أطوار الدولة عند ابن خلدون
الطور الأول : هو طور التأسيس ، وفيه يكون السلطان جديد العهد بالملك لذا فهو لا يستغني عن العصبية وإنَّما يعتمد عليها لإرساء قواعد ملكه , فيكون الحكم في هذه المرحلة مشتركاً بين الملك وبين قومه وعشيرته، ويتميز هذا الطور ببداوة المعيشة ويشترك الجميع في الدفاع عن الدولة لوجود الشجاعة والقوة البدنية.
الطور الثاني : هو طور الانفراد بالملك ، ويرى ابن خلدون أن الانفراد بالسلطة ميل طبيعي وفطري لدى البشر ،ولذا فإنَّ السلطان عندما يرى ملكه قد استقر يعمل على قمع العصبية ، كما يعمل على الانفراد بالحكم ، واستبعاد أهل عصبيته من ممارسة الحكم .
الطور الثالث: وهو طور الفراغ والدعة , وفي هذا الطور يتم تحصيل ثمرات الملك وتخليد الآثار ، فالدولة في هذا الطور تبلغ قمة قوتها ، ويتفرغ السلطان لشؤون الجباية ، وإحصاء النفقات والقصد فيها ، وتخليد ملكه بأن يبني المباني العظيمة الشاهدة على عظمته .
الطور الرابع: هو طور القنوع والمسالمة , وفي هذا الطور يكون صاحب الدولة قانعاً بما بناه أسلافه مقلداً لهم قدر ما يستطيع ، والدولة في هذه المرحلة تكون في حالة تجمد فلا شيء جديد يحدث كأن الدولة تنتظر بداية النهاية.
الطور الخامس : هو طور الإسراف والتبذير ، ويكون صاحب الدولة في هذا الدور متلفاً لما جمعه أسلافه في سبيل الشهوات والملاذ والكرم على بطانته ، فيكون مخرباً لما كان سلفه يؤسسون وهادماً لما كانوا يبنون.
.