- الاثنين ديسمبر 12, 2011 7:20 pm
#41905
الحمض النووي.. ولعنة الابتكار !
أحدث الاكتشاف العلمي (D.N.A) والمعروف «بالحمض النووي» ثورة علمية غير مسبوقة، وبقدر ما أدى هذا الاكتشاف الى نتائج ساهمت في كشف غموض الكثير من الحوادث التي تتعلق بتحديد جنس الشخص، وفصيلة دمه، وجيناته الوراثية، وصلة القرابة بالآخرين، بقدر ما ساهم في فتح أبواب «الشكك» الموصدة التي يدلف من خلالها المرضى والمهووسون، والذين «يرون» في منامهم أن طفلهم ليس الذي بين أحضانهم بل طفل اخر يعيش بعيداً عنهم، والمتابع للصحف يقرأ عن قصص مأساوية ما كان لها أن تأخذ هذا الحيز المؤلم من الذيوع لولا هذا الاكتشاف اللعين!
مشكلتنا مع كل المبتكرات العلمية التي غزت حياتنا حديثا تكمن في طريقة الاستخدام، فنحن للأسف نستخدم الجانب السيئ من المبتكر العلمي والذي هو بالقطع مفيد وحيوي في جوانبه الإيجابية، وهي الجوانب التي هدف المبتكرون الوصول إليها وتحقيقها، فالإنترنت والجوال، والحمض النووي وغير ذلك من الابتكارات التي عرفناها مؤخراً، والتي تهدف في المقام الأول إلى خدمة البشرية.. غير أن ما يحدث أن «الإنترنت» مثلاً بدلاً من أن يصبح أداة اتصال مفيدة يمكن من خلالها الاطلاع على ثقافات الشعوب والتواصل مع الآخر، ومعرفة الابتكارات الحديثة تحول إلى أداة يمارس من خلالها البعض نشر سمومه، وأفكاره الشريرة، والحال أيضاً يسري على المبتكرات الأخرى.
من هنا فإن اكتشاف «الحمض النووي» الذي يؤدي مهمات جسيمة ويفك رموزاً غامضة يحتاجها المحققون مثلاً بغية الوصول إلى إحقاق الحق والعدل.. بات وسيلة لتخريب البيوت، والطعن في شرف النساء، ونحمد الله أن زمننا الماضي لم يعرف هذه التقنية المتطورة وإلا لرأينا العجب.. خاصة أن أمهاتنا «طيبات» لدرجة أنهن يحملن موالديهن الذين تدفعهه إليهن القابلة أو الممرضة دون أن يسألنها عن هذا المولود هل هو ابنها حقاً أم لا؟ أم هل هو ذكر أو أنثى؟ بل تحمله إلى بيتها راضية بما قسمه الله لها؛ أما الآن فيكفي أن يحلم الأب بأن «طفله» الذي رباه وظل يرعاه ليس من صلبه ولا من ترائب امرأته حتى يطالب بإخضاعه إلى فحص «الحمض النووي» لا غيره.. وعلى الأم المسكينة أن تتحمل تبعات النتيجة التي قد تكون فيما لو صدقت أحلام الرجل من أخطاء الممرضات في المستشفيات لا في شرفها وعفتها. لذا فإنني أطالب عدم الاحتكام إلى «الحمض النووي» في حالة الشك أو الرؤيا الليلية، وأن يقتصر الخضوع له للحالات التي تترتب عليها كشف غموض جريمة أو جثة مجهولة.. إذ إن «تسهيل» عملية الكشف لكل طالب سيفتح أبواب جهنم على مصراعيها فتدمر بيوت آمنة، وأسر سعيدة. تتندر إحدى معارفنا «القرويات» من «سحنة» طفل ابنتها الذي لا يشبهها.. فهو أسمر وابنتها كما تقول قطعة من «الثلج الأبيض» وتنسى أن «العرق دساس» وأن الأبناء ليسوا بالضرورة على صور آبائهم وأمهاتهم فقد يكون أحد أجداده القدامى على شاكلته كما هو معروف علمياً.
ولست أدرى.. لو كان هذا الاكتشاف العجيب قد عرفه الأقدمون هل سيخضع له «عنترة أو الشنفرى، والمتنبي، وزياد ابن ابيه» وغيرهم من الذين لا يحملون أي سحنة من سحنات آبائهم؟! أوقفوا الاحتكام إلى «الحمض النووي» رحمة بإنسانيتنا ونسائنا.. ورمضان كريم..!!
