- الخميس ديسمبر 08, 2011 7:21 am
#41356
لا تنفك أبواق النظام السوري عن الحديث عن تمتع الرئيس بشار الأسد بشعبية وشرعية كبيرة. وهم يجادلون بان أغلبية الشعب السوري لم تخرج للتظاهر ضد النظام مما يعني انها مع النظام وتؤمن شرعيته. ناهيك عن ان المظاهرات الداعمة للنظام تجلب جماهير أكثر من تلك التي تناوئه.
هذه الحجة تذكرنا بالنكتة السوفيتية التي تقول إن أمريكيا تباهي بالحرية الأمريكية أمام سوفيتي قائلا ان بإمكانه الوقوف أمام البيت الأبيض وكيل الشتائم للرئيس الأمريكي دون ان يخشى المساءلة فرد عليه السوفيتي بانه، هو الآخر، يتمتع بحرية الوقوف أمام الكرملين وكيل الشتائم للرئيس الأمريكي دون ان يخشى المساءلة.
أبواق السوء تتناسى ان هناك فرقا كبيرا بين الفئتين. المتظاهر ضد النظام في سوريا يخاطر بدفع ثمن كبير من دمه وماله وعرضه في حال خرج للتظاهر بينما يمنّي المتظاهر المؤيد للنظام نفسه بثمن كبير لقاء مشاركته في احتفالية التظاهر.
والحق ان النظام السوري يتعامل مع التظاهرات الحاشدة التي تتحدى بطشه بسياسة الأرض المحروقة. فالنظام أمعن في استخدام الورقة الطائفية جاعلا الأحقاد تصل إلى أعلى مستوياتها في البلاد. لا يهم النظام السوري حقيقة انه يخاطر بإشعال حرب أهلية، بل وربما هو يسعى إليها، كي لا يكون أمام خصومه إلا خياران إما هو أو الحرب الأهلية.
النظام يعلم تماما انه يخوض حرب مصير وليس لديه خيار إلا استنساخ سياسة القمع التي مكنت حليفه الإيراني من إخماد جذوة الحركة الشبابية الخضراء. هو لا ينظر إلى تجارب القمع الفاشلة في تونس ومصر وليبيا بل ينظر للتجربة الناجحة في إيران.
وفي مواجهة التحرك العربي القوي تقوم سياسة النظام على محاولة إغراق العرب بالتفاصيل وتقديم الاستفسارات والتفسيرات لكسب الوقت ظنا منه ان بإمكانه إنهاء التظاهرات قبل الخضوع لاستحقاقات الوعود التي قطعها للعرب.
ما لا يدركه النظام السوري ان الزمن تغير. فشباب الثورة الإيرانية الخضراء لم يكونوا ينادون بإسقاط النظام بل بإلغاء الانتخابات المزورة بمعنى انهم تحدوا شرعية الرئيس نجاد تحت سقف النظام نفسه. هذا بالإضافة إلى ان الشارع السوري لا يستلهم النموذج الإيراني بل النموذج الليبي الذي صبر لأشهر طويلة وقدم تضحيات عظيمة لكنه حظي أخيرا بالخلاص من الديكتاتور.
كما يفوت النظام الذي سبق له ان أحرق الجسور العربية بعد عبورها ان العرب ليس بإمكانهم، أصلاً، السكوت على المجازر التي يرتكبها حتى لو أرادوا. إذ ان الضغط يأتي من مواطنيهم للتحرك نحو إيقاف الطاغية عن مجازره.
العالم تغير، والجميع يدرك، بلا شك، ذلك .. عدا النظام السوري.
هذه الحجة تذكرنا بالنكتة السوفيتية التي تقول إن أمريكيا تباهي بالحرية الأمريكية أمام سوفيتي قائلا ان بإمكانه الوقوف أمام البيت الأبيض وكيل الشتائم للرئيس الأمريكي دون ان يخشى المساءلة فرد عليه السوفيتي بانه، هو الآخر، يتمتع بحرية الوقوف أمام الكرملين وكيل الشتائم للرئيس الأمريكي دون ان يخشى المساءلة.
أبواق السوء تتناسى ان هناك فرقا كبيرا بين الفئتين. المتظاهر ضد النظام في سوريا يخاطر بدفع ثمن كبير من دمه وماله وعرضه في حال خرج للتظاهر بينما يمنّي المتظاهر المؤيد للنظام نفسه بثمن كبير لقاء مشاركته في احتفالية التظاهر.
والحق ان النظام السوري يتعامل مع التظاهرات الحاشدة التي تتحدى بطشه بسياسة الأرض المحروقة. فالنظام أمعن في استخدام الورقة الطائفية جاعلا الأحقاد تصل إلى أعلى مستوياتها في البلاد. لا يهم النظام السوري حقيقة انه يخاطر بإشعال حرب أهلية، بل وربما هو يسعى إليها، كي لا يكون أمام خصومه إلا خياران إما هو أو الحرب الأهلية.
النظام يعلم تماما انه يخوض حرب مصير وليس لديه خيار إلا استنساخ سياسة القمع التي مكنت حليفه الإيراني من إخماد جذوة الحركة الشبابية الخضراء. هو لا ينظر إلى تجارب القمع الفاشلة في تونس ومصر وليبيا بل ينظر للتجربة الناجحة في إيران.
وفي مواجهة التحرك العربي القوي تقوم سياسة النظام على محاولة إغراق العرب بالتفاصيل وتقديم الاستفسارات والتفسيرات لكسب الوقت ظنا منه ان بإمكانه إنهاء التظاهرات قبل الخضوع لاستحقاقات الوعود التي قطعها للعرب.
ما لا يدركه النظام السوري ان الزمن تغير. فشباب الثورة الإيرانية الخضراء لم يكونوا ينادون بإسقاط النظام بل بإلغاء الانتخابات المزورة بمعنى انهم تحدوا شرعية الرئيس نجاد تحت سقف النظام نفسه. هذا بالإضافة إلى ان الشارع السوري لا يستلهم النموذج الإيراني بل النموذج الليبي الذي صبر لأشهر طويلة وقدم تضحيات عظيمة لكنه حظي أخيرا بالخلاص من الديكتاتور.
كما يفوت النظام الذي سبق له ان أحرق الجسور العربية بعد عبورها ان العرب ليس بإمكانهم، أصلاً، السكوت على المجازر التي يرتكبها حتى لو أرادوا. إذ ان الضغط يأتي من مواطنيهم للتحرك نحو إيقاف الطاغية عن مجازره.
العالم تغير، والجميع يدرك، بلا شك، ذلك .. عدا النظام السوري.