- الأربعاء ديسمبر 07, 2011 4:09 pm
#41288
جنكيز خان.. سيرة قاتل من أجل القتل
صورتان متناقضتان لشخصية القائد المنغولي: رومانسي على طريقة نابليون وزوبعة من التدمير والقسوة
الامبراطورية التي اسست من قبل جنكيز خان تعتبر واحدة من اعتى الامبراطوريات العسكرية في التاريخ. فعند نهاية القرن الثالث عشر امتدت سيطرة قبيلته المنغولية الصغيرة التي تنتسب الى واد بعيد يقع شمال شرقي صحراء جوبي من شواطئ الباسفيك الى البحر الابيض المتوسط، ومن بولندا الى الهند. كل ذلك تحقق في اقل من سبعين عاما بواسطة جيوش المحاربين الممتطين صهوات الجياد والمسلحين بالقسي والسهام، لكن عام 1241، اي بعد اربعة عشر عاما على موت جنكيز خان كان المنغوليون على وشك الاندفاع للسيطرة على سواحل الاطلنطي لولا أن الجيوش استدعيت للعودة بسبب الصراع الذي نشب حول السلطة داخل صفوف الطبقة المنغولية الحاكمة.
وفي هذه الدراسة الجديدة يهدف المؤلف جون مان الى رسم لوحة معاصرة لجنكيز خان كشخص اكثر تعقيدا مما يتصوره الناس من خلال اعادة تقييمه كشخصية رومانتيكية نابوليونية وفي نفس الوقت كـ«زوبعة من التدمير والقسوة»، قتل الملايين ودمر المدن والحواضر.
كان جنكيز خان يمتلك قابلية اخضاع عالمي، وطاقة هائلة من النشاط المكثف الصاخب وقوة ارادة واعتقاد بأن ما كان يفعله هو بارادة إلهية الى جانب عبقرية عسكرية وعقل سياسي، كذلك حقق انجازا آخر وهو توحيده القبائل المنغولية المتنازعة في اتحاد واحد وتعيينه الجنرالات الموهوبين ممن كان يثق بهم بشكل مطلق. أما مفتاح نجاحاته الاخرى فكانت المعدات الحربية العسكرية وبشكل خاص الجواد المنغولي والقوس والسهم.
اعتمد جنكيز خان على القبائل المنغولية المحاربة الشديدة المراس التي ألفت العيش على ظهور الحيوانات وتناول الجعة المصنوعة من تخمير حليب الفرس. ومن تركيبة القوس المنغولي امتلكوا واحدا من أفضل أسلحة العصر. فبواسطة ياردة من القرن والخشب والوتر يمكن للقوس أن يطلق السهم إلى مسافة 900 ياردة. وهذه المسافة هي أطول مرتين من مسافة القوس الطويل (الانجليزي)، وسهام هذا القوس تستطيع ان تخترق الدرع بسرعة 190 مترا في الساعة. وكان جنكيز خان يقود جيشا مكونا من 100 ألف محارب مدعومين بخيول يصل عددها الى 300 ألف حصان.
ترعرع جنكيز خان تحت ظل ثقافة اقطاعية قبلية. في البداية كان هدف جنكيز خان الصين، وهاجمها من أجل أسباب محلية استراتيجية، ثم قادته انتصاراته الاولى في الصين للاتجاه نحو أماكن أخرى في العالم، ونمت لديه فكرة السيطرة على نطاق واسع. وبعد تركه سلالة سونغ في جنوب الصين تحول نحو الغرب مهاجما العالم الاسلامي بضراوة شديدة من الصعب ايجاد تفسير لها.
يخبرنا المؤلف جون مان عن أن المجازر التي اعقبت ذلك الغزو لم يكن الباعث غير أن هناك آراء ترى أن رجال جنكيز خان كانوا يعتبرون جنس ضحاياهم أقل مرتبة منهم.
كانت «متعة» المنغوليين ببساطة هي الفتوحات وكانت صورة الهدف النهليسي الذي انطبعت عنهم في ذاكرة الشعوب الأوروبية والروسية والإسلامية هي صورة المتعطشين إلى الدماء وهم يهاجمون ويغزون المدن الكبرى مثل كييف، بخارى، سمرقند وميرف، حيث يمارسون أعمال القتل من أجل القتل فحسب، مخلفين وراءهم الخراب والدمار. حوالي عام 1200 كانت مدينة ميرف التي تقع على ضفاف نهر مرغاب تمثل جوهرة آسيا الوسطى حيث المساجد والمنائر والآجر الفيروزي الذي يرى على مسافة يوم عبر الصحراء. كانت تغطي مساحة 100 كيلومتر مربع، تتباهى بمكتبتها التي تحتوي على 150 ألف مجلد ومنها مركز فلكي كان يعمل فيه الشاعر عمر الخيام. حين سقطت مدينة ميرف بيد المنغوليين بعد مقاومة قصيرة سيق مواطنوها خارج المدينة وخصص لكل جندي منغولي قتل حوالي 300 شخص، مصادر التاريخ تقول ان عدد القتلى من المسلمين وصل الى مليون انسان. وميرف التي كانت يوما مدينة عامرة لم يبق منها الآن سوى الاطلال والرمال. وفي هذا الصدد يقول الكاتب ان المنغوليين ربما يكونون أول من مارس الحرب الشاملة والابادة الجماعية، أما هدفهم من هذا فهو القضاء على خطر التمرد والعصيان وإشاعة الخوف والذعر في نفوس سكان جيرانهم وإجبارهم على الطاعة والخنوع.
