- الأربعاء أكتوبر 12, 2011 8:35 pm
#39692
بسم الله الرحمن الرحيم
الصراع الدولي:
وهو موقف دولى تتعارض فية مصالح الفاعليين الدوليين حيث يسعى كل طرف او كل فاعل الى تحقيق مصالحة واهدافة مما يؤدى الى الخلاف بينهم
أولا:صراعات المصالح
وتشمل الأتى
1.الصراع حول الأقاليم:هذه النوعية من الصراعات تأخذ شكلين أساسيين : صراعات حول ترسيم الحدود ،وصراعات حول السيطرة على دولة كاملة داخل حدود معروفة.
وهناك نوعية أخرى من النزاعات الحدودية تسمى بـ حروب الانفصال ، وحروب الانفصال لا تعتبر حروبا دولية لأنها حروب تتم داخل دولة واحدة، حيث يحاول قسم من سكان هذه الدولة الاستقلال وإعادة ترسيم الحدود حول إقليم يصبح دولة جديدة.
2.السيطرة على الحكومات:معظم الصراعات الدولية فى العالم المعاصر لا تدور بسبب الحدود، وانما من اجل السيطرة على الحكومات التى تحكم الدول.ونظريا، لا يحق لدولة التدخل فى المسائل التى تتعلق بالحكم فى دولة أخرى، اذ أن هذا يعتبر شأنا داخليا. ولكن من وجهة عملية، فإن الدول تهتم بما يجرى فى الدول الأخرى، حيث تكون لها غالبا مصالح تجعلها تتدخل فى مسائل الحكم بدرجات متفاوتة تبدأ بمحاولة التأثير على نتائج الانتخابات وتنتهى بمحاولة اسقاط الحكومة باستخدام القوة.
3.الصــراع الاقتصــادي:وهو اشمل صور الصراع الدولى فى العالم اليوم الذى تحول إلى سوق رأسمالية بالغة الاتساع يتم فيها تبادل ملايين من السلع والخدمات والأموال عبر الحدود وتعقد فيها الصفقات فى كل ثانية تقريبا, وفى سوق كهذه من الطبيعى أن تحدث خلافات كثيرة بين الدول التى تسعى إلى تعظيم مصالحها.
ثانيا: صــراع القيم
وهى من أصعب الصرعات حيث يلعب فيها الحماس الدينى والكراهية العرقية والأيديولوجية دورا أساسيا.وتشمل ثلاث انواع
1ـ الصراع العرقي: والجماعة العرقية هى جماعة كبيرة من الناس تشترك فى روابط تاريخية( يعود اصلهم إلى عرق واحد) وثقافية ولغوية، إضافة إلى تميز هذه الجماعة بهوية يعرفون انفسهم بالانتماء اليها .
2ـ الصــراع الــديني:
3ـ الصراع الأيديولوجي:الأيديولوجية تتشابه مع الدين فى أنها تتسبب فى تعقيد النزاعات ومفاقمتها ولكن لا تخلقها . وتتشابه معه أيضا فى أنها تشكل منظومة للقيم، ولكنها لا تدخل فى كل تفاصيل الحياة.
اسباب الصراع الدولى
حياة الدول عبارة عن صراع متصل من اجل الحفاظ على بقائها والدفاع عن مصالحها القومية, وهى تسخر كل إمكانياتها وقدراتها لكى تخرج من المواقف الصعبة سالمة غانمة.
وبشكل عام يمكن القول بأن الدول تتصارع أساسا حول مصالح مادية (الحدود، الاقتصاد، السيطرة على الحكومة )، أو تخوض الصراعات للدفاع عن قيم غير ملموسة (الدين، العرق، الأيدلوجية ) .
اى ان الصراع الدولى يعبر فى مفهومه عن ظاهرة عدم التوافق أو التناقض فى المصالح والقيم والأهداف القومية بين القوى الفاعلة فى النظام الدولى، وتتحول ظاهرة التناقض هذه إلى ظاهرة صدام حين تسعى قوة فاعلة للتدخل فى شئون قوة فاعلة أخرى، وتزداد ظاهرة الصراع انتشارا فى المجتمع الدولى كلما افتقد هذا المجتمع الشرعية.
ولقد برز الصراع بين الدول مع بدء ظهور فكرة الدولة القومية صاحبة السيادة بعد صلح ويستفاليا عام 1648 ـ الذى انهى حرب الثلاثين عاما آخر الحروب الدينية فى أوروبالأنه قرر مبدأ عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول (السيادة).