أحدث الاكتشاف العلمي (D.N.A) والمعروف «بالحمض النووي» ثورة علمية غير مسبوقة، وبقدر ما أدى هذا الاكتشاف الى نتائج ساهمت في كشف غموض الكثير من الحوادث التي تتعلق بتحديد جنس الشخص، وفصيلة دمه، وجيناته الوراثية، وصلة القرابة بالآخرين، بقدر ما ساهم في فتح أبواب «الشكك» الموصدة التي يدلف من خلالها المرضى والمهووسون، والذين «يرون» في منامهم أن طفلهم ليس الذي بين أحضانهم بل طفل اخر يعيش بعيداً عنهم، والمتابع للصحف يقرأ عن قصص مأساوية ما كان لها أن تأخذ هذا الحيز المؤلم من الذيوع لولا هذا الاكتشاف اللعين!
مشكلتنا مع كل المبتكرات العلمية التي غزت حياتنا حديثا تكمن في طريقة الاستخدام، فنحن للأسف نستخدم الجانب السيئ من المبتكر العلمي والذي هو بالقطع مفيد وحيوي في جوانبه الإيجابية، وهي الجوانب التي هدف المبتكرون الوصول إليها وتحقيقها، فالإنترنت والجوال، والحمض النووي وغير ذلك من الابتكارات التي عرفناها مؤخراً، والتي تهدف في المقام الأول إلى خدمة البشرية.. غير أن ما يحدث أن «الإنترنت» مثلاً بدلاً من أن يصبح أداة اتصال مفيدة يمكن من خلالها الاطلاع على ثقافات الشعوب والتواصل مع الآخر، ومعرفة الابتكارات الحديثة تحول إلى أداة يمارس من خلالها البعض نشر سمومه، وأفكاره الشريرة، والحال أيضاً يسري على المبتكرات الأخرى.
من هنا فإن اكتشاف «الحمض النووي» الذي يؤدي مهمات جسيمة ويفك رموزاً غامضة يحتاجها المحققون مثلاً بغية الوصول إلى إحقاق الحق والعدل.. بات وسيلة لتخريب البيوت، والطعن في شرف النساء، ونحمد الله أن زمننا الماضي لم يعرف هذه التقنية المتطورة وإلا لرأينا العجب.. خاصة أن أمهاتنا «طيبات» لدرجة أنهن يحملن موالديهن الذين تدفعهه إليهن القابلة أو الممرضة دون أن يسألنها عن هذا المولود هل هو ابنها حقاً أم لا؟ أم هل هو ذكر أو أنثى؟ بل تحمله إلى بيتها راضية بما قسمه الله لها؛ أما الآن فيكفي أن يحلم الأب بأن «طفله» الذي رباه وظل يرعاه ليس من صلبه ولا من ترائب امرأته حتى يطالب بإخضاعه إلى فحص «الحمض النووي» لا غيره.. وعلى الأم المسكينة أن تتحمل تبعات النتيجة التي قد تكون فيما لو صدقت أحلام الرجل من أخطاء الممرضات في المستشفيات لا في شرفها وعفتها. لذا فإنني أطالب عدم الاحتكام إلى «الحمض النووي» في حالة الشك أو الرؤيا الليلية، وأن يقتصر الخضوع له للحالات التي تترتب عليها كشف غموض جريمة أو جثة مجهولة.. إذ إن «تسهيل» عملية الكشف لكل طالب سيفتح أبواب جهنم على مصراعيها فتدمر بيوت آمنة، وأسر سعيدة. تتندر إحدى معارفنا «القرويات» من «سحنة» طفل ابنتها الذي لا يشبهها.. فهو أسمر وابنتها كما تقول قطعة من «الثلج الأبيض» وتنسى أن «العرق دساس» وأن الأبناء ليسوا بالضرورة على صور آبائهم وأمهاتهم فقد يكون أحد أجداده القدامى على شاكلته كما هو معروف علمياً.
ولست أدرى.. لو كان هذا الاكتشاف العجيب قد عرفه الأقدمون هل سيخضع له «عنترة أو الشنفرى، والمتنبي، وزياد ابن ابيه» وغيرهم من الذين لا يحملون أي سحنة من سحنات آبائهم؟! أوقفوا الاحتكام إلى «الحمض النووي» رحمة بإنسانيتنا ونسائنا.. ورمضان كريم..!!