- الاثنين يونيو 06, 2011 11:51 pm
#38781
د. أ . محمد سليمان الزواوي
مفكرة الاسلام: تراكمت المشكلات في الفترة الماضية على الحكومة الإيرانية بقيادة محمود أحمدي نجاد، حيث حاول بعض أعضاء البرلمان الإيراني تجميع أعداد كافية من الأصوات من أجل عزل الرئيس، وذلك لعدة أسباب رآها مجموعة من الخبراء في عدد من الصحف الأجنبية، وفي هذا التقرير نعرض لبعض منها. فقد نشر ماكس فيشر في جريدة أطلانطيك واير الأمريكية تقريرًا رصد فيه أقوال أولئك الخبراء واستنتاجاتهم حول الأسباب التي أدت إلى البرلمانيين الإيرانيين لجمع الأصوات من أجل تقديم طلبات بعزله، فيقول أن القائد الأعلى للبلاد آية الله علي خامنئي الذي يمارس سيطرة كاملة على المؤسسات السياسية للدولة هو الذي يمنع حتى الآن مثل ذلك التصويت بحجب الثقة عن الرئيس.
وقد أشار تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن البرلمان قد اتهم أحمدي نجاد بأنه قام "باستيراد غير شرعي للوقود والنفط، وفشل في ممارسة الشفافية على ميزانية الحكومة، وسحب ملايين الدولارات من الاحتياطات الأجنبية الإيرانية بدون الحصول على موافقة البرلمان". ولكن بالرغم من ذلك، بدأ أعضاء البرلمان باتخاذ خطوات من أجل المناقشة الموسعة لعزل الرئيس الإيراني، فقد حصلوا على 40 صوتًا من الأصوات الـ 74 المطلوبة لتقديم طلب عزله، وفي تلك السطور نناقش ماذا يعنيه ذلك وماذا يقول الخبراء بشأن مستقبل أحمدي نجاد وإيران على حد سواء، حيث يقول بعضهم أن السبب جاء نتيجة لرغبة الحكومة في رفع الدعم عن المواد الغذائية وخلافها، فيقول فرناز فصيحي في وول ستريت جورنال أن "التحركات ضد الرئيس أحمدي نجاد جاءت مع مواجهة النظام لضغوط داخلية بسبب خططه لإلغاء الدعم الحكومي على النفط والغذاء وعلى المرافق بسبب ما يراه ضعفًا في الاقتصاد نتيجة للعقوبات الاقتصادية الدولية بسبب البرنامج النووي الإيراني. وقد ضيقت السلطات من قبضتها الأمنية وقبضت على أعضاء من المعارضة ومنعت التظاهرات وقمعت أحداث الشغب كرد فعل على قطع الدعم، والذي يقول الاقتصاديون أنه سوف يؤدي إلى تصاعد التضخم في البلاد".
في حين يرى آخرون أن السبب هو المعركة السياسية الطاحنة التي تدور في طهران، فيقول جوي كلين من مجلة التايم الأمريكية أن "الصراع السياسي في إيران ليس بين الإصلاحيين من الحركة الخضراء وبين المؤسسة المحافظة، ولكنه بين المنظرين المحافظين أمثال علي لاريجاني المتحدث باسم البرلمان والمحافظين المتشددين أمثال الرئيس الإيراني أحمدي نجاد".
والنزاع الاقتصادي يأتي في المرتبة الأهم، فالمحافظون المتشددون بقيادة أحمدي نجاد أنفقوا معظم عائدات النفط لدعم فقراء إيران، وهو مصدر شعبية أحمدي نجاد؛ فالمحافظون يريدون الاستثمار في عائدات النفط لبناء بنية تحتية أقوى واقتصاد متقدم ومتنوع. ولكن بعد إضعاف الاقتصاد الإيراني حتى من قبل الجولة الأخيرة من عقوبات الأمم المتحدة، أصبح يعاني بصورة قوية الآن، وسوف يكون هناك مزيد من القيود على نظام الدعم الحكومي الضخم، على كل شيء بدءًا من الخبز وحتى الوقود، وهذا الذي كان قد ساعد على إبقاء الطبقة الفقيرة على قيد الحياة في الفترة الماضية.