صورتان متناقضتان لشخصية القائد المنغولي: رومانسي على طريقة نابليون وزوبعة من التدمير والقسوة
الامبراطورية التي اسست من قبل جنكيز خان تعتبر واحدة من اعتى الامبراطوريات العسكرية في التاريخ. فعند نهاية القرن الثالث عشر امتدت سيطرة قبيلته المنغولية الصغيرة التي تنتسب الى واد بعيد يقع شمال شرقي صحراء جوبي من شواطئ الباسفيك الى البحر الابيض المتوسط، ومن بولندا الى الهند. كل ذلك تحقق في اقل من سبعين عاما بواسطة جيوش المحاربين الممتطين صهوات الجياد والمسلحين بالقسي والسهام، لكن عام 1241، اي بعد اربعة عشر عاما على موت جنكيز خان كان المنغوليون على وشك الاندفاع للسيطرة على سواحل الاطلنطي لولا أن الجيوش استدعيت للعودة بسبب الصراع الذي نشب حول السلطة داخل صفوف الطبقة المنغولية الحاكمة.
وفي هذه الدراسة الجديدة يهدف المؤلف جون مان الى رسم لوحة معاصرة لجنكيز خان كشخص اكثر تعقيدا مما يتصوره الناس من خلال اعادة تقييمه كشخصية رومانتيكية نابوليونية وفي نفس الوقت كـ«زوبعة من التدمير والقسوة»، قتل الملايين ودمر المدن والحواضر.
كان جنكيز خان يمتلك قابلية اخضاع عالمي، وطاقة هائلة من النشاط المكثف الصاخب وقوة ارادة واعتقاد بأن ما كان يفعله هو بارادة إلهية الى جانب عبقرية عسكرية وعقل سياسي، كذلك حقق انجازا آخر وهو توحيده القبائل المنغولية المتنازعة في اتحاد واحد وتعيينه الجنرالات الموهوبين ممن كان يثق بهم بشكل مطلق. أما مفتاح نجاحاته الاخرى فكانت المعدات الحربية العسكرية وبشكل خاص الجواد المنغولي والقوس والسهم.
اعتمد جنكيز خان على القبائل المنغولية المحاربة الشديدة المراس التي ألفت العيش على ظهور الحيوانات وتناول الجعة المصنوعة من تخمير حليب الفرس. ومن تركيبة القوس المنغولي امتلكوا واحدا من أفضل أسلحة العصر. فبواسطة ياردة من القرن والخشب والوتر يمكن للقوس أن يطلق السهم إلى مسافة 900 ياردة. وهذه المسافة هي أطول مرتين من مسافة القوس الطويل (الانجليزي)، وسهام هذا القوس تستطيع ان تخترق الدرع بسرعة 190 مترا في الساعة. وكان جنكيز خان يقود جيشا مكونا من 100 ألف محارب مدعومين بخيول يصل عددها الى 300 ألف حصان.
ترعرع جنكيز خان تحت ظل ثقافة اقطاعية قبلية. في البداية كان هدف جنكيز خان الصين، وهاجمها من أجل أسباب محلية استراتيجية، ثم قادته انتصاراته الاولى في الصين للاتجاه نحو أماكن أخرى في العالم، ونمت لديه فكرة السيطرة على نطاق واسع. وبعد تركه سلالة سونغ في جنوب الصين تحول نحو الغرب مهاجما العالم الاسلامي بضراوة شديدة من الصعب ايجاد تفسير لها.
يخبرنا المؤلف جون مان عن أن المجازر التي اعقبت ذلك الغزو لم يكن الباعث غير أن هناك آراء ترى أن رجال جنكيز خان كانوا يعتبرون جنس ضحاياهم أقل مرتبة منهم.
كانت «متعة» المنغوليين ببساطة هي الفتوحات وكانت صورة الهدف النهليسي الذي انطبعت عنهم في ذاكرة الشعوب الأوروبية والروسية والإسلامية هي صورة المتعطشين إلى الدماء وهم يهاجمون ويغزون المدن الكبرى مثل كييف، بخارى، سمرقند وميرف، حيث يمارسون أعمال القتل من أجل القتل فحسب، مخلفين وراءهم الخراب والدمار. حوالي عام 1200 كانت مدينة ميرف التي تقع على ضفاف نهر مرغاب تمثل جوهرة آسيا الوسطى حيث المساجد والمنائر والآجر الفيروزي الذي يرى على مسافة يوم عبر الصحراء. كانت تغطي مساحة 100 كيلومتر مربع، تتباهى بمكتبتها التي تحتوي على 150 ألف مجلد ومنها مركز فلكي كان يعمل فيه الشاعر عمر الخيام. حين سقطت مدينة ميرف بيد المنغوليين بعد مقاومة قصيرة سيق مواطنوها خارج المدينة وخصص لكل جندي منغولي قتل حوالي 300 شخص، مصادر التاريخ تقول ان عدد القتلى من المسلمين وصل الى مليون انسان. وميرف التي كانت يوما مدينة عامرة لم يبق منها الآن سوى الاطلال والرمال. وفي هذا الصدد يقول الكاتب ان المنغوليين ربما يكونون أول من مارس الحرب الشاملة والابادة الجماعية، أما هدفهم من هذا فهو القضاء على خطر التمرد والعصيان وإشاعة الخوف والذعر في نفوس سكان جيرانهم وإجبارهم على الطاعة والخنوع.