- الأحد نوفمبر 13, 2011 4:16 pm
#40045
أزمة أغادير :
أزمة أغادير (1911)و تسمى كذلك بأزمة المغرب الثانية، هي أزمة عالمية، نتجت عن المنافسة الألمانية لفرنسا في المغرب ووصول البارجة الحربية الألمانية پانثر إلى سواحل أغادير والتهديد بقصفه إذا لم تنسحب فرنسا من المغرب. وانتهت بحصول ألمانيا على جزء من الكونغو مقابل تخليها عن المغرب لكل من فرنسا وإسبانيا.
وفي بداية القرن العشرين، بدأت فرنسا التي كانت قد إستعمرت الجزائر (سنة 1830)، تشعر بالقلق إزاء أمن حدودها مع المغرب، في حين بدأت تطمع في احتلال هدا الأخير. فقد كانت المملكة الشريفة من بين آخر بلدان شمال أفريقيا الغير مستعمرة، وكانت محل اطماع العديد من القوى الأوروپية، خاصة منها فرنسا، بالإضافة إلى ألمانيا التي شعرت بتخلفها عن الركب الأوروپي فيما يخص المستعمرات.
و في سنة 1904، توصلت حكومتي فرنسا وبريطانيا العظمى إلى الاتفاق الودي، وذلك على حساب ألمانيا، حيث تنازلت من خلاله فرنسا على حقوقها في مصر لصالح بريطانيا مقابل آعتراف هده الأخيرة بحق فرنسا في فرض الحماية على المغرب.
و لتذكير فرنسا بحقوق ألمانيا في المغرب، نزل إمبراطور ألمانيا فيلهلم الثاني (غيوم الثاني) بمدينة طنجة شمال المغرب، واتقى بالسلطان مولاى عبد العزيز بن الحسن، وأكد له بالتزام ألمانيا باستقلال المغرب، وندَّد برغبة فرنسا بالانفراد بالمغرب، ودعى إلى تدويل القضية المغربية، الشيئ الذي أجج الخلاف بين القوى الأوروپية، وهده الأزمة هي التي تعرف باسم أزمة المغرب الأولى. ولِتهدئة الخلاف بين الدول المتنافسة، عُقد مؤتمر الجزيرة الخضراء سنة 1906 غير أن هذا المؤتمر جاء بامتيازات جديدة لصالح فرنسا وإسپانيا، وكان بمثابة إيذان لها بالشروع فاحتلال المغرب، فقد أعطى لفرنسا وإسپانيا الحق في إنشاء قوة بوليسية تحت إدارتيهما، بالإضافة إلى امتيازات مصرفية، كما أعطى لفرنسا حق آنفرادها بالنظام الجمركي بالمغرب.
في ظل هده الأوضاع المتأزمة، تمكن بوحمارة، إثر ثورته الشهيرة من بسط نفوده على الجهة الشرقية للمغرب، خاصة مدينة وجدة ونواحيها، فطلب السلطان مولى عبد العزيز من فرنسا التدخل العسكري لاحتلال وجدة.إستغل ليوطي (المقيم العام لِفرنسا بِالمغرب) حدثاً دون أهمية (assassinat à Marrakech du dr Mauchamp) كذريعة لاحتلال وجدة والجهة الشرقية سنة 1907، الشيء الذي أدى إلى ثورة القبائل شرق المغرب. وأدت هذه الأحداث إلى عزل عبد العزيز وتعيين أخيه عبد الحفيظ بن الحسن على عرش المغرب.
و في مارس 1911، بلغت ثورة القبائل عاصمة المغرب فاس، فطلب السلطان عبد الحفيظ من فرنسا التدخل من جديد لحماية فاس من الثوار في أبريل 1911، فشنت فرنسا حملتها العسكرية على فاس لكسر الحصار (colonne moinier)، كما آستغلت هده الدريعة لتسويغ آستعمار فاس والرباط. في ظل الفوضى العارمة، إستغلت إسپانيا بدورها اتفاق 1904 (الاتفاق الودي) لِاحتلال كل من العرائش والقصر الكبير وأصيلة.
و لحماية مصالحها في المغرب، اعتبرت ألمانيا هده التدخلات خرقاً لفصول معاهدة مؤتمر الجزيرة الخضراء (1906)، وبادرت بإرسال بارجتها الحربية "پانثر" لسواحل اغادير.