أما صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية فتقول أن السبب قد يكون التظاهرات التي قامت بها الحركة الخضراء، وهذا الإجراء البرلماني جاء كتداعيات لما بعد الصدمة، فيقول وليام يونج أن ذلك يعد "مؤشرًا على أن التصدعات والشروخات الداخلية التي بدأت تزداد بين حكومة أحمدي نجاد وبين المحافظين في البرلمان أثناء موجة العام الماضي من الاحتجاجات لم يتم إصلاحها بعد، بسبب تلك التظاهرات في الصيف الماضي والنزاع حول أصوات الانتخابات التي حافظت على أحمدي نجاد في منصبه، لذا فإن علي أكبر هاشمي رافسانجاني، الرئيس السابق وواحد من كبار المحافظين، انتقد إجراءات الحكومة القاسية لقمع التظاهرات".
في حين يشير بعض الخبراء إلى أن ذلك جاء بسبب عدم الثقة في أحمدي نجاد وسياساته الاقتصادية، فقد صرح رضا أصلان في صحيفة ديلي بيست أنه "لا أحد يثق في الرئيس فيما يتعلق بالشئون الاقتصادية بعد الآن، ليس بعد موافقته وإذعانه لما حدث من كوارث للأوضاع الاقتصادية في البلاد. وكرد فعل على تقرير إحصائي وردي نشرته الحكومة بشأن الصحة والاقتصاد ويشيد بسياسات نجاد وأن ذلك دليل على قيادته الحكيمة للاقتصاد، تحديث آية الله العظمى ناصر مكارم شيرازي نيابة عن معظم الإيرانيين عندما قال أن أرقام الحكومة تناقض ما يراه الناس بأم أعينهم. وفي سبتمبر الماضي وبخ رافسنجاني نجاد على الملأ بسبب طريقته المستمرة في التعامل مع العقوبات الاقتصادية التي دمرت اقتصاد إيران والتي وصفها نجاد بأنها "المزحة" مقللاً من شأنها بالرغم من الأضرار العميقة لها على أرض الواقع.
ويقول أندرو سوليفان في جريدة "ذي أطلانطيك" أن العقوبات بدأت تؤتي ثمارها، وهي السبب في ذلك التصدع الحكومي في طهران ومحاولة نزع الثقة عن الرئيس، حيث يوضح قائلاً أن "جزءًا من الفوضى التي تحدث في إيران هي بسبب العقوبات الاقتصادية الناجحة التي وضعتها إدارة أوباما على كاهل طهران".
د. أ . محمد سليمان الزواوي
مفكرة الاسلام: تراكمت المشكلات في الفترة الماضية على الحكومة الإيرانية بقيادة محمود أحمدي نجاد، حيث حاول بعض أعضاء البرلمان الإيراني تجميع أعداد كافية من الأصوات من أجل عزل الرئيس، وذلك لعدة أسباب رآها مجموعة من الخبراء في عدد من الصحف الأجنبية، وفي هذا التقرير نعرض لبعض منها. فقد نشر ماكس فيشر في جريدة أطلانطيك واير الأمريكية تقريرًا رصد فيه أقوال أولئك الخبراء واستنتاجاتهم حول الأسباب التي أدت إلى البرلمانيين الإيرانيين لجمع الأصوات من أجل تقديم طلبات بعزله، فيقول أن القائد الأعلى للبلاد آية الله علي خامنئي الذي يمارس سيطرة كاملة على المؤسسات السياسية للدولة هو الذي يمنع حتى الآن مثل ذلك التصويت بحجب الثقة عن الرئيس.
وقد أشار تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن البرلمان قد اتهم أحمدي نجاد بأنه قام "باستيراد غير شرعي للوقود والنفط، وفشل في ممارسة الشفافية على ميزانية الحكومة، وسحب ملايين الدولارات من الاحتياطات الأجنبية الإيرانية بدون الحصول على موافقة البرلمان". ولكن بالرغم من ذلك، بدأ أعضاء البرلمان باتخاذ خطوات من أجل المناقشة الموسعة لعزل الرئيس الإيراني، فقد حصلوا على 40 صوتًا من الأصوات الـ 74 المطلوبة لتقديم طلب عزله، وفي تلك السطور نناقش ماذا يعنيه ذلك وماذا يقول الخبراء بشأن مستقبل أحمدي نجاد وإيران على حد سواء، حيث يقول بعضهم أن السبب جاء نتيجة لرغبة الحكومة في رفع الدعم عن المواد الغذائية وخلافها، فيقول فرناز فصيحي في وول ستريت جورنال أن "التحركات ضد الرئيس أحمدي نجاد جاءت مع مواجهة النظام لضغوط داخلية بسبب خططه لإلغاء الدعم الحكومي على النفط والغذاء وعلى المرافق بسبب ما يراه ضعفًا في الاقتصاد نتيجة للعقوبات الاقتصادية الدولية بسبب البرنامج النووي الإيراني. وقد ضيقت السلطات من قبضتها الأمنية وقبضت على أعضاء من المعارضة ومنعت التظاهرات وقمعت أحداث الشغب كرد فعل على قطع الدعم، والذي يقول الاقتصاديون أنه سوف يؤدي إلى تصاعد التضخم في البلاد".