ولقد تميزت الفترة التى تلت الحرب الباردة بوجود قطب واحد مهيمن هو الولايات المتحدة، مع مجموعة أخرى من القوى أهمها الاتحاد الأوروبى واليابان والصين واخذ الصراع الدولى فى هذه الفترة أشكالا مختلفة، فظهرت انفجارات للحروب الأهلية والعرقية التى خاضتها شعوب مطالبة بحقها فى الانفصال عن دول ظلت متماسكة فقط بسبب ظروف الحرب الباردة.
تفسير ظاهرة الصراع بين الدول .
أولا: الفــوضــويـــة: هناك مجموعة من القواعد والأعراف التى تحكم العلاقات بين الدول، وهى القواعد التى تم التعارف على تسميتها بالقانون الدولي. ولكننا نعرف أيضا أن القانون الدولى لا يتم تطبيقه فى كل الأحوال . وعلى سبيل المثال فالقرار 242 الصادر عن مجلس الأمن فى عام1967 يقضى بانسحاب إسرائيل من الأراضى التى احتلتها فى حرب الأيام الستة، ولكنها لم تفعل ذلك حتى الآن.
ما الذى يحول دون تطبيق القانون الدولي؟ . . السبب بسيط ، وهو انه ليست هناك سلطة عليا تفرض تطبيق هذا القانون، وهذا ما نعنيه بالضبط عندما نقول أن السياسة الدولية تعانى من الفوضوية. فليست هناك فى العالم سلطة اعلى من سلطة الدولة .
هذه الحالة تجعل الدول تواجه ما يسمى بـ معضلة الأمن ، حيث تحاول الدولة أن تحافظ على أمنها بمفردها، فتقوم باتخاذ بعض الإجراءات التى من شانها الحفاظ على هذا الأمن مثل الاهتمام بتقوية قدراتها العسكرية والاحتفاظ بجيش قوي. فى حين ترى الدول الأخرى أن هذه الإجراءات التى تقوم بها الدولة للحفاظ على أمنها قد يكون غرضها عدائيا وليس لمجرد الدفاع. وفى عالم فوضوى ليس هناك مجال للتأكد من النوايا الحقيقية للدولة.
ثانيا: الواقعية وسياسات القوة: فى عالم تسوده الفوضوية، وتعانى الدول فيه من معضلة الأمن، لا يكون أمام الدولة إلا تنمية قدراتها الذاتية كى تتمكن من الدفاع عن نفسها فى مواجهة الدول الأخرى . فهى تبدأ فى التفكير فى اتباع استراتيجية معينة للحفاظ على أمنها قد تنطوى على بناء قدرات عسكرية كبيرة، ووضع خطط طويلة المدي . وقد يكون من ضمن هذه الخطط الدخول فى حلف مع دول أخرى لزيادة قوتها . التفكير بهذه الطريقة التى تعطى أهمية كبيرة للأمن وللقوة، يسمى تفكيرا واقعيا.
ثالثا: الجغرافية السياسية: فالدول عندما تقوم بحساب قوتها وقوة خصومها تأخذ فى اعتبارها عامل الموقع على أساس انه عنصر مهم من عناصر القوة يتعلق بالأمن العسكرى بشكل مباشر . ولهذا السبب فإن رجال الدولة يستعينون بالخرائط عندما يفكرون فى مسائل الصراع الدولي. وهناك مشكلة أخرى تثيرها الجغرافية السياسية تتعلق باحتمال أن تواجه الدولة الهجوم من ناحيتين، ولا يعنى ذلك أن الدول التى لا تعانى من عقدة الوقوع فى المركز لا تعانى من مشاكل تتعلق بالجغرافية السياسية، فالحقيقة أنها تعانى من مشاكل من نوع آخر . فرغم إن موقع بريطانيا (كجزيرة تحميها المياه من هجوم من جانب الدول الأوروبية) حماها سنوات طويلة من الغزو إلا أنه سبب لها عقدة أخرى، وهى صعوبة نقل قواتها بسرعة إلى مسارح المعارك فى القارة الأوروبية.
رابعاً: المســــاومـــــة: تعد من المفاهيم الأساسية فى عالم الصراع الدولي، فالدول تسخر كل الطاقات والإمكانيات التى تحدثنا عنها سابقا لكى تحقق مصلحتها الوطنية التى تتعلق اساسا بزيادة قوتها , والمساومة قد تأخذ شكلا رسميا فتصبح مفاوضة، وفى المفاوضات تستخدم الدولة نفوذها وقدراتها من اجل الوصول إلى النتائج المرجوة . ولكن المساومة تدور أيضا فى ساحات المعارك , فالمعارك الحربية ـ التى هى اكثر الصور تطرفا لظاهرة الصراع الدولى ـ يمكن اعتبارها مساومة حول قيمة يختلف عليها الطرفان.
