بأسباب القوة مهما غلا ثمنها، اللهم اجعل صدورنا سليمة معافاة، وأمدّنا يا ربنا بتأييد من عندك وتسديد.