منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

By حمدان العنزي ١٣٤
#40577
وقع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح يوم الاربعاء الماضي في الرياض على اتفاق يقضي بانتقال السلطة منه الى نائبه عبدربه منصور هادي وبعد الفترة الانتقالية يتم تشكيل حكومة %50 من اعضائها من المعارضة و50 من الموالاة (حكومة وفاق وطني) ويتم منح الرئيس عفواً عن فترة حكمه من الملاحقة القانونية والقضائية .. ويدعو الرئيس بالانابة الى انتخابات رئاسية في غضون 60 يوماً بموجب الدستور يشكل الرئيس المنتخب لجنة دستورية للاشراف على اعداد دستور جديد ويعرض الدستور للاستفتاء الشعبي وبعدها يتم وضع جدول زمني لانتخابات برلمانية جديدة، وتكون دول مجلس التعاون والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي شهوداً على تنفيذ الاتفاق.
هل ستكون المرحلة الانتقالية سلمية لايختلف حولها الفرقاء في اليمن؟ وهل العوامل والمعطيات الداخلية ستتوحد حول برنامج عمل للمرحلة الجديدة بعد رحيل صالح.
ردود الفعل الأولية بعد توقيع الاتفاق تشير الى بروز خلافات ورفض للمبادرة الخليجية والاتفاق لان الاتفاق أهمل الجنوب والحوثيين وشباب الربيع الثائر في اليمن.
واقع الحال في اليمن يخبرنا بأن اهل اليمن غير قادرين على تدبير امورهم وحدهم فالترتيبات الخاصة بنقل السلطة في المرحلة الانتقالية ما كان لها ان تتحقق لولا تدخل القوى الخارجية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي.. فالوجود والحضور الخارجي في اليمن ليس بجديد فطوال تاريخ اليمن لعبت التوازنات الدولية دوراً مهدئاً للاوضاع في اليمن مثل ماحدث يوم الاربعاء الماضي في الرياض بتوقيع الاتفاق، والتدخل الاجنبي في اليمن قد يلعب دوراً في إثارة الحروب والفتنة بين الاخوة في اليمن مثل ماحدث ابان الحرب بين انصار الملكية والجمهورية في الستينيات.. مرة أخرى نتساءل هل يستقر اليمن بعد رحيل صالح والمرور بالمرحلة الانتقالية تمهيداً للانتخابات؟ هنالك اكثر من وجهة نظر فالمتفائلون يرون بان الحراك الشعبي والحالة الثورية التي قادها الشباب قد خلقت حالة من الاجماع الوطني والسياسي بين الاحزاب السياسية المعارضة وهذا سيسهل الامر على السياسيين في اليمن للانتقال للمرحلة الجديدة القادمة بطريقة سلمية سلسة.
الواقعيون يرون بان الاوضاع لم تتغير كثيراً فالرئيس لايزال لديه القوة الفاعلة رغم رحيله فالقوات المسلحة لاتزال تحت إمرة ابنه وابناء عائلته كما ان الحزب الحاكم لايزال يدين بالولاء له.
المعارضة الشبابية اعلنت رفضها للاتفاق لانه منح الرئيس حصانة قضائية وطالبت بمحاكمته ورحيل النظام الذي يمثله كما هتف الشباب المعارض في اليمن في تظاهرة كبيرة قتل فيها خمسة اشخاص واصيب 27 آخرون بجروح بشعارات تندد بالمعارضة اليمنية خصوصاً حزب التجمع الوطني للاصلاح الاخوان المسلمون وذلك لموقفهم المؤيد للمبادرة ومعارضتهم القوية ضد الحوثيين، الحوثيون بدورهم الذين يتمركزون في محافظة صغيرة رفضوا المبادرة وحذروا من اجهاض الثورة والالتفاف عليها.