ولكى تحقق الدولة النتائج المرجوة من عملية المساومة فإنها تقوم بعمل خطط طويلة المدى لحشد إمكانياتها ومصادر قوتها لتحقيق الأهداف. وهذا ما يسمونه بـ الاستراتيجية.
خامساً: الأحلاف وتوازن القوي: إحدى الاستراتيجيات الأساسية التى تستخدم فى عالم الصراع الدولى هى استراتيجية الدخول فى أحلاف. والحلف هو تكتل بين دول تسعى إلى تنسيق تحركاتها لإنجاز هدف ما لمواجهة تهديد معين.
إن مسالة التحالفات هى التى تجعل الصراعات الدولية معقدة، فإذا تخيلنا إن العالم مكون من دولتين فقط فسيكون من السهل حل معضلة الأمن عن طريق احتفاظ كل طرف بقدرات تمكنه من الدفاع عن نفسه، دون أن يكون فى مقدوره الهجوم على الطرف الآخر. ولكن فى حالة وجود دولة ثالثة فإن الموقف يصبح اكثر تعقيدا فالدولة لابد إن تضع فى اعتبارها احتمال أن تتحالف الدولتان الأخريات ضدها، وبالتالى لابد لها من الاحتفاظ بإمكانيات الدفاع عن نفسها فى ظل هذا الاحتمال .
وإذا كان توازن القوى يحافظ على الاستقرار، فإنه حتما لا يحافظ على السلام لأن التوازن يتم استعادته دوما من خلال حروب متكررة تخوضها القوى للحفاظ عليه. وفى مواجهة مفهوم توازن القوى هناك مفهوم الأمن الجماعى الذى يعنى أن تتحالف الدول جميعها فى مواجهة أى دولة تبدأ بالعدوان. وقد كان هذا هو المنطق وراء إنشاء عصبة الأمم عام1919. ولكن مفهوم الأمن الجماعى يقتضى أن ترى الدول كلها التهديدات لأمنها بنفس الطريقة، لأن الدول تحتاج إلى الاتفاق على تحديد الخطر لكى تتحرك بشكل جماعى لمواجهته.
ويتم تسوية الصراع الدولى باحدى طريقتين :
1-التسوية السلمية والوصول الى حل وسط
3-التسوية عن طريق الحرب
الصراع الدولي:
وهو موقف دولى تتعارض فية مصالح الفاعليين الدوليين حيث يسعى كل طرف او كل فاعل الى تحقيق مصالحة واهدافة مما يؤدى الى الخلاف بينهم
أولا:صراعات المصالح
وتشمل الأتى
1.الصراع حول الأقاليم:هذه النوعية من الصراعات تأخذ شكلين أساسيين : صراعات حول ترسيم الحدود ،وصراعات حول السيطرة على دولة كاملة داخل حدود معروفة.
وهناك نوعية أخرى من النزاعات الحدودية تسمى بـ حروب الانفصال ، وحروب الانفصال لا تعتبر حروبا دولية لأنها حروب تتم داخل دولة واحدة، حيث يحاول قسم من سكان هذه الدولة الاستقلال وإعادة ترسيم الحدود حول إقليم يصبح دولة جديدة.
2.السيطرة على الحكومات:معظم الصراعات الدولية فى العالم المعاصر لا تدور بسبب الحدود، وانما من اجل السيطرة على الحكومات التى تحكم الدول.ونظريا، لا يحق لدولة التدخل فى المسائل التى تتعلق بالحكم فى دولة أخرى، اذ أن هذا يعتبر شأنا داخليا. ولكن من وجهة عملية، فإن الدول تهتم بما يجرى فى الدول الأخرى، حيث تكون لها غالبا مصالح تجعلها تتدخل فى مسائل الحكم بدرجات متفاوتة تبدأ بمحاولة التأثير على نتائج الانتخابات وتنتهى بمحاولة اسقاط الحكومة باستخدام القوة.
3.الصــراع الاقتصــادي:وهو اشمل صور الصراع الدولى فى العالم اليوم الذى تحول إلى سوق رأسمالية بالغة الاتساع يتم فيها تبادل ملايين من السلع والخدمات والأموال عبر الحدود وتعقد فيها الصفقات فى كل ثانية تقريبا, وفى سوق كهذه من الطبيعى أن تحدث خلافات كثيرة بين الدول التى تسعى إلى تعظيم مصالحها.