في حين يرى آخرون أن السبب هو المعركة السياسية الطاحنة التي تدور في طهران، فيقول جوي كلين من مجلة التايم الأمريكية أن "الصراع السياسي في إيران ليس بين الإصلاحيين من الحركة الخضراء وبين المؤسسة المحافظة، ولكنه بين المنظرين المحافظين أمثال علي لاريجاني المتحدث باسم البرلمان والمحافظين المتشددين أمثال الرئيس الإيراني أحمدي نجاد".
والنزاع الاقتصادي يأتي في المرتبة الأهم، فالمحافظون المتشددون بقيادة أحمدي نجاد أنفقوا معظم عائدات النفط لدعم فقراء إيران، وهو مصدر شعبية أحمدي نجاد؛ فالمحافظون يريدون الاستثمار في عائدات النفط لبناء بنية تحتية أقوى واقتصاد متقدم ومتنوع. ولكن بعد إضعاف الاقتصاد الإيراني حتى من قبل الجولة الأخيرة من عقوبات الأمم المتحدة، أصبح يعاني بصورة قوية الآن، وسوف يكون هناك مزيد من القيود على نظام الدعم الحكومي الضخم، على كل شيء بدءًا من الخبز وحتى الوقود، وهذا الذي كان قد ساعد على إبقاء الطبقة الفقيرة على قيد الحياة في الفترة الماضية.
أما صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية فتقول أن السبب قد يكون التظاهرات التي قامت بها الحركة الخضراء، وهذا الإجراء البرلماني جاء كتداعيات لما بعد الصدمة، فيقول وليام يونج أن ذلك يعد "مؤشرًا على أن التصدعات والشروخات الداخلية التي بدأت تزداد بين حكومة أحمدي نجاد وبين المحافظين في البرلمان أثناء موجة العام الماضي من الاحتجاجات لم يتم إصلاحها بعد، بسبب تلك التظاهرات في الصيف الماضي والنزاع حول أصوات الانتخابات التي حافظت على أحمدي نجاد في منصبه، لذا فإن علي أكبر هاشمي رافسانجاني، الرئيس السابق وواحد من كبار المحافظين، انتقد إجراءات الحكومة القاسية لقمع التظاهرات".
في حين يشير بعض الخبراء إلى أن ذلك جاء بسبب عدم الثقة في أحمدي نجاد وسياساته الاقتصادية، فقد صرح رضا أصلان في صحيفة ديلي بيست أنه "لا أحد يثق في الرئيس فيما يتعلق بالشئون الاقتصادية بعد الآن، ليس بعد موافقته وإذعانه لما حدث من كوارث للأوضاع الاقتصادية في البلاد. وكرد فعل على تقرير إحصائي وردي نشرته الحكومة بشأن الصحة والاقتصاد ويشيد بسياسات نجاد وأن ذلك دليل على قيادته الحكيمة للاقتصاد، تحديث آية الله العظمى ناصر مكارم شيرازي نيابة عن معظم الإيرانيين عندما قال أن أرقام الحكومة تناقض ما يراه الناس بأم أعينهم. وفي سبتمبر الماضي وبخ رافسنجاني نجاد على الملأ بسبب طريقته المستمرة في التعامل مع العقوبات الاقتصادية التي دمرت اقتصاد إيران والتي وصفها نجاد بأنها "المزحة" مقللاً من شأنها بالرغم من الأضرار العميقة لها على أرض الواقع.
ويقول أندرو سوليفان في جريدة "ذي أطلانطيك" أن العقوبات بدأت تؤتي ثمارها، وهي السبب في ذلك التصدع الحكومي في طهران ومحاولة نزع الثقة عن الرئيس، حيث يوضح قائلاً أن "جزءًا من الفوضى التي تحدث في إيران هي بسبب العقوبات الاقتصادية الناجحة التي وضعتها إدارة أوباما على كاهل طهران".