ومدعية الاستجابة لنداء مُقاوِلِين ألمان بِوادي سوس (كانت الجالية الألمانية بتلك المنطقة تقدر بأربع اشخاص فقط)، أرسلت ألمانيا بارجتها "إس إم إس پانثر" لمدينة أغادير(التي كان ميناءها مغلقاً لِلتجارة الخارجية مند 1881)، لِحماية مصالحها، بِتاريخ 1 يونيو 1911.انطلاقاً من منتصف شهر يوليو، تناوبت البارجة "پانثر" والطراد "برلين" على مهمة تهديد مدينة اغادير بالقصف.
ألمانيا التي كانت تسعى إلى إيقاف توسع فرنسا في المغرب وإضعاف الاتفاق الودي (الاتفاق الودي بين فرنسا وإنجلترا لِسنة 1904)، دهشت أمام ردود الفعل التي انتجها تدخلها العسكري بمدينة أغادير.أعلنت بريطانيا مساندتها لِفرنسا فورا بعد اندلاع هده الأزمة، مهددة بذلك ألمانيا.أما حكومة فرنسا فقد أبانت عن موقف صارم تجاه هدا الحدث، ولم تستتنِ إمكانية إعلانها الحرب على ألمانيا.الحرب بين ألمانيا وفرنسا على وشك الاندلاع.
أدركت حكومة جُوسِفْ كَايُو(Joseph Caillaux، رئيس فرنسا آنداك)، مدى خطورة آندلاع الحرب بين فرنسا وألمانيا، ففضلت التفاوض. مثل فرنسا خلال هذه المفاوضات، جُولْ كَامْبُونْ(Jules Cambon)، سفير فرنسا ببرلين.أما ألمانيا فقد مثلها كِينْدِرْلِينْ
(Kinderlen)، وزير خارجية ألمانيا آنذاك.و بعد مفاوضات صارمة، تخلت ألمانيا عن وُجـودها بِالمـغـرب ، شريطة أن تتخلـى فرسنا بدورها عن 000 272 كم² من مستعمراتها بأفريقيا الاستوائية بِالڭابون و بِالكوغنو المتوسطة ، و بأُوبـانڭي شاري ، مناطق كانت
ستُسَـمَّى بِالكـاميـرونْ الألمانية.ثم توقيع إتفاق ألماني فرنسي بتاريخ 4 نونبر 1911 تاركا لفرنسا حرية الانفراد بالمغرب.أما بارجات ألمانيا فغادرت نهائياً خليج اغادير بتاريخ 28 نونبر 1911.
أزمة أغادير (1911)و تسمى كذلك بأزمة المغرب الثانية، هي أزمة عالمية، نتجت عن المنافسة الألمانية لفرنسا في المغرب ووصول البارجة الحربية الألمانية پانثر إلى سواحل أغادير والتهديد بقصفه إذا لم تنسحب فرنسا من المغرب. وانتهت بحصول ألمانيا على جزء من الكونغو مقابل تخليها عن المغرب لكل من فرنسا وإسبانيا.
وفي بداية القرن العشرين، بدأت فرنسا التي كانت قد إستعمرت الجزائر (سنة 1830)، تشعر بالقلق إزاء أمن حدودها مع المغرب، في حين بدأت تطمع في احتلال هدا الأخير. فقد كانت المملكة الشريفة من بين آخر بلدان شمال أفريقيا الغير مستعمرة، وكانت محل اطماع العديد من القوى الأوروپية، خاصة منها فرنسا، بالإضافة إلى ألمانيا التي شعرت بتخلفها عن الركب الأوروپي فيما يخص المستعمرات.
و في سنة 1904، توصلت حكومتي فرنسا وبريطانيا العظمى إلى الاتفاق الودي، وذلك على حساب ألمانيا، حيث تنازلت من خلاله فرنسا على حقوقها في مصر لصالح بريطانيا مقابل آعتراف هده الأخيرة بحق فرنسا في فرض الحماية على المغرب.
و لتذكير فرنسا بحقوق ألمانيا في المغرب، نزل إمبراطور ألمانيا فيلهلم الثاني (غيوم الثاني) بمدينة طنجة شمال المغرب، واتقى بالسلطان مولاى عبد العزيز بن الحسن، وأكد له بالتزام ألمانيا باستقلال المغرب، وندَّد برغبة فرنسا بالانفراد بالمغرب، ودعى إلى تدويل القضية المغربية، الشيئ الذي أجج الخلاف بين القوى الأوروپية، وهده الأزمة هي التي تعرف باسم أزمة المغرب الأولى. ولِتهدئة الخلاف بين الدول المتنافسة، عُقد مؤتمر الجزيرة الخضراء سنة 1906 غير أن هذا المؤتمر جاء بامتيازات جديدة لصالح فرنسا وإسپانيا، وكان بمثابة إيذان لها بالشروع فاحتلال المغرب، فقد أعطى لفرنسا وإسپانيا الحق في إنشاء قوة بوليسية تحت إدارتيهما، بالإضافة إلى امتيازات مصرفية، كما أعطى لفرنسا حق آنفرادها بالنظام الجمركي بالمغرب.