ثانيا: صــراع القيم
وهى من أصعب الصرعات حيث يلعب فيها الحماس الدينى والكراهية العرقية والأيديولوجية دورا أساسيا.وتشمل ثلاث انواع
1ـ الصراع العرقي: والجماعة العرقية هى جماعة كبيرة من الناس تشترك فى روابط تاريخية( يعود اصلهم إلى عرق واحد) وثقافية ولغوية، إضافة إلى تميز هذه الجماعة بهوية يعرفون انفسهم بالانتماء اليها .
2ـ الصــراع الــديني:
3ـ الصراع الأيديولوجي:الأيديولوجية تتشابه مع الدين فى أنها تتسبب فى تعقيد النزاعات ومفاقمتها ولكن لا تخلقها . وتتشابه معه أيضا فى أنها تشكل منظومة للقيم، ولكنها لا تدخل فى كل تفاصيل الحياة.
اسباب الصراع الدولى
حياة الدول عبارة عن صراع متصل من اجل الحفاظ على بقائها والدفاع عن مصالحها القومية, وهى تسخر كل إمكانياتها وقدراتها لكى تخرج من المواقف الصعبة سالمة غانمة.
وبشكل عام يمكن القول بأن الدول تتصارع أساسا حول مصالح مادية (الحدود، الاقتصاد، السيطرة على الحكومة )، أو تخوض الصراعات للدفاع عن قيم غير ملموسة (الدين، العرق، الأيدلوجية ) .
اى ان الصراع الدولى يعبر فى مفهومه عن ظاهرة عدم التوافق أو التناقض فى المصالح والقيم والأهداف القومية بين القوى الفاعلة فى النظام الدولى، وتتحول ظاهرة التناقض هذه إلى ظاهرة صدام حين تسعى قوة فاعلة للتدخل فى شئون قوة فاعلة أخرى، وتزداد ظاهرة الصراع انتشارا فى المجتمع الدولى كلما افتقد هذا المجتمع الشرعية.
ولقد برز الصراع بين الدول مع بدء ظهور فكرة الدولة القومية صاحبة السيادة بعد صلح ويستفاليا عام 1648 ـ الذى انهى حرب الثلاثين عاما آخر الحروب الدينية فى أوروبالأنه قرر مبدأ عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول (السيادة).
ولقد تميزت الفترة التى تلت الحرب الباردة بوجود قطب واحد مهيمن هو الولايات المتحدة، مع مجموعة أخرى من القوى أهمها الاتحاد الأوروبى واليابان والصين واخذ الصراع الدولى فى هذه الفترة أشكالا مختلفة، فظهرت انفجارات للحروب الأهلية والعرقية التى خاضتها شعوب مطالبة بحقها فى الانفصال عن دول ظلت متماسكة فقط بسبب ظروف الحرب الباردة.
تفسير ظاهرة الصراع بين الدول .
أولا: الفــوضــويـــة: هناك مجموعة من القواعد والأعراف التى تحكم العلاقات بين الدول، وهى القواعد التى تم التعارف على تسميتها بالقانون الدولي. ولكننا نعرف أيضا أن القانون الدولى لا يتم تطبيقه فى كل الأحوال . وعلى سبيل المثال فالقرار 242 الصادر عن مجلس الأمن فى عام1967 يقضى بانسحاب إسرائيل من الأراضى التى احتلتها فى حرب الأيام الستة، ولكنها لم تفعل ذلك حتى الآن.
ما الذى يحول دون تطبيق القانون الدولي؟ . . السبب بسيط ، وهو انه ليست هناك سلطة عليا تفرض تطبيق هذا القانون، وهذا ما نعنيه بالضبط عندما نقول أن السياسة الدولية تعانى من الفوضوية. فليست هناك فى العالم سلطة اعلى من سلطة الدولة .
هذه الحالة تجعل الدول تواجه ما يسمى بـ معضلة الأمن ، حيث تحاول الدولة أن تحافظ على أمنها بمفردها، فتقوم باتخاذ بعض الإجراءات التى من شانها الحفاظ على هذا الأمن مثل الاهتمام بتقوية قدراتها العسكرية والاحتفاظ بجيش قوي. فى حين ترى الدول الأخرى أن هذه الإجراءات التى تقوم بها الدولة للحفاظ على أمنها قد يكون غرضها عدائيا وليس لمجرد الدفاع. وفى عالم فوضوى ليس هناك مجال للتأكد من النوايا الحقيقية للدولة.
ثانيا: الواقعية وسياسات القوة: فى عالم تسوده الفوضوية، وتعانى الدول فيه من معضلة الأمن، لا يكون أمام الدولة إلا تنمية قدراتها الذاتية كى تتمكن من الدفاع عن نفسها فى مواجهة الدول الأخرى . فهى تبدأ فى التفكير فى اتباع استراتيجية معينة للحفاظ على أمنها قد تنطوى على بناء قدرات عسكرية كبيرة، ووضع خطط طويلة المدي . وقد يكون من ضمن هذه الخطط الدخول فى حلف مع دول أخرى لزيادة قوتها . التفكير بهذه الطريقة التى تعطى أهمية كبيرة للأمن وللقوة، يسمى تفكيرا واقعيا.
ثالثا: الجغرافية السياسية: فالدول عندما تقوم بحساب قوتها وقوة خصومها تأخذ فى اعتبارها عامل الموقع على أساس انه عنصر مهم من عناصر القوة يتعلق بالأمن العسكرى بشكل مباشر . ولهذا السبب فإن رجال الدولة يستعينون بالخرائط عندما يفكرون فى مسائل الصراع الدولي. وهناك مشكلة أخرى تثيرها الجغرافية السياسية تتعلق باحتمال أن تواجه الدولة الهجوم من ناحيتين، ولا يعنى ذلك أن الدول التى لا تعانى من عقدة الوقوع فى المركز لا تعانى من مشاكل تتعلق بالجغرافية السياسية، فالحقيقة أنها تعانى من مشاكل من نوع آخر . فرغم إن موقع بريطانيا (كجزيرة تحميها المياه من هجوم من جانب الدول الأوروبية) حماها سنوات طويلة من الغزو إلا أنه سبب لها عقدة أخرى، وهى صعوبة نقل قواتها بسرعة إلى مسارح المعارك فى القارة الأوروبية.
رابعاً: المســــاومـــــة: تعد من المفاهيم الأساسية فى عالم الصراع الدولي، فالدول تسخر كل الطاقات والإمكانيات التى تحدثنا عنها سابقا لكى تحقق مصلحتها الوطنية التى تتعلق اساسا بزيادة قوتها , والمساومة قد تأخذ شكلا رسميا فتصبح مفاوضة، وفى المفاوضات تستخدم الدولة نفوذها وقدراتها من اجل الوصول إلى النتائج المرجوة . ولكن المساومة تدور أيضا فى ساحات المعارك , فالمعارك الحربية ـ التى هى اكثر الصور تطرفا لظاهرة الصراع الدولى ـ يمكن اعتبارها مساومة حول قيمة يختلف عليها الطرفان.
ولكى تحقق الدولة النتائج المرجوة من عملية المساومة فإنها تقوم بعمل خطط طويلة المدى لحشد إمكانياتها ومصادر قوتها لتحقيق الأهداف. وهذا ما يسمونه بـ الاستراتيجية.
خامساً: الأحلاف وتوازن القوي: إحدى الاستراتيجيات الأساسية التى تستخدم فى عالم الصراع الدولى هى استراتيجية الدخول فى أحلاف. والحلف هو تكتل بين دول تسعى إلى تنسيق تحركاتها لإنجاز هدف ما لمواجهة تهديد معين.
إن مسالة التحالفات هى التى تجعل الصراعات الدولية معقدة، فإذا تخيلنا إن العالم مكون من دولتين فقط فسيكون من السهل حل معضلة الأمن عن طريق احتفاظ كل طرف بقدرات تمكنه من الدفاع عن نفسه، دون أن يكون فى مقدوره الهجوم على الطرف الآخر. ولكن فى حالة وجود دولة ثالثة فإن الموقف يصبح اكثر تعقيدا فالدولة لابد إن تضع فى اعتبارها احتمال أن تتحالف الدولتان الأخريات ضدها، وبالتالى لابد لها من الاحتفاظ بإمكانيات الدفاع عن نفسها فى ظل هذا الاحتمال .
وإذا كان توازن القوى يحافظ على الاستقرار، فإنه حتما لا يحافظ على السلام لأن التوازن يتم استعادته دوما من خلال حروب متكررة تخوضها القوى للحفاظ عليه. وفى مواجهة مفهوم توازن القوى هناك مفهوم الأمن الجماعى الذى يعنى أن تتحالف الدول جميعها فى مواجهة أى دولة تبدأ بالعدوان. وقد كان هذا هو المنطق وراء إنشاء عصبة الأمم عام1919. ولكن مفهوم الأمن الجماعى يقتضى أن ترى الدول كلها التهديدات لأمنها بنفس الطريقة، لأن الدول تحتاج إلى الاتفاق على تحديد الخطر لكى تتحرك بشكل جماعى لمواجهته.
ويتم تسوية الصراع الدولى باحدى طريقتين :
1-التسوية السلمية والوصول الى حل وسط
3-التسوية عن طريق الحرب