في ظل هده الأوضاع المتأزمة، تمكن بوحمارة، إثر ثورته الشهيرة من بسط نفوده على الجهة الشرقية للمغرب، خاصة مدينة وجدة ونواحيها، فطلب السلطان مولى عبد العزيز من فرنسا التدخل العسكري لاحتلال وجدة.إستغل ليوطي (المقيم العام لِفرنسا بِالمغرب) حدثاً دون أهمية (assassinat à Marrakech du dr Mauchamp) كذريعة لاحتلال وجدة والجهة الشرقية سنة 1907، الشيء الذي أدى إلى ثورة القبائل شرق المغرب. وأدت هذه الأحداث إلى عزل عبد العزيز وتعيين أخيه عبد الحفيظ بن الحسن على عرش المغرب.
و في مارس 1911، بلغت ثورة القبائل عاصمة المغرب فاس، فطلب السلطان عبد الحفيظ من فرنسا التدخل من جديد لحماية فاس من الثوار في أبريل 1911، فشنت فرنسا حملتها العسكرية على فاس لكسر الحصار (colonne moinier)، كما آستغلت هده الدريعة لتسويغ آستعمار فاس والرباط. في ظل الفوضى العارمة، إستغلت إسپانيا بدورها اتفاق 1904 (الاتفاق الودي) لِاحتلال كل من العرائش والقصر الكبير وأصيلة.
و لحماية مصالحها في المغرب، اعتبرت ألمانيا هده التدخلات خرقاً لفصول معاهدة مؤتمر الجزيرة الخضراء (1906)، وبادرت بإرسال بارجتها الحربية "پانثر" لسواحل اغادير.
ومدعية الاستجابة لنداء مُقاوِلِين ألمان بِوادي سوس (كانت الجالية الألمانية بتلك المنطقة تقدر بأربع اشخاص فقط)، أرسلت ألمانيا بارجتها "إس إم إس پانثر" لمدينة أغادير(التي كان ميناءها مغلقاً لِلتجارة الخارجية مند 1881)، لِحماية مصالحها، بِتاريخ 1 يونيو 1911.انطلاقاً من منتصف شهر يوليو، تناوبت البارجة "پانثر" والطراد "برلين" على مهمة تهديد مدينة اغادير بالقصف.
ألمانيا التي كانت تسعى إلى إيقاف توسع فرنسا في المغرب وإضعاف الاتفاق الودي (الاتفاق الودي بين فرنسا وإنجلترا لِسنة 1904)، دهشت أمام ردود الفعل التي انتجها تدخلها العسكري بمدينة أغادير.أعلنت بريطانيا مساندتها لِفرنسا فورا بعد اندلاع هده الأزمة، مهددة بذلك ألمانيا.أما حكومة فرنسا فقد أبانت عن موقف صارم تجاه هدا الحدث، ولم تستتنِ إمكانية إعلانها الحرب على ألمانيا.الحرب بين ألمانيا وفرنسا على وشك الاندلاع.
أدركت حكومة جُوسِفْ كَايُو(Joseph Caillaux، رئيس فرنسا آنداك)، مدى خطورة آندلاع الحرب بين فرنسا وألمانيا، ففضلت التفاوض. مثل فرنسا خلال هذه المفاوضات، جُولْ كَامْبُونْ(Jules Cambon)، سفير فرنسا ببرلين.أما ألمانيا فقد مثلها كِينْدِرْلِينْ
(Kinderlen)، وزير خارجية ألمانيا آنذاك.و بعد مفاوضات صارمة، تخلت ألمانيا عن وُجـودها بِالمـغـرب ، شريطة أن تتخلـى فرسنا بدورها عن 000 272 كم² من مستعمراتها بأفريقيا الاستوائية بِالڭابون و بِالكوغنو المتوسطة ، و بأُوبـانڭي شاري ، مناطق كانت
ستُسَـمَّى بِالكـاميـرونْ الألمانية.ثم توقيع إتفاق ألماني فرنسي بتاريخ 4 نونبر 1911 تاركا لفرنسا حرية الانفراد بالمغرب.أما بارجات ألمانيا فغادرت نهائياً خليج اغادير بتاريخ 28 نونبر 1911.